الملوثات المجهولة

فهذا الإفساد البيئي ما ظهر منه وما بطن سنورثه كرها للأجيال من بعدنا لنودي بها للتهلكة البيئية التي ستظل شبحا يؤرقها . لأن هذه الملوثات التي تصيب الأرض سيمتد مفعولها لعقود أو قرون وقد تغلغلت في المأكل والمشرب والتربة والمياه والهواء بعدما ألقينا بكل مظاهر الحياة في التهلكة البيئية لنصلي بجحيمها جيلا بعد جيل .لأن إسرافنا في ظهور هذه الملوثات ليس له حد لايتخطاه أو مدي يقف عنده حتب أصبح يهدد الموروث الحضاري والجيني لكل الكائنات . وقد أحدثت الملوثات خلال القرن الماضي ما لم يحدث منذ ملايين السنين منذ أن ظهرت الحياة فوق الأرض حتي الفضاء الخارجي إنتهكناه و لوثناه بعدما كان عذريا طهورا . ولن نرجع الطبيعة لسيرتها الأولي من الطهر البيئي والعذرية البيئية سواء في الغابات أو البحار والمحيطات أو حتي في السلالات البشرية أو الحيوانية أو النباتية . ولن نعيد للطبيعة طهارتها ونقاوتها. وقد إخترت الملوثات المجهولة لنلقي الضوء عليها لنكون علي بينة من أمرها وأمرنا ولاسيما وأن البشر يتصايحون للعودة للطبية بعد فوات الأوان ولكن هذه الصيحات تبدد سدي ولا مجيب لها في محيط التلوث العالمي الصاخب . ويمثل البحر الأبيض المتوسط 1%من مساحات المحيطات فوق الأرض .إلا أنه يضخ به 50%من كميةالتلوث البحري العالمي وملوثاته أشد خطرا علي كائناته وعلي الإنسان نفسه . ولقد وجد أن السفن والقوارب التي تجوب بحار العالم تدهن بدهانات فيها مادة (تراي بيوتيل تي ((TBT) . ووجد أن هذه المادة تقتل الأطوم البحري وبلح البحر وتغير العضو الجنسي في حلزونيات الكلب الكبيرة (كائن بحري). ووجد أن المبيدات الحشرية التي تصبها الأنهار والمصارف في البحار والبحيرات لها تأثيرها السيء علي الكائنات الحية . ففي منابع أعالي نهر النيل وجد أن هذه المبيدات بمياه الصرف في البحيرات العظمي قد قتلت الأسماك بها وقتلت الطيور التي تعيش علي هذه الأسماك . وفي مياه بحر البلطيق قتلت عجول البحر (الفقمة) و في خور مياه خليج (سانت لورانس) قتلت الحيتان وكلاب البحر وطائر صقر شاهين وهذا سببه رسوبيات المبيدات الحشرية في مياهه . وقد تسببت هذه المياه الملوثة في ظهور عيوب خلقية في الأجنة والموت أحيانا وضمور بالأعضاء التناسلية والعقم . ونجد أن الكلورين ومشتقاته العضوية التي تدخل في صناعة البلاستيك والمبيدات الحشرية وغيرها من الكيماويات التي تدخل في الصناعة.و يسبب معظمها السرطانات و خفض معدل إفرازالحيوانات المنوية وسرطانات الرحم وتشويه الأجنة ونقص المناعة . وكانت أسرة أمريكية تعاني من أمراض البرد التي أخذت تظهر عليها بإستمرار .وظلت تعاني من هذه الحالة المرضية لعدة شهور . وظنت الأم أن ثمة فيروسا يعاودهم بعدما أصيبت به قطتها وماتت. .إلا أنها لاحظت أن جدران بيتها ملطخة باللون الأصفر . وكان هذا التلطيخ قد ظهر بعد رش البيت بالمبيدات بواسطة إحدي شركات مكافحة الحشرات المنزلية . ونفس الشيء ظهر بالكنيسة المجاورة والتي قامت نفس الشركة برشها من قبل . وكل هذه المظاهرالغير عادية أو مألوفة التي تعاقبت سواء موت القطة ومرض العائلة وتلطيخ جدران البيت والكنيسة . كل هذا أوحي للأم بأن شيئا ما يحدث حولها .فطلبت المسئولين عن البيئة . وأخذوا عينات وفحصوها معمليا . وبعد ثلاثة أيام أبلغوها بالنتيجة وطلبوا منهم مغادرة البيت فورا مع ترك كل شيء كما هو ولايمس شيء بالبيت حتي الملابس يتركونها . فلقد بينت الأبحاث بأن البيت ملوث بمادة المثيل باراثيون السامة جدا والمبيدة القوية للحشرات ومحرم إستخدامها دوليا ما عدا في أمريكا لإبادة دودة القطن (وللعلم هذه المادت تستخدم في مصر لهذا الغرض). وهذا المبيد لم تصرح به السلطات ليستعمل كمبيد للحشرات المنزلية أو في البيوت تحت أي ظرف .وكانت الشركة قد رشت مئات المنازل بهذا المبيد .فتم إحصاؤها و إخلاؤها فورا ولايعرف حتي الآن تأثيرهذه المادة علي صحتهم علي المدي الطويل . حقيقة هذا الحادث مروع إلا أن إستخدام المبيدات الحشرية المنزلية شائع في كل أنحاء العالم . وتناهال آلاف البلاغل\ات والتقرير حول حوادثها المروعة علي السلطات سنويا . فلقد سجلت في ولاية فلوريدا الأمريكية وحدها مئات الحالات الملرضية والتسمميةوالوفيات من هذه المبيدات حسب إحصائية وكالة البيئة الأمريكية . لكن ماهي الإحتياطات والتحذيرات التي يجب معرفتها نتيجة لطول إستخدام هذه المبيدات ولاسيما وأنها تلوث الأطعمة ومياه الشرب والتربة والبيئة بصفة عامة التي نعيش بها ؟. وحسب تقرير قسم المبيدات والمواد السامة بوكالة البيئة الأمريكية .. نجد أن 15مليون كيلوجرام من هذه لمبيدات الحشرية والحشائشية تستخدم سنويا في زراعة المحاصيل ورش البيوت والمدارس والحدائق العامة والخاصة والمكاتب وغيرها .وهناك سموم الفئران التي نضعها في بيوتنا وحدائقنا علاوة علي المواد القاتلة للبكتريا والمبيضة والمطهرة لمياه أحواض السباحة . لهذا فنحن معرضون فعلا لمواد كيماية قاتلة وشديدة الخطورة علي الصحة العامة أكثر مما نتصور. وتعرضنا لها جعلنا أكثر عرضة للسرطانات والربو وتشوه الأجنة والمشاكل الإنجابية وتلف الأجهزة العصبية والمناعية . ومن خلال نسب الوفيات وأسبابها نجد أن 2%منها بسبب السرطان و56%منها بسبب سوء التغذية وعدم القيام بمجهود والتدخين . وقدتصرفنا هذه الإحصائيات الطبية عن الإلتفات لتأثير المبيدات علي ظهور حالات السرطان والعوامل المميتة الأخري . لكن الأبحاث أظهرت أن المبيدات قد تكون أكثر إتلافا في أجسامنا وأكثر مما نتصوره. فالآن غلماء البيئة عيونهم علي الكيماويات التي يطلق عليها متلفات الغدد الصماء ، فلقد بينت الأبحاث أنهذه الكيماويات تتدخل في آلية إفراز الهورمونات .لأن مفعولها طويل الأمد . مما أظهرمشاكل إنجابية وإخصابية أثرت علي الأحياء والحياة البرية . وهذا الخلل الهورموني يولد معدلات أعلي من سرطان الثدي وقلة الحيوانات المنوية . كما بؤثر علي ذكاء الأطفال وتغيير سلوكهم . لهذا وضعت وكالة البيئة الأمريكية علي قائمة أولوياتها هذه الآثار علي الغدد الصماء التي تفرز الهورمونات . وفي الولايات المتحدة الأمريكية نجد السدود تعترض مجاري الأنهار وتحتجز المياه العذبة خلفها. مما جعل هذه الأنهار بحيرات مغلقة تتعرض للتلوث العضوي بالمبيدات .وتتركز بها السموم مما جعلها تهدد الحياة وا لأعشاب المائية . وهذا مادفع السلطات تطلق مياه فيضاناتها سنويا للتخلص من هذا التلوث الذي ينتقل لمياه الري والشرب لتضر الإنسان والحيوان والنبات ورغم كل هذا .. لايوجد لدينا معلومات كافية عن أضرار هذه المبيدات وتأثيرها علي الإنسان . لكن الخبراء ينصحون بعد التعرض لها . لأنه لايوجد مبيدات آمنة . مما جعل وكالة البيئة الأمريكية تشدد علي مراجعة الدراسات التي قدمتها الشركات المنتجة للمبدات . وتقوم بإجراء تجارب بيئية قبل السماح بتداولها بعد التأكد بأن كل مبيد ليس له آثار أو أضرار بيئية ضارة . كما وضعت ضوابط مشددة وصارمة علي شركات الرش حتي لاتستخدم مبيدات محرمة . ومن المعروف أن كل أنواع المبيدات لاتبقي في المكان الذي ترش به . فلقد تتسرب من خلال تعلقها بالأحذية إلي السجاد وداخل البيوت من الحدائق العامة والجشائش . وتظل رواسبها لمدة عام بالبيت أو المكان. . وفي حالة رش الحقول والمزروعات نجد أن 50 –70% من كمياتها تذروها الرياح متخطية المحاصيل المستهدفة لتحط فوق محاصيل أخري أو فوق التربة ومياه الشرب والبيوت وهذا مايطلق عليه نظرية زحزحة المبيدات. حقيقة الدول المنتجة تصدر سنويا آلاف الأطنان من المبيدات المحرمة بها إلا أنها تستوردها ثانية في شكل محاصيل واطعمة ملوثة بها رغم مايضاف عليها من مواد مخففة وغير فعالة كما يقال . ومن بينها مواد أكثر خطورة من المبيد ذاته . وهناك طرق تجعلنا نتعرض لهذه المبيدات . من بينها إستنشاقها أو ملامستها للجلد أو نتيجة وجودها بالجو أو الماء أو الطعام . وتتراكم في أجسامنا وأنسجتنا الدهنية لسنوات بل لعقود من حياتنا . وقد لايظهر آثارها ظاهريا أو سريعا . فمبيدالددت الشهير والذي حرم إستخدامه دوليا منذ عام 1972مازال في الأسماك البحرية ومازال يدر في ألبان الأمهات الرضع حتي الآن . والأطفال أكثر عرضة للمواد السامة لأنهم يستهلكون كميات كبيرة من الطعام لنموأجسامهم وللقيام بأنشطتهم . وهذه النسبة مقدرة بالنسبة لضآلة أجسامهم مقارنة بأجسام الكبار . ولم تكن وكالة حماية البيئة الأمريكية تضعهم في الحسبان عندما قدرت رواسب المبيدات الحشرية والحشائشية التي يتحملها الإنسان بجسمه والتي تعتبر معدلات آمنة لها . والأطفال معرضون للمبيدات بشتي الطرق ولاسيما في أطعمتهم التي يتناولونها .فلقد أكتشفت علاقة وثيقة بين هذه المبيداتولاسيما مبيدات (دايكلوروفوسفور)التي تسبب لهم ظهور سرطانات الدم (اللوكيميا). وهذ المبيدات يستنشقونها في شرائط طرد الذباب ولبعوض التي تنفث أبخرتها بالجو وتوضع بالمنازل والمكاتب وحجرات النوم . كما وجدت علاقة وثيقة بين سرطان الخصية والمبيدات التي ترش . وهذه الملوثات المجهولة تصيب الأطفال الأبرياء في كل مراحل نموهم . وبعض المبيدات الحشرية المنزلية ومبيدات القمل التي تباع كأدوية بالصيدليات نجدها تحتوي علي مواد من نفس مجموعة غاز الأعصاب (سيرين) الذي يستخدم في الحرب الكيماوية ومحظور إستخدامها دوليا . ومن بين هذه المبيدات سائل الملاثيون والديازينون والمثيل باراثيون ز ويطلق علي هذه المجموعة مبيدات الفوسفات العضوية . وهي تتدخل في عمل إنزيم (كولينستراز ) الذي يدير عمل الجهاز العصبي في أجسام الإنسان والحيوان والجشرات . إلا أن هذه الفوسفات العضوية تستخدم بكميات أقل مما في غاز الأعصاب . لهذا لايظهر تأثيرها بسرعة إلا أنه لايعرف تأثيرها علي المدي الطويل . والآن يعرف 21 ألف نوع من المبيدات الحشرية ومعظمها لم يقيم صحيا وبيئيا . وبقي سؤال ملح وهو كيف نقلل التعرض لأخطار هذه المبيدات ؟. هناك عدة نصائح وقائبة من بينها أكل الفاكهة والخضروات في مواسمها وتغسل جيدا في مياه جارية بالنقيع مدة كافية ولاتغسل بالمنظفات الصناعية . ثم تقشر ولاسيما الثمار التي لها قشرة ثم تغسل جيدا بالماء أو تنقع فيه . لأن بعض الثمار مغطاة بطبقة شمعية للتصدير وقد يكون بها مواد مضادة للفطريات لحفظها طويلا من التلف أو العفن . وليس الهدف كما يبدو لأول وهلة تلميعها . وفي اللحوم والأسماك نتجنب الدهون بها . لأن المبيدات تذوب بهذه الدهون وتظل طويلا . وأهم من هذا كله سؤال الجيران متي سيرشون بيوتهم أو حديقتهم أو زراعاتهم ليبعدوا الأطفال في مكان بعيد آمن .كما وجد أن أشجار التفاح ترش عادة بمادة الدامينوزيد التي تذوب فب بشرة التفاحة لتتخلخلها لقلبها عبر القشرة ولايمكن إزالتها منها حتي بالغسيل أو التقشير . وهذه المادة مسرطنة . لهذا أيضا .. نجد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالسرطن . لأنهم يدمنون شرب عصير التفاح . التلوث الكيماوي وعلي صعيد آخر .. أرسلت إحدي السيدات من ولاية فيرجينيا الأمريكية عينات مياه الشرب أخذتها من حنفية ببيتها . وأرسلت العينات إلي إحدي المعامل الكبري . وجاءتها نتبجة التحليل وكلنت نتيجة مزعجة . فلقد وجدت أن نسبة الرصاص ضعف النسبة المسموح بها عالميا . وعرفت أن الرصاص يتلف خلايا النخ والكبد . لأنه من المعادن الثقيلة التي تتراكم بالجسم ولا يسهل عليه التخلص منها بسهولة او سرعة. إلا أنهاعرفت سبب تلوث المياه بمعدن الرصاص . وهو أن مواسير المياه ببيتها من هذا المعدن . ولاتقوي علي تكاليف تغييرها. وفي أمريكا ينفق سنويا 2,1مليار دولار علي زجاجات المياه المعدنية و450 مليون دولار علي شراء أجهزة لمعالجة المياه بالمنازل ولاسيما مياه الشرب والطبخ . لأن مياه الشرب الأمريكية غير آمنة صحيا لوجود ملوثات لايمكن قياس معدلاتها أو التعرف عليها معمليا . وبعض هذه المياه بعد شربها تسبب الكوليراأومرض شلل الأطفال أوالدوسنتاريا وغيرها من الأمراض المعدية ولاسيما في مياه الشرب بالدول لنامية .لأن مياه الشرب لاتعالج جيدا . وبها ملوثات يصعب التخلص منها أو تحاشيها بالطرق التقليدية كالترويق والترشيح بالرمل والحصي وإضافة غاز الكلور لها لقتل البكتريا والتعقيم . وهذه الأساليب لاتكفي للتخلص من الملوثات الكيماوية ومفايات المصانع والمبيدات والأسمدة العضوية التي تصرف فيها . وقد تطول هذه الملوثات الآبار الجوفية . وهذه الملوثات الخفية التي لاتري بالعين المجردة في مياه الشرب الشفافة والمعقمة تسبب خطرا علي صحة الإنسان والحيوان . كما تلوث النباتات التي تروي بها . فتسبب خللا في هورمونات أجسامنا مما يصيبنا بالسرطان والفشل الكلوي أو الكبدي . وهذه الملوثات قد تصيبنا بالتخلف العقلي . وقد منع عالميا إستخدام أنابيب الرصاص في توصيل مياه الشرب . لأن أي نسبة منه تصيب المخ بالتلف . كما يمنع وضع مياه الشرب في أوعية ألومنيوم . لأن هذا المعدن مؤخرا وضع في قفص الإتهام بتهمة انه يصيب الإنسان بمرض الزاهيمر (الخرف). وفي أمريكا وبعض الدول منع إستخدام معدن الألومنيوم في صناعة أوعية الطبخ أو الشرب . ودخل غاز الكلور ومشتقه الكلورامين دائرة التلوث الكيماوي . وهما أكثر المواد إستعمالا لتعقيم مياه الشرب ومياه حمامات السباحة . وقد نشرت مجلة الطب البيئي والوظيفي تحذيرا من مركب كيماوي ( الميثان ثلاثي الهالوجينات ) يتكون في مياه أحواض السباحة نتيجة إستعمال غاز الكلور بنسبة أكبر مما في مياه الحنفيات التي تستخدم للشرب تسبب مشاكل صحية للحوامل كالإجهاض وولادة أجنة مشوهة أو ميتة. وه9ذه الكمية وجد أنها تختلف حسبب درجة حرارة المياه وأعداد الذين يعومون بهذه الأحواض. ووجد أن ميثيل ثلاثي الهالوجينات يتكون عندما يتفاعل الكلور مع المواد العضوية العالقة بالمياه ومع الشعر أو الجلد. كما أنه حسب فهمي يتكون في خزانات المياه بالعمارات ولاسيما التي تنمو بها العوالق العضوية . وللإقلال من هذه الظاهرة كما يقول الباحثون علي الذين يستحمون بهذ الأحواض بأن ينظفوا أجسامهم قبل النزول في المياه . كما يمكن ترشيحها أولا بأول من هذه المواد العضوية لتخفيض مستواها بهذه المياه . فالكلور(الكلورين) أيسر المطهرات للمياه لأنه يقتل البكتريا الضارة بها . وهو عامل مؤكسد وعند تفاعله ينتج الكلوروفورم علاوة علي ميثيل ثلاثي الهالوجينات . وهذه المواد وجد أن لها صلة بالربو والسرطان وأمراض الجلد وغيرها من المشاكل الصحية . ويدخل الكلورالجسم عن طريق شمه أثناء الإستحمام أو شرب الماء امعالج به أو عن طريق الجلد لأنه يتسرب من الماء . ماهو الديوكسين ؟ وفي ملف الملوثات المجهولة نجد مادة الديوكسينات(Dioxins)وهي من أكثر السموم الكيماوية التي عرفها الإنسان حيث تؤثر علي الصحة العامة وبعنف . لأنها تسبب السرطان وتؤثر علي الجهاز التناسلي لدي الجنسين وتتلف جهاز المناعة وتتدخل مع الهورمونات عندما يتعرض لها الجسم . وكلمة ديوكسينات معناها مئات الكيماويات الطليقة بالبيئةوأخطرها مادة (تي سي دي دي) ( TCDD)(تيتراكلورو بنزو- ب- ديوكسين. وهذه الديوكسينات تنج نتيجة كمادة ثانوية في عدة صناعات كيماوية عضوية ولاسيما في صناعة مركبات الكلورين والمبيدات الحشرية . وفي حالة تبيض الورق بالكلور . وتتكون أيضا من إحتراق المركبات الكيماوية الهيدروكربونية والنفايات التي بها كلورين وفي إنتاج البولي فينيل كلوريد والبلاستيك . ووجد هذا المركب الكيماوي له تأثيره خلال نصف قرن علي الإنسان بالإقلال من إفراز الحيوانات المنوية وظهور سرطان الخصية والبروستاتا مما ضاعف وقوعه .كما يسبب إلتهابات في البطانة الداخلية لرحم المرأة . وهذه الظاهرة النسائية تصيب 5 مليون سيدة في أمريكا وحدها. كما تزيد معدل الإصابة لديهن بسرطان الثدي. لهذا نجد أن خطورة الديوكسينات في المرتبة التالية لخطورة النفايات المشعة. وأكبر مصدر نتعرض منه لهذه المادة السامة هو الطعام . لأنها تذوب في الدهون . لهذا توجد في اللحوم ومنتجات الألبان ولحوم الدواجن والأسماك والبيض . كما توجد بالهواء لتتسرب منه بالتربة ونادرا ما توجد بالمياه .لكنها تلوث الملابس ولعب الطفال . وهذه المادة تبقي لمدة طويلة ولها قدرة علي التراكم بالأنسجة الحية للإنسان والحيوان لتبقي فيها من المهد إلي اللحد . وأهم وسيلة للوقاية من هذه الديوكسينات التوعية بأخطارها والإقلال من إنبعاثها بالبيئة . ولاسبما لايوجد معدل آمن للتلوث بها مما يجعلها تهدد الأحياء بصفة عامة . لأن التعرض ولو لكمية ضئيلة منها تسبب السرطان رغم أن معدله يزيد نتيجة حرائق القش والغابات ومخلفات البلاستيك ولاسيما المواد التي بها بقايا المبيدات الحشرية والحشائشية والآفاتية . وفي مدينة (جاكسونفيل ) بولاية أركانسو الأمريكية وجد أن السكان كانوا يعانون من المشاكل الصحية ولاسيما السيدات الحوامل كن يتعرضن للإجهاض حيث كانت مادة زيتية تسيل من الأشجار وتذروها الرياح . فظهرت حالات أورام بالمخ وسرطان الرئة والثدي والفشل الكلوي وزيادة تشوهات الأجنة ولاسيما في العمود الفري . كل هذا عقب إغلاق مصنع كيماوي كان يصنع الغاز البرتقالي الذي كان يستعمله الأمريكان في حرب فيتنام . فخزنت مواده ونفاياته في التربة وتسربت منها مادة الديوكسين لمياه الشرب والإستحمام . ولقد قامت زوبعة إعلامية مؤخرا حول مادة (الإكريلاميد) من خلال مانشر من تحذيرات عالمية حول هذه المادة نسبت لجهات علمية سويدية. واجتمع بعدها خبراء هيئة الصحة العالمية ولم يدلوا برأي قاطع لكنهم طلبوا مزيدا من التوضيحات .وهذه المادة الكيماوية تستخدم أصلا لأغراض صناعية ومعروف أنها مسرطنة. وكان يحذر العمال للوقاية منها لأنها تمتص من الجلد والمعدة وبالإستنشاق . لكن الجديد هو ظهورها في الطعام وهذا ما أثار زوبعة عالمية مؤخرا. وانتابنا الهلع عندما ما قيل بأن مادة الأكريلاميد تظهر في أطعمتنا نتيجة التحمير للبطاطس والمحمرات والمقرمشات في درجات عالية. وتوهمنا أنها مادة طبيعية موجودة فيها .ولاحقنا الإعلام مؤكدا خبراؤناهذا الخبر.واجتهد منهم من إجتهد عن غير ذي علم. وقيل أن هذه المادة تتركز في الخضروات والحبوب التي بها نسبة عالية من النشويات. فتتحول بالحرارة لمادة الأكريلاميد المسرطنة والمدمرة لجهازنا العصبي ولها تأثيرها علي المورثات والأجنة . وقالت إحداهن (مش لازم ناكل بطاطس).ولولا الحياء لقالت (كلوا جاتوه وانسوا اللي تحبوه). وأصبحت مطاعم البيتزا والبطاطس العالمية في أقفاص الإتهام فجأة ومهددة بالإفلاس ورفعت عليها قضايا تعويضية . وأخذت تدافع عن نفسها ولاتعرف سببا لهذا كله في أعقاب التقرير السويدي الذي حذر العالم من هذه الأطعمة.وتطرقت الحملة إلي تأكيد وجود هذه المادة في الخضروات والفاكهة ومياه الشرب. لكن العلماء أفاضوا في إجتهاداتهم الشخصية. فجعلوا هذه المادة(كعفريت الست) يطلع لنا في كل مانتناو له ونشربه.حتي رغيف الخبزلم يعتقوه. ولم يبق لنا سوي العدس والفول .لأنهما سليق في سليق وهما سلعتا الصمود في كل أوان. ومالفت نظري أيضا أن هذه المادة الكيماوية العضوية قيل أنها في المياه. وهذه المادة غير طبيعية وتصنع في المعامل فقط . وهذا ما جعلني أفكر في أن هذه المادة الكيماوية لابد وانها ملوثات صناعية . وقد إطلعت علي التقارير العلمية حولها بالتفصيل حتي يقال أنها موجودة في أي كائن حي سواء أكان نباتا أو حيوانا فلم أجدها . ووجدتها ببساطة مادة بيضاء صلبة تذوب في المياه ويصنع منها البلاستك وغراء لحام مواسير المياه والمجاري وخزانات المياه . وتدخل المادة الأم (بولي أكريلامايد) في تنقية مياه الشرب و الصرف والمجاري. لأنها مادة غروية تخلصها من الشوائب العالقة. ويذوب جزء فيها وقد تتسرب للتربة والمياه الجوفية . ومعظمها تتلفه البكتريا لأنها تتغذي عليها . وتنقية مياه الشرب أو الصرف لدينا تتم بالطرق التقليدية بدون البولي أكريلاميد . وتبدأ بالشبة والترسيب ثم تمرير المياه فوق طبقات من الرمل والحصي ثم يمر عليها غاز الكلور لتطهيرها من البكتريا. كذلك مياه المجاري تمر علي مصاطب لترسيب الفضلات فوقها وتروي بها المزروعات حول مصاباتها.فطريقة معالجة مياه الشرب والمجاري لدينا لاتتم بالطرق الكيماوية الحديثة . وهذه المياه الملوثة بالمادة تنمو عليها المحاصيل في بلدان شتي . وهذه المحاصيل تصنع منها أعلاف البهائم وأكل الطيور. وكلها تحتوي علي هذه المادة الأم التي تتحول بالحرارة العالية إلي مادة الأكريلاميد الضارة. فهذه المادة قد تكون في محاصيل السويد. لأن هناك لايوجد أمطار ولاأنهار حيث يروي الزرع من الآبار التي قد تتسرب إليها هذه المادة أو من مياه الثلوج الملوثة بدخان المصانع الكيمياوية أو المبيدات الحشرية . وأبسط طريقة لتناول البطاطس المتهم الأوال.. هي سلقها بالمياه المغلية لمدة 10 دقائق ثم تقشيرها وتقطيعها للتحمير . لأن هذه المادة تذوب فيها . والكلي أصلا بالجسم تتخلص من نصف الكمية الموجودة عن طريق البول . وطريقة سلق الخضروات وقاية ليس للتخلص من هذه المادة فقط . ولكن للتخلص من المبيدات الحشرية التي تظل بها .وهي أيضا تذوب في الماء الساخن.والسلق لايفسد طعمها . كما أن كل الخضروات المجمدة مسلوقة أصلا. فالإنسان بتهافته العلمي ونهمه المتلاحق هالك لنفسه لا محالة له ولغيره التلوث الحيوي وفي المياه السطحية توجد أكياس الجيارديا والكريبتوسورديامات والتوكسا بلازمات . وهذه الأكياس تجد طريقها للطيور والحيوانات . كما تجد طريقها لنا من مياه الشرب . وهذه الأكياس لها غلاف يقاوم تأثير الكلور . والعدوي بها قط تكون قاتلة للأطفال وغيرهم من البالغين والشيوخ الذين لديهم نقص في المناعة . وأهم أعراضها الرعشة والإسهال الشديد وتقلصات وآلام في البطن . وللتخلص من هذه الأكياس بالغلي للمياه أو ترشيحها بالفلاتر المنزلية كما يمكنها إصابتنا بالأميبا التي تسبب الدوسنتاريا . وقد تصيب الجسم عبر الجلد عند الإستحمام في ماء ملوث بها لتدخل مجري الدم وتستقر بالأمعاء والمثانة . والترشيح بمصاطب الرمل وتعقيم المياه يمكنه الإقلال من الإصابة بأمراض التيفويد والكوليرا والإلتهاب الكبدي . لكن مع كل أسف خمس سكان العالم ليس لديهم القدرة علي تنظيف مياه الشرب . التلوث الكهربائي لاشك أن الموجات الكهرومغناطيسية لانحس بها ولانراها عندما تنبعث من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وأسلاك توصيل الكهرباء ولاسيما خطوط الضغط العالي والمحولات الكهربائية . ووجد أن من أسباب تفشي سرطان الدم ولاسيما عند الأطفال تعرضهم بكثرة لهذه الموجات ولاسيما الأطفال الذين يسكنون تحت خطوط الضغط العالي أو قرب المحولات الكهربائية . لأن أي كمية من هذه الموجات حتي ولو صدرت من أجهزة تدار بالكهرباء كالسيشوار أو ماكينة حلاقة أو التليفون او المحمول أو السخانات أو الأفران . ففي مجال هذه الموجات المتولدة تحدث تلوثا كهروماغنطيسيا له تأثيره المباشر علي كيمياء الجسم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مصدر

كتاب المفسدون في الأرض كتبه أحمد محمد عوف