السلطان أبو النصر سيف الدين الأشرف قايتباي (Sultan Abu Al-Nasr Sayf ad-Din Al-Ashraf Qaitbay؛ ح. 1416/1418- ت. 7 أغسطس 1496)[أ]، هو سلطان مصر المملوكي البرجي من عام 1468 حتى 1496. وُلد قايتباي في شركسيا، واشتراه السلطان برسباي (حكم 1422-1438)، قبل أن يعتقه السلطان جقمق (حكم 1438-1453). في عهده، شهدت سلطنة المماليك استقراراً سياسياً واقتصادياً، وعزز الحدود الشمالية للسلطنة مع الدولة العثمانية، وشارك في التجارة مع الأنظمة السياسية المعاصرة الأخرى، وبرز كراعي عظيم للفن والهندسة المعمارية. في الواقع، على الرغم من أن قايتباي خاض ستة عشر حملة عسكرية، إلا أنه من الأفضل تذكره بمشاريع البناء الرائعة التي رعاها، تاركاً بصمته كراعي معماري في مكة، المدينة المنورة، القدس، دمشق، حلب، الإسكندرية، وكل ربع من أرجاء القاهرة.

قايتباي
Mamluk Sultan Kayitbay by Florentine painter Cristofano dell'Altissimo Galleria degli Uffizi.jpg
السلطان المملوكي قايتباي، للرسام الفلورنسي كريستوفانو ديلاتيسيمو (القرن 16)، معرض دگلي أوفيتسي.
سلطان مصر وسوريا
العهد31 يناير 1468 – 7 أغسطس 1496
سبقهالظاهر تيمور بغا
تبعهالناصر محمد
وُلِدح. 1416/1418
شركسيا
توفي7 أغسطس 1496 (77–80 عاماً)
الزوج
  • خوند فاطمة
  • خوند زينب
  • خوند أصل-باي
الأنجال
الديانةسني مسلم


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحياة والسلطنة

 
لوحة زيتية من مدينة البندقية تصور استقبال نائب السلطان قايتباي لسفراء البندقية في دمشق. الحائط في الخلفية مزين بشعار قايتباي.[1]

ولد سنة 815 هـ ـ 1412 م، وكان من المماليك، واشتراه الأشرف برسباي بمصر صغيرًا من الخوجه محمود سنة 938هـ، وصار إلى الظاهر جقمق بالشراء ، فأعتقه واستخدمه في جيشه ، فانتهى أمره إلى أن أصبح في سنة 872هـ أتابك العسكر للظاهر تمربغا الذي خلعه المماليكُ في السنة نفسها ، وبايعوا "قايتباي" بالسلطنة ، فتلقب بالملك الأشرف. وكانت مدته حافلة بالحروب ، وسيرتُه من أطول السِّيَرِ. تعرضت البلاد في أيامه لأخطار خارجية، أشدها ابتداء العثمانيين ـ أصحاب القسطنطينية ـ محاولة احتلال حلب وما حولها، فأنفق أموالاً عظيمة على الجيوش كانت من العجائب التي لم يُسمع بمثلها في الإنفاق، وشُغِل بالعثمانيين، حتى إن صاحب الأندلس استغاث به لإعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فاكتفى بالالتجاء إلى تهديدهم بواسطة القسيسين الذين في القدس، سلمًا دون قتال، فضاعت غرناطة وذهبت الأندلس.


صفاته

كان الأشرف قايتباي متقشفًا مع عظم إنفاقه على الجيوش ـ كثير المطالعة، له اشتغال بالعلم، وفيه نزعة صوفية، كما كان شجاعًا عارفًا بأنواع الفروسية، مَهيبًا عاقلاً حكيمًا، إذا غضب لم يلبث أن تزول حِدّته. كان الأشرف قايتباي متقشفًا مع عظم إنفاقه على الجيوش، كثير المطالعة، له اشتغال بالعلم، وفيه نزعة صوفية، كما كان شجاعًا عارفًا بأنواع الفروسية، مَهيبًا عاقلاً حكيمًا، إذا غضب لم يلبث أن تزول حِدّته.كما اتصف بالبخل الشديد,جنديا محنكا,الشجاعه والاقدام,بعد النظر والنشاط والحزم ترك كثيراً من آثار العمران في مصر وأبرزها قلعة قايتباي بالاسكندرية ودمشق والحجاز والقدس، ولا يزال بعضها قائماً إلى الآن. توفي بالقاهرة سنة 901 هـ ـ 1496م. خلفه اربعة سلاطين الا انهم كانو اقل قوة واكثر ضعفا.الى أن جاء السلطان الغورى في العام 1501 ميلاديه والذى اعاد للسلطنه الهيبه والقوة .وكان قدرة ان يدخل في صراع مع العثمانين في موقعة مرج دابق ويلقى هزيمة نتيجه لخيانه كل من خاير بك والغزالى بك وينتهى الامر بقتل السلطان الغورى ويقال ان جثته لم يعثر عليها.تستمر المحاولات على يد أبن اخيه طومان باى الذى لم يكن أحسن حالا وتصبح مصر ولاية عثمانية في الرابع والعشرين من شهر أغسطس العام 1516 ميلاديه بعد معركه باب النصر ويعدم طومان باى على باب زويلة.

ذكراه

أعماله

 
سبيل وكتّاب الملك الأشرف أبو النصر قايتباي، شارع الصليبة.
 
مصحف السلطان قايتباي.
 
مصحف السلطان قايتباي.
 
مصحف السلطان قايتباي.

ترك كثيرًا من آثار العمران في مصر وأبرزها قلعة قايتباي بالاسكندرية والحجاز والشام والقدس، ولا يزال بعضها قائمًا إلى الآن. توفي بالقاهرة سنة 901 هـ ـ 1496 م.

المصاحف

في 10 ديسمبر 2020، بينما تواصل مصر جهودها لوقف بيع المخطوطات العربية ذات الأصول المصرية، بيع مصحف السلطان قايتباي في صالة كريستيز للمزادات مقابل 5 مليون دولار.[2]

عملت دار الكتب والوثائق القومية المصرية بلا كلل للمساعدة في استرداد المخطوطات الإسلامية التي تمت إخراجها من مصر بشكل غير قانوني. على الرغم من صعوبة إيقاف عمليات البيع هذه في كثير من الأحيان، حيث تزعم دور المزادات أنه تمت إزالتها قبل اتفاقية اليونسكو لعام 1970، إلا أن مصر تمكنت من استرداد العديد من الوثائق الثقافية المصرية الهامة.

في أبريل 2019، عرضت دار كريستيز هذا المصحف المملوكي الاستثنائي للبيع بسعر تقديري يتراوح بين 500.000-800.000 جنيه إسترليني. ووصل سعر المصحف إلى مبلغ 3.724.750 جنيهاً إسترلينياً.

جُمع المصحف المملوكي في عهد السلطان الملك الأشريف سيف الدين قايتباي. ويحتوي على نقش تكريسي نادر على صفحة مزدوجة مزخرفة في صدر المصحف بخط الثلث ؛ مزخرفة بالذهب على خلفية من اللازورد. كما يحمل المصحف تاريخ جمادى الأولى 21 لسنة 894 هـ (30 أبريل 1489م).

القرآن مكتوب بخط النسخ، وهذا نادر بالنسبة لمخطوطة بهذا الحجم حيث تُرى عمودي المحقق الأطول والأنيقة. يتدفق نص الناسخ ويظهر فرديته. وفقاً لوليام روبنسون، الرئيس الدولي لقسم الفنون الإسلامية في دار كريستيز لندن، فقد ابتكر الكاتب مصحفاً تسعد لقراءته. وفقاً لروبنسون، التزم الناسخ بالقواعد العامة للنص المقنن ولكنه تضمن بعض النقائص بتجاهلها في بعض الأماكن، ربما بسبب اندفاعه لإكمال المهمة.

يبلغ حجم الصحيفة نصف البغدادي 68 سم × 45.5 سم، وهو حجم لم يكن مستخدماً عادةً في تلك الفترة. كانت المصاحف الأكبر حجماً في ذلك الوقت، عادةً ربع البغدادي أو أصغر حجماً؛ مما يشير إلى أن النسخة تم إعدادها خصيصاً لإحدى مؤسسات قايتباي.و ربما تم بيعه إلى جامع خاص في وقت لاحق. ربما كان الناسخ، تنام النمجي، أحد كتاب السلطان- يصف نفسه بأنه "للملك الأشرف" الذي ترجم إلى "السلطان قايتباي". ممن غير المعتاد العثور على مخطوطات كاملة محفوظة جيداً من تلك الفترة. كل من الصفحات الأمامية والخلفية أصلية وغير مستعادة. وبقية القرآن أيضاً بحالة ممتازة. وقد نجا المصحف من التلف من الرطوبة أو الحشرات وحافظت صفحاته على لونها الكريمي وتفاصيلها الزخرفية تبقى مشرقة.

غالباً ما كان السلاطين يأمرون بنسخ مصاحف ضخمة كهذه خلال العصر المملوكي الأوسط واللاحق، وكانت تُقدم كأوقاف للمؤسسات الإسلامية، حيث لا يزال معظمها موجوداً. عدد قليل منها فقط موجود ضمن المجموعات الخاصة.

على الرغم من أن المصحف المملوكي غير مسجل في سجل القطع النادرة التي تخص مصر، طلبت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم من كريستي التوقف عن عرض قطعة التراث الإسلامي. لم توقف دار كريستيز للمزادات البيع لأن أصل المصحف "معروف". المصحف المملوكي جزء من مجموعة خاصة. اشتراها مالكها السابق عام 1982 في دار سوذبيز من مجموعة هاكوپ كيڤوركيان.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Carboni, Venice, 306.
  2. ^ "Extraordinary Mamluk Qur'an Sells for £3.7m Despite Questions Over its Provanance". المخطوطات القرآنية. 2020-12-10. Retrieved 2020-12-10.

المراجع

  • سيرة القاهرة لستانلى لينبول
  • Stefano Carboni, Venice and the Islamic World, 828-1797 (New Haven, 2007).
  • J.-C. Garcin, "The regime of the Circassian Mamluks," in C.F. Petry, ed., The Cambridge History of Egypt I: Islamic Egypt, 640-1517 (Cambridge, 1998), 290-317.
  • M. Meinecke, Die mamlukische Architektur in Ägypten und Syrien (648/1250 bis 923/1517) (Glückstadt, 1992).
  • A. W. Newhall, The patronage of the Mamluk Sultan Qā’it Bay, 872-901/1468-1496 (Diss. Harvard, 1987).
  • C.F. Petry, Twilight of majesty: the reigns of the Mamlūk Sultans al-Ashrāf Qāytbāy and Qānṣūh al-Ghawrī in Egypt (Seattle, 1993).
  • André Raymond. Cairo. 1993, English translation 2000 by Willard Wood.


ألقاب ملكية
سبقه
الظاهر تمر بغا
سلطان مملوكي
1453-1453
تبعه
الناصر محمد بن قايتباي



خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "lower-alpha"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="lower-alpha"/>