الزراعة الرومانية

الزراعة في روما القديمة كان يُنظر لها بإجلال كبير. وبين العديد من المعلقين الذين امتدحوا الحياة الريفية البسيطة وكرّموها بهالة الفضيلة الرومانية, يبز ڤرجيل سواه في كتابه جورجيات. شيشرون اعتبر الزراعة أفضل المهن الرومانية. فيقول في كتابه "في الواجبات", “لكن من كل المهن ذات الدخل المضمون, فلا شيء أفضل من الزراعة, ولا أكثر ربحاً, ولا أبعث للسعادة, ولا أنسب لرجل حر …” فهي حياة استعملها شيشرون في مرافعته Pro Sex. Roscio Ameriae ليدافع عن سكستوس روسكيوس، الذي هاجم الإدعاء حياته الريفية، قائلاً. “ولكن حياة الريف, التي تسميها حياة مهرجين, هي معلـِّم الإقتصاد والصناعة والعدل,”. [1]

قلما كان الرومان في تلك العصور يحتاج إلى الطب، لأن حياته النشيطة في الزراعة والجندية تكسبه صحة وقوة. وكان يجدُّ في فلح الأرض كما يجد اليوناني في خوض عباب البحر؛ وكانت الزراعة أساس حياته، يقيم المدن لتكون مجتمعاً للزراع يتبادلون فيها محصولات أرضهم، وينظم جيوشه ودولته على أساس استعداده للدفاع عن أملاكه وتوسيع رقعتها، ويفكر في آلهته على أنها أرواح الأرض الحية والسماء المغذية. ونجد الملكية الفردية قائمة في روما من أقدم العصور المعروفة ؛ على أن بعض الراضي كانت تعد من الأملاك العامة ager publicus التي تستولي عليها الدولة عن طريق الفتح وتحتفظ لنفسها بملكيتها. وكانت أسرة الزراع في عهد الجمهورية الباكر تمتلك فدانين أو ثلاثة أفدنة، يشتغل فيها جميع أفرادها وعبدها إن كان لها عبد، وتعيش عيشة متقشفة على ما تنتجه من الغلات. وكانوا يفترشون القش ، ويصحون من نومهم مبكرين، ويخرجون إلى عملهم ونصف جسمهم العلوي عار من الملابس، ليحرثوا الأرض ويمهدوها خلف ثيران تسمدها بفضلاتها، وتتخذ لحومها قرابين دينية وطعاماً في الأعياد والولائم. وكانت فضلات الآنية تتخذ هي الأخرى سماداً، ولكن المخصبات الكيمائية كانت نادرة في إيطاليا قبل عهد الإمبراطورية. وقد استورد في ذلك العهد كتباً في الزراعة العملية من بلاد اليونان ومن قرطاجنة. وكانت الأرض تزرع حباً ثم خضراً، ثم تترك من حين إلى حين لتكون مراعي حتى لا يستنفد خصبها. وكانت الفاكهة والخضر موفورة، وكانت بعد البقول أهم غذاء للأهلين، وكان الثوم من أحب المشهيات، وقد بلغ من شأن الزراعة عندهم أن بعض أسر الأشراف قد اشتقت أسماؤها من الخضر التي تعنى بزراعتها. ومن أمثلة ذلك أسر Lentuli, Fabii,Caepiones، وهي مشتقة من ألفاظ معناها العدس، والبصل، والفول أو الحمص. ثم طغت زراعة التين والزيتون والكروم شيئاً فشيئاً على زراعة الحبوب والخضر، واستبدل زيت الزيتون بالزبد في الطعام، وبالصابون في الاستحمام، واستخدم للإضاءة في المشاعل والمصابيح، كما كان العنصر الأساسي في أدهان الشعر والجلد التي كانت رياح البحر الأبيض المتوسط الجافة وشمسه المحرقة في فصل الصيف تحتم عليهم استعمالها. وكان الضأن أهم قطعانهم لأن الإيطاليين كانوا يفضلون نسيج الصوف على غيره من المنسوجات. وكانت الخنازير والدجاج تربى في ساحة المزرعة، وكان لكل أسرة تقريباً حديقة للأزهار.

ثم غيرت الحروب هذه الصورة القروية وما فيها من كدح، ذلك أن كثيرين من الزراع الذين استبدلوا السيف بالمحراث قد غلبوا على أمرهم في ميدان القتال أو اجتذبتهم حياة المدن فلم يعودوا قط إلى حقولهم؛ وكثيرون غيرهم وجدوا أن أرضهم أتلفها الإهمال، أو الجيوش، فلم يجدوا لديهم من الشجاعة ما يحملهم على أن يبدءوا العمل فيها من جديد؛ ومنهم من قصمت ظهورهم الديون الباهظة؛ فاضطر هؤلاء كلهم إلى أن يبيعوا أرضهم بأثمان زهيدة إلى الأشراف أو الممولين الزراع؛ وضم هؤلاء المزارع الصغيرة بعضها إلى بعض وكونوا منها ضياعاً واسعة كبيرة Latifundia، واستبدلوا بزراعة الحبوب في هذه الضياع مراعي للضأن والماشية، وبساتين وكروماً، وحشدوا فيها عبيداً من أسرى الحروب يعملون فيها على أعين مشرفين، كانوا هم أيضاً عبيداً في أغلب الأحيان. وكان الملاك يأتون إلى هذه الضياع بين الفنية والفنية ليلقوا نظرة على أملاكهم؛ ولم يكونوا هم أنفسهم يقومون فيها بعمل من الأعمال، بل كانوا يعيشون عيشة الملاك الغائبين عن أملاكهم في منازل ذات حدائق في الريف، أو في قصور في روما. وقد بدأ هذا الاتجاه الجديد قبل القرن الرابع، حتى إذا حل القرن الثالث قبل الميلاد نشأت في الريف طائفة من المستأجرين الذين أثقلتهم الديون، وفي العاصمة طائفة من الصعاليك الذين لا ملك لهم، وانتشرت بينهم التذمر والغضب من وضعهم. وما لبث هذان التذمر والغضب أن قضيا على الجمهورية التي أقامها كدح الفلاحين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تقنيات الزراعة

 
Roman hoe blade، من حقل في متحف شيكاگو

كانت أساليب الزراعة وأدواتها لا تختلف اختلافاً جوهرياً عما كانت عليه منذ قرون، فقد احتفظ المحراث، والمجرفة، والمعزقة، والفأس، والمذراة، والمنجل بصورتها التي كانت عليها في تلك الأيام، ولم تكد تتغير في شيء. وكانت الحبوب تطحن في طواحين تديرها المياه أو الحيوانات. وكانت المضخات اللولبية والسواقي ترفع الماء من العيون أو الأنهار إلى قنوات الري. وكان يحفظون بخصب التربة بأتباع الدورة الزراعية، واستخدام المخصبات والنباتات التي تفيد الأرض كالفصفصة والبرسيم والشيلم والفول. وكانوا يتفننون في انتخاب البذور، وكان في وسعهم بعنايتهم وحذقهم أن يجنوا ثلاثة محاصيل أو أربعة في بعض الأحيان من حقول كمبانيا ووادي البو الخصبة الغنية. وكان في مقدورهم أن يحصلوا من زرعة واحدة من الفصفصة على أربعة محصولات أو ستة في كل عام لمدة عشرة أعوام. وكانوا يزرعون كل الخضر الأوربية المعروفة عدا أندرها، وكانوا يزرعون بعضها في البيوت الزجاجية ليتجروا فيها أثناء الشتاء. وكانت أشجار الفاكهة والنقل على اختلاف لا أنواعها كثيرة، لأن القواد والتجار الإطاليين، والتجار الأجانب، والأرقاء حملوا معهم إلى إيطاليا الكثير من أصنافها، فجاءوا بأشجار الخوخ من بلاد الفرس، والمشمش من أرمينية، والكرز من كراسس في إقليم بنتس (ومنها اشتق اسم هذه الفاكهة)، والكرم من سوريا، والبرقوق من دمشق، والخوخ والبندق من آسية الصغرى، والجوز من بلاد اليونان، والزيتون والتين من أفريقية.. واستطاع المهرة من زراع الأشجار أن يطعموا شجر القطلب (الأريوطس) بأغصان شجر الجوز، وشجر الدلب بأغصان الخوخ، وشجر الدردار بأغصان الكرز. ويذكر بلنى تسعة وعشرين نوعاً من شجر التين كانت تزرع في إيطاليا، ويقول كالوملا: "لقد عرفت إيطاليا بفضل عناية زراعنا كيف تنتج فاكهة العالم كله تقريباً". ثم نقلت هذه الفنون إلى غربي أوربا وشماليها. وجملة القول أن ألوان الطعام الكثيرة التي نأكلها قد تجمعت من رقعة واسعة من الأرض، وان لها من ورائها تاريخ طويل. وقد يكون هذا الطعام جزءاً من التراث الذي ورثناه من بلاد الشرق أو بلاد اليونان والرومان الأقدمين. [1]


التجارة

الاقتصاد الزراعي

كان سبب انتشار المراعي والضياع الواسعة إن تربية الماشية وزراعة أشجار الزيتون والكروم كانت أكثر ربحاً من زراعة الحبوب والخضر، وأن أصحابها قد تبينوا ان المراعي إذا أريد أن تستغل على خير وجه وجب ان تكون متسعة المساحة موحدة الإدارة. فلما اشرف القرن الأول بعد الميلاد على الانتهاء كانت هذه المزايا قد أخذت في الزوال بسبب ما حدث من الزيادة في تكاليف العبيد، ومن النقص في إنتاجهم، ومن ضعف قدرتهم على الابتكار. وقد بدأ في هذه الأثناء الانتقال الطويل الأجل من استخدام العبيد إلى استخدام أقنان الأرض. وكان سبب ذلك أن السلام قلل من استرقاق أسرى الحروب، فعمد بعض ملاك الضياع الواسعة إلى تقسيمها أقساماً صغيرة لا يستخدمون في فلحها العبيد بل يؤجرونها إلى زراع أحرار يؤدون لهم في نظير ذلك مالاً وعملاً. وكان معظم (الأراضي العامة) التي تملكها الحكومة يستغل وقتئذ بهذه الطريقة، كما كانت تستغل بها أيضاً الأراضي الواسعة التي يمتلكها بلنى الأصغر الذي يصف مستأجريه بأنهم فلاحون أصحاء، أقوياء، طيبو القلوب، ثرثارون، وهو وصف ينطبق كل الانطباق على الفلاحين الإيطاليين في هذه الأيام، فقد بقوا على حالهم رغم ما حل بالبلاد من أحداث وما طرأ عليها من تغيير.

الميكنة

 
Arles Aqueduct
 
Mills below rock-cut channel

الحصول على مزرعة

 
Gallo-Roman harvesting machine: overview

وكانت بساتين الزيتون كثيرة العدد، أما الكروم فلم يكن يخلو منها مكان، وكانت تدرج لها سفوح الجبال فتبدو ذات روعة وجمال. وكانت إيطاليا تخرج خمسين نوعاً من أنواع النبيذ المشهورة، وكانت رومة وحدها تحتسى منها خمسة وعشرين مليون جالون في كل عام، أي بمعدل نصف جالون لكل شخص من ساكنيها رجالهم ونسائهم وأطفالهم وعبيدهم كل أسبوع. وكان معظم النبيذ من إنتاج المنظمات الرأسمالية ـ أي بطرقة الإنتاج الكبير الذي تموله رومة. وكان الكثير مما تنتجه يصدر إلى خارج البلاد لك يتذوق البلاد التي يتشرب الجعة كألمانيا وغالة لذة النبيذ. وشرعت أسبانيا وأفريقية وغالة تزرع كرومها، واخذ زراع الكروم الإيطاليون يفقدون من البلاد التي يصدرون إليها نبيذهم أسبوعاً بعد أسبوع، ويغمرون سوقهم المحلية بأكثر مما تطيقه من النبيذ في إحدى أزمات الإنتاج الوفير التي عانتها رومة في الزمن القديم. وحاول دومتيان أن يخفف من أثر هذه الحال السيئة ، وأن يعيد زراعة الحبوب إلى حالها الأولى، فحرم غرس كروم جديدة في إيطاليا وأمر بأن تدمر نصف الكروم المزروعة في الولايات. وأثارت هذه الأوامر عاصفة من الاحتجاج الشديد، وعجزت الحكومة عن تنفيذها فكانت النتيجة ان نبيذ غالة وزيتون أسبانيا وأفريقية وبلاد الشرق أخذا يطردان الغلات الإيطالية من أسواق البحر الأبيض المتوسط وبدأ من ذلك الوقت اضمحلال إيطاليا الاقتصادي.

وخصص جزء كبير من أراضي شبه جزيرة إيطاليا للمراعي، فكانت الأرض غير الموفورة الخصب، وكان العبيد ذوو الأجور الرخيصة يستخدمان لتربية الماشية والضأن والخنازير، وكانوا يعون بتربيتها على الطريقة العلمية. وكانت الخيل تربى في الغالي للأغراض الحربية، وللصيد وألعاب الفروسية، وقلما كانت تستخدم لجر المركبات؛ وكانت الثيران تجر المحاريث والعربات، والبغال تحمل الأثقال على ظهورها؛ وكانت البقر والغنم والماعز تمد الأهلين بثلاثة أنواع من اللبن يصنع منه الإيطاليون وقتئذ كما يصنعون منه في هذه الأيام أصناف الجبن اللذيذ. وكانت الخنازير تربى في الغابات الغنية بالجوز وثمار البلوط. ويقول استرابون إن إيطاليا كانت تعيش في الغالب على لحم الخنازير التي تتربى في غابات البلوط الكثيرة في شمالي إيطاليا. وكان الدجاج يمد المزارع بالسماد المخصب والأسر الإيطالية بالطعام اللذيذ، كما كان النحل يمد الأهلين بالشهد الذي كان منذ القدم يستعمل بدل السكر. وإذا أضفنا إلى ما سبق بعض مساحات من الكتان والتيل،وقليلاً من صيد الحيوان، وكثيراً من سيد السمك، تكونت لدينا الصورة التي كان عليها الريف الإيطالي منذ ألف وتسعمائة عام والتي لا يزال محتفظاَ بها إلى اليوم.

الأرستقراطية والأراضي

 
كاتو الأكبر، مؤلف كتاب الزراعة الرومانية القديمة.

في العصر الفضي ظهر المرجع الروماني الهام في الزراعة وهو كتاب يونيوس كلوملا Junius Columella المسمى De Re Rustica. ومؤلفه من أصل أسباني فهو من الناحية شبيه بكونتليان ومارتيال وآل سنسكا. وكان يستغل عدة ضياع في إيطاليا ثم اتخذ مسكنه بعدئذ في رومة. ذلك انه وجد ان أحسن الأراضي قد شيدت عليها البيوت ذات الحدائق وسويت لتكون مسارح للأثرياء، وان التي تليها في الجودة قد غرست فيها بساتين الزيتون والكروم، ولم يبق للزراعة إلا أردأ الأراضي. ومن أقواله في هذا: "لقد وكلنا حرث أراضينا لأحط العبيد، وهم يقومون بعملهم قيام الهمج". وكان يرى أن أحرار إيطاليا يتدهورون في المدن على حين انه كان في مقدورهم أن يقووا أجسامهم وأخلاقهم بالعمل في الأرض، "فنحن نعمل في الملاعب ودور التمثيل ولا نعمل بين المزارع والكروم". وكان كلوملا يحب الأرض ويحس بأن أفلحها أعود على الناس من ثقافة المدن، ويقول في ذلك إن "الزراعة من أخوات الحكمة". وكان يغرى الناس بالعودة إلى الحقول بتجميل موضوعاته بالألفاظ اللاتينية المصقولة. وإذا تحدث عن الحدائق والأزهار بلغت حماسته الشعرية غايتها.

وتلك هي الفترة التي نطق فيها بلنى العالم الطبيعي بقبرية لم يكن موعدها قد حان: "إن الضياع الكبيرة قد خربت إيطاليا"، وذلك حكم أصدره غيره من الكتاب وهم سنكا، ولو كان، وبترونيوس، ومارتيال، وجوفناتل. فقد وصف سنكا مسارح الأنعام التي كانت أوسع رقعة من الممالك يزرعها عبيد مصفدون في الغلال. ويقول كالوملا ان بعض الضياع قد بلغت من السعة حداً يستحيل معه على مالكيها أن يطوفوا حولها راكبين. ويحدثنا بلنى عن ضيعة يعمل فيها 4117 من العبيد، و 7200 ثور، و 257.000 من الحيوانات الأخرى. نعم ان ما عمله أبنا جراكس، وقيصر، وأغسطس من توزيع الأراضي على الرومان قد زاد عدد صغار الملاك، ولكن معظم هؤلاء تركوا أملاكهم في أثناء الحروب التي قامت بعدئذ وابتاعها الأغنياء، ولما ان قللت الإدارة الإمبراطورية من أعمال السلب والنهب في الأقاليم ابتاع الأشراف بأموالهم ضياعاً كبيرة.

تشغيل مزرعة في روما

مشكلات المزارعين

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

قراءات إضافية

KD White's Roman Farming compiles information from Roman authors and addresses all aspects of Roman agriculture using detailed charts of soils, agricultural terms, animal husbandry in Rome, and a description of crop rotation systems. KD White's book Farm Equipment of the Roman World includes diagrams of Roman farming equipment. Paul Erdkamp's The Grain Market in the Roman Empire describes farming economics and ancient marketing.

  • Buck, Robert (1983), Agriculture and Agricultural Practice in Roman Law, (Franz Steiner Verlag Gmbh Wiesbaden)
  • Erdkamp, Paul (2005), The Grain Market in the Roman Empire, (Cambridge University Press)
  • Cato the Censor (1933), Columbia University Records of Civilization: On Farming, translated by Ernest Brehaut (Columbia University Press)
  • Hopkins, Keith (1978) "Conquerors and Slaves, pgs 1-9.
  • Lucius Junius Moderatus Columella, On Agriculture (Res Rustica), (Loeb Classical Library)
  • White, KD (1970), Roman Farming (Cornell University Press)
  • White, KD (1975), Farm Equipment of the Roman World (Cambridge University Press)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية