دورة الاشتهاء الجنسي

(تم التحويل من دورة وداقية)

دورة الاشتهاء الجنسي أو دورة الشبق، الدورة النزوية أو الاحترار والوِداق[1] estrous cycle أو oestrus cycle، هي تغيرات فسيولوجية دورية تحدث بسبب هرمونات التكاثر في معظم إناث الوحشيات الثديية. تبدأ دورات الاشتهاء الجنسي في أعقاب مرحلة النضوج الجنسي لدى الثدييات وتتخللها المراحل الشبقية أو الحمل. عادة ما تستمر دورات الاشتهاء الجنسي حتى الموت. قد تترافق دورة الاشتهاء الجنسي نزول إفرازات مهبلية مدممة، عادة ما يعتقد خطأ أنها حيض.

ذكر غزال يتشمم أنثاه أثناء دورة الشبق.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نظرة عامة

يكون المبيض بوقت الدورة النزوية بقمة نشاطه وينتج عدداً كبيرا من البويضات وهذا ما يعرف بعملية التبويض، والمبيض يفرز أيضا هرمونات (الإستروجين) تكون مسئولة عن التغيرات السلوكية والجسدية التي تطرأ على الأنثى وقت الهياج الجنسي[2].


الفرق بينها وبين دورة الحيض

عادة ما تأتي دورة الحيض على فترات زمنية ثابتة، في حين أن دورة الشبق تأتي للإناث في مواسم معينة من السنة وتختلف من نوعِ لآخر. وغالباً ما تكون في موسمي الربيع والخريف، لذا تقسم الحيوانات الى[3]:

  • وحيدة الدورة (مرة بالسنة): لها دورة واحدة علي مدار العام (خصوصاً الحيوانات البرية). مثلاً:
  1. للكلبات دورة واحدة في الربيع و أخرى في الخريف لذا تسمى بوحيدة الدورة الموسمية.
  • عديدة الدورة الموسمية: لها عدد من دورات الشبق خلال موسم معين من السنة، مثلاًَ:
  1. في الأفراس: يبدأ الموسم في الربيع (مع استطالة ساعات النهار).
  1. في الأغنام والماعز: يبدأ الموسم في اوائل الخريف (مع قصر ساعات النهار).
  1. في الجمال: يبدأ الموسم في أواخر الخريف و بداية الشتاء.
  2. في القطط المنزلية: منذ نهاية كانون الثاني\يناير حتى الخريف، ويتكرر حدوث دورة الشبق كل 3 أسابيع تقريبا وتستمر أعراض الدورة في الأنثى من 9-10 أيام في حالة إذا لم يتم التزاوج ولكن إذا تم الجماع بين الذكر والأنثى فأن أعراض الهياج الجنسي تنتهي بعد أربعة أيام.
  • عديدة الدورة: لها دورات متكررة متتالية علي مدار العام (الابقار).

المراحل الأربعة لدورة الشبق

 

مرحلة الاستعداد

مرحلة الاستعداد أو ما قبل الشبق proestrus phase، يتم فيه ضمور الجسم الأصفر في المبيض (إذا كان موجوداً) وانخفاض مستوى هرمون الپروجسترون فتتحرر كميات كبيرة من الهرمون المنشط للجريب FSH والهرمون الملوتن LH من النخامى، فينقلهما الدم إلى المبيض حيث يؤثرا في الجريبات المبيضية التي يتزايد فيها تكوين الإستروجين، فينتقل بوساطة الدم إلى منطقة تحت المهاد في الدماغ مسبباً إفراز كميات أكبر من الهرمون المنشط للجريب، وهكذا يتولد نوع من التغذية الإيجابية المرحلية بين الهرمون المنشط للجريب والإستروجين. يؤثر الإستروجين في بطانة النفيرين فتنمو خلاياهما المهدبة والإفرازية وتبدأ نشاطها، كذلك يؤثر في الطبقة المخاطية لجدار الرحم فيزداد إفرازها المخاطي، وتزداد سماكة بطانة المهبل، كما يتورم الفرج. ولهذا يصبح الجهاز التناسلي على أهبة الاستعداد للمرحلة الآتية. وتبدي الأنثى في نهاية هذه الفترة بعض الاهتمام نحو الذكر، ويستمر هذا الطور فترة يومين إلى ثلاثة أيام.

مرحلة الشبق

مرحلة الشبق أو الوداق تزداد الرغبة الجنسية عند الأنثى للذكر نتيجة لتراكم كميات كبيرة من هرمون الاستروجين، ويتضخم كل من الرحم وقرنيه، كما يحصل إفراز ملحوظ لسائل رائق مخاطي خارج الجهاز التناسلي (عند البقرة )، ويتم نمو جريب مبيضي واحد أو أكثر. ونتيجة لتوافر كميات كبيرة من الإستروجين فإن النخامى تستجيب لذلك بإفراز كميات من الهرمون الملوتن، وتصل سوية الهرمونين المنشط للجريب والهرمون الملوتن إلى ذروتهما قبل الإباضة. وتظهر بوضوح في هذه الفترة علامات الشبق مثل : قفز الأنثى الشبقة على غيرها من الحيوانات، وسماحها لغيرها من الحيوانات بالركوب عليها واستكانتها لها، وخوار عال بين الحين والآخر، وانخفاض إنتاج الحليب عند الأمهات، وتكون الأنثى الشبقة عصبية المزاج وكثيرة الحركة وقليلة الشهية. هذا إضافة إلى انتفاخ الفتحة التناسلية الخارجية وتوردها وخروج السائل المخاطي الشفاف منها. وغالباً ما تحدث الإباضة في نهاية طور الشبق، عند الأغنام، أو في أثنائه عند الفرس والخنزيرة، أو بعد عدة ساعات من نهايته عند البقرة، أو بعد نهايته مباشرة عند المعز. ويظهر أن الجريب أو الجريبات الناضجة والمرشحة للإباضة تفرز مادة غير ستيروئيدية تسمى Folliculstatin، تمنع إفراز الهرمون المنشط للجريب من النخامى، ومن ثمَّ توقف نمو جريبات أخرى (الأبقار)، وتبدأ الجريبات المتوقفة عن النمو بالتراجع والضمور وغالباً ما تتلاشى. ويبلغ طول هذا الطور 13-17 ساعة عند البقرة و30-36 ساعة عند النعجة ونحو 39 ساعة عند العنزة و2-3 أيام عند الفرس و7-9 أيام عند الكلبة.

مرحلة ما بعد الشبق

مرحلة ما بعد الشبق metestrus phase ، يتوقف الشبق وتحدث الإباضة عند الأبقار والماعز، كما يحدث نزف دموي خلاله ويمكن ملاحظة دم متراكم تحت ذيل الأبقار بعد مرور أربعة أيام من نهاية الشبق. يبدأ تكون الجسم الأصفر في مكان الجريب المتفجر في المبيض، وتبدأ الأعضاء التناسلية بالعودة تدريجياً إلى حالتها الأساسية من السكون، وتصبح تحت تأثير هرمون البروجسترون الذي يزداد إفرازه من الجسم الأصفر، ويتوقف الرحم عن انقباضاته العضلية، ويستعد لاستقبال البيضة الملقحة حيث يلاحظ ازدياد نشاط غدده الإفرازية ونمو بطانته، كما ترفض الأنثى استقبال الذكر في نهاية هذا الطور.

مرحلة السكون

مرحلة الراحة أو السكون diestrus phase، وهو طور الهدوء الجنسي إذ تصير حركة الإناث هادئة، وتزداد سماكة ظهارية الرحم وحجم الغدد الرحمية، كما يزداد نمو عضلات جدار الرحم، وتتجه كل التفاعلات إلى توفير البيئة المناسبة لتعشيش الجنين. تكون كمية البروجسترون المفرزة من الجسم الأصفر واضحة منذ اليوم الرابع أو الخامس، وتتناقص في حال عدم حدوث حمل في الأيام 15 و16 و17 عند النعجة والخنزيرة والبقرة، على التوالي. وفي حال حدوث الحمل يستمر الجسم الأصفر طوال فترة الحمل، ويتجدد ظهور الطور الأول خلال مرحلة ضمور الجسم الأصفر مشيراً إلى بدء دورة شبق جديدة وتبدي الحيوانات الفصلية التناسل، مثل الأغنام والمعز والفرس فترة سكون جنسي sexual anestrus خارج موسمها التناسلي، لكن لا تلبث الأعضاء التناسلية أن تجدد نشاطها في الموسم التناسلي التالي وتنتظم بدورات شبق جديدة...[4]

توقيت دورة الشبق

لما كان وقت ظهور الشبق وحدوث الإباضة في حيوانات المزرعة يرتبطان بتأثير هرمون البروجسترون المحرر من الجسم الاصفر (بسبب تأثيره السلبي في إفراز الهرمونات المنشطة للمناسل)، فإن توقيت الشبق يتطلب ضبط وتنظيم نشاط الجسم الأصفر. وقد استخدم في هذا المجال إما مواد منشطة للجسم الأصفر تطيل من فترة حياته أو مثيلاته المصنعة التي تستخدم حقناً تحت الجلد أو بالعضل أو مضافة إلى العليقة أو مغروسة في صيوان الأذن أو مصنَّعة بشكل اسفنجات تودع في المهبل لتوقيت الشبق في الأبقار والأغنام والماعز والخيول. وهناك مواد محللة للجسم الأصفـر تقصِّر مـن طول حياته مثل البروستاغلاندينات PGF-2 ومثيلاتها الصناعية التي تعطى حقناً تحت الجلد أو في العضل أو مباشرة في الدم. وقد ساعد استخدام مثل هذه التقانة على إحداث توقيت تلقيح جماعي لإناث القطيع من ذكور منتقاة وراثياً، وهذا بدوره يسهِّل تطبيق تقانة التلقيح الاصطناعي، ويسرع من برامج التحسين الوراثي وتنظيم إنتاج المزرعة من حليب أو لحم ليكون في الموسم أو الوقت الذي يرغبه المربي، كما أنه ينظم عمليات الرعاية التناسلية الأخرى في المزرعة.

وعلى سبيل المثال:

التنظيم الهورموني

لدورة الاشتهاء الجنسي مرحلتان: المرحلة الجريبية ومرحلة نمو الغدة الصماء في المبيض.

خلال المرحلة الجريبية تفرز الغدة النخامية كمية متزايدة من هورمون منبه الجريب، ويتسبب هذا الهورمون في نضج الجريبات، (أكياس دقيقة في المبيض)، ويحتوي كل جريب على بيضة، أي خلية جنسية أنثوية. وعند نهاية المرحلة الجريبية تفرز الغدة النخامية أيضًا كمية متزايدة من الهورمون اللوتيني تحث الجريبات على إطلاق الهورمونات الجنسية المسماة الأستروجينات. وتتسبب الأستروجينات في ازدياد سُمْك باطن الرحم (كيس الجنين) مهيئا الرحم لحمل الجنين خلال فترة الحمل. كذلك يتسبب الإفراز الزائد للهرمون اللوتيني في إطلاق الجريبات لبيوضها في المبيض. يسمى هذا الإطلاق للبيوض الإباضة. ثم تتحرك البيوض بعد ذلك إلى الرحم، حتى إذا ماتلقحت بنطاف الذكر فإنها تلتصق على باطن الرحم وتبدأ في التطور إلى ما يسمى المضغة وهي أول طور من أطوار التكوين الجنيني.

تهيئ الإباضة لابتداء الطور الأصفري. وخلال هذا الطور يجعل الهرمون اللوتيني كل جريب فارغ في المبيض يكون جسمًا من الخلايا يُسمى الجسم الأصفر.

يطلق الجسم الأصفر البروجستيرون، وهو هورمون جنسي أنثوي يهيئ الرحم لحمل الجنين. يبدأ الاشتهاء الجنسي خلال أو بعد الإباضة. وعند حدوث التلقيح أو الإخصاب، تنتهي دورة الاشتهاء الجنسي إلى أن يتم وضع الجنين. وإذا لم يحدث التلقيح فإن جسم المبيض ينكمش لأنه لا حاجة لسماكة باطن الرحم لعدم وجود طفل، ويمتص جسم الأنثى هذه المواد.

انظر أيضاً

المصادر


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قراءات إضافية

  • Spindler, R. E.; Wildt, D. E. (1999). "Circannual variations in intraovarian oocyte but not epididymal sperm quality in the domestic cat". Biology of Reproduction. 61: 188–194. doi:10.1095/biolreprod61.1.188.
  • Pelican, K.; Wildt, D.; Pukazhenthi, B.; Howard, J. G. (2006). "Ovarian control for assisted reproduction in the domestic cat and wild felids". Theriogenology. 66: 37–48. doi:10.1016/j.theriogenology.2006.03.013.

وصلات خارجية