إبراهيم نصار

ولد القائد المجاهد إبراهيم الشيخ محمد الحاج نصار في بلدة عنبتا الواقعة في منتصف وادي الشعير إلى الشرق من طولكرم سنة 1895 م، تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في الكلية الإسلامية ببيروت حتى تخرج منها في العام 1912، أرسله والده الشيخ محمد للدراسة في الأزهر الشريف في القاهرة (1912 - 1914).

القائد إبراهيم النصار

كان أحد ضباط الجيش العثماني 1914، فالثورة العربية الكبرى 1916..

عمل معلما ً بدرجة مدير لمدرسة حطين لواء الجليل ثم مدرسة الخالصة قضاء صفد ثم مدرسة عين ماهل قضاء الناصرة في الفترة الواقعة بين (1922 - 1932)،حيث قدم استقالته على اثر مؤتمر اللجنة التنفيذية المنعقد بتاريخ 9/9/1932 الذي اقر سياسة اللاتعاون، في ذلك الوقت كان عدد من أعضاء مؤتمر الشباب العربي ممن حضرهم العلم بذلك يقدمون استقالاتهم وهي تحمل نفس التاريخ تأييدا ودفعا بالسياسة الوطنية إلى خط المواجهة مع الحكومة الإنجليزية بإعلان العصيان المدني.[1]

انضم إبراهيم نصار لمؤتمر الشباب الأول عام 1932 وكان مسؤولا لمكتب اللجنة التنفيذية في المؤتمر الثاني عام 1935 م.[1]

عندما هبت الثورة العربية في فلسطين عام 1936 امتدت إلى وادي الشعير فقام السيد إبراهيم النصار أحد ضباط الجيش العثماني فصار ينظم شباب وادي الشعير ويرابط بهم وقد اتصل باللجنة القومية في نابلس وسليمان بك طوقان فكانت ترده الإمدادات والأخبار، وقد اتصل به السيدان عبد الحميد المرداوي وعبد الرحيم الحاج محمد فقاموا بمعارك معروفة منها نور شمس، عقد السبوبة، بلعا، المنطار، رأس العين، وادي عزون، رأس عامر، كفر صور.[2]

ثم كانت معركة نور شمس (عنبتا) المشهورة التي حدثت بتاريخ 21 يونيو 1936 والتي نظمها السيد إبراهيم النصار أفضل تنظيم وكان قائدها، وقد اعترض سير قوافل الجيش البريطاني حينما أتى الجيش من حيفا، فكانت معركة عظيمة بدأت في النهار وامتدت إلى الليل ودامت نحو تسع ساعات وقد امتدت نحو عشر كيلومترات شرقاً، وقد اشتركت فيها الطائرات البريطانية التي اسقطوا إحداها وقد خسر فيها الجيش البريطاني عدداً كبيرا ًمن الجنود ولم يستشهد فيها إلا اثنين من المجاهدين وجرح منهم بضعة أشخاص. فكان لهذه المعركة اثر في نظر الجيش والحكومة البريطانية.[3]

يقول المؤلف إحسان النمر في كتابه تاريخ جبال نابلس والبلقاء : حدثني السيد المجاهد إبراهيم النصار قائد هذه المعركة فقال : " وردتني كمية من الفشك وبطاقة من سليمان بك طوقان يذكر فيها أن فرقة من الجنود الإنجليز البحارة ستمر آتية من حيفا إلى نابلس فرابطت لها، بدأت المعركة بعشرة أشخاص الساعة الواحدة بعد الظهر وتوالت علي النجدات وقد جعلت بين كل واحد وآخر عشرة أمتار وبعد إقامة السدود وصل الجيش فأطلقنا عليه نيران بنادقنا وهم يجيبون، وقد استمر امتداد السدود والمرابطين إلى مسافة عشر كيلو مترات، وقد دامت المعركة تسع ساعات وقد بلغ عددنا المئات وتكبد الجيش البريطاني خسائر منها طائرة أسقطناها، ولم نخسر سوى شهيدين وبضعة جرحى.[3] [4]

حيث اعترفت المصادر البريطانية بمقتل جنديين بريطانيين وإصابة اثنين آخرين وإسقاط طائرة تم إصابتها اصابه مباشرة في المحرك [5]

وفي 17 تموز 1936 حدثت معركة أخرى في عنبتا عندما قامت القوات البريطانية بهجوم واسع بعد تزايد العمليات العسكرية للثوار في المنطقة حيث اشتركت الطائرات البريطانية والدبابات ولحقت بالقوات البريطانية خسائر لم يعترفو بها في حين استشهد 6 من الثوار.

بدأ المتطوعون من الثوار العرب يتوافدون إلى فلسطين من شرق الأردن وسوريا ولبنان والعراق وكان من بين الوافدين اثنان من أبطال الثورة السورية هما الشيخ محمد الأشمر وتركز نشاطه في المثلث ومنطقة طولكرم، وسعيد العاص الذي تسلم قيادة العمل في منطقته الخليل وبيت لحم والقدس.

واكتملت الحملة العربية المساندة بوصول فوزي القاوقجي في الثلث الأخير من شهر آب واتخذ من ياصيد مركزا له وانشأ مكتبا مركزيا وفرعا للاستخبارات وصار يصدر بلاغات رسمية وقد تفاهم مع قواد الثورة المحلية وهم السادة فخري بك عبد الهادي، عبد الرحيم الحاج محمد، وإبراهيم النصار، وعبد الحميد المرداوي، فعين فخري بك عبد الهادي نائبا له ووزع باقيهم في المناطق حسب الخطط العسكرية " [6] [7]

وفي 3 ايلول 1936 جرت معركة بلعا الشهيرة التي قادها القائد البطل فوزي القاوقجي والتي قتل فيها 4 جنود بريطانيين وتم إسقاط طائرتين.

وفي 4 (أيلول) 1936 بعد يوم من معركة بلعا جرى تشكيل لجنة لجمع التبرعات والإعانات بصورة رسمية وعلى أعلى المستويات، وتضم القادة : فخري عبد الهادي، عبد الرحيم الحاج محمد، إبراهيم الحاج نصار، عارف عبد الرازق، فرحان السعدي، خالد القنواتي، توفيق الصالح الحاج حمد.. [8]

حيث كان إبراهيم نصار من رجال الثورة البارزين في فلسطين سنة 1936 [9]

توفي المجاهد إبراهيم النصار سنة 1985 عن عمر يناهز 90 عاما.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ أ ب موقع فلسطين في الذاكرة.[1].
  2. ^ كتاب تاريخ جبال نابلس والبلقاء ج3 للمؤلف إحسان النمر. ص 251.
  3. ^ أ ب المصدر السابق.
  4. ^ كتاب قضية فلسطين في دورها البلدي ص 210.
  5. ^ صحيفة مانسفيلد معركة عنبتا 21/6/1936 ومقتل جنديين بريطانيين. [2].
  6. ^ إحسان النمر تاريخ جبل نابلس والبقاء ج3 ص(263- 264).
  7. ^ كتاب قضية فلسطين في دورها البلدي ص 221.
  8. ^ يوسف رجب الرضيعي ثورة 1936 تقييم عسكري ص35.
  9. ^ سجل القادة والثوار لثورة 1936 للمؤلف مصطفى كبها ص136 ص150.