العصبة المقدسة (1571)

Holy League (لاتينية: Liga Sancta, إسپانية: Liga Santa, إيطالية: Lega Santa), of 1571 was arranged by Pope Pius V and included the major Catholic maritime states in the Mediterranean except the Holy Roman Empire and France. It was intended to break the Ottoman Turks' control of the eastern Mediterranean Sea and was formally concluded on 25 May 1571. Its members were:

The banner of the Holy League, flown by John of Austria on his flagship Real. It is made of blue damask interwoven with gold thread, of a length of 7.3 m and a width of 4.4 m at the hoist. It displays the crucified Christ above the coats of arms of Pius V, of Venice, of Charles V, and of John of Austria. The coats of arms are linked by chains symbolizing the alliance. The banner was given to Toledo Cathedral in 1616 by Philip III of Spain. It was moved to the Museum of Santa Cruz in 1961. [1]
The coats of arms of the leaders of the Holy League (Habsburg Spain, Pope Pius V, Republic of Venice, John of Austria) as depicted in the printed order of battle published on 14 November 1571 by Antonio Lafreri in Rome.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

وهكذا كان سليم الثاني الذي خلف سليمان القانوني 1566، حاكماً منحلاً خاملاً، لم تتجل عبقريته إلا في أنه عهد بالإدارة والسياسة إلى وزيره القدير محمد سوكللي. وانقطعت غارات الأتراك على الإمبراطورية الرومانية المقدسة لأن الإمبراطور مكسيمليان الثاني اشترى السلام مقابل جزية سنوية قدرها 30 ألف دوكات. وحول سوكللي وجهة نظر فريسة أقرب. فقد احتفظت بلاد العرب من قبل "باستقلالها الديني" ولكن تم الآن للباب العالي فتحها (1570) وكانت ممتلكات البندقية لا تزال متناثرة في بحر إيجة، تعوق أساطيل تركيا وتجارتها. وقصد لالا مصطفى على رأس 60 ألف مقاتل لمهاجمة قبرص وأهابت البندقية بالدول المسيحية لنجدتها، فلم يستجب لندائها إلا البابا وأسبانيا. فإن بيوس الخامس لم يكن قد نسي أن الأسطول التركي في 1566 هدد أنكونا ثغر البابا وقلعته على الأدرياتيك. كما علم فيليب الثاني أن عرب الأندلس استرخصوا السلطان لإنقاذهم من ويلات الحكم الأسباني (1561) وأن السلطان رجب بمبعوثيهم إليه. وكان الموقف الدبلوماسي مواتياً. ذلك أن الإمبراطور لم يكن يشترك في الحرب ضد تركيا، لأنه كان قد وقع من فوره معاهدة سلام معها ولم يكن من الشرف ولا في مصلحة أمنه أن ينقضها وعارضت فرنسا أية خطة تزيد من قوة أسبانيا وترفع من شأنها. ووثقت عرى الصداقة مع الأتراك عوناً لها على مواجهة الإمبراطور. وخشية إنجلترا مغبة الدخول في مغامرة مشتركة مع فيليب يجعلها تحت رحمة أسبانيا الكاثوليكية في حالة انتصارها. وساور البندقية بعض القلق من أن الانتصار قد يأتي بالقوات الأسبانية إلى الأدرياتيك. فتقضي على احتكار البندقية لهذا البحر وسيطرتها عليه. وقضى بيوس عاماً كاملاً في التغلب على هذه الحيرة والتردد. وكان عليه أن يرضى باستخدام البندقية وأسبانيا لأموال الكنيسة. وأخيراً في 20 مايو 1571 انضمت الثلاث في "عصبة مقدسة" واستعدت للحرب.

وفي أثناء هذه المفاوضات تقدم الهجوم التركي على قبرص. مع خسائر جسيمة تكبدها الطرفان. وسقطت نيقوسيا بعد حصار دام خمسة وأربعين يوماً. وأعدم بحد السيف عشرون ألفاً من سكانها، وقاومت فاما جوستا زهاء عام. وعندما سقطت (6 أغسطس 1571) سلخ البطل المدافع عنها، مارك أنطونيو براجادينو، حياً، وحشي جلده بالقش وأرسل إلى القسطنطينية تذكاراً للنصر.

وكانت الظروف تستحث العصبة المقدسة على العمل، فجمعت قواتها. وأسهمت بالسفن والرجال، كل من فلورنسة وبارما ولوكا وفرانا وأربينو وجنوه، عدو البندقية القديم. وفي نابلي تسلم دون جوان النمساوي لواء القيادة في احتفال مهيب من الكاردينال جرنفل. وفي 16 سبتمبر، بعد أن تناول البحارة والجنود القربان المقدس من يد الجزويت والكيوشيين الذين التحقوا بالحملة، أبحر الأسطول الضخم (الأرمادا) من مسينا إلى جزيرة كورفو في محاذاة جنوبي إيطاليا، عبر مضيق أوترانتو. وهناك ترامت أنباء المذابح والفظائع التي اقترنت بسقوط قبرص. وتعالت صيحات "النصر النصر" فليحي المسيح، عندما أصدر دون جوان أوامره بالانطلاق إلى القتال.

وفي 7 أكتوبر 1571 تحرك الأرمادا عبر خليج بتراس إلى خليج كورنت. وكان الأسطول التركي ينتظر بعيداً عن ثغر ليبنتو، وهو يضم 222 سفينة شراعية كبيرة، و60 سفينة صغيرة، و570 مدفعاً، و24 ألف جندي، و13 ألف ملاح، و41 ألف مجدف. وكان المسيحيين 207 سفن شراعية، وست سفن شراعية فينيسية ضخمة تحمل المدافع، و30 سفينة صغيرة و 1.800 مدفع و30 ألف جندي و13 ألف وتسعمائة ملاح، و43 ألف جندي(13). ورفع الأسطول المسيحي علم المسيح مصلوباً. ورفع الأسطول التركي علم السلطان يحمل لفظ الجلالة "الله" موشى بالذهب. وتراجع جناح المسيحيين الأيمن أمام الأتراك، ولكن الجناح الأيسر الذي كان يقوده البنادقة حول المقاومة الضارية إلى هجوم منظم، وأودت مدفعيتهم بحياة آلاف من الأتراك, وأصدر دون جوان أمره بأن تتحرك سفينة قيادية قد مانحو سفينة أمير البحر التركي موسيناد علي. فلما التقت السفينتان، قفز ثلاثمائة من جنود جوان الأسبان المحنكين إلى السفينة التركية بقيادة راهب كبوشي، يلوح بالصليب عالياً. وتقرر مصير المعركة، عندما أسرت السفينة، ورفع رأس علي المفصول عن جسده فوق سارية علمه(14). وانهارت الروح المعنوية لدى الأتراك. وهربت 40 من سفنهم، وأسرت 117 أخرى، كما أغرق أو حرق خمسون سفينة. ولقي حتفه في المعركة أكثر من ثمانية آلاف رجل من الأتراك، وأسر عشر آلاف، وزع معظمهم رقيقاً على المنتصرين. وحرر نحو 12 ألفاً من الأرقاء المسيحيين الذين كانوا يقومون بالتجديف على المراكب التركية. وفقد المسيحيون، وقتل منهم 7500 رجل من بينهم أفراد من أعرق وأشهر الأسرات في إيطاليا. ولا نزاع في أن معركة ليبنتو كانت أعظم معركة بحرية في التاريخ الحديث. ووصفها سرفنتيز الذي كان من بين الجرحى المسيحيين البالغ عددهم 7500 بأنها "أعظم حدث بارز جدير بالذكر شهدته العصور الخوالي أو العهود الحاضرة. وقد لا يكون له نظير في المستقبل "(15).

وكان يجدر أن تكون هذه أكبر معركة فاصلة في التاريخ الحديث، لولا أن استنزاف المجدفين والأضرار التي لحقت بالأسطول المنتصر، وهبوب عاصفة عنيفة، حال دون تعقب الأتراك. فقد ثار النزاع بين المسيحيين حول اقتسام المجد والغنائم. ولما كانت أسبانيا قد أسهمت في القتال بنصف السفن والنفقات، والبندقية بثلثها والبابا بالسدس، فقد وزعت الغنائم بقدر هذا الإسهام. ووزع الأسرى الأتراك بهذه النسبة، فخص أسبانيا 3600 عبد مكبلين في الأصفاد، ومن نصيب البابا منح دون جوان 17 عبداً مكافأة شريفة لقاء خدماته(16). ورغب بعض الزعماء المسيحيين في الاحتفاظ بالأرقاء المسيحيين الذين حرروا من السفن التركية، ولكن البابا بيوس الخامس حرم هذا التصرف(17).

وابتهجت أوربا الكاثوليكية بأسرها حين وصلت أنباء النصر. وازدانت البندقية بأكاليل الزهر والتحف الفنية، وتبادل الرجال القبلات في الشوارع، ورسم تيشيان وتنتورنو وفيرونيز لوحات ضخمة عن المعركة، واحتفل بالقائد الفينيسي سباستيان فنييرو أياماً وليالي كثيرة، وأخيراً اختبر لتولي منصب "الدوج" (القاضي الأول في جمهورية البندقية). أما في روما، حيث قضى رجال الدين وعامة الناس ساعات كل يوم في الصلوات وأحر الدعوات منذ غادر الأرمادا مسينا، فقد تعالت صيحات "الشكر للرب" في مرح وابتهاج وارتياح، وكاد البابا بيوس الخامس، منظم النصر، أن يرفع دون جوان إلى مرتبة القديسين وأطلق عليه عبارة الإنجيل "هناك رجل أرسل من عند الله اسمه يوحنا" (إنجيل يوحنا، 1:6) وتليت القداسات وأطلقت الألعاب النارية، ودوت طلقات المدافع. ورجا البابا من المنتصرين أن يحشدوا أسطولاً آخر، وتوسل إلى حكام أوربا أن ينتهزوا الفرصة ليتحدوا في حرب صليبية لطرد الأتراك من أوربا ومن الأرض المقدسة. وأهاب بشاه إيران، وبأمير اليمين السعيد أن ينضما إلى المسيحيين للانقضاض على الأتراك(18). ولكن فرنسا الحاقدة على أسبانيا اقترحت على السلطان، عقب ليبنتو مباشرة، تحالفاً مباشراً ضد فيليب الثاني(19) .

واشتركت أبناء هذا العرض مع عوامل أخرى في ثني فيليب عن عزمه على القيام بعمل جديد ضد القوة العثمانية الرئيسية. وتورط في النزاع مع إنجلترا، وفي المأزق الذي أوقعه فيه دوق ألفا في الأراضي الوطيئة، كما استاء من إصرار البندقية على احتكار التجارة في الأدرياتك، وخشي من أن انتصار ثانيا على الأتراك قد يبعث القوة والحياة في الإمبراطورية البندقية المتداعية، فتصبح منافساً قوياً لأسبانيا. أما بيوس الخامس الذي أرهقته الانتصارات والهزائم معاً، فإنه لقي ربه في أول مايو 1572، وماتت معه العصبة المقدسة.


See also

المراجع

  1. ^ The image shown is a reproduction of a 1888 watercolor drawn from a copy of the banner in the Museo Naval in Madrid. F. Javier Campos y Fernández de Sevilla, "Cervanted, Lepanto y el Escorial"
  • Loretta Turner Johnson, The Holy League of 1571: The Diplomatic Background of the Battle of Lepanto (1969).
  • Luis Coloma, The Story of Don John of Austria, trans. Lady Moreton, (New York: John Lane Company, 1912), pp. 265–71 (online transcription).
  • Braudel, Fernand, trans. Siân Reynolds, The Mediterranean and the Mediterranean World in the Age of Philip II, 2 volumes, London: Collins (1972/3).

وصلات خارجية