فاضل البراك

فاضل البراك (و. 1942 - ت. 1993) هو رئيس المخابرات العراقية السابق من عام 1994 حتى 1989، والذي قتل في عهد صدام حسين عام 1993 بمكيدة من أخي صدام سبعاوي إبراهيم الحسن وحسين كامل. وأثير أنه أرسِل سراً إلى واشنطن بداية عام 1991 لعقد لقاء مع مسئول مهم في ادارة بوش يُعتقد أنه إما جيمس بيكر أو دونالد رمسفلد لإرسال رسالة من صدام حسين ولكن مضمون هذا اللقاء أصبح سراً بموت البراك وصدام حسين.

فاضل البراك
فاضل البراك.jpg
في المنصب
1984–1989
رئيس المخابرات العراقية
الرئيسصدام حسين
سبقهبرزان ابراهيم التكريتي
خلـَفه؟؟
تفاصيل شخصية
وُلِد1642
تكريت، العراق
توفي1993
بغداد، العراق
القوميةعراقي
الحزبحزب البعث

فاضل البراك هو من التقي روبرت گيتس مندوب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في مدريد عام 1983 ونقل إلى صدام حسين أن الأمريكان يريدون منه التصدي لإيران في مقابل ترك يده في الكويت.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

 
صدام وفاضل البراك

ولد فاضل البراك في مدينة تكريت عام 1942. درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة فيها لكنه انتقل لاحقاً إلى مدينة سامراء وأكمل الدراسة الاعدادية ودخل بعدها الكلية العسكرية في عام 1962 (دورة 41) بواسطة بعض الضباط البعثيين. وكأغلب شباب جيله من ذوي التوجه العروبي انتمى إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في عام 1958 وشارك بعدها في ثورة تموز 1968. وحصل البراك على شهادة الدكتوراه من روسيا عام 1976 من أكاديمية العلوم السوڤيتية مركز الاستشراق وكانت أطروحة الدكتوراه المطبوعة في كتاب عن "دور الجيش العراقي في حكومة الدفاع الوطني والحرب مع بريطانيا عام 1941".

بعد انتهاء دراسته قام عبد السلام عارف الذي سيطر على الحكم كاملا في 18 نوفبر 1963 بإحالة تلك الدورة 41 إلى وظائف مدنية كونها تضم البعثيين، فعين البراك مراقب مخابز في مديرية الإعاشة العامة في بغداد. وبعد إنقلاب 17 تموز 1968 منح البراك رتبة نقيب وأُلحق في حماية أحمد حسن البكر رئيس الجمهورية، وفي عام 1976 تم تعيينه مديراً للأمن العام وعضوا في المكتب العسكري لحزب البعث، ثم عـُيـِّن رئيساً لجهاز المخابرات بعد إقالة برزان ابراهيم التكريتي في عام 1984 إلى عام 1989.[1]

 
الرئيس العراقي صدام حسين ونظيره اللبناني أمين الجميل وفي الخلفية فاضل البراك.

وانتخب البراك عضو قيادة قطرية في المؤتمر القطري الثامن عام 1986 لكنه تنازل عن المنصب لانشغاله كمدير لجهاز المخابرات وبقى عضو قيادة احتياط وعضو المكتب العسكري للحزب ليعين عام 1989 المستشار السياسي لرئيس الجمهورية.

ووفقاً لسيرته وللمقربين فإن مايتمتع به البراك من علاقات جعلته محط أنظار الجميع وربما حسدهم وخاصة ممن يتسابق ليكون ذا حظوة لدى الرئيس صدام حسين كما أن الكاريزما العالية التي امتاز بها البراك قد أثارت في ذات الوقت حفيظة الرئيس وإن لم يكن علنا، فالرجل كانت له علاقات إقليمية وعربية ودولية متميزة، فارتبط بصداقة وثيقة بالقيادة الفلسطينية خصوصاً أبو عمار وأبو إياد وأنشأ علاقات قوية مع الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل وزعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أثناء مواجهتهما للنفوذ العسكري السوري واستقبلهما في بغداد ضمن سلسلة زيارات سرية للحصول على الدعم العراقي لمواجهة نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وساهم بعودة المياه لمجاريها بين العراق وليبيا بعدما تم تكليفه بشكل مباشر من الرئيس صدام حسين بإجراء مباحثات مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ونجح بتحييده عن الزعيم الإيراني أية الله الخميني عقب سنوات من الدعم الليبي لإيران خلال الحرب.[2]

وأشرف البراك بشكل مباشر على منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وكان مسؤولاً عن حماية الملف النووي العراقي وتوفير الحماية للعاملين فيه من كبار المسؤولين إضافة إلى علاقاته العميقة مع أغلب رؤساء أجهزة المخابرات العربية والدولية. ومازالت في مسيرة الرجل الطويلة أسرار محفوظة، فنهايته المأساوية التي لم يكشف عن تفاصيلها بشكل حقيقي كانت أشبه بدراما، فمنذ بداية غزو الكويت الذي كان لعنة لم تصب الإمارة الصغيرة لوحدها وإنما جرت مأسيها على الجميع ومن بينهم فاضل البراك حاول منافسوه إضعاف أو كسر شوكته بشتى الأساليب فبدأت تتسارع الأحداث حتى وقع ما لم يكن بالحسبان ولم يكن منافسوه وحدهم بالمشهد، فالبراك كان معروفاً لدى أغلب المعارضين بالشدة والقوة والقسوة والحنكة والخبرة فعناصر أحزاب مثل الدعوة والحزب الشيوعي والإخوان المسلمون يكنون له عداء مستحكما بعدما أسهم بتفكيك احزابهم إبان توليه إدارة الامن العامة بناء على خبرات اكتسبها من مدارس مخابراتية عدة، فكان امام فوهات إعلام تلك الاطراف بمواجهة مفتوحة بعد غزو الكويت أو قبلها.


موقفه من غزو الكويت

 
الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية العراقي طارق عزيز وفاضل البراك.

وتلمس البراك ما أثاره غزو الكويت من ردود فعل سلبية وانعكاسات خطيرة على العراق والمنطقة وهو الذي خبر جيدا قراءة ما بين السطور وأدرك بان الموقف الدولي لن يكون مرنا في التعاطي مع خطوة بهذا الحجم، وبحسب المقربين، قاوم البراك ما يبدو أنها أوامر صادرة من الرئيس شخصياً بأن يكون الراي المتعلق بغزو الكويت منسجماً مع الرغبة بعودة "الفرع إلى الأصل" فكان اعتراضه معبراً عن شخصه المعارض لبقاء القوات العراقية بالكويت أو استمرار الغزو لما له من تداعيات خطيرة على حاضر ومستقبل العراق، وهو ما أثار الجناح المتشدد والقريب من صدام حسين والحانق أساساً على البراك بدفع أجندتهم السياسية لتصفية الحسابات القديمة معه عقب عزل برزان التكريتي من المخابرات واستغلال ذلك ذريعة لضرب ثقة الرئيس بالبراك.

وجد سبعاوي ابراهيم الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس صدام حسين الذي تولى ادارة جهاز المخابرات، عقب أربعة اشهر من ادارة فاضل العزاوي للجهاز خلفاً للبراك، الفرصة سانحة لتصفية حسابات مؤجلة اذ تشكلت بعد غزو الكويت في 1990 بأمر رئيس الجمهورية لجنة رئيسها فاضل البراك وضمت عبد الملك الياسين وعبد الحسين الجمالي وصادق أسود وكاظم هاشم نعمة وعبد الجبار الهنداوي اعضاء لتقديم رأي لصدام بشأن أزمة غزو الكويت، لكن تقرير اللجنة لم يعجب الرئيس فتوصياتها تضمنت ضرورة الانسحاب من الكويت وخطورة الوضع على العراق وعلى أثر ذلك تم حل اللجنة، وهو امر يؤكده السفير السابق عبد الملك الياسين بشهادة مصورة، بعدها أحيل البراك إلى التقاعد عام 1991 قبيل بدء الغزو الأمريكي للعراق وكان واضحاً لزواره تذمر الرجل من الأوضاع العامة بل خشيته من القادم ، فرئيس جهاز المخابرات على مدى ست سنوات اضافة لشبكة علاقاته الواسعة يملك مجسات استشعار في مراكز صنع القرار وضعته في دائرة الضوء تجاه ما يحاك للعراق من خطط لتدميره وتوجس خيفة من استمرار غزو الكويت والماضي بالمغامرة إلى النهاية وهو ما أثار حنق الرئيس وغضبه.

وفتح رفض البراك لبقاء القوات العراقية بالكويت أبواب الغضب، وبدأ النظام بدفع من سبعاوي الذي كان يكن كراهية شديدة وقديمة للبراك ، مرحلة التنكيل فتم اعتقال كل من يرتبط بعلاقة صداقة معه ، ووفقا لاحد رفاقه في شهادته عن ماجرى بان “رغبة رأس النظام كانت التخلص من صندوق أسراره والتوجس منه كون الرجل علم من الأسرار الخطيرة ما تجاوز الحد المسموح” وتركز التحقيق في البحث عن اي ثغرة في عمله لكن المحققون لم يجدوا شيئا يستحق الذكر باستثناء مخالفات ادارية بسيطة ممكن حدوثها مع من يتولى ادارة اخطر جهازين امنيين منذ عام 1976 وحتى عام 1989 فالظروف التي مر بها البلد لم تكن طبيعية في ظل مواجهة شرسة مع أحزاب المعارضة أو مع إيران، لكن خصومه لم يقتنعوا فعادوا واعتقلوا كل من كان قريباً إليه أثناء توليه ادارة الأمن العام ولم يجدوا شيئاً يستحق الذكر.

علاقته بباقر الصدر

ورغم دوره الواضح في مواجهة تصدير الثورة الإيرانية من أجل حماية العراق وعروبته إلا أن البراك وبحسب مقربين منه، كان يعول كثيرا على المرجع الديني البارز السيد محمد باقر الصدر (أعدم عام 1980) لقناعة بدوره وتأثيره في الداخل العراقي وحرصه على ترسيخ السلم المجتمعي على عكس محاولات البعض لشيطنه البراك واتهامه بالوقوف وراء إعدام المرجع الصدر وترسيخ ذلك لدى عامة الناس ، فجاءت شهادة الشيخ محمد رضا النعماني مرافق الصدر كما هناك شهادات اخرى لم تنشر لتثبت عدم وجود عداوة بين الصدر والبراك، فالشيخ النعماني يؤكد في حوار تلفزيوني مع الاعلامي حميد عبد الله بأن” البراك زار السيد (محمد باقر الصدر) بعد فترة من انتصار الثورة الاسلامية (في إيران عام 1979) وكان مصدر قرار ومن المقربين لأحمد حسن البكر (الرئيس الراحل) ومن كوادره وصدام كان له حساسية منه ونهاية المطاف اعدم”. وأضاف النعماني”البراك كان شخصية محترمة ولم يكن رجلا دمويا وحاول جهد الإمكان ان يعيد روابط واساسيات العلاقة بين الشهيد الصدر والسلطة وكان يسعى لذلك وقد تسأل لماذا؟ في يوم من الايام اتصل البراك بالسيد وأبدى رغبته بزيارته والغداء معه بمعنى الجلوس معا لفترة طويلة وفعلا تحدد الموعد وجاء وتم تجهيز الغداء وحضر البراك ودار حديث عام بعدها طلب من السيد الصدر ان يجلسا جلسة خاصة بمفردهما بعيدا عن جلسة الغداء العامة التي حضرها ايضا السيد محمود الهاشمي ( شاهرودي توفي قبل اشهر) ومساعد مدير الشعبة الخامسة ومجموعة أخرى”. وأكد الشيخ النعماني انه” في اللقاء السري لم يفصح السيد عن ما دار لكن كان البراك مطلعا على كتب السيد وذات مرة بعث رسالته للدكتوراه إلى السيد للإشراف عليها اوتصحيحها اوالنظر فيها وهذا يدل على أنه شخص مقتنع بعلمية السيد (الصدر) وكان موضوعها عن القومية العربية وعلاقتها بالاسلام وكنت اشعر انه (البراك) كان مهتماً بالسيد لكن فاضل البراك لم ينجح”، مشيرا ان “الأمر الأساسي الذي فهمته من السيد الصدر بأن فاضل البراك قال له ( سيدنا انا ادفع عنك كثير من الأشياء وادافع عنك واطلب منك مساعدتي بأن لا تتيح للاخرين فرصة ان يكتبوا عنك من طرق أخرى وتخرج عن يدي) وفعلا هذا حصل ورأينا بأن كلامه يصدقه الواقع في بعض الأحيان وأشعر بأن فاضل البراك كان صادقا بدرجة معينة مع السيد الصدر. ويمنحنا الكشف عن طبيعة العلاقة الحقيقية بين البراك والصدر دليلا بان محاولة اظهار البعض وجود خصومة بين الرجلين او ربط البراك باعدامه تبدو مقصودة من خلال فبركة القصص والإشاعات والترويج لها من اجل ترسيخ فكرة معينة في الاذهان، بينما الحقيقة عكس ذلك وهو امر يتطابق مع الترويج لعلاقة لم تثبت بالالمان الشرقيين أو السوفيت.

نهايته

اعدم فاضل البراك عام 1992[3] بتهمه الخيانه، ظهرت شهادات رجال مخابرات وشخصييات تقول سبب إعدمه كان خلافه مع اخوان[4][5] الرئيس ولمعارضته احتلال الكويت، يقول العميد خليل ابراهيم[5] [6] معاون مدير المخابرات اطلعت على اضباره قضيه البراك لم اجد دليل انه تورط بعميله تجسس وسبب إعدامه خلافات شخصيه، يقول سالم الجميلي[4] ان البراك لم تثبت عليه تهمه الخيانه لكن اثناء التحقيق معه انتقد احتلال الكويت وارسل الشريط جلسه التحقيق إلى الرئيس وكانت كافيه لاعدامه، يقول البعثي طالب السعدون[7] ان الولايات المتحده اثناء عاصفه الصحراء بحثت عن بديل لصدام وطرحو مواصفات تتطابق مع البراك، يذكر بعض الباحثين ان حسين كامل حسن وسبعاوي إبراهيم الحسن ،كانا سببا وراء مقتله او اعدامه بسبب الغيرة والحقد على مكانته عند الرئيس ، وتم تنفيذ الاعدام في منطقة سلمان باك في موقع تابع للمخابرات ، وان مقتله جصل بدون علم "صدام" بعد مشاجرة ساخنة بين البراك وحسين كامل والسبعاوي ، وان حسين كامل قتله بمسدسه الشخصي ، وعندما علم الرئيس بمقتله أستشاط غضبا على على حسين كامل ولم يرضى بتبريره وقصته ، وكتمها في نفسه وقال أنه خسر بذلك فارسا من الفرسان الشجعان[8][9].

أما الموقف الرسمي لصدام حسين فأنكر أعدامه وقال بأستشهاده في مهمة سرية ، وتم أعتباره شهيدا من الطراز الأول مما جعل هذه الرواية هي الراجحه عند بعض الباحثين والمؤرخين.[10]

مؤلفاته

لدى البراك خمسة مؤلفات أبرزها "المدارس اليهودية والإيرانية في العراق" و"مصطفى البرزاني الأسطورة والحقيقة" وهما الكتابان الأشهر له واللذان حققا مبيعات ورواجاً كبيرين كونهما يزخران بمعلومات لم ولن تتح سوى له اصدار كتاب "تحالفات الأضداد" و"إستراتيجية الأمن القومي".

تكريمات

حصل البراك على نوطي شجاعة في عام 1986 فضلاً عن شارة الحزب.

معرض الصور

المصادر

  1. ^ فاضل البراك من موظف بسيط إلى أعلى منصب أمني | AZZAMAN الزمان Archived 2018-08-31 at the Wayback Machine
  2. ^ "الحقائق المغيبة في إعدام رئيس جهاز المخابرات الأسبق فاضل البراك – علي زيدان". جريدة الزمان. 2019-08-04. Retrieved 2019-08-07.
  3. ^ "الحقائق المغيبة في إعدام رئيس جهاز المخابرات الأسبق فاضل البراك - علي زيدان - AZZAMAN الزمان". web.archive.org. 2019-08-05. Retrieved 2019-09-15. {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  4. ^ أ ب "شهادة سالم الجميلي". {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ أرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار أرشيف= ignored (help)
  5. ^ أ ب "شهادة العميد الركن خليل ابراهيم سلطان فاضل البراك". {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة :2
  7. ^ "فاضل البراك وثابت صلطان قتلو لختيارهم لخلافة صدام". {{cite web}}: Unknown parameter |تاريخ الأرشيف= ignored (help); Unknown parameter |مسار الأرشيف= ignored (help)
  8. ^ ضباط صدام حسين ، علي هاشم جعفر ، الاقلام الحرة 2007 ضباط صدام حسين ، محمد احمد السالم ، مقالات متعددة ، القلم الحر 2009
  9. ^ الدكتور علاء جاسم الحربي رجالات صدام ، المشرق 2009
  10. ^ الدكتور علاء جاسم الحربي ،مقتل فاضل البراك بين روايتين ، مجلة الشاهد البغدادية ، 2006