حميدان الشويعر

حميدان الشويعر (ت. 1180 هـ/1767م) أحد أشهر أعلام الشعر النبطي في منطقة نجد في الجزيرة العربية. اشتهر بهجاء الوهابية وآل سعود، فأغتيل بالسم.

ولد في بلدة القصب في إقليم الوشم، شمال غرب الرياض، وعاش في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي). يقال إنه توفي عام 1180 هـ، وقيل قبل ذلك. واسمه الحقيقي حمد بن ناصر السياري، من أسرة السيايرة من بني خالد، و إنما "الشويعر" (تصغير شاعر) لقب لحق به أو ربما لقّب به نفسه، و "كان قصيراً ذكياً و حاداً، و فقيراً ايضاً كما يتضح في شعره، ومن شعره ايضاً يتضح انه قرأ في اشعار العرب واخبارهم، وكان له رحلة مشهورة الى العراق."[1] واشتهر حميدان بالهجاء فهجا الكثير من أعلام وبلدان نجد في زمانه، كما هجا بلدته وجماعته وابناءه و حتى نفسه حتى شبّهه البعض بالحطيئة، لكنه اشتهر أيضاً بقصائد النصح والحكمة. ولا زالت أشعاره تتردد على ألسنة الناس في نجد إلى اليوم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

هجاؤه الوهابية

ناصر السعيد
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال


نجحت لأن أموال اليهود وتخطيطاتهم كانت تدعمها، ونجحت لتفكك البلدان داخل الجزيرة السعودية الوهابية، وبدأ شعراء نجد في محاربتها، من هؤلاء الشعراء شاعر شهير في كل أنحاء نجد اسمه حميدان الشويعر. قال قصيدة شعبية كان لها أثرها في نفوس المواطنين في أنحاء نجد، ورغم مضي أكثر من (164 عاما) عليها إلا أنه لا زال يوجد الكثير من أبناء نجد يحفظون أبياتها أو بعض الابيات هذه وخاصة مطلعها، وقد دفع الشاعر حياته من أجل هذه القصيدة الثورية الشهيرة فاغتالاه محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب متفقين من أجلها… اغتالا حميدان الشويعر (بالسم) الذي دسه أحد عملاء هاتين الاسرتين له في رغيف، واسم هذا العميل سعد الجعيشن، الذي عزم الشاعر حميدان الشويعر ـ فاغتاله، وكان الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر قد وصف في تلك القصيدة أصل آل سعود اليهودي ومجيء جدهم من البصرة. ووصف أصل محمد بن عبد الوهاب ومجيئه من بلدة بورصة في تركيا، ودجله باسم الدين، وكان هناك (جبل عوصاء) ويقع بالقرب من بلدته شقراء في أواسط نجد، وكان في هذا الجبل ذئاب مسعورة تأكل الحيوانات والبشر، وكان الشاعر حميدان الشويعر يذهب إلى هذا الجبل باستمرار ليستوحي هذا الشاعر الساخر الثائر من مرتفعات هذا الجبل شعره الشعبي المثير الذي ما أن يقوله حتّى تتردد أصداؤه بين الناس. وذات يوم نصحه أصدقاؤه بأن لا يذهب إلى (عوصاء) خوفا عليه من الذئاب المسعورة، ومن هذه النصيحة استوحى شاعرنا قصيدته الشهيرة معبرا فيها عما يجيش في صدره من حقائق منتقدا ما ينصحه به الاصدقاء خوفا عليه من الذئاب المسعورة!

قائلا ما معناه (أنّه لا يخشى هذه الذئاب الوحشية وانما يخشى الذئاب الآدمية اليهودية، أما الذئاب الوحشية فمسكينة ـ هذه الذئاب ـ انها مظلومة! ، ودائما ما يظلمها البشر من تاريخ السيد يوسف ابن يعقوب حتّى هذا التاريخ: فعندما قذف ـ أخوة ـ يوسف أخاهم يوسف في غياهب البئر أتوا إلى أباهم عشاء يبكون بدمع كاذب وقالوا: "ان ذهبنا نلعب وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب!"

وها أنتم الان تتهمون ذئابا متوحشة في جبل عوصاء زاعمين أنها أكثر وحشية من محمد بن عبد الوهاب وآل سعود. وأن هذه الذئاب تأكل البشر. أنا لا أخشى هذه الذئاب الوحشية وانما أخشى الذئاب البشرية السعودية الوهابية، أخشى "عود" أي ـ (شيخ) في قرية الدرعية يقول ـ الحق ـ ولكنه يفعل الباطل ـ يزعم أنه يحكم باسم القرآن ويرتكب أبشع المنكرات باسم القرآن نفسه: أخشى هذا المجرم الذي جعل "هذا يذبح هذا" جعل الاخ يذبح أخاه وهو جالس ""على زوليته" أي على سجادته يسبح!

والبلاد سابحة بالدم. ومن أجل من يذبح العرب المؤمنين بعضهم بعضا؟!. من أجل الشيطان الرجيم دون شك.. من أجل محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود. من أجل تمكين الحكم الملكي السعودي الوهابي اليهودي البغيض) هذه هي ترجمة القصيدة. وها هي القصيدة الشعبية التي فقد من أجلها الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر حياته ـ شهيدا ـ على أيدي محمد بن سعود الأول القينقاعي وشريكه محمد بن عبد الوهاب: الاصل السعودي

في قصيدة الشاعر الشعبي الكبير حميدان الشويعر

ما همنّ ذيب في عوصا       همنّ عود في الدرعية
ما أخشى ذيب في عوصا أخشى شيخ في الدرعية
قوله حق وفعله باطل! واسلاحه كتب مطوية
خلّى هذا يذبح هذا وهو جالس في الزولية
يدعو باسم دين امحمد وأفعاله كفر وأذية
يبرأ منها دين امحمد أعماله الشيطانية
وأظنه بمحمد يعني امحمد الوهابيه
يقول أصله من تميم وتميم (برصة) التركية!
امحمد عبد الوهاب ومحمد السعودية
هم طيزين في سروال ذياك ايشرّع ـ لذيّه
تشاركوا باسم الدين واثنينهم حرامية
أما امحمد ابن اسعود فمن أصول يهودية
أبوه أصله مردخاي راعي الملة العبرية
ضحك على بعض اعنزه وقال ان أمه مصلوخية
وجابوه لنا من البصرة حتّى أوصلوه الدرعية
بزعمهم درع النبي شروه القينقاعية
حط درعية بالقطيف ومن بعد صارت نجدية
وزعم انّه ارض أجداده وهي من شرّه بريّة
جابوا لنا ابن اليهود الله لا يعيد ذيك الجيه
وشرع ظلم باسم الدين وقال ذي شرعة سماوية
شرع بني إسرائيل في أراضينا النجدية
زعم أنه شرع الله أو شريعة إسلامية
وقال ان قوله قرآن وأحاديثه نبوية
وأنه من الله مرسول يخلف رسول البريّة
وباسم الدين أصبح يقتلنا ويسرق أموال الرعية
ودفع الدراهم (زيّن) له أصله وصول الذرية
وجعل أصل أصل امحمد! وشجرتهم عدنانية!
بعد هذا يا جماعة ما رضى نصايحكم ليه
لا تنصحون احميدان من شر اذياب وحشيه
مسكينة يذياب البر تتهم بأعمال ردية
من عهد سيدنا يوسف والتهمة فوقه مرمية
أذياب البر ما نخشاها ولا وحوش البرّية
نخشى أذياب اليهود الذئاب الادمية
بني إسرائيل أخشاهم أحقادهم خيبرية
أخشى أن يحكم في نجد أسرة بغي يهودية
تشرع شريعة زواج فيها الامير يركب خيه
والأخت ينكحها أخوها باسم الأصول المرعية
زواجهم بالآلاف زواج بلا شرعية



وبموجب هذه القصيدة اغتيل حميدان الشويعر. اغتاله محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود. لكن هذه القصيدة بقيت كشاهد اثبات على جرائم الوهابية. وفي الوقت نفيسه بقيت هذه القصيدة لتشهد بعض كفاح شعبنا كله للدعوة السعودية الوهابية منذ بدأ قيامها الباطل وكانت قبائلنا مع الحضر تقاتل بشدة آل سعود ودعوتهم الخبيثة وكان في طليعة القبائل التي قاومت آل سعود ودينهم الباطل قبائل العجمان وبني خالد وعتيبة وشمر وقحطان والدواسر وبني يام ومطير وحرب وبني مره وبني خالد وبني هاجر وغيرهم.


من شعره

لي ديـرة ماهـا هـماج ومدنهـا خـراب وان طالعتهـا مـع نفودهـا
لكن تلاعي البوم من فوق حصنها فداوية تبغى العشـا من وفودهـا


لا تضـم الـذي مــا تخـلـي الرفـيـق غـايــب رجـلها أو بــعــد حــاضــر
الوعـد مثـل مـا قال كـحـي واكــح في قيام العشر وان ظهرت اظهري
واقعـدي عنـدنـا لـيـن مـا يظـهـرون واظـهــري والمـطـوع بـهـم يـوتــر
يـا عسـى جنسهـا دايـم مـا يعيـش عنـد الاجــواد وان عـاش مــا يكـثـر


يا عيال افزعوا لي على ذا العجوز ليتهـا غيبـت فــي غـويـط الـثـرى
مـن جـواز الصبـا جعلهـا مـا تعـود البطن مـا ظهـر والظهـر مـا عـرى
الله مــــن قــــوم يــــا مــانـــع امــســى جـاهـلـهـا شـايـبـهــا
ان جـيــت احـاكــي واحــدهــم عــــــن الـــديـــره ونـوايــبــهــا
قـال انــي شـويـخ مــن قبـلـك جــــــدي عـــفـــى جـوانـبــهــا
قـلــت ونعـمـيـن فـــي جـــدك والـخـيـبــة فـــــي عـواقـبــهــا
مدحته بجهل قبـل عرفـي فيـا اسـف عـلـى مــدح مـزغـول بـغـيـر اشـهــار
فياليت عرفي قبل مدحي بمن هفـت عـمـوقــه وخــالــه مـهـنـتـه جـــــزار
ترى الاصل جذاب على الطيب والردى فــلا شـــك نـــق الـحــب يـــا الـبــذار


النيـة شـانـت ما زانــت صارت لـفـلان وفـلانه
الحصني يمشي ديقــــــان والبومه صارت شيهانـه
المسجد بابه مـا طـرف ادخل يا اللي فيك ديانه


الـديـن الـديـن الـلـي بـيــن بين مثل شمـس القيضيـه
الـديـن بعـيـر خـــرج اربـــع والخامـس ديــن الأباضية
مـا همـن ذيـب فـي عوصـا همـي عـود فـي الدرعية
قولـه حـق وفعـلـه بـاطـل وسيـوفـه كـتــب مـطـويـه
البدوي ان عطيته تصلط عليك قال ذا خايف مار بالك عطاه
ان ولي ظالم مفسد للكمام وان ظلم زان طبعه وساقه الزكاة
مثل كلب ان رمي بفهر يروح وان رمي له بعظم تبع من رماه

مصادر

  1. ^ عبد الله الجعيثن، "حرارة الحكمة في شعر حميدان الشويعر"، جريدة الرياض، السبت 17 شوال 1426 هـ - 19 نوفمبر 2005 م - العدد 13662 [1]