العودة إلى الدار

«العودة إلى الدار» لهارولد بنتر: اللغة قيد وحرية في وقت واحد [1]

العودة إلى الدار
The Homecoming
TheHomecoming.jpg
1st edition (publ. Methuen & Co. Ltd.)
كتبهاهارولد بنتر
الشخصياتTeddy
Lenny
Ruth
Sam
Joey
Max
تاريخ أول عرض3 يونيو 1965
مكان أول عرضAldwych Theatre, لندن
اللغة الأصليةالإنگليزية
الموضوعFamily
الصنفدراما
المشهدSummer. An old house in North London.
الموقع الرسمي
بروفيل IBDB


«لقد غيّرت هذه المسرحية حياتي. قبلها كنت أعتق«العودة إلى الدار» لهارولد بنتر: اللغة قيد وحرية في وقت واحدد ان الكلمات ليست أكثر من أدوات لنقل المعاني. بعد ذلك بدأت أرى في هذه الكلمات أسلحة دفاعية. قبلها كنت أعتقد ان المسرح هو فن المحكي. بعد ذلك أدركت فصاحة المسكوت عنه. كذلك أدركت ان موضع كرسي، الطول الزمني لوقفة ما، اختيار حركة من الحركات، امور تحيلنا الى أحجام تزن أطناناً»... هذه العبارات كتبها في دراسة له طويلة نشرت قبل عقود في مجلة «نيويوركر» الناقد المسرحي جون لاهر. اما المسرحية التي أحدثت كل هذا التغيير لديه فهي «العودة الى الدار»، إحدى أبرز وأقسى مسرحيات الكاتب الإنگليزي الراحل، هارولد بنتر، الذي فاز قبل أعوام من رحيله، بجائزة «نوبل للآداب»، وبالتحديد عن هذه المسرحية بين أعمال كبيرة أخرى له جعلت منه «أبرز ممثل للدراما الإنگليزية خلال النصف الثاني من القرن العشرين»، وفق بيان لجنة نوبل نفسها. - ومسرحية «العودة الى الدار» كتبها بنتر عام 1964 لينشرها في العام التالي 1965، وتقدّم من فورها من جانب فرق شكسبير الملكية، ليعاد تقديمها بعد ذلك بسنتين بنجاح جماهيري ونقدي كبير، في «برودواي» في نيويورك، في إنتاج جعلها تفوز بأربع جوائز مسرحية في مسابقات «طوني». واللافت ان تقديماً جديداً لهذه المسرحية، خلال فترة سابقة من العام 2008، جعلتها لمناسبة الذكرى الأربعين لتقديمها في برودواي، تفوز من جديد بجائزة «طوني» لأفضل مسرحية يعاد إحياؤها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملخص

- تدور أحداث «العودة الى الدار» في حي يقع شمال لندن، تقطنه شرائح من الطبقة العاملة... وتدور هذه الأحداث حول عودة ابن العائلة الإنگليزية تيدي، إلى بيت عائلته بعد غياب في الولايات المتحدة طال سنوات، تزوج خلالها من روث، وأنجب ثلاثة أبناء. وها هو تيدي، أستاذ الفلسفة، يصطحب معه في عودته الى الدار زوجته وأطفالهما، حيث يتم التعارف بين الأسرة اللندنية، وأسرة تيدي الأميركية. أما الأسرة الإنگليزية فإنها، كما سنعرف منذ الفصل الأول، تتألف من الأب ماكس، وهو جزار متقاعد، وأخيه سام، ويعمل سائقاً... أما الشخصيات الأخرى فتقتصر على شقيق تيدي: ليني، الذي سيتبين لنا انه يعمل «قواداً»، وينكشف بالتدريج فاسد الأخلاق أكثر مما نعتقد في البداية. والشقيق الثاني هو جوي، الملاكم المتمرن، الذي يريد ان يصبح بطلاً في هذه الرياضة ليهجر عمله الحالي كعامل هدم للأبنية العتيقة. والحال اننا إذا كنا، في اول المسرحية، نعتقد ان «العودة الى الدار» التي يتحدث عنها العنوان، هي عودة تيدي، الى بيت أسرته العتيق، فإن ما سنتوقف عنده في النهاية إنما هو واقع ان العودة عودتان: من ناحية عودة روث الى نفسها بفضل هذه الزيارة، ومن ناحية ثانية، عودة تيدي لاحقاً الى «وطنه الأميركي»، بعد ان يخيب أمله في عودته الأولى، في صحبة زوجته. لماذا؟ - إن الجواب عن هذا السؤال يشكل في الحقيقة سياق المسرحية الذي من الصعب القول انه سياق حدثي. ذلك ان «العودة الى الدار» لا تحمل أي حدث حقيقي، بل جملة من المواقف والتطورات، التي تعيشها الشخصيات ونعيشها معها، بين وصول تيدي وأسرته، ومغادرته من دون زوجته في النهاية. إن العالم الذي تعيشه هذه التطورات - أي عالم أسرة تيدي الإنگليزية - عالم ذكوري، حيث ان الأب ماكس وأخاه وأولاده، هم ذكور يعيشون من دون نساء، من دون أم أو أخت أو زوجة، منذ زمن طويل. ومن هنا، فإن وصول روث للعيش معهم يشكل حدثاً بالغ الأهمية بالنسبة إليهم. فروث، سرعان ما ستلعب في السياق دور الأم والزوجة... ولكن العاهرة ايضاً بالنسبة الى هؤلاء الرجال، الذين تبدو «اميركيتها» شيئاً بالغ الأهمية بالنسبة إليهم... ولكن في الوقت نفسه تبدو أنثويتها امراً حاسماً. ذلك ان كل واحدة من الشخصيات - باستثناء تيدي - ترى في روث، المرأة، في مختلف تجلياتها وأدوارها، التي تنقص هذا البيت منذ زمن بعيد، وصولاً الى فكرة إقامة علاقة معها، إنما من دون ان يكون في هذه الفكرة أي شعور بأية إساءة الى تيدي. ولئن كانت روث تستجيب - ولو نظرياً على الأقل - توقّعات هؤلاء الذكور منها، فما هذا إلا لأنها هي ايضاً تشعر - هنا - أنها في حاجة الى العودة الى الدار. إذاً، في هذا المعنى إذا كانت العودة الى الدار تعني بالنسبة الى تيدي أولاً، عودة الى لندن، ثم عودة الى أميركا، فإنها - أي العودة - تعني بالنسبة الى روث، عودتها الى ذاتها، وفي شكل اكثر تحديداً الى أنوثة، ربما كان العيش العائلي - الأكاديمي، في اميركا أفقدها إياها. فهل يمكننا ان ننطلق من هنا لنصل الى مستوى ترميز أكثر اتساعاً، فنتحدث عن عودة الى الديار على مستوى العلاقة بين اميركا وإنگلترا، وتحديداً على مستوى الذهنية الجماعية؟ قد يكون هذا الاقتراح منطقياً، لكن هارولد بنتر، لم يشجع ابداً الذين أوردوه في حين أو في آخر، مؤكداً ان المسرحية - إن كانت تقصد هذا -، كانت ستكون شيئاً آخر تماماً، شيئاً يدنو من روايات هنري جيمس. والحقيقة ان بنتر، باستثناء هذا الاعتراض - الذي لم يكن عميقاً أو متصلباً على اية حال - لم يعترض على أي من التفسيرات الأخرى، وإن كان هو يفضّل «التركيز أكثر من أي شيء آخر على المستوى السيكولوجي للشخصيات» متحدثاً عن أوديب في مجال إضفاء طابع تحليلي لنظرة الذكور الى هذه المرأة الآتية من بعيد، لتصبح محطّ أحلامهم، في الوقت الذي تتحول الى حاضنة لتيدي الذي كان، قبل ذلك، الوحيد من بينهم، الذي أفلت من العقدة الأوديبية. - مهما يكن من امر، واضح ان كل هذه التفسيرات، إنما تصل الى «العودة الى الدار» من خارجها، وتتنوع بتنوع المفسرين انفسهم. أما بالنسبة الى جمهور المسرح، فإنه أقبل على هذا العمل، لأنه أمّن له فرجة حقيقية على صراعات لعبت فيها اللغة دوراًَ اساسياً، إنما مفهوماً. حيث، إذا كان صحيحاً ان اللغة المزدوجة المعنى والشكل في كل لحظة من لحظات المسرحية، تبدو قريبة جداً من لغة مشتركة بين صمويل بيكيت ويوجين يونيسكو، فإنها في الوقت نفسه لم تبدُ عابثة أو لا معقولة في اية لحظة من اللحظات، بل بدت طوال المسرحية، لغة تشتغل هجومياً - من ناحية - على ألسنة الذكور بين بعضهم بعضاً، ثم بينهم وبين تيدي -، ودفاعية - من ناحية أخرى - خصوصاً على لسان تيدي، في حواراته مع أخويه وأبيه وعمه، ولكن ايضاً وخصوصاً في حواراته مع روث، ولا سيما في الأجزاء الأخيرة حيث يبدو ان اتجاهها صار نحو البقاء هنا، إذ شعرت ان هذا المكان هو مكانها، هو دارها التي تعود إليها بعد غياب، أي الى انوثتها وذاتها العميقة.

 
Pinter's home in Ambrose Place, Worthing, where he wrote The Homecoming

أشهر الاعمال

- تبقى «العودة الى الدار» - الى جانب «الغرفة» و «حفل عيد الميلاد» - إحدى اجمل مسرحيات هارولد بنتر وأقواها، حتى وإن كان هنا، في هذه المسرحية، ابتعد جزئياً عن مفهوم الإنسان المحاصر في الأماكن المغلقة، هذا المفهوم الذي كان ساد لديه من العدد الأكبر من مسرحياته، مُحلاً مكانه حصاراً داخلياً تشتغل اللغة عليه، ولكن من منطلق سيكولوجي.

المؤلف

نعرف ان هارولد بنتر، المولود قرب لندن عام 1930، فاز بجائزة نوبل للآداب عام 2005، عن مجمل أعماله، المسرحية خصوصاً، ومن بينها، كما أشرنا هذه المسرحية، التي - كما في اعمال بنتر الأخرى - جمعت أواسط ستينات القرن العشرين، بين اتجاهات مسرحية عدة (ولا سيما مسرح العبث) لتقدم توليفة خلاقة بين الواقع القاسي، وتوق الإنسان لاستعادة ذاته والاستخدام الغامض للغة.


انظر أيضاً

ملاحظات

  1. ^ "«العودة إلى الدار» لهارولد بنتر: اللغة قيد وحرية في وقت واحد". جريدة الحياة. 2012-5-1. Retrieved 2 jun 2012. {{cite web}}: Check date values in: |accessdate= and |date= (help); Unknown parameter |outhor= ignored (help)

المصادر

انظر مقال رئيسي: Bibliography for Harold Pinter
  • Batty, Mark. About Pinter: The Playwright and the Work. London: Faber and Faber, 2005. ISBN 0-571-22005-3 (10). ISBN 978-0-571-22005-2 (13).
  • Brantley, Ben. "Theater Review: The Homecoming (Cort Theater): You Can Go Home Again, But You'll Pay the Consequences". The New York Times 17 Dec. 2007, The Arts: E1. Accessed 17 Dec. 2007.
  • Esslin, Martin. The Peopled Wound: The Work of Harold Pinter. London: Methuen, 1970. ISBN 0-416-10910-1 (10). ISBN 978-0-416-10910-8 (13). [Periodically revised, expanded, and updated editions published as Pinter the Playwright.]
  • –––. Pinter the Playwright. 1984. 6th (revised) ed. London: Methuen, 2000. ISBN 0-413-66860-6 (10). ISBN 978-0-413-66860-8 (13).
  • Franzblau, Abraham. "A Psychiatrist Looks at The Homecoming." Saturday Review 8 Apr. 1967: 58.
  • "The Homecoming by Harold Pinter". South Coast Repertory webpage for its 2001-2002 season production of the play. Accessed 26 Feb. 2008. (Includes excerpts from books, articles, reviews, and other features, such as an article entitled "Pinter Comes Home to SCR", by Jerry Patch.)
  • Lahr, John. "Demolition Man: Harold Pinter and 'The Homecoming'". The New Yorker 24 Dec. 2007, "Onward and Upward with the Arts". Accessed 16 Dec. 2007. (Advance online version.) (6 pages online; 7 pages in printout.)
  • –––, and Anthea Lahr, eds. A Casebook on Harold Pinter's The Homecoming. New York: Grove Press, 1971. (Evergreen Original 3:553-A.) London: Davis-Poynter, 1974. ISBN 0-7067-0128-3.
  • Merritt, Susan Hollis. Pinter in Play: Critical Strategies and the Plays of Harold Pinter. 1990. Durham & London: Duke UP, 1995. ISBN 0-8223-1674-9 (10). ISBN 978-0-8223-1674-9 (13).
  • Pinter, Harold. The Homecoming. 19-98 in vol. 3 of Harold Pinter: Complete Works. In 4 vols. 1978. New York: Grove Press, 1990. (Rpt. in 1994 and subsequently re-issued.) ISBN 0-8021-5049-7 (10). ISBN 978-0-8021-5049-3 (13). (Parenthetical references to page numbers are to this text of the play.)

وصلات خارجية