الاحتجاجات التونسية 2021

الاحتجاجات التونسية 2021، هي سلسلة احتجاجات بدأت في 15 من يناير 2021، بدأت بقيام الألف بأعمال الشغب في العديد من المدن في تونس، وشهدت البلاد أعمال نهب وإحراق ممتلكات بالإضافة إلى استنفار أمني واسع لقوات الشرطة والجيش في العديد من المدن وإلقاء القبض على المئات.

2021 الاحتجاجات التونسية
جزء من احتجاجات العالم العربي 2018-2021
مظاهرات تطالب برحيل الغنوشي.jpg
جزء من المظاهرات التونسية 2021.
التاريخ15 يناير 2021- حتى الآن
المكان
عدة مدن تونسية، خاصة أحياء الطبقة العاملة في تونس،سوسة‎، بنزرت، نزل بورقيبة، نابل، القصرين، سليانة والعديد من المدن الأخرى.[1]
السببالأزمات الاقتصادية، البطالة، الفساد، عنف الشرطة
الطرقشغب، نهب، إحراق ممتلكات، سرقة، إعتداء
أسفرت عنتخريب محال وسيارات وبنوك ونهبها
أنباء عن وقوع أصابات
المعتقَلون600+[2]

اندلعت الاحتجاجات في مدينة سليانة، شمال غرب تونس، عقب اعتداء شرطة البلدية على أحد الرعاة.[3]

واستمرت اشتباكات الشباب مع قوات الشرطة لليوم الخامس على التوالي حتى 20 يناير، حين خرج رئيس الوزراء هشام المشيشي في محاولة فاشلة لتهدئة الأمور  : "صوتكم مسموع، وغضبكم مشروع، ودوري ودور الحكومة جعل مطالبكم واقعاً والحلم ممكناً"..[4]

مدت الحكومة الحجر الصحي ومنعت المظاهرات يوم 23 ياير، وكانت تونس قد سجلت 103 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا يوم 21 يناير، وهو أعلى معدل وفاة تم تسجيله فيي البلاج. تم منع السفر بين البلاد، أغلقت المطاعم والمقاهي عدا خدمة الطلبات الخارجية، وتم اعتماد التعليم عن بعض في الجامعات، بلغ عدد المعتلقين على خلفية المظاهرات في الأسبوع الماضي 1,000 شخص.[5]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خط زمني

يناير

في 25 يناير 2021، تظاهر محتجون تونسيون، أمام مقر البرلمان بالعاصمة للمطالبة بسحب الثقة من رئيس مجلس النواب زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي. وتزامنت الاحتجاجات مع جلسة للبرلمان للمصادقة على التعديل الوزاري المقدم من رئيس الحكومة هشام المشيشي. وتسود الجلسة أجواء مشحونة بين أحزاب المعارضة (التيار الديمقراطي وحركة الشعب والدستوري الحر) والأحزاب الداعمة للحكومة (قلب تونس وحزب النهضة وائتلاف الكرامة).

الجلسة تصوت بالقبول أو بالرفض على التعديلات الوزارية التي شملت 11 حقيبة وزارية عرفت مشاحناتاتهم فيها المعارضة الائتلاف الحاكم بإجراء تعديل لا يحترم الدستور وكان قصف الرئيس التونسي جليًا خلال اجتماع مجلس الأمن القومي، الاثنين، معتبرا أن التعديل الحكومي الذي سيطرحه المشيشي لم يحترم الإجراءات التي نص عليها الدستور. تعديل تضمن 11 حقيبة وزارية منها (الداخلية والعدل)، وإقصاء كل الوزراء المحسوبين على قصر قرطاج. وانتقد سعيد التركيبة الجديدة التي طرحها المشيشي، قائلا: "من تعلقت به شبهات فساد لن يؤدي اليمين أمامي"، موضحا أن الحكومة أجهضت عددًا من المبادرات التي طرحها لإنقاذ الوضع.[6]

الرئيس قال أيضًا إن دستور 2014 أعد على المقاس في إشارة جلية إلي حركة الإخوان التي كانت تسيطر على المجلس التأسيسي، مؤكدًا في علاقة بالتعديل الوزاري المقترح أن رئيس مجلس نواب الشعب كان عليه توجيه الرسالة إلي الرئيس أي إليه لتبليغه وهو ما لم يحدث، نافيًا أن يكون تم إعلامه بنية التعديل.

يونيو

في 12 يونيو 2021، وقعت اشتباكات بين متظاهرين والأمن التونسي في شارع الحبيب بورقيبة. بعدما أشعلت مشاهد ضرب وتعرية وسحل شاب في الطريق العام على يد رجال الشرطة، غضباً واسعاً في تونس. ونقلت المعلومات أن قوات الأمن التونسية قد استخدمت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وسط استمرار توافد المحتجين إلى الشارع حتى تم إغلاق المنطقة وتطويقها.

وتجددت الاجتجاجات بعد وفاة شاب أشارت المعلومات إلى تعرضه للتعنيف من قبل عناصر أمنية، لتملأ الضاحية الغربية للعاصمة التونسية، وذلك بعدما أشعلت مشاهد ضربه وتعريته وسحله في الطريق العام على يد رجال الشرطة، غضباً واسعاً في البلاد قبل أيام. كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الأربعاء، مقطع فيديو، وثّق لاعتداء عنيف تعرض له شاب على يد رجال الأمن في منطقة سيدي حسين السيجومي، وظهر الشاب وهو ملقى على الأرض ويتعرض للضرب والدهس بالأرجل بعد تجريده بالكامل من ثيابه ثم جرّه وسحله واقتياده عارياً إلى سيارة الشرطة أمام المارة، الذين ارتفعت أصواتهم للكف عن ضربه. إلى ذلك، دان عدد من النواب خلال الجلسة العامة للبرلمان التونسي الخميس، الحادث واصفين المشهد بـ "الصادم والمسيء لصورة البلاد"، مطالبين السلطات القضائية بفتح تحقيق. [7]

بدوره، لم يستبعد الاتحاد العام التونسي للشغل، إقرار إضرابات عامة بالبلاد خلال الأيام القليلة القادمة، احتجاجاً على ما وصفه بقمع حكومة هشام المشيشي وتسلطها على المواطنين. وحمل الاتحاد في بيان له، رئيس الحكومة مسؤولية "الانحراف بالمؤسسة الأمنية"، ودعاه لاتخاذ إجراءات عاجلة تنصف الضحايا وتضع حداً لتوظيف المؤسسة الأمنية في حل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وذلك على خلفية وفاة شاب والاعتداء على آخر. وكانت منطقة سيدي حسين السيجومي شهدت يوم 10 يونيو، مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن لليلة الثالثة على التوالي، استعملت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

يوليو

 
المظاهرات أمام البرلمان التونسي، 25 يوليو 2021.

في 25 يوليو 2021، شهد عدد من المدن التونسية، الذي يصادف عيد الجمهورية في تونس، مظاهرات مناهضة لحكومة هشام المشيشي وحركة النهضة التي تدعمها. وتوافد مئات المتظاهرين إلى ساحة البرلمان بباردو، مطالبين بحله، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن متظاهرين هاجموا مقرات حركة النهضة في عدد المدن. ورفع المتظاهرون في الشوارع شعارات تطالب بإسقاط الحكومة التي يرأسها هشام المشيشين وضد حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي.[8]

وتأتي هذه التظاهرات تلبية لدعوة سابقة أطلقها نشطاء، وسط حالة من الغضب بسبب الأوضاع الاقتصادية وأزمة تفشي وباء كورونا. ورغم تفشي فيروس كورونا والإجراءات الأمنية المشددة واستجاب العديد التونسيين لدعوات التظاهر، حيث رأى كثيرون في ذلك إمكانية لإحداث تغيير حقيقي في تونس. وبالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والصحية التي تعيشها تونس، تمر البلاد بأزمة سياسية طرفاها رئيس الجمهورية الذي يرى أن خيارات الحكومة فاشلة وأنها خاضغة لضغط اللوبيات، ويمثل رئيس الحكومة هشام المشيشي وحركة النهضة الداعمة له طرفاً ثانياً.

في 25 يوليو 2021 لجأ الرئيس التونسي قيس سعيد إلى قرارات توصف بأنها جريئة عندما قرر إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من منصبه وكذلك تجميد أعمال البرلمان نتيجة التصادم السياسي بينه وبين حزب حركة النهضة التونسية (اخوان تونس) بسبب إصرارها وتعنتها في التمسك بحكومة المشيشي، رغم معارضة الأخير لتوجيهات قيس سعيد بتغيير أسماء في الحكومة متهمة بالفساد.

وتمسكت النهضة بمواقفها في دعم المشيشي نكاية في قيس سعيد، الذي أعلن انه الرئيس الأعلي للسلطات الأمنية ما أغضب النهضة ورئيس الحكومة، الذي تمسك بموقفه في تعيين وإقالة القيادات الأمنية، ودار خلاف بين السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية في تأويل الدستور، خاصةً فيما يتعلق بحل البرلمان من عدمه رغم عدم وجود المحكمة الدستورية للفصل في تآويلات الدستور، وهو ما دفع قيس لتجميد البرلمان وليس حله.

وجاءت قرارات قيس سعيد الأخيرة من خلال دعم الشارع التونسي، الذي تحرك في تظاهرات حاشدة وقام محتجون بحرق مقار نهضة تونس، ما دفع الأخيرة لاتهام المتظاهرين بأنهم مندفعون من جهات داخلية وخارجية.

كان قد دعا قيس لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة فضلاً عن تعديل الدستور، الذي اعتبره مفصلا على مقاس جماعة الإخوان باعتباره نظاما هجينا غير مفيد للحياة السياسية التونسية.[9]

في 26 يوليو 2021، أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد أمراً رئاسياً بإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي ووزير الدفاع إبراهيم البرتاجي، ووزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان. كما تقرر، بمقتضى ذات الأمر، أن يتولى الكتاب العامون أو المكلفون بالشؤون الإدارية والمالية برئاسة الحكومة والوزارات المذكورة تصريف أمورها الإدارية والمالية إلى حين تسمية رئيس حكومة جديد وأعضاء جدد فيها.[10]

هذا وقد قرر الرئيس التونسي خلال اجتماع طارئ للقيادات العسكرية والأمنية أمس، إعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه. وقرر سعيد أيضاً تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب.

مساء 26 يوليو تواردت أنباء عن قرار منع سفر راشد الغنوشي،[11] ووضعه قيد الإقامة الجبرية.[12] وأعلن الرئيس سعيد حظر تجول ليلي في البلاد لمدة شهر.[13]

في 26 يوليو كلف الرئيس التونسي قيس سعيد حليفه المقرب خالد اليحياوي، المدير العام لوحدة الأمن الرئاسي، بالإشراف على وزارة الداخلية بعد قراراته بتجميد عمل البرلمان وإقالة حكومة هشام المشيشي.[14]

انظر أيضاً

مرئيات

اشتباكات بين المحتجين والشرطة في شارع بورقيبة،
12 يونيو 2021.
اشتباكات بين الشرطة والمحتجين أمام البرلمان في باردو،
25 يوليو 2021.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ "Tunisie : des émeutes éclatent, dix ans après la chute de Ben Ali". LExpress.fr (in الفرنسية). January 18, 2021.
  2. ^ "Tunisia arrests over 600, deploys troops after riots". France 24 (in الفرنسية). January 18, 2021.
  3. ^ Min, Alif (January 15, 2021). "Heurts avec la police suite à l'agression d'un berger par un agent à Siliana". Kapitalis (in الفرنسية).
  4. ^ "Outreach by Tunisian leaders fails to quell youth unrest". AP NEWS. 20 January 2021. Retrieved January 21, 2021.
  5. ^ "Tunisia extends curfew, ban on protests as virus cases jump". AP NEWS. 23 January 2021. Retrieved January 23, 2021.
  6. ^ "مظاهرات أمام برلمان تونس تطالب بسحب الثقة من الغنوشي". العين الاخبارية. 2021-01-26. Retrieved 2021-01-26.
  7. ^ "المتظاهرون يتوافدون للاحتجاج في تونس.. والأمن يطوّق". الحدث. 2021-06-12. Retrieved 2021-06-12.
  8. ^ "مظاهرات حاشدة في تونس مناهضة لحكومة المشيشي ولحركة "النهضة"". روسيا اليوم. 2021-07-25. Retrieved 2021-07-25.
  9. ^ "لماذا انقلب الرئيس التونسي قيس سعيد على حركة النهضة (تقرير)". جريدة المصري اليوم. 2021-07-25. Retrieved 2021-07-26.
  10. ^ "الرئيس التونسي يصدر أمرا بإعفاء رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والعدل من مناصبهم". روسيا اليوم. 2021-07-26. Retrieved 2021-07-26.
  11. ^ "أنباء عن قرار بمنع سفر رئيس البرلمان راشد الغنوشي". اللواء. 2021-07-26. Retrieved 2021-07-26.
  12. ^ "أنباء عن صدور قرار بوضع الغنوشي تحت الإقامة الجبرية". الوطن. 2021-07-26. Retrieved 2021-07-26.
  13. ^ "الرئيس التونسي قيس سعيد يفرض حظر تجول ليليا في البلاد لمدة شهر يبدأ من الليلة". بي بي سي العربية. 2021-07-26. Retrieved 2021-07-26.
  14. ^ "من هو خالد اليحياوي الذي كلفه الرئيس التونسي بتولي وزارة الداخلية؟". alarabiya. 2021-07-26. Retrieved 2021-07-27.