عمارة يعقوبيان (رواية)

عمارة يعقوبيان رواية مصرية للكاتب علاء الأسواني و هو إسم حقيقي لعمارة موجودة فعلاً بشارع طلعت حرب بناها المليونير جاكوب يعقوبيان عميد الجالية الأرمنية عام 1934 ، تحولت هذه الرواية إلى عمل سينمائي وقام بدور البطولة فيه الفنان عادل إمام.

عمارة يعقوبيان
The Yacoubian Building  
غلاف الرواية
المؤلفعلاء الأسواني
العنوان الأصليعمارة يعقوبيان
المُترجمHumphrey T. Davies
البلدمصر
اللغةالعربية
النوعرواية
الناشرصحافة الجامعة الأمريكية في القاهرة
تاريخ النشر2002 (ترجمة 2004)
نمط الطباعةطباعة(غلاف مقوى)
الصفحات272 pp (first Eng. edition, hardback)
ISBNISBN 977-424-862-7 (first Eng. edition, hardback)
OCLC Number57298874
ملف:رواية عمارة يعقوبيان.pdf
رواية عمارة يعقوبيان. لقراءة الرواية، اضغط على الصورة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العنوان

عمارة يعقوبيان، هو اسم حقيقي لعمارة موجودة فعلاً بشارع طلعت حرب بناها المليونير جاكوب يعقوبيان عميد الجالية الأرمنية عام 1934. يعتبر البعض هذا المبنى الكائن بوسط القاهرة (عمارة يعقوبيان) شاهد على تاريخ مصر الحديث في المائة سنة الاخيرة بكل ما يحمله من ازمات ونجاحات ونكبات.[1]

ولما سأل الأديب علاء الأسواني ذات يوم عن سبب تفكيره في كتابة روايته الأولي «عمارة يعقوبيان» التي أثارت الكثير من الجدل، رواية، وفيلماً سينمائياً، فأجاب: «كنت أسير بأحد شوارع جاردن سيتي وشاهدت عمارة يتم هدمها بجوار السفارة الأمريكية، فشاهدت جدراناً منهارة كانت تخفي وراءها متعلقات أناس عاشوا هنا منذ سنوات، ولهم فيها ذكريات، وحكايات، ومع تركيزي في التفكير فيما شاهدته، كان قراري بالبدء في كتابة رواية محورها العمارة السكنية التي تشارك بدورها في الأحداث وتعبر عن التغيرات التي قد تطرأ علي جماعة من البشر».[2]

وانتهي حديث الأسواني الذي لم يكن يفكر في يعقوبيان كبناء معماري يحكي سيرة سكانه كما ظن البعض، ورغم ذلك باتت «عمارة يعقوبيان» أشهر بنايات وسط القاهرة منذ الكتابة عنها، وتحول نتاجها الأدبي إلي عمل سينمائي حقق نجاحاً هائلاً عند عرضه عام ٢٠٠٦.


الملخص

يسلط الكاتب الضوء على التغيرات المتلاحقة التى طرأت على فكر وسلوك المجتمع المصرى في فترة ما بعد الانفتاح من خلال نماذج واقعية تعيش بين أفراد المجتمع تمثلت في الفتاة الكادحة التى تناضل من أجل الحصول على عدد من الوريقات النقدية علها تكفى بذلك متطلباتها من ناحية، ولكى تخرس به لسان أسرتها التى لاتكف عن اللوم والسؤال ولكن جمالها وحالتها الاجتماعية التى تصنف تحت خط الفقر تقريبا جعل منها مطمعا للشهوات وفرصة غير باهظة الثمن للرجال ضعاف النفوس والرجل الأرستقراطى الذى ينتمى لأسرة عريقة ويحتل مكانة مرموقة بين صفوة رجال الصحافة جعلت منه رئيسا لجريدة تصدر بلغة فرنسية، يعانى من عقد نفسية منذ الصغر جعلت منه إنسانا يبحث عن ذاته المفقودة عندما وصل إلى مرحلة الرجولة التى لم يستطع اكتسابها وبما انه كتلة متحركة من الصراعات النفسية الداخلية فقرر أن ينقب بنفسه عمن يمده بحنان وقسوة " الآم والآب " معا في آن واحد، هذا الأب الذى افتقده طيلة صباه. وتلك الأم الساقطة التى رآها يعينه في أحضان الغرباء .. ومن هنا نشأ لديه إحساس الذنب فظهرت انحرافاته ورغباته نحو أبناء جنسه من الرجال التى ظلت تنمو معه كهواية ولعبة مثل أى دمية اقتناها وهو صغير إلى أن أصبحت حاجة ماسة تنسيه طفولته التى لم يلهو بها وتبعده عن الواقع إلى جانب أنها بعيدة كل البعد عن الرذيلة التى رآها بعينيه وهو طفل صغير ( حسبما يصور له عقله الباطن).

أصبح المبنى متغيرا بأناسه القاطنين بداخله فهناك عضو البرلمان الذى أخذ الطريق من أدناه إلى أعلاه فهو يجسد لنا الجموح في الوصول إلى السلطة التى قد تودى في النهاية إلى ما لايحمد عقباه من تورط في غياهب الصفقات المشبوهة والعمال القذرة ( كما يحلو للبعض أن يطلق عليها). نموذج التطرف والانحراف الذى جسده ابن حارس عقار هذا المبنى العتيق الذى طالما ظل يحلم بالانضمام إلى إحدى الكليات العسكرية كى يتباهى به أباه الذى عاش فقيرا أمام تهكمات من حوله من الأثرياء قاطنى هذا المبنى الذى تسكن به من خفق لها قلبه وهو صغير وظل يحلم بالارتباط بها، ولكن جميع آماله تحطمت وتطايرت امام عينيه مثل طائرة سريعة تاخرت في الاقلاع عن ميعادها فقرر الالتحاق باحدى الكليات المرموقة فاصطدم بالفوارق الإجتماعية الهائلة بينه وبين زملائه واستسلم لليأس والإحباط بداخله فأصبح مادة خصبة لعصبة من المتطرفين أو عصبة الإسلام المسيس التى تخلط الدين بالسياسة من أجل استثارة الغاضبين والناقمين على أمورهم .ومن هنا دخل هذا الشاب داومة الحلال والحرام إلى أن انعزل عن الآخرين وبدأ يلقى بغضبه الكائن ضد المجتمع وبدأ يعد العدة في الإنتقام ممن قهروه فانتهى به المطاف غارقا في دمائه بجانب أحد رجال أمن الدولة ..

أما بطل الرواية، هذا الرجل زير النساء، وعاشق الساقطات فقد أصبح غير مباليا بما يجرى من حوله لا يريد أن يتفهم الأشياء لأن ملذاته التى يلهث وراءها جعلته عاجزا عن ادراك الأمور فأصبح كالأسد العجوز الذى يتهاوى .. ينتظر السقوط بين الحين والآخر . يتعجب من اختلاط الأوراق . يترنح بين أزقة المدينة باحثا عن سراب الماضى الجميل فهو لايستطيع الاستيقاظ من غفوته كى ينظر إلى حاضره القاتم الذى تنطفئ فيه الأنوار وتتوارى شيئا فشيئا.

الشخصيات الرئيسية

  • زكى الدسوقى: يملك مكتب استشارات هندسية في العمارة ويتخذ من المكتب سكنا له، ويدور بينه وبين أخته دولت صراع طوال الفيلم.
  • الحاج عزام: ماسح أحذية سابق، وأصبح من تجار السيارات كواجهة لتجارة المخدرات، يبحث عن ساتر وحماية رسمية من السلطة لأنشطته، وذلك من خلال تحالفه مع "كمال الفولي" الوزير رمز فساد السلطة.
  • بثينه: فتاة تعمل من أجل إخوانها ووالدتها تسكن مع مهمشي العمارة فوق السطوح.
  • كمال الفولى: وزير ورمز لفساد السلطة في الفيلم.
  • حاتم رشيد: رئيس تحرير مجلة تصدر بالفرنسية أحد سكان العمارة، مثلي الجنس.
  • طه الشاذلى ابن بواب عمارة يعقوبيان: شاب يحلم بدخول كلية الشرطة ولكنه لم يقبل فيها بدافع أن والده يعمل في حراسة العمارات، مما يدفعه للانزواء والتشدد الديني.
  • دولت الدسوقى: أخت "زكي الدسوقي"، في صراع دائم مع زكي على أحقية ملكية الشقة التي يقيم فيها زكي الدسوقي.
  • عبد ربه: مجند في الأمن المركزي، يغويه حاتم رشيد ليمارس معه الجنس.
  • كريستين: صديقة لزكي الدسوقي وهي ذات أصول غير مصرية.
  • سعاد: أرملة تتزوج "الحاج عزام" سراً.
  • ملاك ارمانيوس: أحد سكان الحي وأخ لفانوس.
  • فانوس: أحد سكان الحي وسكرتير زكي الدسوقي.

الأهمية الأدبية والنقدية

تعتمد الرواية في تنظيم هيكلها الضخم وتوزيع موادها الوفيرة‏، علي نسق التشاكل الهندسي للبناء مع التوزيع البشري للسكان‏،‏ وتلعب حجرات السطوح العديدة دورا رئيسيا في تزويد السرد بعشرات القصص الفرعية الدائرة حول حيوات الشاغلين لأعلي المكان بينما يقعون في قاع المجتمع‏.‏ بحيث تصبح العمارة والشوارع المفضية اليها وعاء جلديا يتم حشوه بأعداد ضخمة من شرائح المجتمع العديدة وحالات السكان الفريدة‏.‏ الأمر الذي يتيح للمبدع أن يسجل بطريقة طبيعية غير مفتعلة‏،‏ وبشكل درامي مثير‏،‏ مظاهر التحولات العميقة في مصائر البشر والأمكنة عبر الزمن‏.‏ فهو مثلا يتتبع باستقصاء عجيب تاريخ البارات وسط البلد‏،‏ وعلاقتها بتطور التركيبة الاجتماعية والثقافية والجهاز الاداري لمصر في النصف الثاني من القرن العشرين‏،‏ ويقدم نماذج لعشرات العاملين‏، خاصة العاملات‏،‏ في محلات وسط المدينة‏، وكيف يتعين عليهن الحفاظ علي المعادلة الصعبة في الإبقاء علي وظائفهن وشرفهن في الآن ذاته‏،‏ مقابل ابتزاز أصحاب العمل المعهود لهن‏.[3]

ويقدم بثينة نموذجا دالا للفتاة المصرية التي ورثت الفتنة والغواية والضرورة من شخصيات محفوظ في الجيل السابق‏،‏ كما يتدرج مع طه الشاذلي ـ ابن البواب النجيب ـ حتي يصيبه الإحباط في حلمه بالالتحاق بكلية الشرطة‏,‏ بالرغم من نجاحه في جميع الاختبارات وسقوطه المتوقع في كشف الهيئة‏,‏ لأن أباه حارس عقارات وعدم جدوي شكايته الي أعلي السلطات‏,‏ الأمر الذي يفضي به الي دخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية‏,‏ والانخراط من ثم في صفوف الجماعات الدينية الأصولية الناقمة علي البناء الاجتماعي بأكمله‏.‏ ثم يدلف الكاتب الي صميم البنية النفسية والأخلاقية التي يقدمها فيعود ليحكي مغامرة زكي بك مع رباب فتاة البار الرخيص‏، وكيف سرقت بعد تخديره أثمن ممتلكاته وأهمها خاتم أخته دولت الماسي‏، وما ترتب علي ذلك من انفجار في العلاقة بين الأخوين التي أصبحت جحيما لا يطاق‏،‏ فقد كانت دولت تعاني الوحدة والتعاسة‏,‏ ويحزنها أنها تنهي حياتها بلا مكاسب أو انجازات‏,‏ بعدما فشلت في زواجها‏،‏ وتركها أولادها بالهجرة‏،‏ وكان يستفزها للغاية أن زكي لايبدو أبدا كشيخ فان ينتظر الموت‏,‏ إنه لايزال يتعطر ويتغندر ويطارد النساء‏.‏ وما أن تراه وهو يصلح من هندامه ضاحكا مدندنا أمام المرآة حتي تشعر بالحنق ولا تهدأ حتي تتحرش به وتسلقه بلسانها‏.‏ كانت تهاجم تصابيه ونزواته ليس بوازع من فضيلة وإنما لأن تكالبه علي الحياة بهذه الطريقة لا يلائم ما تشعر به من يأس‏.‏

كما يعرض الكاتب لجانب طريف يتمثل في علاقات الشواذ‏،‏ ويقدم نماذج غريبة لهم‏،‏ محللا بطريقة سردية شيقة مصطلحاتهم وهواياتهم وملابسات وقوعهم في المحظور الأخلاقي، لكنه يتورط في حديثه عن بعضهم بتبني منظور مغلوط عن قادة الفكر والثقافة في الجيل الماضي وعلاقتهم بالغرب‏،‏ فيذكر علي لسان الراوي ـ وليس بصوت أحد الأشخاص ـ كان الدكتور حسن رشيد ـ والد حاتم الشاذ ـ من أعلام القانون في مصر والعالم العربي‏،‏ وهو مثل طه حسين وعلي بدوي وزكي نجيب محمود وغيرهم واحد من مثقفي الأربعينيات الكبار الذين أتموا دراستهم العليا في الغرب‏،‏ وعادوا الي بلادهم ليطبقوا ما تعلموه هناك بحذافيره في الجامعة المصرية‏.‏ وبالنسبة لهؤلاء كان التقدم والغرب كلمتين بمعني واحد تقريبا‏،‏ بكل ما يعني ذلك من سلوك ايجابي وسلبي‏.‏ كان لديهم جميعا ذلك التقديس للقيم الغربية العظيمة‏:‏ الديمقراطية والحرية والعدل والعمل الجاد والمساواة‏,‏ وكان لديهم أيضا ذلك التجاهل لتراث الأمة والاحتقار لعاداتها وتقاليدها‏،‏ باعتبارها قيودا تشدنا إلى الخلف وواجبنا أن نتخلص منها حتي تتحقق النهضة‏.‏

ولو كان هذا الرأي علي لسان أحد الشخوص لما كان في ذلك أي غضاضة‏,‏ لكنه يمثل منظور الراوي القريب دائما من منظور الكاتب‏,‏ وهو غير صحيح فيما يتصل بتجاهل تراث الأمة‏,‏ فهؤلاء الأعلام هو الذين كشفوا عن القيم الايجابية في التراث الفكري والفلسفي والأدبي‏,‏ هم الذين صنعوا ذاكرة مصر الحضارية،‏ وهم بالفعل بناة النهضة لا دعاة التغريب‏.‏

وقد ساق الراوي هجاء حادا للديموقراطية والسلطة والدولة المدنية علي لسان خطيب الجمعة الأصولي الشيخ محمد شاكر الذي فتن طه الشاذلي وبارك تجنيده في الجماعة الإرهابية‏،‏ فكان ذلك طبيعيا لأن هذا هو الخطاب الأصولي‏،‏ أما أن يورد كلمات ادانة قادة النهضة في صلب حديث الراوي فهذا ما ينبغي أن يفطن له ويتفاداه المؤلف حفاظا علي رؤيته‏.‏

تمضي شخوص الرواية بعنف‏،‏ مثلما يحدث في الواقع الموار إلى مصائرهم المأساوية‏، وقد تجمعت في شعب متوازية‏، فالحاج عزام الذي استأجر إحدي شقق العمارة لتقيم فيها زوجته الثانية‏، واشترط عليها أن لا تحاول الإنجاب منه‏، ينجح في دخول مجلس الشعب بالتواطؤ‏,‏ ويحصل علي توكيل سيارات يابانية يدر مئات الملايين باستغلال الفساد‏،‏ لكنه لا يتورع بالرغم من تدينه الظاهر عن إجهاض زوجته بالقوة وتسريحها بعنف‏,‏ لأنها خالفت شروطه‏.‏ والشاب الأصولي يلتحق بخلية إرهابية إثر تعرضه لتعذيب يمتهن كرامته ورجولته ويلقي مصيره الفاجع خلال تنفيذه لعملية إجرامية انتقاما من الضابط الذي تصور أنه أمر بتعذيبه‏,‏ وابن استاذ القانون الكبير يرتب لاشباع شذوذه مع فتي صعيدي مجند في الأمن المركزي‏,‏ وعندما يتوهم أن الحياة قد طابت في صحبته بعد أن دبر له ولأسرته مقاما علي السطوح تنشب لدي الصعيدي أزمة ضمير عقب فقده لابنه الرضيع‏,‏ فيشتبك في صراع مع خليله ينتهي أيضا بمصرعه‏.‏ الشخصيتان الوحيدتان اللتان تنجوان من هذا المصير الأسود عند علاء الأسواني هما بثينة وزكي بك‏،‏ إذ ينتهي بهما المطاف الي عش الزوجية ـ غير المتكافئة بطبيعة الحال ـ بعد لحظات درامية لا تخلو بدورها من ريح المأساة‏.‏

ومع احتشاد الرواية بالمعلومات المشاكلة لما يحدث في واقع الحياة فإن مناخ الأدب الطبيعي الحافل بالمصائر السوداء يسيطر عليها‏،‏ وينفث فيها منطقا قدريا يجعل الشخوص تتحرك مجبرة في سلوكها‏،‏ ويجعل القاريء مقتنعا بحتمية نهاياتها المبررة‏،‏ مما يحيلها في آخر الأمر الي أن تصبح شهادة شامخة وقاسية علي تحولات المجتمع المصري في العقود الأخيرة‏.‏


قالوا عن الرواية

جلال أمين: الرواية أصدق تعبير عما حدث في مصر خلال الثلاثين سنة الأخيرة ....يصعب علي عالم الاجتماع شرح ما حدث في تغيرات في المجتمع المصري في الثلاثين سنة الأخيرة فما بالك بعالم الاقتصاد فما حدث في الثلاثين سنة الأخيرة شيء مروع بل إننا يمكن أن نطلق عليه "تراجيديا" والبطل في تلك التراجيديا هو "الحراك الاجتماعي".

"الحراك الاجتماعي" أن هناك شرائح اجتماعية صاعدة وشرائح أخري "هابطة" والمسألة هي معدل هذا الصعود والهبوط وما ينتج عنه من توترات اجتماعية خطيرة جدا فأي مجتمع وفي أي عصر من العصور لا يخلو من حراك اجتماعي حتي العصور الوسطي الراكدة في أوروبا شهدت حراكا اجتماعيا وهنا في مصر وقبل 1952 فقد شهدت حراكا اجتماعيا فالشيخ محمد عبده مثلا كان فلاحا لكنه وصل إلي ما وصل إليه من مكانة عظيمة وأيضا سعد زغلول باشا كان فلاحا هو الآخر لكنه وصل إلي منصب رئيس الوزراء ولكن المشكلة بالنسبة للحراك الاجتماعي تكمن في شيئين قد ينتج عنهما توتر كبير وفي المراحل المتقدمة قد يؤدي إلي كارثتين الشيء الأول أو السبب الأول هو "معدل" هذا الحراك الاجتماعي أي معدل الصعود وسرعته ففي مصر وقبل 1952 كان معدل الحراك الاجتماعي معقولا لكن ما حدث في الثلاثين سنة الأخيرة شيء يصعب علينا وصفه وشرحه فقد كان معدل الحراك الاجتماعي سريعا جدا وغير معقول بل إنه سار بسرعة غير مسبوقة لا يعرفها تاريخ مصر قطعا بهذا الشكل هذا هو السبب الأول أما السبب الثاني فهو "مصدر" الحراك الاجتماعي أي ما الأسباب والعوامل التي دفعت تلك الطبقات والشرائح في اتجاه هذا الصعود؟! هل هي التنمية الصناعية أو الزراعية أو الاقتصادية التي تجعل الذين كانوا في آخر السلم يجدون فرص عمل لم تكن موجودة مثلا تدفعهم إلي هذا الصعود هل هو التعليم الذي كان أحد أسباب الحراك الاجتماعي قبل 1952؟!.

الحقيقة أن ما حدث في مصر خلال الثلاثين سنة الأخيرة منبت الصلة تماما بهذا فقد حدث الحراك الاجتماعي في تلك الفترة لأسباب ليس لها علاقة بالجهد ولا تحمل أي تضحية وهنا يحدث "التدمير" كالهجرة مثلا أو التضخم مثلما شهدنا في سنوات السبعينيات عامل نجارة يصبح بين ليلة وضحاها مليونيرا، وآخر يضع يده علي قطعة أرض ثم يأخذ تصريحا من الحكومة برشوة أو عمولات أو مضاربات وأسباب أخري كثيرة أدت إلي الثراء المبالغ فيه وعندما يأتي الثراء بهذه الطريقة وهذا الشكل ويكون مصدره غير منتج ولا يرتبط بتضحية حقيقية فإن أثاره السلوكية والأخلاقية تصبح سيئة جدا لذلك تفككت العلاقات الاجتماعية وزادت درجة العدوانية.

إن الرواية نجحت إلي حد بعيد في تصوير الأزمة المجتمعية في مصر في الثلاثين سنة الأخيرة بالإضافة إلي أن اللغة بسيطة وجذابة وتجمع بين العامية غير الرديئة والفصحي سهلة الفهم وعلي الرغم من أن الرواية بها الكثير من الجنس إلا أنك لا يمكن أن تشعر في أي موقع بالابتذال.

عادل إمام: رحبت بالقيام ببطولة "يعقوبيان" سينمائيا لأنها امتداد لأعمال نجيب محفوظ ..... إن ليس لدينا جامعات بل معاهد حكومية خالية من التفكير وأضاف بأنني كنت أقرأ كثيرا جدا وخصوصا لطه حسين والعقاد وأعتقد أن طه حسين أكثر روعة في الرواية وقرأت في المسرح وخصوصا مسرح توفيق الحكيم وبعد قيام ثورة يوليو 1952 كان هناك اهتمام كبير بالثقافة كنت تستطيع أن تشتري كتبا بقروش قليلة من سور الأزبكية كنت تستطيع أن تقرأ الأدب الأوروبي والمسرحين الروماني والإيطالي أما يوسف إدريس فأنا أعتبره أديبا معجز والأب الشرعي للقصة القصيرة وكنت أعتقد أن الرواية توقفت عند نجيب محفوظ إلي أن قرأت "عمارة يعقوبيان" فوجدتها حساسة جدا ومعبرة وشديدة البساطة لذلك عندما كلمني وحيد حامد لكي أقوم ببطولتها سينمائيا رحبت بذلك جدا.

نادية لطفي: كنا نظن أن الفن الروائي قد توقف وأن هناك نوعا من الركود إلي أن قرأت "عمارة يعقوبيان" ولم أتركها إلا عندما انتهيت منها واتصلت به وعبرت له عن سعادتي بالرواية ولغتها وتمكنه من أدواته.

الأديبة سلوي بكر: فقالت إن علاء قام بدور الحزب السياسي في الرواية وشرح لنا كيف تصنع الإرهاب فعندما ينعدم العدل يكون الإرهاب ومصر لديها القدرة رغم ضباب السياسة والاقتصاد والثقافة علي تخطي المحنة فإني أري أن الأزمة الحقيقية تكمن في مفهوم المواطنة والذي ـ للأسف الشديد ـ تراجع في الفترة الأخيرة.

الأديب جمال الغيطاني رئيس تحرير أخبار الأدب إنها رواية خطيرة وقد تتشابه مع الواقع وأنا معجب بكتاباته.

علاء الأسواني: الرواية هي العمل الثالث لي وكان عندي مبدأ أن أكتب بالطريقة اللي أنا شايفها والحمد لله نجحت الرواية وكان مردودها المعنوي عاليا جدا وكنت أكتب في الرواية سنتين ونصف السنة ورفض نشرها معظم دور النشر إلي أن قبلت نشرها دار نشر صغيرة وطلعت الرواية ونجحت نجاحا كبيرا.

الكاتب المصري صبري العسكري (70 عاما) أحد أشهر القانونيين الأدباء ومحامي اتحاد الكتاب والأدباء المصريين في دراسة نقدية سماها "عمارة يعقوبيان بين الإبداع والاستنساخ" عن أن رواية "عمارة يعقوبيان" الشهيرة استنسخها الكاتب والطبيب علاء الأسواني من مسرحيات الكاتب الراحل نعمان عاشور.

وقال العسكري إن أسرة صديقه نعمان عاشور لجأت إليه مشتكية مما قام به الأسواني لما اعتبرته تعديا على حق فكري وأدبي لوالدهم، موضحين أنه استغل علاقة والده الكاتب عباس الأسواني بوالدهم نعمان عاشور.

وأكد الكاتب في دراسته التي تحتفظ الجزيرة نت بنسخة منها أن رواية عمارة يعقوبيان ما هي إلا استنساخ منقول عن الإبداع الأصلي لعدد من مسرحيات عاشور، إلى درجة تطابق أسماء الشخصيات بين الرواية وأبطال وأشخاص مسرحيات عاشور. وأضاف أن الرواية مأخوذة من مسرحيات "برج المدابغ" و"الناس اللي تحت" و"عائلة الدوغري" و"الجيل الطالع" و"سينما أونطة"، موضحا في دراسته أن أعمال نعمان عاشور تقوم على أساس الصراع القائم بين طبقات المجتمع المختلفة، وهو ما ذهب إليه الأسواني مع فارق أن نعمان عاشور كان يسعى بمسرحياته للحصول على امتيازات أفضل للطبقات الكادحة.

ويضيف العسكري أن نعمان أعطى لمسرحياته برج المدابغ عنوان كلمتين والشيء ذاته أقدم عليه الأسواني في "عمارة يعقوبيان"، مع استخدام كلمة "عمارة" بدلا من برج. كما نقل الأسواني فكرة البناء الواحد من عاشور صاحب الأولوية في كتابة مسرحيات تعتمد على البرج أو الشقة أو الفيلا مثلما في "برج المدابغ" و"الناس اللي تحت" و"عائلة الدوغري" و"الجيل الطالع".

ويدخل العسكري في جزئيات العمل ليثبت للقارئ أن شخصية رجل مثل زكي الدسوقي -وهو بطل في عمارة يعقوبيان- مأخوذة من شخصية زكي في مسرحية الليلة الحمراء والجيل الطالع ومن إبراهيم الدسوقي في مسرحية سينما أونطة.

ويقول في دراسته "وتأتي شخصية دولت في الرواية (ص 94) وقد نقلها الأسواني باسمها ومواصفاتها عن دولت أخرى في رواية برج المدابغ وهي أرملة عند الأسواني وأرملة عند عاشور وبنت باشا عند الاثنين، كما أن عاشور استعمل المواصفات ذاتها والسلوك لبطلة الناس اللي تحت بهيجة وهي الأخرى أرملة".

ويضيف أن المحامي فكري وكيل "عمارة يعقوبيان" مستعد لعمل أي شيء مقابل المال، والمحامي سعيد موسى وكيل "برج المدابغ" جاهز هو الآخر لعمل جميع ما يطلب منه"، موضحا أن اهتمام الأسواني بالفن التشكيلي ظاهر من خلال السرد كما في الصفحات 18 , 20, 108, 149، والمعروف عن عاشور أنه كان مولعا بشخصية الفنان التشكيلي في مسرحياته. ويورد شواهد تطابق الأحداث والمواقف والعبارات لشخصيات الروايات لدى الكاتب الراحل.

وتابع العسكري للجزيرة نت أن علاء الأسواني "اغتال جميع أعمال نعمان عاشور، وهو ما حدث بالفعل في روايته الرائجة عمارة يعقوبيان"، مستعيرا في هذا العمل عنصر الصراع الطبقي وعنصر رسم الشخصيات -متطورة كانت أو غير متطورة- من أعمال عاشور.

ويختم الكاتب دراسته بالقول "كنا نود لو أمكن إخضاع حالتنا لما يسمى بالمعارضة الأدبية وهي مقبولة في الشعر، غير أنه يشترط لقبولها أن يكون المعارض قد أعلن عنها وغالبا ما يكون ذلك ضمن عنوان القصيدة كما حدث لشوقي عندما عارض نهج البردة، الأمر الذي لم يقدم عليه مؤلف عمارة يعقوبيان".

وأضاف العسكري "بقي أن ندرج أنه بين الإبداع والاستنساخ يبقى الفضل للمبدع وهو نعمان عاشور كما هو الحال للمستنسخ وهو علاء الأسواني، غير أن المبدع يبقى هو الأصل بينما يبقى المستنسخ يقف عند حدود الحاضن للعمل الأصلي وعادة ما تكون ثماره مشوبة بضعف الأنساب.. أقصد الأفكار".

يذكر أن هذه الرواية حققت نجاحا كبيرا في مصر مع بيع أكثر من 80 ألف نسخة منها منذ صدورها عام 2002، علما أن متوسط توزيع الروايات في مصر لا يزيد على 2500 نسخة حيث وصفتها الصحف المصرية بأنها أفضل عمل أدبي لعام 2002 وأشاد النقاد خاصة بشجاعة مؤلفها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ترجمات

 
غلاف الطبعة الإنگليزية

الرواية طبعت خمس مرات، صدرت في فرنسا عن دار "آكت سود" للنشر النسخة المترجمة للفرنسية من رواية "عمارة يعقوبيان" للروائي المصري علاء الأسواني.

المصادر

  1. ^ "عمارة يعقوبيان (رواية)". ويكيبيديا.
  2. ^ أنور الخطيب. "روعة المعمار المصرى وكنوزه الدفينة الجزء الرابع". منتديات الدولي.
  3. ^ صلاح فضل. "رواية ( عمارة يعقوبيان )". برامج نت.

وصلات خارجية