إراتوستين (جبل بحري)

(تم التحويل من جبل إراتوتينس البحري)

الجبل البحري إراتوستين Eratosthenes Seamount هو جبل بحري في شرق البحر المتوسط بين قبرص ومصر ويبعد نحو 100 كم جنوب قبرص الغربية و 200 كم شمال دمياط. وهي كتلة جبلية ضخمة مغمورة، يبلغ طولها نحو 120 كم وعرضها 80 كم. وتوجد قمته على عمق 690 م تحت سطح البحر، وترتفع نحو 2000 فوق قاع البحر المحيط بها، والذي يقع على عمق يصل إلى 2,700 م وهو جزء من السهل اللجي إراتوستين Eratosthenes Abyssal Plain. وهو أحد أكبر التضاريس في قاع شرق البحر المتوسط. وهو كذلك من أعلى الجبال البحرية في العالم. وقد سمي على اسم مكتشفه الجغرافي السكندري إراتوستينس، الذي كان أول من قدر قطر الأرض.

جبل إرتوستينس البحري.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأهمية الجيولوجية

ببساطة جبل إراتوستينس البحري يوجد على قمة قمع النيل في الطرف الشمالي للصفيحة التكتونية الأفريقية التي تصطدم وتنضغط تحت الصفيحة الأناضولية وحدها الجنوبي هو جزيرة قبرص.

بنية جبل إراتوستينس البحري، الموجود على بعد بضع مئات من الكيلومترات من الحد التكتوني النشط الذي يعود للعصر الطباشيري المتأخر/الثلاثي، لم يتأثر بالأحداث التكتونية الرئيسية في ذلك العصر. كما تعكس البيانات تواجد إراتوستينس عالياً في الطباشيري المتأخر والإيوسين. وتؤيد بيانات النموذج ODP نظرية أن الحد بين الصفيحتين الأفريقية والأناضولية أعيد تنشيطه على شكل القوس القبرصي، بين قبرص وبنية إراتوستينس، في الميوسين المتأخر، من خلال خفض الطبقة الصخرية المحيطية المتبقية من Neotethys الميزوزوي تحت قبرص. غياب المتبخرات المسينية من جبل إراتوستين البحري ومن المنخفض المحيط به أكدته بيانات Leg 160. وقد دفعتنا بيانات مماثلة لأن نستنتج أن تلك المنطقة شكلت جزيرة مسينية، انخفضت في زمن بعد المسيني. الانخفاض بعد المسيني شكـَّل الجبل البحري والخندق الطبيعي المحيط به، والذي بدوره مركـَّب فوق بنية إراتوستين العالية. الانخفاض الميوسين-پليوسين بطول القوس القبرصي تغير إلى اصطدام بين قبرص وبنية إراتوستينس بعد ازالة الغلاف الصخري المحيطي من تلك الوصلة. وقد أدى تصادم قبرص-إراتوستين إلى رفع حاد لقبرص الجنوبية منذ نحو 1.5-2 مليون سنة. الرفع النبضي لقبرص، صحبه فيما يبدو انخفاض نبضي لمنطقة إراتوستين، وهو الأمر الذي يشكل تصادم قاري وشيك في شرق المتوسط. ولذلك فإن جبل إراتوستين البحري، هو رأس الحربة الممكنة للصدام القاري الوشيك.

وفي 13 مايو 2005، قامت عالمة الأحياء المائية الإسرائيلية بلا جليل، بالنيابة عن مكتب برنامج البحر المتوسط في الصندوق العالمي للطبيعة عن مسابقة للكتابة عن المجهودات والأبحاث التي تجري حول جبل إراتوستين البحري.[2]


تاريخ الأبحاث

أول المسوحات المجراة حول الجبل البحري كانت ما قامت به سفن الأبحاث ڤـِما وكونراد وتشين وپيلزبري. وقد أورد إمري ورفاقه (1966) و ريان ورفاقه (1970) نتائج من تلك الرحلات البحرية.

ووصف وودسايد (1977) جبل إراتوستين البحري كبنية غير مائلة كبيرة تصل قمتها إلى عمق ~700 م. كما تعرف أيضاً على تراتب تحت السطح يصل إلى عاكس سيزمي تم التوصل إليه بزمن انتقال تحت القاع قدره 0.2-0.5 ثانية. ويختلف هذا العاكس السيزمي في بصمته عن العاكس م الذي يميز أعلى المتبخرات المسينية في البحر المتوسط.[3] التفسير الواضح لغياب العاكس م هو الجبل البحري كان بالفعل من التضاريس المرتفعة ولذلك فلم يتغطى بالمتبخرات أثناء العصر المسيني.[4] والحفر في جبل إراتوستينس يمكنه بوضوح تزويدنا بمعلومات بالغة الأهمية فيما يتعلق بعلم محيطات وتكتونيات شرق المتوسط في الزمن قبل المسيني.[5]

كما لاحظ وودسايد (1977) تواجد شذوذ مغناطيسي عرضه 200 كم تحت الجبل الغاطس. وقد عزى بن-أڤراهام ورفاقه (1976) هذا الشذوذ إلى بركانيات قاعدية غنية بالماگنتيت، مماثل لأولئك في اوفيوليت ophiolite ترودوس Troodos، على عمق 2-4 كم تحت قاع البحر.

النفط والغاز

معظم انتاج مصر، سادس دول العالم في احتياطي الغاز الطبيعي، يأتي من حوض دلتا النيل المتكون جنوب جبل إراتوستين. وكذلك فإن الاكتشافات النفطية والغازية الحديثة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية هو في شرق نفس الإقليم الجيولوجي المحيط بجبل إراتوستين البحري. وكذلك اكتشاف الغاز المقابل لقطاع غزة.

 
تقسيم امتيازات التنقيب عن النفط القبرصية. المصدر: موقع نفط گاز
جيولوجيا إقليم حوض دلتا النيل بشرق المتوسط
موقع وحدات التقييم الأربع في إقليم حوض دلتا النيل في شرق البحر المتوسط. (الحدود السياسية في الخريطة قد لا تكون دقيقة.) المصدر: المسح الجيولوجي الأمريكي.
مقطع جيولوجي تخطيطي في حوض دلتا النيل يوضح التعريف الجيولوجي لثلاثة من وحدات التقييم الأربع (المبينة بخطوط حمراء منقطة): وحدة تقييم خزان هامش النيل Nile Margin Reservoir ، قمع النيل Nile Cone، جبل إراتوستين البحري Eratosthenes Seamount. وحدة التقييم الرابعة، حافة المتوسط Mediterranean Ridge، هي خارج مستوى القطاع العرضي المدروس. معدل من Barber (1981) وعبد العال وآخرين (2000). موقع المقطع المعروض يظهر في الصورة أعلاه. 1، ميوسين (بعد-مسيني) وپليوسين-Quaternary؛ 2، ملح مسيني؛ 3، ميوسين (قبل-مسيني)؛ 4، پاليوجين-طباشيري؛ 5، قبل-طباشيري مفترض؛ 6، جبل إراتوستين. صورة من المسح الجيولوجي الأمريكي.[6]
نتائج تقييم إقليم حوض دلتا النيل. [MMBO, مليون برميل نفط. BCFG, بليون قدم مكعب غاز. MMBNGL, مليون برميل سوائل غاز طبيعي. النتائج المبينة هي تقديرات مُخاطَرة بالكامل. لتراكمات الغاز، كل السوائل مضمومة كـ NGL (سوائل غاز طبيعي). مصادر الغاز غير المكتشفة هي مجموع الغاز غير المقرون والمقرون. F95 يمثل نسبة 95 احتمال للكميات المجدولة على الأقل؛ النسب الكسرية الأخرى معرَّفة بنفس الطريقة. أكبر حقل نفط متوقع (مقدراً بـMMBO)؛ أكبر حقل غاز متوقع (مقدراً بـBCFG). و TPS, نظام النفط الإجمالي؛ AU، وحدة تقييم. التظليل الرمادي يبين انعدام امكانية التطبيق].
اسكتش تكتوني لشرق البحر المتوسط.


إسرائيل وقاع المتوسط

في عامي 1997 و 1998، قام فريق من قسم الجيولوجيا بجامعة حيفا بقيادة يوسي مرت، بالتعاون مع مرصد لامونت-دوَرتي للأرض التابع لجامعة كلومبيا بنيويورك، بحفر ثلاث جسات بعمق 800 متر تحت قاع البحر في السفح الشمالي لجبل إراتوستينس. ووجدوا أن البيانات الصخرية تعود إلى العصر الطباشيري المبكر. علاقة الترابط الصخري للصخور الرسوبية البحرية الضحلة تكشف عن تشابه في التعاقبات الصخرية الطباشيرية لجبل إراتوستينس مع الحافة السالبية لجنوب حوض المشرق. وثمة شذوذ مغناطيسي كبير يميز الجبل البحري وكان محيطه من قبل مرتبطاً باوفيوليت ترودوس Troodos ophiolite. إلا أن ملامح الانعكاسات السيزمية تكشف عن وجود فالق دفع هام للأسفل باتجاه الشمال يفصل قبرص عن جبل إراتوستينس. وخلص البحث إلى أن الأدلة الجيوفيزيائية والجيولوجية تبين أن التطور التكتوني لجبل إراتوستينس مرتبط بتطور الرصيف القاري لشمال أفريقيا منذ الزمن المسوزوي وحتى الآن. وقد كان الجبل البحري يقبع في وسط رسوبي بحري ضحل في العصر الطباشيري المبكر، ثم غاص إلى أعماق لجية في أواخر العصر الطباشيري. ولاحقاً ارتفع، كما تدل الصخور الجيرية البحرية الضحلة الميوسينة المأخوذة من الموقعين 965 و 966. ثم، أثناء العصرين الپليوسين-الپلايستوسين، دُفـِع جبل إراتوستين تحت قبرص بسبب ارتطام الصفيحة الأفريقية بالصفيحة الاوراسية.[7][8]

في مارس 2008، وبالتزامن مع بداية سلسلة انقطاع كابلات الاتصالات البحرية في قاع البحر المتوسط وغيره، أعلنت إسرائيل عن بدء نشرها لمجسات على قاع البحر المتوسط للكشف عن أي أعمال تخريبية أو هجوم قادم من إيران، وذلك حسب قول الأنباء الإسرائيلية كتطور طبيعي لحرب لبنان الثانية.

وفي يناير 2009 أعلنت شركة نوبل إنرجي بالاشتراك مع إسرائيل عن اكتشاف حقل تمار للغاز في الحوض المشرقي، في المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية.[9]

وفي يونيو 2010، أعلنت عن شركات أڤنير ودلك الإسرائيليتان بالاشتراك مع نوبل إنرجي، عن اكتشاف حقل لڤياثان للغاز العملاق في جبل إراتوستينس، باحتياطي 16 تريليون قدم مكعب. وتعترف إسرائيل بأن حقلي لڤياثان وتمار موجودان في مناطق بحرية متنازع عليها بخلاف حقلي سارة وميرا. [10] وبفضل استغلال الحقلين الجديدن لن تعود إسرائيل بحاجة كبيرة للغاز الطبيعي المصري الذي يشكل 43% من الاستهلاك الداخلي في اسرائيل.

المسح الجيولوجي الإسرائيلي

وفي الفترة من 17-30 أغسطس 2010، أرسل المسح الجيولوجي الإسرائيلي باستخدام سفينة الاستكشاف نوتيلس، الأمريكية المتمركزة في يالي‌كڤك، تركيا، وذات المركبات الروبوتية الثلاث لأخذ عينات أبحاث من جبل إراتوستين. الهدف من المشروع كما يقول د. جون هال من المسح الجيولوجي الإسرائيلي هو استخدام ارسالي سونار كبير متعدد الآشعة لمسح كل الأغراض في المياه "الإسرائيلية". وذلك لأغراض مختلفة منها تقييم احتياطات الغاز والنفط.[11]

وفي سبتمبر 2010 قام موقع إسرائيلي متخصص في الأحياء المائية، www.h2o.org.il ، بنشر صور لتلك المهمة، وكل صورة مختومة بوقت تصويرها ومرفقة بشرح مسهب لما فيها. وفي حين توجهت مصلحة المساحة الجيولوجية الإسرائيلية بالشكر لجهات عديدة، إلا أنها لم تخص بالشكر أي جهة مصرية. الموقع h2o.org.il مرصود لآخر مرة في 5 مارس 2016، ويحتفظ أرشيف الإنترنت بعدة نسخ من الموقع بالكامل في أوقات مختلفة، وتظهر فيه صور الرحلة بالمياه المصرية، آخرها هنا في 2 يوليو 2014.


انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Lyobomir Dimitrov; John Woodside, Deep sea pockmark environments in the eastern Mediterranean, Marine Geology, 2003. باستخدام سفينتي أبحاث بلغاريتين R/V Gelendzhik، و R/V Professor Logachev مع سفينة الاستكشاف نوتيلس ذات الغواصات الروبوتية الثلاث
  2. ^ استمارة الدعوة للمسابقة من مكتب برنامج البحر المتوسط في الصندوق العالمي للطبيعة عن مسابقة للكتابة عن المجهودات والأبحاث التي تجري حول جبل إراتوستينس البحري.
  3. ^ (Ross and Uchupi, 1977; Mart, 1979)
  4. ^ (Kempler and Ben-Avraham, 1987; Sage et al., 1988; Krasheninnikov et al., 1994; Limonov et al., 1994; Robertson et al., 1995b)
  5. ^ (McCoy and Mart, 1988; Robertson, 1992)
  6. ^ "Undiscovered Oil and Gas of the Nile Delta Basin, Eastern Mediterranean". geology.com. Retrieved 2010-10-12.
  7. ^ مارت، يوسي Mart, Yossi و Robertson, Alastair H. F.. Chapter 52. In: Robertson, A.H.F., Emeis, K.-C., Richter, C., and Camerlenghi, A.. Eratosthenes Seamount: an oceanographic yardstick recording the Late Mesozoic-Tertiary geological history of the Eastern Mediterranean [Proceedings of the Ocean Drilling Program, Scientific Results]. Vol. 160. 1998. p. 701–708..
  8. ^ Galil, B. and H. Zibrowius. 1998. First Benthos Samples From Eratoshenes Seamount, Eastern Mediterranean. Senckenbergiana Maritima 28(4-6): 111-121
  9. ^ Baron, Lior (19 January 2009). "The losers: BG, EMG, Steinmetz". Globes.
  10. ^ "اكتشاف حقلي غاز قبالة سواحل اسرائيل". AFP. 2011-07-06. Retrieved 2011-07-06.
  11. ^ "NautilusLive - Eerastosthenes SeaMount". h2o.org.il. Retrieved 2010-10-12.

المصادر