عدم اتساق معرفي

(تم التحويل من عدم الاتساق المعرفي)

في علم النفس، عدم الاتساق المعرفي cognitive dissonance، هو الإنزعاج العقلي (التوتر النفسي) الذي يعانيه منه شخص يحمل معتقدين، فكرتين، أو قيمتين متناقضتين أو أكثر. ينجم هذا الانزعاج عن موقف يتعارض فيه معتقد الشخص مع الأدلة الجديدة التي يتصورها الشخص. عند مواجهة الحقائق التي تتعارض مع المعتقدات والقيم والمثل العليا، سيحاول الأشخاص إيجاد طريقة لحل التناقض من أجل تقليل انزعاجهم.[1][2]

في نظرية عدم الاتساق المعرفي (1957)، اقترح ليون فستنگر أن البشر يسعون إلى الاتساق النفسي الداخلي من أجل توظيفه عقلياً في العالم الحقيقي. يميل الشخص الذي يعاني من عدم الاتساق الداخلي إلى أن يكون غير مستريح نفسياً ولديه دوافع للحد من عدم الاتساق المعرفي، عن طريق إجراء تغييرات لتبرير السلوك المتوتر، إما عن طريق إضافة أجزاء جديدة إلى الإدراكات المسببة لعدم الاتساق النفسي أو عن طريق تجنب الظروف والمعلومات المتناقضة المحتمل أن زيادة حجم عدم الاتساق المعرفي.[1]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأنماط

رئيس سلطة التنسيق الأمني ونظرية فستنگر

وليد عبد الحي
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

في عام 1957 وضع ليون فستنگر Leon Festinger نظريته (عدم الاتساق المعرفي: Cognitive dissonance) والتي جرى تطبيقها من قبل باحثي علم النفس السياسي على عدد من زعماء العالم مثل الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريگان والرئيس الباكستاني السابق يحيى خان ورئيسة الوزراء الاسرائيلية گولدا مئير وأنور السادات ...الخ.

تقوم نظرية فستنگر على نقطة مركزية هي أن الفرد تسيطر عليه فكرة "مهيمنة" على منظومته المعرفية، وما إن يكشف الواقع أو البحث العلمي عن "عدم اتساق تلك الفكرة مع معطيات الواقع أو ما يكشفه العلم، يميل الفرد لإعادة تفسير الواقع بطريقة تحايلية "تعيد الاتساق بين الفكرة المهيمنة وبين الواقع أو نتائج البحث العلمي" فيشعر الفرد بأنه متسق ولا تناقض بين البعدين: فكرته المهيمنة والواقع أو ما يكشفه البحث العلمي، ويعطي فستنگر مثال؛ المدخن الذي يدرك تمام الادراك أن التدخين سبب للمرض وللانفاق المالي ولتلويث البيئة ...الخ، إلا أنه يصر على التدخين، فإذا سألته لماذا تدخن ولديك كل هذه السلبيات عن التدخين ..؟ هنا يبدأ في اختراع حيل لتبرير سلوكه المتناقض مع معطيات الكشف العلمي أو مع شواهد الحياة اليومية.

ومن أبرز تقنيات التحايل المعرفي هو:

  1. تفسير أي معلومة جديدة مناقضة لفكرة الفرد المهيمنة بطريقة تجعلها تبدو متسقة مع الفكرة المهيمنة.
  2. التشكيك في مصدر المعلومة الجديدة المناقضة للفكرة المهيمنة.
  3. اعتبار الاكتشاف الجديد أو الواقع المناقض للفكرة المهيمنة من باب " الشاذة" التي لا يُبنى عليها.
  4. البحث عن أية مؤشرات مهما كانت هامشية تتسق ومنظومتة المعرفية وفكرته المهيمنة ليتكئ عليها.

ونعود لرئيس سلطة التنسيق الأمني الذي تسيطر عليه فكرة – إذا حَسُنَ ظننا فيه- بأن منهجه في التعامل مع إسرائيل هو المنهج الأسلم والذي سيفضي لنتائج أفضل من أي منهج آخر، وهذا المنهج هو الامتناع عن أي شكل من أشكال المقاومة ومحاولة التقرب التدريجي من المجتمع الاسرائيلي وبطريقة منظمة على غرار خطبه للشباب الاسرائيلي " بلغة غنائية راقصة" مقابل لغة خشنة حاقدة على اصحاب المناهج المخالفة له في الساحة الفلسطينية. ورغم أنه ومنذ انصالاته السرية مع اسرائيل منذ عام 1985 (أي قبل أوسلو بثمانية سنوات) وهو ما كشف عنه رئيس الوزراء الأردني ومدير المخابرات أحمد عبيدات في محاضرته في الجمعية الأردنية للعلوم السياسية بتاريخ 11- ديسمبر 2012، فان رئيس سلطة التنسيق الأمني مصر على ممارسة التحايلات المعرفية الصارخة في كل ما يقوله ويفعله،فرغم أنه لم يحقق ولو ذرة من النتائج ولم يتقدم في انجاز مشروعه قيد أنملة الا انه يصر على أن منهجه " صحيح تماما وعقلاني وله المستقبل "، وهو ما يذكر بالمثل الشعبي العربي الجميل " إمعيز ولو طارت ". فلنحاول التوقف عند بعض آليات التحايل المعرفي التي عرضها فستنگر:

  1. مع انه لم يتمكن من الافراج عن أي اسير فلسطيني من سجون الاحتلال ، بينما نجحت المقاومة في الافراج –تاريخيا – عن آلاف المعتقلين ، إلا انه يتعالى وبنرجسية مرضية على هذه الانجازات ، ويحاول ان يقدمها على انها نتيجة لاتفاقيات سرية بين المقاومة واسرائيل أو لأغراض غير نزيهة.
  2. أي معلومة تكشف عن علاقته المشبوهة ومهما كانت موثقة طبقا لأصول التوثيق، فإنه يشكك في صحة مصدرها،ويمكن تقديم نماذج على ذلك: مثل( قضية krotov او ما كشف عنه شيخ الاسلام في السفارة الامريكية في طهران او فتح فضائية ضد أحمدي انجاد أو أسباب الضغط الامريكي والاوروبي على عرفات لتعيينه رئيسا للوزراء ومنحه صلاحيات واسعة ومنها جاء وصف " كرزاي" او قضية " كرسي تونس" أو قضية البحث عن شاليط لاعادته ...الخ.

ويبدو التحايل هنا في التشكيك في كل مصادر هذه الاخبار فوكالة رويترز وصحف الغارديان ونيويورك تايمز ووكالة أرنا ووثائق جامعة كامبريج وفضائية البي بي سي ...الخ. كلهم مصادر غير موثوقة وكاذبة، رغم ان معلوماتهم " موثقة" طبقا للHصول المعروفة.

  1. تحايل الحالة الشاذة ، فنجاح أي عملية للمقاومة في فلسطين او في لبنان هي حالة " يتعامل معها بسخرية ويعتبرها من قبيل الاصطلاح الفلسطيني " أجت معهم هيك " ، ولكي يقلل من اهميتها فإنه يميل للغة تحايلية ،وهو ما يتضح في تعبير الصواريخ " العبثية" رغم ان هذه الصواريخ تحول دون دخول أي جندي اسرائيلي الى ارض غزة بينما يدخل هذا الجندي ويخرج من رام الله بكل أريحية، بل إذا ضاع او تاه هذا الجندي هبت مليشياته تبحث عن هذا الجندي وتعيده لاسرائيل " وبدون أي مقابل". إنه يريد أن يكرس فكرته المهيمنة رغم ان الواقع والكشف العلمي ينفيها نفيها تاما.
  2. التشبث بالوقائع الهامشية، فأي تصريح او إشارة ايجابية للسلام - ولو من باب الدعاية- سواء أكانت اسرائيلية او غربية او أمريكية على قلتها فإنه يتشبث بها ويبني عليها آمال تعيد التذكير بان منهجه وفكرته المركزية صحيحة، ولا شك ان كتاب " رئيسنا قدوتنا" الذي جرى اشهاره مؤخرا يعزز هذا النمط من التحايل.

كل هذا. مرة أخرى لو "حَسُن الظن". وقد عودتني السياسة أن أكون سيء النية دائما، وإلا كيف نفسر انه وعد بالغاء التنسيق الأمني 58 مرة (وكلها موثقة توثيقا علميا وباحصاء كمي دقيق) ومع ذلك فانه يصف التنسيق "بالمقدس"..لقد وعد بالغاء المقدس 58 مرة. فهل التحايل المعرفي يضيء على آليات اتخاذ القرار الفلسطيني " غير المتسق" مع الواقع أو الكشف العلمي اليومي.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب Festinger, L. (1957). A Theory of Cognitive Dissonance. California: Stanford University Press.
  2. ^ Festinger, L. (1962). "Cognitive dissonance". Scientific American. 207 (4): 93–107. doi:10.1038/scientificamerican1062-93.

للاستزادة

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بعدم اتساق معرفي، في معرفة الاقتباس.