عبد الرحيم محمود


عبد الرحيم محمود (ولد عام 1913 – استشهد في 13 يوليو 1948)، ثوري وشاعر فلسطيني ولد في عنبتا. كتب قصائد شعرية سياسية أشهرها «الشهيد». شارك في ثورة 1936-1939 وفي حرب 1948، واستشهد بالقرب من قرية الشجرة في شمال فلسطين.

عبد الرحيم محمود
عبد الرحيم محمود.jpg
وُلِدَ1913
توفي
الجنسيةفلسطيني
المهنةثوري ، وشاعر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياه المبكرة

 
عبد الرحيم محمود

ولد في بلدة عنبتا في قضاء طولكرم؛ والده الشيخ محمود عبد الحليم العنبتاوي، كان شاعراً وفقيهاً.

بدأ تعليمه في المدرسة الابتدائية في عنبتا، وتابعه في مدرسة طولكرم المتوسطة، ثم انتقل إلى نابلس للدراسة في "مدرسة النجاح الوطنية"، التي كان يعلّم فيها الشاعر إبراهيم طوقان، فكان من المتميزين في اللغة العربية والدين والتاريخ. كما كان لاعباً ماهراً في كرة القدم.


المسيرة المهنية

التحق عبد الرحيم محمود، بعد تخرجه، بمدرسة الشرطة في مدينة بيت لحم في الأول من فبراير 1933 لمدة ستة أشهر، وعمل في سلك الشرطة في مدينة الناصرة لمدة ثلاثة أشهر، حتى إذا طُلب منه ذات يوم أن يلقي القبض على أحد الوطنيين، أبى وقدم استقالته.

عاد عبد الرحيم محمود إلى نابلس ليعمل مدرساً للغة العربية والأدب العربي في "مدرسة النجاح الوطنية".

بداية الموهبة الشعرية

نضجت شاعرية عبد الرحيم محمود ونما حسه الوطني في سن مبكرة، واشتدت مخاوفه من الخطر الصهيوني على فلسطين وعلى مقدسات شعبها. وفي صيف سنة 1935، زار فلسطين الأمير سعود بن عبد العزيز ومرّ ببلدة عنبتا، فألقى عبد الرحيم محمود بين يديه قصيدة ترحيبيّة أشار فيها إلى الخطر الصهيوني، ومنها هذا البيت الذي غدا شهيراً:

المسجد الأقصى أجئت تزوره أم جئت من قبل الضياع تودعه

التحاقه بالجيش

بعد اندلاع الإضراب العام والثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936، التحق عبد الرحيم محمود سنة 1937 بصفوف الثوار، تحت قيادة عبد الرحيم الحاج محمد، فلاحقته سلطات الاحتلال البريطاني، مما اضطره إلى اللجوء إلى دمشق، ثم إلى بغداد، حيث انتسب إلى الكلية العسكرية العراقية سنة 1939- 1940 وتخرّج فيها برتبة ملازم. وهناك تعرّف إلى القائد عبد القادر الحسيني.

عمل عبد الرحيم محمود مدرساً ومديراً لمدرسة "العشّار" في مدينة البصرة، ثم انضم إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941، مع عدد من الفلسطينيين الملتجئين إلى العراق. وفي إثر إخفاق تلك الثورة، عاد إلى فلسطين ليعمل مدرساً ثانية في مدرسته التي بات اسمها "كلية النجاح الوطنية". وخلال الفترة ما بين سنتي 1942 و1948، نشر معظم قصائده ومقالاته، وبخاصة في صحيفة "الاتحاد"، الصادرة في حيفا في سنة 1944، ومجلة "الغد".

انضم عبد الرحيم محمود، عقب صدور قرار تقسيم فلسطين الدولي واندلاع القتال بين العرب واليهود، إلى "جيش الإنقاذ"، وهو الجيش غير النظامي الذي شكّلته الجامعة العربية من المتطوعين العرب لنصرة فلسطين. وسافر، في منتصف يناير 1948، إلى دمشق، حيث أنهى دورة تدريبية للضباط في "معسكر قطنا"، وأُرسل إلى فلسطين على رأس سريّة من "فوج حطين"، أحد أفواج "جيش الإنقاذ"، حاربت القوات الصهيونية في معارك عدة في مرج ابن عامر. وفي مايو 1948، انتقل الفوج، إلى الجليل، ورقّي عبد الرحيم محمود مساعداً لقائد الفوج برتبة ملازم أول، وشارك "فوج حطين" في عدة معارك دارت حول مدينة الناصرة.

استشهاده

استشهد عبد الرحيم محمود يوم 13 يوليو 1948م في قرية الشجرة عن عمر قارب 35 عاماً حيث أصابته قذيفة في عنقه، وكان يتمتم وهو محمول على أكتاف أصدقائه:

احملوني احملونيوأحذروا ان تتركوني
وخذوني ولا تخافواواذا مت ادفنوني


قصائده

خلف عددًا من القصائد كتبها بين عامي 1935م، 1948م.. جمعتها لجنة من الأدباء بعد وفاته بعشر سنوات، وكان قد نشر بعضها في المجلات الفلسطينية واللبنانية والسورية والمصرية. وصدر ديوانه في عَمان عام 1958م وهو يضم سبعًا وعشرين قصيدة. هي أهم ما كتبه في عمره القصير المليء بالكفاح.

وفي عجالة نلقي ضوءًا على آرائه الوطنية التي صاغها شعرًا وعاشها حياة، فاستحق أن يكون مثلاً أعلى لشباب فلسطين في الكفاح والصدق. في عام 1935 وأثناء زيارة قام بها الأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية (الملك سعود فيما بعد) للمسجد الاقصى، ألقى عبد الرحيم بين يديه قصيدة وكان عمره اثنين وعشرين عامًا قال فيها:[1]

يا ذا الأمير أمام عَيْنِـك شاعرٌضُمَّت على الشَّكوى المريرة أَضْلُعُهْ
المَسجد الأقصى أَجِئْتَ تَزُورُه؟‍أَم جِئتَ مِن قَبلِ الضَياعِ تُوَدِّعُهْ؟‍
حَرمٌ تُباحُ لِكُلِّ أَوكعَ آبِقولكـلِّ أَفّاقٍ شَريدٍ أربُعُهْ
وغدًا وما أدناه، لا يبقى سوى دَمْعٍ لنا يَهْمَي وَسِنٍّ نَقْرَعُه


وهنا يتضح بُعد نظر الشاعر الشاب ورؤيته الواقعية للظروف العربية شعوبًا وحكامًا.

في قصيدته «الشهيد» كان عمره حوالي أربعة وعشرين عامًا يُصور الشهيد كما يتمنَّاه:

سأحمل روحي على راحتيوألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسر الصديقوإما ممات يغيظ العدا
ونفس الشريف لها غايتانورود المنايا ونيلُ المنى
لعمرك إني أرى مصرعيولكـن أَغُذُّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقي السليبودون بلادي هو المُبتغى
يَلَذُّ لأذني سماع الصليليُهيجُ نَفْسِي مَسِيلُ الدِّما
وجسمٌ تَجَدَّلَ في الصحصحانتُنَأوِشُـه جَارِحات الفَلا
فمنه نصيبٌ لِأُسْـِد السَّماومنه نصيب لأسد الشَّرَى
كسا دَمُه الأرضَ بالأُرجُوانوأثقل بالعطر رِيحَ الصَّبا
وعَفَّر منه بَهِـيَّ الجَـِبينولكن عُفارًا يزيد البَها
وبَانَ على شَفَتَـْيه ابْتساممَعانِيْهِ هُزْءٌ بِهذِي الدُّنا
ونام لِيَحْلُمَ حُلْمَ الخـُلودِويَهْنَـَأ فيه بِأحْلَى الرُّؤى
لَعَمْرُكَ هذا ممات الرجالومن رَامَ موتـًا شـريفًا فَذَا
''


اختار الشاعر قافية المَدِّ أيًّا كان الحرف الأخير لهذه القصيدة الرائعة التي تصور ممات الرجال الشرفاء من أجل الوطن، فالتلذذ بأصوات المدافع والبهجة بإسالة الدماء تُهون على الشرفاء الموت من أجل قضية كبرى يُدافع عنها ألا وهي تحرير البلاد والاحتفاظ بكرامتها. وفي قصيدته (دعوة إلى الجهاد) يقول مستهترًا بالموت فداء للوطن:

دعا الوطن الذبيح إلى الجهادفَخَفَّ لِفَرْطِ فَرْحَتِه فؤادي
وَسابَقْتُ النَّسِيمَ ولا افتخارٌأَلَيْسَ عليّ أن أَفْدِي بِلادِي
حَمَلْتُ عَلَى يَدِيْ رُوحي وقلبيوما حَمَّلتُها إلا عتادي
فسِيْرُوا للنِّضَالِ الحقِّ نارًاتَصُبُّ على العِدَا في كل وادِ
فليس أَحَطُّ من شَعْبٍ قَعِيْدعن الجَلَّى وموطنه ينادي


تظل قصائد عبد الرحيم محمود تتوالى مُعبرة عن حبه لوطنه وإصراره على التضحية من أجله.

يعتبر الشاعر عبد الرحيم محمود من الشعراء القلائل الذين وهبوا حياتهم كلها لبلادهم وقرنوا القول بالعمل، ومضى في درب حياتهم كلها لبلادهم وقرنوا القول بالعمل، ومضى فب درب القتال حتى استشهد في سبيل وطنه وقصيدته، يتسم شعره بقوة العاطفة والوضوح والسلاسة واللغة التحررية بعيدة عن الافتعال والتعقيد اللفظي والعناية بالشكليات البيانية التي نجدها عند غيره من الشعراء الذي تأثروا بالتيار الاتباعي، الذي يحافظ على النظام التقليدي الموروث بالقصيدة العربية، مع تنويع بالقوافي ولع قصائد عديدة تعبر عن تجارب وجدانية ذاتية وموضوعات اجتماعية سياسية وانسانية.

الحياه الشخصية

تزوج عبد الرحيم محمود عام 1942 من السيدة «محفوظة إبراهيم نصار»، ولهما من الأبناء طيب و«طلال» و«رقية». [2]

كتب ودراسات عنه

مرئيات

عبد الرحيم محمود ، قصيدة "الشهيد"


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضًا

المصادر

  1. ^ "نجم السعود وزيارة الملك سعود للقدس | آفـاق". 2019-07-15. Retrieved 2019-07-16.
  2. ^ [www.aljazeera.net "مائة عام على ميلاد عبد الرحيم محمود"]. 2020-03-08. Retrieved 2020-03-09. {{cite web}}: Check |url= value (help)