الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية

الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية هي حكومة جزائرية مؤقتة تم الإعلان الرسمي عن تشكيلها في القاهرة بتاريخ 19 سبتمبر 1958، وفي نفس اليوم صدر أول تصريح لرئيس الحكومة المؤقتة حدّد ظروف نشأتها والأهداف المتوخاة من تأسيسها، وقد جاءت هذه الحكومة تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية في اجتماعه المنعقد في القاهرة من 22 إلى 28 أوت\أغسطس 1958، والذي كلف فيه لجنة التنسيق والتنفيذ بالإعلان عن تأسيس حكومة مؤقتة ،استكمالا لمؤسسات الثورة وإعادة بناء الدولة الجزائرية الحديثة ،ووضعت الحكومة المؤقتة السلطة الفرنسية امام الأمر الواقع، وهي التي كانت تصرح دائما أنها لم تجد مع من تتفاوض. وعرفت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ثلاث تشكيلات من 1958 إلى 1962.

الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية

Gouvernement provisoire de la République algérienne
1958–1962
علم Provisional Government of the Algerian Republic
Flag
{{{coat_alt}}}
Seal
النشيد: "Kassaman"
العاصمةAlgiers (de jure until 1962)
اللغات المشتركةArabic
French
الحكومةGovernment in exile
President 
• 1958–1961
Ferhat Abbas
• 1961–1962
Benyoucef Benkhedda
الحقبة التاريخيةDecolonization of Africa
1 November 1954
• GPRA proclaimed
19 September 1958
19 March 1962
• GPRA seated in Algiers
1 July 1962
• Independence proclaimed
5 July 1962
25 September 1962
سبقها
تلاها
الجزائر الفرنسية
Algeria

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التأسيس والغرض

تشكلت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في العاصمة المصرية القاهرة، بواسطة جبهة التحرير الوطني في 19 سبتمبر 1958، بعد أربع سنوات من اندلاع الثورة الجزائرية.[1] كانأول رئيس لها القومي المعتدل فرحات عباس، الذي أصر لعقود على محاولة الإصلاح السلمي لنظام الاستعمار الفرنسي، قبل أن ييأس في نهاية المطاف وينضم إلى الكفاح المسلح لجبهة التحرير الوطني. أعيد انتخابه للمنصب مرة أخرى، عام 1960، لكن في وقت مبكر من العام التالي تم تهميشه وحل محله بن يوسف بن خدة، الذي تولى الرئاسة حيث تم إعلان استقلال الجزائر.

كان الغرض من الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية هو العمل كأداة دبلوماسية وسياسية لجبهة التحرير الوطني. سمحت للحكومات المتعاطفة بمد الاعتراف الرسمي بها (من بين تلك الدول المجاورة المغرب وتونس، وكذلك مصر الناصرية، ودول عربية أخرى وپاكستان). كان مقرها الرئيسي في تونس، لكن انتشر دبلوماسيها في معظم عواصم العالم الكبرى لمحاولة الضغط على الحكومات وتنظيم مجموعات الدعم المحلية. كان القصد منه جزئيًا أن يكون بمثابة إضراب دبلوماسي استباقي ضد اقتراح الرئيس الفرنسي شارل ديجول لإجراء استفتاء تُمنح الجزائر بموجبه وضع الحكم الذاتي داخل فرنسا.[2]


حل الحكومة قبل الاستقلال

بعد حرب الاستقلال، اندلع الاقتتال الداخلي في صفوف جبهة التحرير الوطني. تولى بن خدة من الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية السلطة لفترة وجيزة في الجزائر العاصمة، لكن لم تكن هناك قوة موحدة للبلاد بأكملها. في أواخر عام 1962، حُل جيش التحرير الشعبي العام، بعد أن استولى أحمد بن بيلا على السلطة من خلال تشكيل مؤسسة منافسة (المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني) بدعم من جيش التحرير الوطني، التي يسيطر عليه العقيد هواري بومدين. حُقت محاولة سياسيي جيش التحرير الشعبي العام ووحدات حرب العصابات الموالية لمقاومة الاستيلاء المدعوم من الجيش في اقتتال داخلي قصيرة لكنه مكثف. شهدت تسوية فرضها بومدين دخول معظم الحكومة المؤقتة إلى مكتب سياسي موسع، وتم حل الحكومة المؤقتة.[3] تم بعد ذلك تأسست دولة الحزب الواحد تحت قيادة بن بلة، بعد الموافقة على دستور الجمهورية الجديدة.[4]

بينما يجادل البعض[من؟] أن هذا كسر الاستمرارية المؤسساتية بين الحكومة المؤقتة في وقت الثورة والدولة الجزائرية الحالية، ولا تزال الرئاسة والحكومة الجزائرية تعتبر في العادة خليفة ما بعد-الاستقلال.

قائمة أعضاء الحكومة المؤقتة

شهدت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عمليتي اصلاح، عام 1960، و1961، مع تغيير الوزراء والحقائب الوزارية الذي يحكس إلى حد ما يعكس تحولات السلطة داخل جبهة التحرير الوطني.[5]

 
من اليسار إلى اليمين: محمد خيضر، مصطفى اسطمبولي، حسين آيت أحمد، محمد بوضياف وأحمد بن بلة. ألتقطت الصورة بعد القبض عليهم في فرنسا.

التشكيلة الأولى 1958-1960

التشكيلة الثانيـة 1960-1961

التشكيلة الثالثة 1961-1962

أول تصريح للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية

في اليوم التاسع عشر من شهر سبتمبر سنة 1958 أعلنت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. وإن هذا الإعلان الذي وقع في القاهرة باسم شعب يكافح منذ أربعة أعوام في سبيل استقلاله قد بعث الدولة الجزائرية التي إبتلعها الاحتلال الحربي سنة 1830 ومحاها بصفة قاسية ظالمة من الخارطة السياسية للشمال الإفريقي. وهكذا تنتهي أشنع عمليات الاغتصاب التي تمّت في القرن الماضي والتي أرادت أن تنتزع عن الشعب جنسيته وتغير مجرى تاريخه وتحرمه من كل وسائل الحياة وتحيله إلى ذرات من الأفراد، وهكذا ينتهي أيضا الليل الطويل، ليل الخرافات والأباطيل، وينتهي أخيرا عهد الاحتقار والإذلال والعبودية…

وقد مضت على هذا الشعب أربع سنوات وهو في ميدان الكفاح صامدا أمام قوة عسكرية من أضخم قوى العالم وسقط في ميدان الشرف والكرامة من أبنائه ما يزيد عن الستمائة ألف شهيد خضبت دمائهم طريق الحرية المجيد الطويل، ولقد ألقت فرنسا بهذا الشعب للطغاة الاستعماريين وقادة الجند يتفننون كل يوم في تعذيبه وتقتيله، ولكنه ظلّ رغم هذه الآلام ورغم آلاف الضحايا صامدا في عقيدته مؤمنا بأن ساعة التحرير آتية لا ريب فيها. إن جيش التحرير الوطني بإمكانيته المحدودة المدعومه من الحكومه المصرية برئاسه زعيم الامه جمال عبد الناصر يصارع -والنصر إلى جانبه-جيشا فرنسيا جهّز بأحدث الأسلحة من مدفعية وطيران وبحرية… إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تجدّد العهد بأن تظلَّ مخلصة الإخلاص كله للمثل العليا التي قدَّموا في سبيلها أغلى التضحيات :الحرية والعدالة والتحرر الاجتماعي إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية المنبثقة عن إرادة الشعب، شاعرة من هذه الناحية بكل مسؤولياتها، وإنها ستضطلع بها جميعا، وأوّل هذه الواجبات أن تقود الشعب والجيش حتى يتحقّق التحرّر الوطني.

إن الشعب الجزائري شعب مسالم، فهو لم يرفع سلاحه إلاّ مرغما من طرف الاستعماريين وبعد أن استنفذ كل الوسائل السلمية لاسترجاع حريته واستقلاله، وما خرافة الجزائر الفرنسية وما أسطورة الاندماج إلا ثمرات سياسة القوة والعنف إن الجزائر ليست فرنسا، وإن الشعب الجزائري ليس فرنسيا، وإن محاولة فرنسا الجزائر عملية عقيمة وجريمة حكم عليها ميثاق الأمم المتحدة إن الجزائر المكافحة لتتوجّه بالشكر إلى كل الدول التي إجتمعت في مؤتمر باندونغ، كما تؤكِّد لها اعترافها بالجميل لما تلقاه منها من عون مادي وسند أدبي…أما الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فهي مستعدة للمفاوضة …ولقد سجلت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية منذ نشأتها بكل اغتباط عدَّة إعترافات من بعض الدول هي تقدم لها الشكر الجزيل على ذلك، وهناك دول أخرى ستعترف بها في المستقبل وفي ختام هذا التصريح نريد أن نذكر بأن استمرار الحرب في الجزائر يشكل تهديدا دائما للسلام العالمي، ونحن نهيب بالجميع أفرادا وحكومات ليضموا جهودهم لجهودنا من أجل وضع حد لهذه الحرب التي هي محاولة احتلال جديد وإننا نأمل أملا حارا أن يسمع هذا النداء.

المصادر

المراجع