الانتقائية

الانتقائية Eclecticism، هو مذهب فكري لا يلتزم بإطار واحد أو مجموعة معينة من الأفكار بل يستمد من نظريات وأنماط وأفكار مختلفة من أجل إعطاء نظرات تكميلية عن الموضوع أو يعتمد على نظريات مختلفة في حالات معينة.

Eclecticism in architecture at the intersection of Rákóczi Avenue and the Grand Boulevard in Budapest. The Hungarian capital "is a uniquely unified image of the world".[1]

تنتقد التركيبية أحيانا بسبب نقص التناسق لكنها منتشرة في عدة مجالات. فقد يستخدم إحصائي تقنيات ترجيحات التكرار في حالة وبايزية في أخرى.

ظهرت الانتقاية في العمارة والنحت والتصوير، في عدد من بلاد أوروپا الغربية وفي أمريكا بين عامي 1830 و1850، واستمر حتى العقد الأول من القرن العشرين. وقد يُترجم هذا المصطلح إلى العربية بالاصطفائية أو الانتخابية. ترمي الانتقائية إلى انتخاب عناصر من أساليب فنية سابقة وموالفتها أو تلفيقها على نحوٍ مدروس لإنشاء عمل جديد. [2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

بقيت منجزات العمارة، حتى منتصف القرن الثامن عشر، خاضعة لرغبات المجتمع الطبقي ولفكره الاتباعي. فالتوازن الذي يوالف بين الأجزاء في العمارة الاتباعية كان يستجيب للتوازن الكلي الذي يحكم البناء برمته، وكان ذلك كافياً لتحديد معنى الانسجام في المذهب الاتباعي.

ومع انتشار أسلوب الباروك في إيطاليا (من القرن 16 إلى القرن 18) وأسلوب عصر الوصاية في فرنسا (الربع الأول من القرن 18) وأسلوب الروكوكو (القرن 18) والاتباعية المحدثة (1770 - 1830)، وهي كلها أساليب اتباعية، بدأت تظهر تطلعات مغايرة في الاجتهاد والابتكار؛ وفُسح في المجال بعد ذلك للتعبير عن ميل بعض المعماريين إلى التخلص من نظام توازن العناصر المتبع سابقاً في العمارة، وأدت المبالغة في هذا المنهج إلى ظهور الانتقائية.

إن ما هو جوهري في الانتقائية كان كامناً في أسلوب الروكوكو وأخذ مداه على يد الثوريين مع الاتباعية المحدثة. ولقد شغلت الانتقائية حقبة تنوف على نصف قرن شهدت في أثنائها تبدلاً في العلاقات الاجتماعية رافق النهضة الصناعية، مما استدعى المسارعة إلى برمجة جديدة لمسائل العمارة التقليدية وابتكار الحلول والتلاؤم مع التقنيات المعاصرة، وأهمها استعمال الحديد والإسمنت المسلّح في البناء.

وقد لجأ الانتقائيون إلى رفض كل نظام متكامل قديم والتبشير بانتقائية عالمية مع الإشادة بالانتقائية «على أنها خلاصة لأفكار الحضارات السابقة» بحسب تعبير المعمار الفرنسي سيزار دوني دالي (1811- 1894)، وكانوا يسعون إلى صهر الجماليات القديمة في بوتقة المصادر العلمية المعاصرة وإنجازات الصناعة.

وإبان قرن من الزمن، أي منذ أواسط القرن الثامن عشر حتى أواسط القرن التاسع عشر، تلاحقت الاتجاهات المعمارية وبدت متناقضة، إلا أن اختلافها ما كان إلا في استعمال العناصر المعمارية ذاتها بتطبيقات متغايرة تبعاً لتبدل العرف ومجاراةً لتقلب الذوق. ومن أشهر المعماريين الانتقائيين: السير شارل باري (لندن 1795 - 1860)، الذي عمّر البرلمان في لندن ووصل في تجواله حتى سوريا ومصر. ولوي شارل بوالو (باريس 1837-1910)، الذي عمّر سوق «البون مارشيه» في باريس، وكان من أوائل الذين استخدموا الإسمنت المسلح. وشارل گارنييه (باريس 1825 - 1895)، الذي عمّر دار الأوبرا في باريس.


العمارة والفن

 
مجلس مدينة مدريد (مكتب البريد سابقاً) مدريد، إسپانيا

عندما سعى روّاد الحداثة في العمارة في منتصف القرن التاسع عشر إلى الانعتاق من تشدد الاتباعية (الكلاسيكية) ومن الحظوة التي نالتها الإبداعية (الرومانسية) في حنينها إلى العصر الوسيط، أطلقوا على أنفسهم اسم «انتقائيين»، وتردد استعمال مصطلح «الانتقائية» طويلاً حتى استبدل به مفهوم آخر وهو «عمارة الأساليب التاريخية» أو مصطلح «التأريخية»، وقد عمل دعاة الاتجاهين، «الانتقائية» ومن ثم «التأريخية»، على اختيار عناصر من أساليب العمارة في الأزمان الغابرة وجمعها في عمل واحد بتآلف جديد، غير عابئين بما كان للعنصر الواحد من مكانة في تآلف عناصر الأسلوب الذي ينتمي إليه في الأصل.

في التصوير والنحت

 
رومان عصر الانحدار، توماس كوتور، 1847.

كانت النزعة الأكاديمية في التصوير والنحت في أوربة منذ القرن السادس عشر مبنيّةً على فكر انتقائي، أي الموالفة بين ميزات أساليب معلمي عصر النهضة الإيطالية السابقين، تلك الميزات التي تبارت في التقارب من المثالية الكلاسيكية. فالمصور البندقي تنتوريتو (1518 - 1594) اتخذ شعاراً له: ألوان المعلمين السابقين: المصور تيتسيانو وتصميم ميكيلانجلو. ومع أن القرن الثامن عشر في أوربة قد جاء بفكر واقعي وهو أن كل شكل يحمل جماليته في مواصفاته الخاصة به، فإن السعي إلى انتقاء العناصر القديمة والعمل على جعلها متأنقة في عمل جديد ظلاّ ساريين.

ومع القرن التاسع عشر ونمو الحس القومي في أوربة آنذاك يمكن الحديث عن الانتقائية على أنها اتجاه له مقوماته؛ فقد بادر الفنانون إلى تصوير أمجاد الماضي وانتصارات الحاضر، وبدأت الدول في العمل على إشادة الكثير من النصب التذكارية، فكثرت الإبداعات في كل من فني النحت والتصوير.

وفي الوقت الذي طوّر فيه المعماريون العمارة الأوربية باللجوء إلى الأشكال القديمة وانتقاء عناصر منها، دأب المصورون والنحاتون كل منهم على حدة، على الانتقاء والموالفة لمجاراة الذوق العام فحسب، من دون سعيٍ إلى وضع ما يشبه العقيدة المشتركة؛ وكأن الفن عند كل واحد منهم قد غدا مهنة الغاية منها معالجة موضوع مطلوب أو مرغوب فيه، فأصبح الرسم في العمل الفني يتقدم اللون بغية إظهار واقعية الشكل وشَبَهه الظاهر بالمعنى الأكاديمي المتأخر الذي ظلّ سارياً حتى أواخر القرن التاسع عشر. صحيح أن أعمال تلك الحقبة الغزيرة تُظهر تباري الفنانين في إظهار المقدرة المهنية ولكن ببرود فيه تضحية بحيوية التعبير.

ومن أشهر الفنانين الانتقائيين في فرنسا: المصور توماس كوتور (1815-1879)، ولوحته «رومان عصر الانحدار» (1847، متحف اللوڤر) وپول دولاروش (1797- 1856)، ولوحته «أولاد إدوارد» (1831، متحف اللوڤر) وپول بودري (1828- 1886) الذي زيّن مدخل دار الأوبرا في باريس، والنحات پول دوبوا (1829- 1905) الذي نال شهرة بتمثاله «جان دارك على صهوة حصان» في مدينة ريمز.

علم النفس


في علم فقه اللغة

في النقد النصي تشير الانتقائية التركيبية إلى فحص عدد كبر من الشواهد واختيار القراءة التي تبدو الأفضل. ينتج عن ذلك نص فيه قراءات من عدة مخطوطات. وحسب هذه الطريقة لا توجد أي مخطوطة مفضلة نظريا لكن يصل الناقد لآراء حول الشواهد ويعتمد على أدلة داخلية وخارجية.

أصبحت التركيبية التي لا تفضل أي مخطوطة مسبقا الطريقة السائدة لتحرير النص اليوناني للعهد الجديد منذ منتصف القرن التاسع عشر (الطبعة الرابعة لجمعية الكتاب المقدس المتحدة وطبعة نستله ألاند 27). ورغم ذلك تفضل أقدم المخطوطات وهي من النوع الإسكندراني.[3]


الفلسفة

الدين

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "Városképe a világon egyedülállóan egységes", Hungarian Wikipedia, quoted in "Eklektikus építészet: XIX. század".
  2. ^ إلياس الزيات. "الانتقائية في العمارة والتصوير والنحت". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-07-07.
  3. ^ Aland, B. 1994: 138

وصلات خارجية