سلطنة دهلك

سلطنة دهلك، كانت مملكة صغيرة في العصور الوسطى في أرخبيل دهلك ومناطق من ساحل البحر الأحمر الأفريقي في ما يُعرف اليوم بدولة إرتريا. تأسست عام 1093، وسرعان ما انتفعت بموقعها بين الحبشة، واليمن وكذلك مصر والهند. بعد منتصف القرن الثالث عشر، فقدت دهلك احتكارها التجاري، ثم بدأت في الأفول. حاولت كل من الامبراطورية الإثيوپية والهند فرض سلطتهما على السلطنة. في نهاية المطاف، ضمها العثمانيون عام 1557، مما جعلها جزءاً من مقاطعة الحبشة العثمانية.

سلطنة دهلك

أواخر القرن 11–1557
سلطنة دهلك حوالي عام 1200.
سلطنة دهلك حوالي عام 1200.
العاصمةدهلك الكبرى
اللغات المشتركةالعربية، الدهلكية
الدين
الإسلام
الحكومةملكية
السلطان 
• ؟-1093
مبارك
• ؟-1540
أحمد (آخر سلطان معروف)
الحقبة التاريخيةالعصور الوسطى
• تأسست
أواخر القرن 11
• ضمها العثمانيون
1557
العملةالدينار
سبقها
تلاها
النجاحيون
الدولة العثمانية
اليوم جزء من إرتريا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

الأصول والتاريخ المبكر

بعد استيلاء الأمويون على دهلك عام 702، جعلوها سجناً ومكاناً للمنفى الإجباري، وكذلك فعل العباسيون الأوائل الذين خلفوهم. بحلول القرن التاسع كانت جزر دهلك تحت حكم ملك الحبشة. حوالي عام 900 عقد ملك الحبشة معاهدة مع اليمن، وبحلول منتصف القرن العاشر أشارت السجلات التاريخية إلى أن دهلك مجبرة على دفع الجزية للسلطان إسحاق ابن إبراهيم.[1] في القرن التالي، دخلت دهلك في صراع قوى بين الزياديين والنجاحيين، حيث فرت الأخيرة إلى هناك عام 1061. استمرت المعارك بين الأسرتين حتى عام 1086، عندما تمكن النجاحيون من استعادة حكمهم في زبيد.[2]

كان السلطان مبارك هو أول سلطان يستدل عليه من خلال الشاهد الجنائزي، والذي توفى عام 1093. ويبدو أن أسرته استمرت حتى عام 1230[3]/1249.[2] خلال هذه الفترة، في القرن الحادي عشر ومنتصف القرن الثالث عشر، شهدت السلطنة أزهى عصورها. اعتمد هذا الازدهار في الغالب على احتكار التجارة الخارجية للداخل الإثيوپي،[4] لكنه تضمن أيضاً تجارة الترانزيت بين مصر والهند.[2] ومن خلال دهلك أيضاً، حافظت إثيوپيا على علاقاتها الدبلوماسية مع اليمن.[5] ومع ذلك، في منتصف القرن الثالث عشر، بدأ ملوك زاگوه في استخدام طريق تجاري جديد في الجنوب، حيث أصبحت المدينة [[زيلعي] الوجهة النهائية. وهكذا فقدت دهلك احتكارها التجاري.[6] في الفترة نفسها، سجل ابن سعيد المغربي أن سلاطين دهلك ناضلوا من أجل الحفاظ على استقلال السلطنة عن بني رسول.[7]

من القرن الثاني عشر كان سلاطين دهلك يسيطرون على بلدة مصوع ذات الأهمية التجارية على ساحل البحر الأحمر الأفريقي،[8] التي كانت تحكم حكم "نائب". كانت هناك مستوطنات ساحلية أخرى على القارة الأفريقية تحت حكم سلاطين دهلك أيضاً، حتى لو بصفة مؤقتة.[7] بالنسبة للإثيوپيين، كان سلطان دهلك يُعرف باسم Seyuma Bahr ("حاكم البحر")، مقبال Bahr Negash ("أمير البحر") في مدري بحري.[8]

بعد فترة وجيزة من وفاة السلطان مبارك بدأت سلطنة دهلك في صك العملات المعدنية، التي كانت تستخدم لشراء السلع المستوردة مثل المنسوجات المصري والاصطرك.[9]

من المؤكد أن مسلمو دهلك لم ينجحوا في الدعوة للإسلام في شمال الحبشة. كانت الكنيسة الأثيوپية راسخة منذ قرون. وكان التسامح تجاه المسلمين فقط لكونهم تجار.[10]

الأفول

 
شاهد قبر السلطان أحمد، توفي عام 1540.

بحلول القرن 15، لم تكن السلطنة تعاني فقط من التراجع الاقتصادي، إلا أنها كانت قد أُجبرت أيضاً على دفع الفدية إلى أباطرة إثيوپيا.[11] عام 1464-1465، كانت مصوع وأرخبيل دهلك قد نُهبوا من قبل الامبراطور زرع يعقوب. بحلول عام 1513 أصبحت دهلك تابعة لبني طاهر. عام 1517 و1520 كانت في نزاع ع الامبراطورية الپرتغالية، أسفر عن الكثير من الدمار.[12] بحلول عام 1526، كان سلطان دهلك، أحمد، قد أصبح سلطاناً تابعاً.[13] كانت هناك فترة إحياء للسلطنة أثناء حرب الحبشة وعدل، حيث كانت سلطنة عدل قد خاضت حرباً جهادية حازت نجاحاً مؤقتاً ضد الامبراطورية الإثيوپية.[11] انضم السلطان أحمد لعدل، وكانت مكافئته ميناء أركيكو، [13] الذي كان قبل الحرب تابعاً لمدري بحري.[14] إلا أنه عام 1541، بعد عام واحد من وفاة السلطان أحمد، عاد الپرتغاليون ودمروا دهلك مرة أخرى.[13] بعد ستة عشر عاماً، احتلت الدولة العثمانية الجزر، وجعلوها جزءاً من إيالة الحبشة. تحت حكم العثمانيين، خسرت جزر دهلك أهميتها.[11]

دهلك الكبرى

 
الحملات الپرتغالية في البحر الأحمر في القرن 16 و17 ضد الدولة العثمانية (القرمزي)
المصانع (المخا) (بالأصفر)
الأقاليم المتحالفة معهم أو تحت نفوذهم (بالأحمر)
حملات سلطنة عدل (بالأخضر الداكن).

دهلك الكبرى، موقع على جزيرة تحمل نفس الاسم، تحتوي على آثار يرجع تاريخها لسلطنة دهلك.[15] اكتشف حوالي 300 شاهد قبر. تشهد هذه الآثار على تواجد سكان عالميين في المنطقة من جميع أنحاء العالم الإسلامي.[16] كما لوحظ العديد من القباب، المتهدمة حالياً.[15] تتألف المستوطنة نفسها من بيوت حجرية مبنية من المرجان. كما يحتوي الموقع على عدد من الهضاب الاستيطانية.[17] استخدم سكان العصور الوسطى بالمنطقة الصهاريج لتأمين احتياجاتهم من المياه العذبة.[18]

الهوامش

  1. ^ van Donzel & Kon 2005, p. 65.
  2. ^ أ ب ت van Donzel & Kon 2005, p. 67.
  3. ^ Margariti 2009, p. 158.
  4. ^ Tamrat 1977, p. 121.
  5. ^ Tamrat 1977, p. 152.
  6. ^ Tamrat 1977, p. 122.
  7. ^ أ ب van Donzel & Kon 2005, p. 68.
  8. ^ أ ب Bosworth 2007, p. 339.
  9. ^ Margariti 2009, p. 159.
  10. ^ Tamrat 1977, pp. 121–122.
  11. ^ أ ب ت Connel & Killion 2011, p. 160.
  12. ^ van Donzel & Kon 2005, pp. 68–69.
  13. ^ أ ب ت van Donzel & Kon 2005, p. 69.
  14. ^ Pankhurst 1997, pp. 104–105.
  15. ^ أ ب Insoll 1997, p. 383.
  16. ^ Margariti 2009, p. 157.
  17. ^ Insoll 1997, pp. 384–385.
  18. ^ Insoll 1997, p. 385.

المصادر

  • Bosworth, Clifford Edmund (2007). Historic Cities of the Islamic World. Brill. ISBN 9789004153882. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Connel, Dan; Killion, Tom (2011). Historical Dictionary of Eritrea. The Scarecrow. ISBN 9780810859524. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Insoll, Timothy (1997). "An Archaeological Reconnaissance made to Dahlak Kebir, the Dahlak Islands, Eritrea: Preliminary Observations". Ethiopia in Broader Perspective: Papers of the 13th International Conference of Ethiopian Studies. Volume 1. pp. 382–388. ISBN 4879749761. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Margariti, Roxolani Eleni (2009). "Thieves of Sultans? Dahlak and the Rulers and Merchants of Indian Ocean Port Cities, 11th-13th Centuries AD". Connected Hinterlands. Proceedings of Red Sea Project IV. pp. 155–163. ISBN 9781407306315. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Pankhurst, Richard (1997). The Ethiopian Borderlands: Essays in Regional History from Ancient Times to the End of the 18th Century. ISBN 9780932415189. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • Tamrat, Tadesse (1977). "Ethiopia, the Red Sea and the Horn". In Roland Oliver (ed.). The Cambridge History of Africa. Vol. 3. Cambridge University. pp. 89–182. ISBN 0521209811. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)
  • van Donzel, Emeri; Kon, Ronald E. (2005). "Dahlak islands. History of the Dahlak islands until 1945". Encyclopedia Aethiopica. D-Ha. Harrassowitz. pp. 64–69. ISBN 3447052384. {{cite book}}: Invalid |ref=harv (help)