حقل منيفة للنفط

حقل منيفة، هو حقل نفط بحري يقع في المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية على الخليج العربي، ويعد خامس أكبر حقول النفط في العالم، وأحد أقدم حقول النفط البحرية. اكتشف الحقل بعام 1957 يتولى تشغيل الحقل شركة أرامكو السعودية.[1] ومنذ تطويره يلعب الحقل دوراً مهماً مع تزايد عدد المشروعات العملاقة المصممة لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من موارد النفط والغاز في المملكة العربية السعودية، تماشيا مع «رؤية السعودية 2030» التي تؤكد أهمية تشجيع التنقيب عن الثروات الطبيعية والاستفادة منها.

حقل منيفة
حقل منيفة.jpg
احدى جزر حقل منيفة
البلدالسعودية
المنطقةالخليج العربي
بحري/بريبحري
المشغـِّلأرامكو السعودية
تاريخ الحقل
الاكتشاف1957
بدء الانتاج1964

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

الاكتشاف

يقع حقل منيفة على بعد قرابة 110 كلم شمال مدينة الظهران شرق السعودية، واكتشف عام 1957، بواسطة بئر الاكتشاف للحقل، والذي سمي بئر منيفة التجريبية رقم 1. بدأ الإنتاج من الحقل في 1964، وأنتجت مرافقه حينها 125 ألف برميل من النفط يومياً. في عام 1984، توقف الإنتاج في حقل منيفة بسبب انخفاض الطلب على النفط. ومع عودة ارتفاع الطلب العالمي تقرر البدء بتطوير حقل منيفة في 2006.

التطوير

يُعَد موقع الحقل موطنًا للأعشاب البحرية والشعاب المرجانية ومحار اللؤلؤ البحرية والسلطعون والدلافين والسلاحف البحرية ومنها سلحفاة منقار الصقر المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى أنه ملاذ آمن للطيور المهاجرة. ومن هنا كان التحدي الأبرز الذي حاولت أرامكو مواجهته، وهو كيفية الوصول إلى النفط الذي يقع تحت سطح المياه الضحلة دون إحداث أي ضرر بالبيئة البحرية التي يتميز بها الحقل، وهو ما يمثل تحدياً بيئياً كبيراً. كما أن خليج منيفة الذي يقبع فيه الحقل، يُعَد شريان الحياة لصيادي السمك ومجتمعاتهم، وهو ما دفع السعودية إلى التفكير في حل جذري للاستفادة من الكنز النفطي بالحقل دون إحداث أي ضرر بيئي أو مجتمعي. ووضعت شركة أرامكو في عام 2006 خطة لاستثمارت أولية بقيمة 10 مليارات دولار، وسعت للوصول للنفط المغمور تحت سطح المياه الضحلة دون إحداث أي ضرر بيئي.

وبعد دراسات تبنت الشركة فكرة تحويل أكثر من 70% من حقل منيفة إلى حقل بري؛ يكون حلاً للتنفيذ مشروع تطوير الحقل، وتجنب أحد الحلول السهلة وهو إنشاء 30 منصة بحرية.

 
جزر حقل منيفة

وبالفعل؛ حوّل حقل منيفة إلى آخر بري عن طريق إنشاء 27 جزيرة اصطناعية تعادل مساحة الواحدة منها 10 ملاعب كرة قدم، ويربط بينها جسر بحري بطول 41كم. وبحسب بيانات أرامكو، فقد استخدم 45 مليون متر مكعب من الرمال المستخلصة من قاع البحر لإنشاء الجزر الاصطناعية، لتكون بمثابة مواقع حفر برية فوق حقل النفط البحري، الذي يعد أكبر خامس حقل نفط بحري في العالم. واجه مشروع تطوير حقل منيفة التحدي الأكبر في عام 2008 عندما اندلعت ما بات يعرف بالأزمة المالية العالمية، حيث واجه العالم انكماشًا اقتصاديا أثر في صناعة النفط، لكن مثابرة «أرامكو السعودية» أدت إلى إنجاز المشروع والوصول به إلى مرحلة التشغيل في وقت قياسي بخلاف كل التوقعات.

تمت المرحلة الأولى من مراحل تطوير الحقل في 2013، أضيف خلالها 350 بئر جديدة، يصل بعضها لأعماق أبعد من 32000 قدم، بالإضافة إلى خطوط الأنابيب وكابلات الكهرباء والاتصالات المغمورة في المياه. ويضم معملًا للمعالجة المركزية يحتوي مرافق فرز الغاز من الزيت، ومعالجة الغاز، إلى جانب معمل حقن المياه ومحطات الإنتاج المزدوج.، بالإضافة إلى شبكة إمدادات المياه والتي تلبي احتياج حقن المياه من طبقة الوسيع الحاملة للماء في منطقة أبو حدرية. إلى جانب خطوط أنابيب تجميع الزيت الخام وحقن المياه من المنصات البحرية، والجسر البحري الرابط بين الجزر الصناعية ومواقع الحفر على اليابسة. كما تشمل المرافق شبكات خطوط انابيب حقن المياه، وخطوط أنابيب التوزيع والتي تعمل على نقل الزيت الخام إلى ساحة الخزانات في الجعيمة، وتقوم بنقل الغاز والمكثفات إلى معمل الغاز في الخرسانية. وبدأت مرحلة التشغيل التجريبي لمرافق المعالجة المركزية بالحقل، بهدف إنتاج 500 ألف برميل يومياً.

 
احدى مرافق حقل منيفة

وفي 15 أبريل 2013 أعلنت أرامكو عن بدء ضخ النفط من الحقل. تبلغ طاقته الانتاجية 900.000 برميل/يومياً. وفي يوليو 2013، توقعت أرامكو أن يصل إنتاج الحقل 500.000 برميل/يومياً، ليترفع في نهاية 2014 إلى 900.000 برميل/يومياً.[2] مثّل الاهتمام بتطوير العاملين الشباب في هذا الحقل، أحد أهم منجزات المشروع، فقد كان 20 في المائة تقريبًا من المهندسين العاملين في منيفة من مهندسي برنامج التطوير المهني، حيث عملوا جنبا إلى جنب مع الإدارة، ومع مهنيين هندسيين ذوي خبرة من دول متعددة. وقد استدعى هذا المشروع الطموح عملا جماعيا وثيقا، واستُلهم منه الكثير من الدروس القيمة التي تم تبادلها مع إدارات ومشروعات الشركة ذات الصلة.[3]

الإنتاج

في عام 2017، نجحت أرامكو في تحقيق الهدف النهائي من تطوير حقل منيفة برفع إنتاجه إلى 900 ألف برميل من النفط يوميا. كما أنشأت مرفق المعالجة المركزية لمعالجة تلك الكمية من النفط، ويضم المرفق 3 معامل متطابقة لفصل الغاز عن النفط. وبلغت القدرة التصميمية لكل معمل معالجة 300 ألف برميل من النفط الخام يوميا، وتزوّد بعدها 3 مصافٍ بالمملكة وهي مصفاة ساتورب، وياسرف، وجازان، مع استخدام ما يزيد على 9 آلاف كيلومتر من الأنابيب والكابلات لتزويد عملاء الشركة بخام النفط. ويُعَد كذلك أبرز ما يميز حقل منيفة، أنه أول مشروعات أرامكو التي تتوقف عن حرق الغاز نهائياً؛ إذ يستهلك معظم الغاز داخل المشروع ويرسل الفائض إلى معمل الغاز في الخرسانية لمعالجته.[4]

اعطال

في 11 يوليو 2017 أفادت نشرة انترناشونال أويل ديلي، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن إنتاح حقل منيفة النفطي البحري العملاق التابع لشركة أرامكو السعودية قد تأثر بمشكلة فنية. وقالت النشرة المعنية بأخبار القطاع، إنه من غير الواضح حجم خفض الإنتاج الناتج عن تآكل بنظام ضخ المياه المستخدم في المحافظة على مستوى الضغط بالمكمن، ونسبت إلى مصادر قولها، إن من المرجح أن تبلغ الخسائر "ملايين الدولارات". وقال سداد الحسيني، نائب الرئيس التنفيذي السابق في أرامكو السعودية "احتواء التآكل في نظام ضخ المياه ليس صعباً من الناحية الفنية، لكن إصلاح خطوط ضخ المياه قد يكون عالي التكلفة. من المرجح أن يضطروا إلى إغلاق الحقل لإجراء الصيانة". وأضاف الحسيني، الذي يعمل الآن مستشاراً في مجال الطاقة "قد يكون له تأثير على الطاقة القصوى المستدامة، لكنه لن يمس حصة أرامكو من الصادرات".[5]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "حقول البترول . . كنوز في أعماق المملكة". الجريدة الاقتصادية. 2009-04-15. Retrieved 2013-01-14.
  2. ^ "«أرامكو» تبدأ الانتاج من حقل منيفة السعودي". الجريدة الاقتصادية. 2013-05-15. Retrieved 2013-04-16.
  3. ^ "«منيفة».. خامس أكبر حقول النفط في العالم". الشرق الأوسط.
  4. ^ "أحد أكبر حقول النفط عالميًا.. منيفة السعودي ينتج 900 ألف برميل يوميًا". الطاقة.
  5. ^ "خلل في حقل منيفة النفطي يكبد "أرامكو" السعودية خسائر بملايين الدولارات". العربي الجديد.
الكلمات الدالة: