عساف الحسين


عساف الحسين المنصور العساف ولد في عام 1307 هـ تقريبا 1889 م في الرس. نسبه الحقيقي عساف بن حسين بن منصور بن سيف العساف المحفوظي العجمي من قبيلة العجمان.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأته

نشأ عساف في كنف والديه، وتعلم في الكتاتيب كأبناء جيله، فأتقن القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم. وكان فارع الطول وكان في فترة شبابه نحيلا، لكنه عندما تقدم به العمر أصبح سمينا، فأثقله هذا عن المشي، كان وجهه مستديرا مليحا، يشع حمرة تنبئ عن صحة وعافية. لما اشتد عوده استأذن والده أن يسمح له بالسفر إلى المدينة المنورة، كأمثاله من أهالي الرس الذين كانوا يتهافتون على العمل في جيش الدولة العثمانية، التي كانت بدورها ترحب بهم لسمعتهم القتالية الجيدة المترسخة في عقول الأتراك منذ صمود أبناء الرس أمام جحافل جنود إبراهيم باشا، وقد بدأ عساف في تعلم اللغة التركية فأجادها. وهكذا استقر في المدينة المنورة، وتزوج من ابنة سليمان الضلعان وهي (هريرة) ولم ينجب منها رغم أن زواجها استمر ثلاث سنوات فطلقها، على أية حال، لقد انتقل بعد ذلك من المدينة المنورة قاصدا مكة المكرمة فالتحق بخدمة الشريف حسين بن علي فكلفه بحصار المدينة المنورة مع ابنيه (أي ابني الشريف حسين) وهما فيصل وزيد، وذهب إلى مصر في دورة عسكرية مع مجموعة من الجنود الموالين للشريف منهم بعض أهالي الرس وكان هو رئيس تلك البعثة، وتعلموا على تفجير القنابل من أجل تفجير سكة قطار الحجاز، وبعد عدة محاولات استطاع العثمانيون إصلاح السكة بوضع مؤقت وذلك بوضع أخشاب تسمح بمرور القطار ، وطلب منه بعد ذلك تفجير القطار بمن فيه فرفض الأمر لأن فيه إزهاق أرواح مسلمة وبعدها واستسلمت المدينة المنورة بالفعل، فظل فيها في خدمة أبناء الشريف، وترقى في السلك العسكري لرتبة كمندار العقيلات ثم أعيد إلى مكة المكرمة ليعمل مع الشريف حسين


حياته

في هذه الأثناء تبلور عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، فوجد عساف-العسكري المحترف والرجل بعيد النظر- أن يترك العمل مع الشريف حسين فاستأذنه فأذن له، فعاد إلى بلده الرس ومكث فيها، ربما ليستجم من عمله الشاق، لكن السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وجد أن من مقتضيات السياسة الداخلية أن يعفي الأمير (محمد العساف)-شقيق الأمير حسين العساف-أخو صلجاء- من إمارة الرس وأن يعين ابن عمه عساف الحسين المنصور العساف ، وذلك سنة 1339 هـ - 1920م فمكث سنة، لكن العسكرية نادته من جديد، وكان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يدرك القدرات الكامنة في هذا الأمير الهمام، فكلفه بحملة مهمة كان له شأن في توسيع نطاق السلطنة (المملكة فيما بعد) إذ كلفه عبد العزيز بالقيام بحملة على ابن شعلان بالجوف، وأرسل له الملك عبد العزيز (بيرق)تبع الجهاد فيه مائة وستون رجلا، كما أنه أخذ من جماعته أربعين رجلا، ذكر لنا الرواة أن هؤلاء الرجال كانوا مجهزين بالسلاح والتموين، وذكر لنا ما يذكره من رجال جماعته الذين قاموا بمرافقة الأمير عساف وهم:

  • محسن الحميدي
  • محمد الخربوش
  • محمد بن عويد
  • سليمان بن عويد
  • عبد الله العلي الملقب بالمزودة
  • عيال بن سعيد وهما اثنان
  • العرف من أهالي الخبراء
  • منيع علي الحبلاني من أهل الرس
  • ماطر الشمالي
  • ناصر بن حسين بن منصور العساف-شقيقه-
  • محمد الصالح الدخيلي
  • الحاوي من الشرارات' وهو دليلهم إلى الجوف.

إمارة الجوف

باحتلال القصر أصبحت الجوف تابعة للملك عبد العزيز آل سعود، ثم طلب ابن شعلان من الأمير عساف الحسين العساف ترحيله إلى قرية بعيدة من الجوف على حدود العراق، فما كان من ابن عساف إلا أن وافق على ذلك، فرحل ابن شعلان عن الجوف وأرسل معه عساف ستين رجلا من القوة التي معه لتحرسه وتعديد حدود الجوف خوفا عليه من اهالي الجوف، ولما وصل ابن شعلان إلى القرية داخل حدود العراق قام بتوديع مرافقيه من جنود ابن عساف، وقال لهم ابلغوا سلامي لابن عساف وجميع مرافقيه ما عدا الشخص الذي قال اربطوا الحمار. أي محسن الحميدي. ثم قام الأمير عساف ببعث (نجاب) إلى الملك عبد العزيز في عام 1341هـ. يدعى (ماطر الشمالي) وأوصاه ألا يمرح الليل ولا يجلس النهار حتى يصل إلى الملك عبد العزيز ويسلمه الخطاب، فما كان من الملك عبد العزيز إلا أن بعث شكره لابن عساف وجنوده، وأمره بأن يبقى بالجوف حتى الأمر الأخير ومكث في الجوف عامين.

لكن عند استقراره في الجوف تزوج من الجوف وصاهر عائلة الهادي، وأنجب ولدا في عام 1342هـ أسماه حسين العساف الثاني وهو الذي تولى الأمارة بالرس بعد وفاة والده، وسنتحدث عنه في مقالة أخرى عنه. وكان دليل الحملة اللحاوي من الشرارات حيث أنها ديار قبيلة الشرارات وهم يعرفونها جيداً وعندما وصلوا أطراف النفود أشار إلى مكان (ماء)، وقال: هذا كان ماء قديم دفنته الرياح وطمت البئر ومعالمه، وعندما استقر ابن عساف بالجوف كلف أخاه ناصر الحسين المنصور العساف ويرافقه خمسة عشر رجلا ودليلهم رجال من جماعة الشيخ اللحاوي من الشرارات للبحث عن مكان الماء ومعرفة موقعه بالضبط حتى يتمكنوا من إعادة إحياء الماء.

فلما عثروا على الموقع أخذ الرجال يزيلون الأتربة عن البئر، حتى وصلوا إلى الماء ثم أعادوه موردا لعابري الطريق الذاهبين إلى الجوف، وسمي هذا المكان باسم (العسافية)، وفيما بعد صارت هذه الأبار قرية وكثر فيها البناء، وهي لا تزال بهذا الاسم حتى الآن بلدا عامرا بالسكان الذين أخذوا يمارسون التجارة، ثم تم تبليغ الأمير عساف بتسليم إمارة الجوف للمدعو عبدالله بن محمد الوهبيأحد رجال الملك عبد العزيز الخاصين، ثم عاد ابن عساف إلى الرس في أواخر عام 1342هـ، وكان قد خلفه على رة الرس أخوه منصور الحسين المنصور العساف بأمر من الملك عبد العزيز، فاستقر بالرس حتى عام 1350هـ / 1931م التي حدثت فيها حرب اليمن.

إمارة الرس الفترة الثانية

ولما عاد الأمير عساف من الجوف في أواخر سنة 1342هـ وجد عمه حسين العساف وأولاده يتجهزون للسفر إلى الحجاز لمشاركة الملك عبد العزيز لمحاصرة مدينة جدة وفتحها، وطلب عمه حسين مرافقتهم فتم لهم السفر إلى جدة والاشتراك في محاصرتها وهم:

  • حسين العساف (الأول).
  • عساف الحسين المنصور العساف (أمير الرس).
  • محمد الحريقي.
  • عساف الحسين العساف.
  • سليمان الحسين العساف.
  • ناصر الحسين المنصور العساف.
  • محمد بن صالح الصالحي الملقب ب(حريميس).
  • محمد الحريبش.

وبقوا هناك حتى سلمت جدة في عام 1343هـ. ثم عين الملك عبد العزيز أخاه محمد بن عبد الرحمن آل سعود نائبا عنه في الحجاز، وطلب من الأمير عساف مرافقة الأمير محمد بن عبد الرحمن، وذلك لخبرته الطويلة في الحجاز وشؤونه، فجلس في الحجاز قرابة سنة ونصف ثم عاد إلى الرس وبقي فيها حتى بدأت حرب اليمن سنة 1350هـ / 1931م، فأمر الأمير عساف بقرع طبول الحرب وقراه، فحضر له جمع لا بأس به بلغ عدده أربعين رجلا، كل واحد منهم أحضر سلاحه وراحلته وجهزهم ابن عساف بالمؤن، ثم سار هو وجماعته قاصدين اليمن عن طريق خميس مشيط بجنوب المملكة وهو المكان المحدد لتجميع الجيوش السعودية، ومن ثم تنطلق الوحدات كل وحدة إلى الجهة المخصصة لها، وفي أثناء الطريق وافقت مجموعة عساف الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود مع بعض غزات أهالي العارض فترافقت الجماعتان، وكان سمو الأمير محمد كثيرا ما يقصد جماعة أهالي الرس ليستمع لأشعار الحرب منهم وكان مولعا بنشيدهم الحربي.

إمارة نجران

إنه في عام 1350هـ كان الأمير عساف وبعض من جماعته خارجين غزوا لليمن. والتقوا مع غزوا العارض يقودهم الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود، وكنا نتبارى في المشي ومتجهين إلى خميس مشيط، وكان الملك سعود بن عبد العزيز ي موجودا في نجران، وكتب الملك عبد العزيز ي لابنه محمد يستفسر عمن معه من الرجال الذين يمكن الاعتماد عليهم، فأجاب الأمير محمد أن لديه عددا من الرجال ومن بينهم الأمير عساف فأمر الملك عبد العزيز ابنه محمدا بأن يأمر عسافا بالتوجه إلى نجران على رأس مائتي رجل بسلاحهم، ويذكر لنا الراوي (أبو حمد) بعضا من هؤلاء من أهالي الرس الذي هو يتذكرهم:

  • عبيد الصالح العطني.
  • صالح حمد محمد الصبي.
  • محمد العويد.
  • محمد الحمد الهنيدي.
  • محمد بن برقان.
  • محمد بن صالح بن حمود.
  • عبد الله بن عبيد الضلعان.
  • علي زيد العميان.
  • دخيل منصور المالك.
  • علي الشارخ.
  • رجاء العويمر.
  • صالح السمري.
  • علي صالح الريس.

وقد سار عساف ورفاقه المائتان من خميس مشيط إلى نجران فوصلوها بعد أيام قلائل لجدهم في المسير، وقابل عساف الملك سعود وأخبره بما جاء إليه فسلمه الملك سعود بعد أيام إمارة نجران وأوصاه بوصاية حكيمة التي تنم عن خبرة بالرجال ومعادنهم. v

أسرته

تزوج عدد من النساء هن:

وفاته

وظل الأمير عساف يتولى إمارة نجران حتى صدر أمر الملك عبد العزيز بتسليم الامارة لابراهيم النشمي، فعاد ابن عساف إلى الرس أميرا عليها حتى توفاه الله في 16/6/1373هـ 1954م في مكة المكرمة فدفن في مقبرة حوض البقر في مكة المكرمة وما تزال آثار منزله في الرس موجوه إلى يومنا الحاضر.

روابط خارجية