حروب الترابين والتياها

حروب الترابين والتياها أو حرابة زارع، هي نزاعات أهلية وقت بين قبيلتي الترابين والتياها في الفترة من 1856 حتى 1875.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

واقعة بطيح

واقعة بطيح ربيع سنة 1856: وفي أوائل سنة 1856]] وقع بين الترابين والتياها في سوريا حرب، سببها أن عودة من التياها العطيات طعن بعرض أخيه عامر، وانتصر له التياها، فأطنب عامر على الترابين، فاشتبك القبيلتان في قتال قرب بطيح وراء نهر الشريعة، قتل فيه من الترابين عشرة رجال، فعاد الترابين وجمعوا جموعهم وأوقعوا بالتياها وقعة في بطيح فكسروهم شر كسرة، وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وكان ذلك في ربيع سنة 1856 فجاءت بعدها وقعة المكسر بين الترابين والسواركة في صيف تلك السنة كما مرَّ.[1]

وكان التياها في سوريا قد حرَّضوا السواركة على محاربة الترابين ووعدوهم بنجدتهم، وعلم الترابين ذلك فتركوا قسمًا من فرسانهم لدرء شر التياها ومنعهم من الاجتماع بالسواركة، ثم لما علم هؤلاء الفرسان بدنو الواقعة أوهموا التياها أنهم يستعدون لمهاجمتهم فشغلوهم في الاستعداد للدفاع، وفي أثناء ذلك انسلُّوا إلى ساحة القتال، فحضروا الواقعة وشاركوا إخوانهم في النصر وعادوا إلى مكانهم في صدد التياها.

ثم لما صالح السواركة الترابين صالحوهم هم أيضًا، وكان الصلح في بيت سالم أبو سنجر من الترابين النبعات.


تجدُّد الحرب

وفي نحو سنة 1875 تجددت الحرب بين الترابين والتياها بشأن الحدود، ونصر العزازمة الترابين ففازوا، فنظم شاعرهم في ذلك قال:

يا ريح قل للقديرات حمَّاد وفَّى كلامه
«بيرين» لابن كريشان و«العَمر» لابن جهامه


وقال أبو عرقوب الشاعر العزَّامي المشهور ينوِّه بهذه الحرب ويمدح «حربة» بنت حسين أبو ستة وزوجها حمَّاد الصوفي:

حربة بلُّور تضي زِ النور في الليالي العتمه
بتمشي هز يبراها العز عيونها سمر بلا كحلِ
أبوها سور يقود صقور حمَّاي الحور عن الذلِّ
سيفه روباص بيقطع راس يوم الفراس مثل النحلِ
ربعة حمَّاد ملم جياد وفي ذمتي أنه فحلِ
هذا حمَّاد بيعطي جوخ ألبس عجبان في بيت أهلي
هذا حمَّاد يذبح خرفان يقري الضيفان مع الهشلِ
صقر الغالي عزَّ التالي يركض عَ النار وهي شعلي
يوم الله عاد جانا حمَّاد ردَّ الأخواد من الدَّحلِ
شفت الصبيان يهزوا الزان ينخُّوا نوران وأولاد علي

الصلح

 
وثيقة عثمانية تذكر ما قام به رؤوف باشا من إجراء لإنهاء الحروب الأهلية في قضاء بئر سبع، 1875.

سنة 1875 على إثر حرابة زارع بين التياها والترابين، رأى رؤوف باشا متصرف القدس بضرورة إنهاء الحروب الأهلية بين القبيلتين في قضاي بئر السبع والتي وصلت إلى جبل الخليل وقد تصل إلى أبعد من ذلك، فقام على رأس حملة من الجند ونزل خان يونس واجتمع بمشايخ الترابين وأقنعهم بوجوب الصلح ونزل الشريعة وجمع مشايخ التياها وجبل الخليل وقام بنفس النصح ولما لم يفلح في حث الطرفين على الصلح، قام بنفي كثير من المشايخ بتهمة الاخلال بالنظام العام الذي يهدد أركان الدولة العثمانية. [2]

من عربان الترابين المشايخ: حماد الصوفي، صقر أبوستة، عودة الزريعي، سالم حجاج، حميد أبو شباب. ومن عربان التياها: المشايخ حسن أبو شنار، جبر عطية، زارع الهزيل، سليمان الصانع، سالم نبهان. ومن عربان الحناجرة: فرحان قطيش. ومن عربان العزازمة: ابن حماد، أبو حسن الملطعة. وقد مكثوا جميعاً في سجن القدس سبع سنوات، ثم خرجوا ورجعوا إلى ديارهم إلا صقر أبو ستة وحسن أبو شنار وفرحان بن قطيش وسليمان الصانع فهم قد ماتوا في السجن. ولم يشتبك الترابين والتياها في قتال بعد تلك الحادثة. وقد ذكر العارف تلك الحرب في تاريخ بئر السبع وقبائلها بالتفصيل.

تدخلات قبيلة

اللحيوات والبريكات

ونصر اللحيوات في هذه الحرب حلفاءهم الترابين، فطردوا البريكات التياها من بلادهم واحتلوا مكانهم، ثم لما عقد الترابين والتياها الصلح، عقد اللحيوات والبريكات صلح «قلَد» في بيت سليمان أبو عصا العزَّامي في المقراة، لا يزالون عليه إلى اليوم، وكان البريكات قد قتلوا من اللحيوات الغريقانيين ثلاثة رجال؛ فدفعوا لهم الدية 120 جملًا وعادوا إلى بلادهم.

المصادر

  1. ^ "في حروب البدو في سيناء". هنداوي. Retrieved 2023-06-03.
  2. ^ "الوثائق العثمانية متصرفية القدس حبس مشايخ الترابين والتياها والعزازمة والحناجرة بتهمة الإخلال بالنظام 1875". هنا الترابين. 2016-12-27. Retrieved 2023-06-03.