عبد العزيز الخير

عبد العزيز الخير (و. 1951 - ) وهو ناشط سياسي وحقوقي ومعارض سوري، شغل عضوية رابطة حزب العمل الشيوعي، وكان مسؤول العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي سابقاً، وهو معتقل منذ 20 سبتمبر 2013.

عبد العزيز الخير

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والتعليم

ينتسب عبد العزيز الخير إلى آل الخير إحدى أكبر عائلات مشايخ العلويين في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية، مسقط رأس الرئيس السوري حافظ الأسد. ولد عام 1951، وخلال طفولته تنقل مع والده سليمان الذي كان مديراً للنفوس في عدة مدن سورية من بينها درعا وحمص ومنطقة تلكلخ بحمص وغيرها.

 
عبد العزيز الخير.

التحق بكلية الطب البشري في جامعة دمشق، وتخرج منها طبيباً عام 1976. وقد أمضى حياته الجامعية ناشطاً طلابياً من الطراز الأول، أيقن عبد العزيز باكراً أن الطب والعمل في الفضاء العام كل واحد لا يمكن فصله، فمارس المهنة كطبيب لمدة خمس سنوات إلى أن تمت ملاحقته واعتقاله. التحق مبكراً في سنوات الدراسة الجامعية بمجموعة صلاح جديد وأصبح عضواً في قيادتها جنباً إلى جنب مع أسماء عديدة منها الشاعر ممدوح عدوان. لكنه انفصل عنهم فيما بعد والتحق برابطة العمل الشيوعي، الحزب الذي كان محظوراً رسمياً في سوريا، خلالفترة حكم حزب البعث. برز كقيادي في حزب العمل الشيوعي ورئيساً لتحرير صحيفة “النداء الشعبي” وهي الصحيفة الأكثر شعبية وتوزيعاً وانتشاراً في سوريا في أوائل الثّمانينات وعضو هيئة تحرير مجلة “الشّيوعي” وعضو هيئة تحرير “الراية الحمراء” والنّشرات الثلاث كانت تصدر عن حزب العمل الشيوعي في سوريا.ومن الممكن اعتبار عبد العزيز الخيّر الرجل الأول في حزب العمل الشيوعي لمدة عشر سنوات 1982-1992.[1] ترقى عبد العزيز تدريجياً في سلم الرابطة الشيوعية، وإن كانت مناصبه الحزبية بقيت طي الكتمان نظراً لسرية العمل في دولة بوليسية من الطراز الأول. ويمكن القول بأنه بعد عام 1981 أصبح الرجل الأول في رابطة العمل الشيوعي، والمطلوب الأول لدى أجهزة المخابرات السورية من بين كل طلاب اليسار والعلمانية والاشتراكية في هذا البلد.

النشاط السياسي

عشرة أعوام من التخفي

بقي عبد العزيز متخفياً طوال عشرة أعوام. وهي من أطول الفترات التي يقضيها ملاحَق متخفياً في تاريخ سوريا. ولم يشاهده فيها أهله أو رفاقه في الحزب إلا فيما ندر، ولم يظهر "أبو المجد" حينها إلا في اجتماعات حزبية ضرورية و ملحة لبحث قضايا محددة. خلال فترة التخفي أنجز أهم أعماله لا سيما تحريره للمنشورات الثلاث "الشيوعي" و"الراية الحمراء" و"النداء الشعبي". هذه الأخيرة كانت الصحيفة الأكثر انتشاراً في سوريا الثمانينات. كما ألف مجموعة من الكراسات والأوراق الفكرية، لاسيما كتابه "الكتاب الأسود" الذي تحدث فيه عن قضايا القمع والإرهاب في سوريا في فترة حكم الأسد، والذي غدا فيما بعد مرجعاً لكثير من المنظمات الدولية و منظمات حقوق الإنسان. كما أصدر نشرة "عرس الدكتاتورية" باسم حزب العمل الشيوعي بعيد إعادة انتخاب حافظ الأسد لولاية جديدة. وأصبح الخيّر "أبو المجد" في هذه المرحلة الرجل الذي يؤرق الدولة/ وأصبح الوصول إليه أولوية قصوى.

الاعتقال

 
عبد العزيز الخير

كلف فرع فلسطين المقدم عبد الكريم الديري بمهمة واحدة: القبض على عبد العزيز الخير بأي ثمن كان. الملازم الذي أصبح مفرغاً لهذه المهمة لم يكن يستيقظ إلا ليبدأ بالبحث عن طريدته، و طيلة عشرة أعوام من البحث عنه، وأيقن أنه لا سبيل لإيجاده إلا بالوصول إلى الشبكة الضيقة المحيطة به، فقرر أن يبحث عمن يتكفل له "بوشاية" توصلهم إلى من عجزوا عن الوصول إليه. وكان قد اعتقلت المخابرات السورية بعض إخوته وأقاربه و ضربتهم في الأماكن العامة بغرض الضغط عليه وابتزازه، فقد اعتُدي على شقيقته (الأستاذة الجامعية سلمى) بالضّرب وسط الشارع العام في مدينة اللاذقية واعتقل شقيقه النّقابي والأستاذ الجامعي هارون وشقيقته ندى وابن عمه، وزوجته المدرسة منى صقر الأحمد التي اعتقلت (وهي أم لطفل في السابعة من عمره آنذاك) كـ ”رهينة” لأكثر من أربع سنوات، من أغسطس 1987 ـ حتى ديسمبر 1991. في 1 فبراير عام 1992، وعلى راديو مونتي كارلو الدولية، أعلن المذيع الخبر التالي: "في سوق الحميدية المزدحم في دمشق، ألقت دورية من فرع فلسطين يقودها المقدم عبد الكريم القبض على المطلوب الأول في رابطة العمل الشيوعي، الدكتور عبد العزيز الخير واقتادته إلى جهة مجهولة" العملية التي تمت بوشاية من أحد الرفاق الحزبيين، قادت "أبو المجد" إلى شهرين من الاعتقال الانفرادي صادف فيه كل أشكال التعذيب. وخضع للتحقيق المباشر على أيدي اللواء علي دوبا رئيس المخابرات العسكرية، والعميد مصطفى التاجر والعقيد عبد المحسن هلال. أصدرت محكمة أمن الدولة عام 1995 وبشخص قاضيها فايز النوري حكماً بالسجن 22 عاماً على عبد العزيز الخيّر، بتهم: "الانتماء لجماعة سياسية محظورة" و"نشر أخبار كاذبة من شأنها زعزعة ثقة الجماهير بالثورة والنظام الاشتراكي" و"مناهضة أهداف الثورة". ليقضي الطبيب والشيوعي حكمه في سجن صيدنايا العسكري. والحكم من الأقسى في تاريخ سوريا في حق رجل لم يحمل السلاح ولم يدعُ إليه يوماً. في المعتقل، كان طبيب السجن الوحيد، وعرف عنه أنه عالج آلاف الحالات داخل السجن، وهو الذي أقنع إدارة السجن بتخصيص أحد الغرف لعلاج المساجين نظراً لعدم وجود أي رعاية صحية لائقة لهم. وهو الذي كانت وصيته الدائمة لزواره "أي دواء!". في شتاء 2001 تم اطلاق سراح كافة رفاق عبد العزيز الخيّر المحكومين على تهمة حزب العمل الشيوعي وبقي عبد العزيز وحيدا في السجن. حتى أطلقت المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير حملة دولية للافراج عن عبد العزيز الخير بالتنسيق مع معهد الصحافة الدولي في فيينا، ولجنة ” كتاب في السجون” التابعة لاتحاد الكتاب العالمي، وتبنى قضيته العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، مثل منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ثم اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي تأسست في العام 1988. أفرجت السلطات عن عبد العزيز الخيّر بموجب عفو رئاسي في نهاية العام 2005.

العودة للعمل السياسي

 
عبد العزيز الخير من على جبل قاسيون

لم يتأخر كثيراً عن معاودة نشاطه السياسي، فأعاد وصل الخيوط التي انقطعت مع الرفاق قبل الاعتقال، و أسس عبد العزيز الخير تجمع اليسار الماركسي في سوريا (تيم) بتاريخ 20 أبريل 2007 بالتعاون مع العديد من رفاقه اليساريين في سوريا وضم التجمع:

  • حزب العمل الشيوعي في سوريا
  • الحزب اليساري الكردي في سوريا
  • هيئة الشيوعيين السوريين
  • التجمع الماركسي- الديموقراطي في سوريا
  • لجنة التنسيق لأعضاء الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي.

وانضم عبد العزيز الخير هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا التي ضمت 14 حزباً سياسيا و4 تجمعات حزبية والعشرات من المستقلين ورموز المعارضة السورية وتم الاعلان عن تأسيسها في 30 يونيو 2011 وأصبح مسؤول العلاقات الخارجية فيها.

موقفه من الثورة السورية

 
عبد العزيز الخيّر وهو يُصطحب إلى سيارة أجرة بعد أن ألقى نشطاء من المعارضة السورية (محسوبين على تركيا) مقيمون في مصر البيض عليه وعلى رفاقه، متهمين إياهم بالخونة الذين اشتراهم النظام، أمام مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، 9 نوفمبر 2011.

أعلن عبد العزيز عبر موقعه في "هيئة التنسيق" صراحة إيمانه بثورة الشعب السوري السلمية، و دعا دائماً إلى الحفاظ على المسار السلمي للثورة وعلى طابعها الشعبي والأهلي، رافضاً تحويلها إلى ثورة مسلحة مع ما يعنيه ذلك من تمزيق للمجتمع الأهلي السوري و دخول للبلد في دوامة للعنف لا يمكن لأحد التنبؤ بنتائجها. متفهماً في ذات الوقت أسباب حمل السلاح عند كثير من أبناء الوطن ممن قتّلوا و هجّروا و استبيحت كراماتهم ودماؤهم. و ذلك جنباً إلى جنب مع المطالبة الصريحة بإسقاط النظام بكل رموزه كمدخل أساسي لأي عملية سياسية يمكن أن تجري في البلد. عبدالعزيز كان لديه هاجسان أكبر من كل شيء: التدخل العسكري الأميركي في سورية، وموضوع التطييف والعسكرة، حيث أنه القائل عن الثورة «إذا تعسكرت تطيفت».

الإعتقال الثاني

احتجز عدة مرات خلال الثورة السورية ليعاد إطلاق سراحه، إلا أنه اختطف بتاريخ 20 سبتمبر 2012 على حاجز للمخابرات الجوية على طريق مطار دمشق الدولي بعد عودته من رحلة إلى جمهورية الصين ضمن وفد من هيئة التنسيق الوطنية، ونفت السلطات الرسمية اعتقاله وصرحت بانها لا تعرف مكان تواجده، وقالت زوجته انها فور اعتقاله أتصلت بوزير المصالحة الوطنية علي حيدر وأكد لها انه لا يعلم عن الأمر شيئاً وأن عبد العزيز في حال كان معتقل فسيخرج خلال ثلاثة أيام إلا انه لم يخرج، والتزم بعدها بنفي علم السلطات السورية عن مكان وجوده. وأفاد ناشطون أنه معتقل في سجن سري ضمن مطار المزة العسكري تشرف عليه المخابرات الجوية.

مرئيات

المصادر

  1. ^ "عبد العزيز الخير". syrianncb.