الانقلاب الفرنسي 1851

الانقلاب الفرنسي في 2 ديسمبر 1851، نظمه الأمير لوي-ناپوليون بوناپرت (كان في ذلك الوقت رئيس الجمهورية الفرنسية الثانية)، انتهى بنجاحه في حل الجمعية الوطنية الفرنسية، ولاحقاً بإعادة تأسيس الامبراطورية الفرنسية في العام التالي. لوي-ناپوليون، ابن أخ ناپوليون بوناپرت، كان يطالب بعرش عمه كامبراطور لفرنسا (كان اسم تتوجيه ناپوليون الثالث) وأعاد تأسيس الاقتراع العمومي (كانت الجمعية قد ألغته من قبل). أُيدت قراراته ومددت فترة حكمه 10 سنوات شعبياً عن طريق استفتاء.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأسباب

عام 1948، انتخب لوي-ناپوليون بوناپرت رئيساً لفرنسا عن طريق اقتراع عمومي، وحصل على 74% من الأصوات. نجح في هذا بدعم من حزب الوسام بعد خوضه الانتخابات أمام لوي اوجين كاڤايگناك. نتيجة لذلك، كان في صراع دائم مع أعضاء (députés) الجمعية الوطنية.

على عكس توقعات الحزب بأنه من السهل على لوي-ناپوليون التلاعب (أدولف تيير أطلق عليه "القمئ الذي سيقود [بأنفه]")، فقد أثبت لوي-ناپوليون أنه سياسي ذكي وماكر. نجح لوي-ناپوليون في فرض خياراته واتخذ قرارات تخص الجميعة الوطنية، التي أصبحت محل جدل بعد انتفاضة أيام يونيو عام 1858. خرج لوي-ناپوليون من تحت سيطرة حزب الوسام وأسس Ministère des Commis، وعين الجنرال اوتپول رئيساً له، عام 1849. في 3 يناير 1859، عزل تشانگارنيه، منشق عن حزب الوسام، مما أثار نزاعاً مع الحزب. كما شجع بنشاط على تأسيس عدد من الصحف المعادية للبرلمان وحصل على دعم 150 من أعضاء البرلمان، "حزب الإليزيه".

أحكام الدستور التي تمنع الرئيس الشاغر من طلب إعادة الانتخاب، ظهرت لتُتنهي حكم لوي-ناپوليون في ديسمر 1852. ولأنه لم يكن الشخص الذي يقبل بالهزيمة، فقد قضى لوي-ناپوليون النصف الأول من 1851 يحاول تغيير الدستور عن طريق البرلمان ليتمكن من الانتخاب مرة أخرى. سافر بوناپرت عبر المحافظات وقدم الإلتماسات ليكسب دعم شعبي. دعم ثلثي المجلس العام لوي-ناپوليون ، لكن في الجمعية، قام مدعمو دوق اورليان، بقياد التيير، بعقد تحالف مع أقصى اليسار المعارض لخطط لوي-ناپوليون. في يناير 1851، صوت البرلمان على عدم منح الثقة إلى Ministère des Commis. في 19 يوليو، رفض البرلمان التعديل الدستوري الذي اقترحه لوي-ناپوليون، وألغى أيضاً الاقتراع العمومي لسحق الدعم الشعبي لبوناپرت.


الإعداد للانقلاب

كان الانقلاب مخطط له بدقة منذ 20 أغسطس 1851. بدأت الاعدادات والتخطيط لهذا الانقلاب في سان-كلود. كان من بين المتأمرين پرسيني، الرفيق المخلص للوي-ناپليون، دوق مورني، والجنرال جاك لروي ده سان أرنو. في 14 أكتوبر، طلب لوي-ناپليون من البرلمان إستعادة الاقتراع العمومي لكن طلبه قوبل بالرفض. وفي 13 نوفمبر رفض طلبه باعادة النظر في مقترح الاصلاح الدستوري. استعداداً للهجوم، عين لوي-ناپليون الجنرال سان-أرنو كوزير للحرب وأصدر منشور لتذكير الجنود لتعهدهم "بالطاعة السلبية". عُين أنصار الرئيس في مناصب هامة مختلفة: الجنرال ماگنان قائد لقوات باريس، وموپا، محافظ اوت-گارون كمحافظ لشرطة باريس. اقتناعاً منه بأنه لا مفر الآن من الانقلاب بعد الرفض الأخير لمقترحاته، حدد لوي-ناپليون يوم الذكرى السنوية لتتويج ناپليون عام 1804، وانتصار اوسترليتز عام 1805، كيوماً للانقلاب. حدث هذا لأول مرة في روبيكوني، وأُعزي ليوليوس قيصر.

انقلاب 2 ديسمبر 1851

 
فرسان دالونڤيل في شوارع باريس أثناء انقلاب ناپوليون الثالث.

صباح 2 ديسمبر، احتلت القوات بقيادة سان-أرنو النقاط الاستراتيجية في باريس، من شامپ-إليزيه حتى توليريه. اعتقل كبار القادة وأُصرت ستة مراسيم لتأسيس حكم لوي-ناپوليون. حُلت الجمعية الفرنسية، وأستعيد الاقتراع العمومي. أعلن لوي-ناپوليون أن الدستور الجديد جاري تشكيله، وأنه ينوي إسترداد "النظام الذي أسسه القنصل الأول".

كرد فعل على هذا الانقلاب، لجأ البرلمانيون إلى مكتب العمودة في الدائرة 20 باريس وصوت 220 منهم على عزل لوي-ناپوليون من منصبه. معظم البارزين منهم ليبراليين مثل رموسات ومعتدلين مثل پاسكال دوپورا، ألقي البعض عليهم بعد فترة وجيزة. اندلع تمرد باريس بقيادة أمثال ڤيكتور هوگو وڤيكتور شويلشيه على الرغم من الرقابة المشددة من الجيش. سرعان ما هُزم المتمردين. في 3 ديسمبر، قُتل البرلماني ألفونس بودين وفي 4 ديسمبر، سقط أكثر من 200 شخص ضحايا للثورة. الصحفي الإيطالي فرديناندو پتروسلي لا گاتينا كان من بين المتمردين وطُرد من فرنسا. بحلول المساء، كانت الثورة قد قُمعت في باريس وعادت المدينة لطبيعتها.

الثورة في أماكن أخرى

أشعل الانقلاب ثورات في أماكن أخرى في فرنسا. في 5 ديسمبر، اندلعت الثورات في مدن كبرى، بلدات صغرى، ومناطق ريفية في جنوب-غرب فرنسا. حتى أن ادارة ألپ-السفلى أعلنت نفسها تحت حكم "لجنة المقاومة" لكن الجيش، الذي كان لا يزال موالي للرئيس، نجح في سحق التمرد. إجمالي 32 اارة كانت تحت حالة التأهب من 8 ديسمبر وتم السيطرة على مناطق التمرد خلال بضعة أيام. ألقي القبض على المعارضين وأُجبروا على الفرار. فر ڤيكتور هوگو إلى بروكسل، ثم جرزي، وفي النهاية أقام مع عائلته في جزر القنال في گورنزي بي بيت اوتڤيل، حيث عاش في المنفى حتى 1870 عندما فر لوي-ناپوليون بعد هزيمته في الحرب الفرنسية الپروسية. في نهاية التمرد، وصل عدد المعتقلين إلى 26.000 شخص، أُرسل 9.530 منهم إلى الجزائر، وسُجن 250 في كاين.

عودة السلام

أخيراً تأكد البوناپارتيون من الانتصار. أصبح الجنرالات ڤايلا وهاريسپ مارشالات فرنسا في 11 ديسمبر. كتبت نسخة أولية للدستور الجديد. عقد استفتاء للتصديق على النظام الجديد وسمي الانقلاب بأنه عملية أمنية.

في 20 و21 ديسمبر، سُجل السكان الفرنسيون ممن صوتوا على قبولهم النظام الجديد بأغلبية ساحقة من 7.145.000 إلى 600.000 صوت، بالرغم من أن حساب الأصوات الرسمي والحرية في التصويت كانت محل جدل من قبل المنشقين مثل ڤيكتور هوگو. الآن امتلك لوي-ناپوليون سلطة إعداد دستور جديد.

النتائج

خضع الدستور الفرنسي للتعديل. منح الدستور الجديد السلطة التنفيذية للرئيس، الذي ينتخب لفترة 10 سنوات. كما عهد إليه أيضاً بالسلطة التشريعية، ومن ثم فقد قلل من صلاحيات البرلمان. بهذا الدستور أصبحت السلطة متركزة في أيدي مسؤولون تنفيذيون مستبدين.

في أقل من سنة، انتقلت الجمهورية الثانية إلى الامبراطورية الثانية، التي تأسست بعد استفتاء عقد في 7 نوفمبر 1852. الرئيس لوي-ناپوليون بوناپرت، انتخبه الشعب الفرنسي، وأصبح رسمياً ناپليون الثالث، امبراطور فرنسا، من تاريخ 2 ديسمبر 1852.

قراءات إضافية

  • Margadant, Ted (1979). French Peasants in Revolt: The Insurrection of 1851.
  • John Burt Halsted, ed. (1972). December 2, 1851: contemporary writings on the coup d'etat of Louis Napoleon. Anchor Books.
  • Hugo, Victor (1852). Napoléon le Petit.
  • Marx, Karl (1852). The Eighteenth Brumaire of Louis Napoleon.

وصلات خارجية