العلاقات الجزائرية الليبية

العلاقات الليبية الجزائرية، هي العلاقات الثنائية بين ليبيا والجزائر.

العلاقات الجزائرية-الليبية
Map indicating locations of Algeria and Libya

الجزائر

ليبيا


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العلاقات السياسية

في 20 يونيو 2021، أعلنت القوات الموالية للجنرال خليفة حفتر المتمركز في شرق ليبيا أنها أغلقت الحدود مع الجزائر وذلك بعد أن أكد نشر قواته على نطاق واسع في الجنوب استمرار دوره رغم المساعي الرامية لتوحيد البلاد.[1]

وقبل أسبوع أرسلت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التي يقودها حفتر قوات إلى مدينة سبها الجنوبية ثم دفعت بقوات في 19 يونيو إلى معبر على الحدود الجنوبية مع الجزائر.

وقالت إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني "القوات المسلحة تُغلق الحدود الليبية الجزائرية وتعلنها منطقة عسكرية يُمنع التحرك فيها". وتمتد الحدود بين الجزائر وليبيا لمسافة ألف كيلومتر تقريبا عبر صحراء غير مأهولة في أغلبها وبها عدد قليل من نقاط العبور.

وكانت حملة عسكرية قادها حفتر على مدار 14 شهرا للسيطرة على العاصمة طرابلس قد انهارت العام الماضي في حين شككت حكومة وحدة جديدة تدعمها عملية سلام تتم بمساعدة من الأمم المتحدة في وضعه السياسي. ومع ذلك ورغم ما تحقق من تقدم صوب حل سياسي في ليبيا بعد عشر سنوات من العنف والفوضى، لا تزال فصائل مسلحة تسيطر على معظم البلاد ولا يزال الفساد متفشيا في الوقت الذي لم تنسحب فيه قوى خارجية تورطت في الصراع. ومن المتوقع تحقيق تقدم في تنفيذ بنود اتفاق لوقف إطلاق النار منذ سبتمبر أيلول الماضي وذلك بإعادة فتح الطريق الساحلي الرئيسي عبر الخطوط الأمامية بينما تجتمع القوى الخارجية في برلين هذا الأسبوع لإجراء مباحثات حول الوضع في ليبيا.


ترسيم الحدود

في 8 يناير 2013 صدّق البرلمان الجزائري، على مشروع قانون متعلق بترسيم الحدود البحرية مع تونس. وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن بلاده والمغرب «يمكنهما فتح محادثات قريبة حول الحدود البحرية»، مبدياً انطباعاً أن إشكالية الحدود البرية المغلقة مع المغرب منذ منتصف التسعينات غير موجودة في «أجندة» حكومة بلاده. وذكر مدلسي أن بلاده ترفض التدخل في شؤون الجيران، لكنه طالبهم باحترام الدواعي الإنسانية في استضافة لاجئين، في إشارة إلى عائلة العقيد الراحل معمر القذافي.

ويتضمن مشروع القانون المتعلق بالموافقة على اتفاقية الحدود البحرية بين الجزائر وتونس، مادتين وملحقاً يشمل تسع مواد تهدف في مجملها إلى الضبط النهائي للحدود البحرية بين البلدين من خلال ممارسة كل طرف في مجاله البحري، سيادته أو حقوقه السيادية أو ولايته القانونية. وتنص الاتفاقية وفق التقرير التمهيدي للجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية على تبادل المعلومات في حال التنقيب لاستكشاف أو استغلال الموارد الطبيعية على مقربة من خط الحدود البحرية، وفي حال إمكان استغلال هذه الموارد كلياً أو جزئياً انطلاقاً من الجانب الآخر لخط الحدود يضبط الطرفان باتفاق مشترك الترتيبات المتعلقة بهذا الاستغلال.[2]

كما تنص الاتفاقية على تسوية كل خلاف ينشأ بين الطرفين بخصوص تفسيرها أو تطبيقها عن طريق المفاوضات، وإن تعذّر ذلك يتم اللجوء إلى أي طريقة سلمية أخرى يقبلها الطرفان وفق القانون الدولي.

وساقت مداخلات نواب في البرلمان إلى الحديث عن صيانة الحدود الجزائرية البرية والبحرية من عملية التهريب التي ازداد خطرها على الاقتصاد الوطني والقدرة الشرائية للمواطن. ورد الوزير مدلسي بأن «هذه الاتفاقية مع الجارة الشقيقة تونس مهمة جداً»، مشيراً إلى أن العلاقة بين البلدين في الوقت الراهن تتميز بالاحترام المتبادل والتعاون في مختلف المجالات. وقال: «هذه الاتفاقية تعتبر الأولى التي تبرمها الجزائر مع دولة مجاورة في مجال ضبط حدودنا البحرية». وأضاف أن إبرامها «خطوة مرحلية ستتبعها خطوات أخرى مع دول أخرى ومنها المغرب»، معلناً في الوقت نفسه أن المفاوضات بين الجزائر وليبيا «لترسيم الحدود البرية ستستكمل مستقبلاً».

العلاقات الاقتصادية

 
الرئيس الليبي السابق معمر القذافي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.[3]

في 4 يناير 2011 ألغت السلطات الليبية ضريبة الدخول إلى أراضيها التي كانت مفروضة على الجزائريين منذ سنتين والمقدرة بـ150 أورو لكل مسافر يريد الدخول إلى ليبيا و100 أورو عن المركبة.

العلاقات الثقافية

الحرب الأهلية الليبية

أثناء الثورة الليبية 2011، اتهم المجلس الانتقالي الوطني تدعيم الجزائر للقذافي عن طريق السماح بإداخل الإمدادات العسكرية والمرتزقة الأجانب عبر الأراضي الجزائرية.[4][5]

في أغسطس 2011، دخل 10 أفراد من عائلة القذافي الأراضي الجزائرية بالإضافة إلى 21 فردا من مرافقيهم، وهم زوجة معمر القذافي صفية فركاش وأنجاله عائشة، هنيبعل ومحمد إضافة إلى ثمانية من أحفاد القذافي.[6]

 
الرئيس الجزائري بوتفليقة، ومصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي، نوفمبر 2011.

وبعد سقوط نظام القذافي في أوائل نوفمبر 2011، قام مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي بزيارة الجزائر ولقاء الرئيس الجزائري بوتفليقة تتناول اللقاء قضية‭ ‬انتشار‭ ‬السلاح‭ ‬على‭ ‬الحدود،‭ ‬وبقية‭ ‬فلول‭ ‬القذافي‭ ‬الذين‭ ‬دخلوا‭ ‬التراب‭ ‬الجزائري،‭ ‬دون‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬تسليم‭ ‬أفراد‭ ‬عائلة‭ ‬القذافي‭[7].‬

في سبتمبر 2018، خلال لقاء مع مواطنين ليبيين، هدد خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي بأن جيشه لن يسمح بحبة رمل من أرض بلاده. وأضاف أن الحرب القائمة في بلاده بين الميليشيات الليبية ستنتقل إلى الجزائر خلال أسبوع. كما قال إن الجزائريين لو حاولو الدخول إلى أرض ليبيا فيمكن لجيشه أن يقلب الموازين ويشن حرباً على الجزائر. وتحدث حفتر عن حادثة قديمة، قال أنه أرسل بعدها مبعوثين ليبيين إلى الجزائر للتشاور مع السلطات الجزائرية.[8]

 
صورة لمعبر الدبداب الحدودي.

في 14 يناير 2020، حضر رئيس الأركان الجزائري السعيد شنقريحة تدريبات في المنطقة العسكرية الرابعة (التي تتضمن الحدود مع ليبيا) قام بها عناصر من اللواء 41 من الجيش الجزائري.[9].[10]

يأتي هذا التدريب، في إطار متابعة مدى تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2019-2020، عبر كافة وحدات الجيش الوطني الشعبي وعبر كافة النواحي العسكرية، حسب ذات البيان.

في 28 نوفمبر 2021، اتفقت الجزائر وليبيا، على إعادة فتح معبر الدبداب الحدودي بين البلدين، وهو واحد من 3 معابر حدودية أغلقتها الجزائر في سبتمبر 2011، بسبب تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا. وقال وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود خلال استقباله نظيره الليبي خالد التيجاني في الجزائر، إن الطرفين اتفقا على فتح معبر الدبداب الحدودي، إضافة إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، والتنسيق بين الوزارتين في مختلف المجالات، مشيراً إلى "وجود تطابق في الرؤى فيما يخص الكثير من الملفات".[11]

وأضاف الوزير الجزائري أنه تم الاتفاق على "دعم التنسيق فيما يتعلق بالتكوين في مجال الشرطة والحماية المدنية"، مشيرا إلى "استمرار العمل المشترك والتنسيق بين الوزارتين مستقبلاً، خدمة للشعبين والبلدين اللذين تربطهما علاقة أخوية وتاريخ مشترك". بدوره، أكد وزير الداخلية الليبي الاتفاق على تعزيز التعاون فيما يخص قطاع الداخلية"، معلناً عن "تشكيل لجان تقنية بين الوزارتين ستقوم بدراسة نقاط عدة، من بينها تدريب عناصر الشرطة ومراعاة مصالح رعايا البلدين سواء في الجزائر أو ليبيا". وناقش الطرفان خلال اللقاء "إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين لتسهيل حركة البضائع والناقلين سواء بالنسبة للسلع الليبية أو الجزائرية، قصد المساهمة في الحد من غلاء أسعار السلع خاصة في جنوب ليبيا".

انظر أيضاً


مرئيات

اللواء السعيد شنقريحة يحضر تدريب عسكري على الحدود الليبية، 14
يناير 2020.

خليفة حفتر يهدد باجتياح الجزائر، سبتمبر 2018.

المصادر

  1. ^ "خليفة حفتر يغلق حدود ليبيا مع الجزائر ويمنع التحرك في المنطقة". مونت كارلو الدولية. 2021-06-20. Retrieved 2021-06-20.
  2. ^ "الجزائر ترسم حدودها البحرية مع تونس والبرية مع ليبيا". جريدة الحياة اللبنانية. 2013-01-09. Retrieved 2013-01-09.
  3. ^ "ليبيا تلغي‮ ‬ضريبة الدخول إلى أراضيها على الجزائريين‮ ‬". جريدة النهار. 2011-01-04. Retrieved 2011-01-04.
  4. ^ Al Baik, Duraid (4 March 2011). "Rebel council calls on UN to hit mercenary bases". Gulfnews. Retrieved 18 July 2011.
  5. ^ "Algeria predicts tense ties with Libyan rebels". Al-Alam News Network. 3 May 2011. Retrieved 18 July 2011.
  6. ^ "إقامة عائلة القذافي في الجزائر محاطة بالسرية والشروط". إيلاف. 21 أغسطس 2011. Retrieved 17 نوفمبر 2011.
  7. ^ "أسرار لقاء بوتفليقة وعبد الجليل". دنيا الوطن. 16 نوفمبر 2011. Retrieved 17 نوفمبر 2011.
  8. ^ "بالفيديو.. خليفة حفتر يهدد الجزائر بالإجتياح". جريدة النهار الجزائرية. 2018-09-08. Retrieved 2020-01-22.
  9. ^ "الواء السعيد شرنقيحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية "بركان 2020"". البلاد الوطني. 2020-01-14. Retrieved 2020-01-15.
  10. ^ "اللواء شنقريحة يشرف على تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية غدا". النهار أونلاين. 2020-01-13. Retrieved 2020-01-15.
  11. ^ "اتفاق بين الجزائر وليبيا على فتح معبر "الدبداب" الحدودي". صدى البلد. 2021-11-28. Retrieved 2021-11-28.