إيگور گرچوشكين

(تم التحويل من إيگور گريتشوشكين)

إيگور گرچوشكين Igor Grechushkin (و. 1977)، هو رجل أعمال روسي، وكان مالكاً للسفينة إم‌ڤي روسوس، وتم التخلي عنها في بيروت، لبنان، بعد تبين عدم صلاحيتها لمواصلة الإبحار وفقد مالكوها الاهتمام بالشحنة. عند رسوها في مرفأ بيروت كانت السفينة تحمل 2.750 طناً من نترات الأمونيوم، والتي تم تخزينها 6 سنوات في إحدى عنابر الميناء، لتكون السبب الرئيسي في انفجارات بيروت 2020.

إيگور گرچوشكين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

 
إيرينا زوجة گرچوشكين.

بحسب المعلومات المتوافرة، ومنها ما كان وارداً عبر صفحته على موقع لينكد إن (قبل إغلاقها)، يتحدر گرچوشكين من قرية فانينو في كراي خبروڤسك في أقصى الشرق الروسي، حيث وُلد عام 1977، وانخرط منذ تسعينيات القرن العشرين في مجال الشحن البحري.

خبروڤسك نفسها كانت قد احتلت خلال عام 2020 صدارة الأخبار الواردة من روسيا، حين شهدت تظاهرات احتفى بها الإعلام الغربي، وذلك على خلفية قيام جهاز الأمن الفدرالي الروسي (أف أس بي) بإلقاء القبض على حاكمها سرگي فورگال، المتهم بقضايا قتل لرجال أعمال، وضعها البعض في خانة التصفيات بين النخبة المافياوية في الشرق الروسي.

تشي سيرة گرچوشكين الذاتية أنه درس في أكاديمية الشرق الأقصى للخدمة المدنية (معهد الشرق الأقصى للإدارة حالياً) في خبروڤسك، وأنه حصل في النصف الثاني من التسعينيات على وظيفة في مكتب تمثيلي محلي لشركة دارتمونت ليميتد للشحن البحري، والتي كانت مملوكة لرجل الأعمال الروسي ڤيكتور دانيلوڤ، المنحدر أيضاً من فانينو، علماً بأنّ المكتب التمثيلي مسجّل في روسيا تحت خانة "ممتلكات تابعة لكيانات قانونية أجنبية"، أي أن الشركة مسجلة في الخارج (قبرص).

وفي فانينو، لا يزال لدى گرچوشكين أقارب يديرون شركة والده بشكل دوري، علماً بأن تلك الشركة تعمل في مجال المسح لصالح الإدارة المحلية.

من غير الواضح متى انتقل گرچوشكين للإقامة في قبرص، فبعض التقارير تشير إلى أن ذلك كان في مطلع عام 2000، وهي الفترة ذاتها التي تزوّج فيها من امرأة تدعى إيرينا، وأنجب منها ولداً يبلغ من العمر 20 عاماً، ويتابع حالياً دراساته الجامعية في علوم الحاسوب في اسكتلندا، في حين تشير تقارير أخرى إلى أنّه لم يستقر في الجزيرة إلا في عام 2012 أو 2013، وهي رواية قد تكون منطقية، أخذاً في الحسبان أن الشرطة القبرصية أكدت عدم حصوله على الجنسية القبرصية، التي يتطلب الحصول عليها الاقامة في الجزيرة سبع سنوات (365 يوماً اقامة دائمة لكل سنة)، إلا إذا كان ثمة سبب قانوني آخر قد حال دون ذلك، أم انه اختار الإبقاء على جنسيته الروسية، للتلاعب القضائي، وهو ما يمكن الاستدلال عليه في شهادة قبطان السفينة بوريس بروكوشيف الذي قال إن الجهات القضائية في خاباروفسك رفضت دعوى تقدّم بها لتحصيل حقوقه المادية من گرچوشكين، لأسباب متعلقة بالاختصاص المكاني.

ومن المعروف أن السلطات القبرصية لا تسلم المشتبه بهم على الفور إلى الإنتربول، اذ لا بد من مثولهم أولاً أمام محكمة محلية. وبافتراض أن لدى گرچوشكين محامٍ موهوب إلى حد ما، فمن الجائز أن يكون قد أسدى اليه نصيحة الاستقرار في الجزيرة، طالما أن ثمة نقاطاً سوداء في سيرته الذاتية.


تهم

تشير بعض المعلومات إلى أن گرچوشكين أدين بقضية سرقة، لم تتضح طبيعتها أو حجمها، ولكنّ الثابت أن الرجل لديه سجل أسود، بحسب ما يتضح في بعض ما كُتب عنه في منتديات خاصة بالبحارة قبل سنوات.

يمكن على سبيل المثال رصد بعض هذه التدوينات عبر منتدى Odessacrewing:

  • في 18 سبتمبر 2012، كتب "رومان أر" (اسم مستعار): "تحذير بخصوص السفينة روزوس IMO 8630344… لا يتم دفع الرواتب أو يتم تسديد دفعات غير كاملة بشكل متأخر".
  • في 15 ديسمبر 2012، كتب "ريفسوم" (اسم مستعار): "الرواتب شحيحة. البحارة يحصلون على 700 دولار. كبير المهندسين 3400. كبير البحارة 2500 . القبطان 3500. لا يوجد حمّام في حجرة القبطان… لا يوجد هاتف… السفينة لا تحتوي على ثلاجة لتخزين الخضار. مالك السفينة، گرچوشكين، مواطن روسي، مكتبه في قبرص، والشركة مسجلة في جزر مارشال. يحتجز المال باستمرار ولا يستثمر في أي شيء في السفينة، في ما عدا ما يمكن ملاحظته من جانب إدارة الميناء. السفينة بشكل عام مليئة بكل شيء. غلافها محترق وكل شيء فيها أحمر كما في الفرن. هناك قليل من المال مخصص للطعام. (المالك) يشكو باستمرار من أن البحارة يأكلون كثيراً. صاحب هذه السفينة عديم الضمير والحياء".
  • في 6 فبراير 2015، أي بعد احتجاز السفينة في مرفأ بيروت، كتب "بوريس" (هو على الأرجح قبطان السفينة): "تيتو للشحن، مالكها إيگور گرچوشكين، المقيم في قبرص. في فبراير 2013، حصل على مليون دولار لشحن نترات الأمونيوم من باطومي إلى موزمبيق، وبعد شهر زُعم أنه لم يعد لديه المال لدفع رسم المرور عبر قناة السويس. باختصار، ألقى السفينة مع الحمولة والطاقم في مرفأ بيروت اللبناني، حيث تم احتجاز جزء من طاقمها – أربعة أشخاص – كرهائن دون أجر لمدة 11 شهراً، وفقط من خلال القضاء، ومن دون أن يملكوا فلساً واحداً، تمكنوا من العودة إلى منازلهم. لذلك يجب وضع هذه الشركة على القائمة الحمراء".

علاوة على ما سبق، يستدل على الأنشطة المشبوهة لگرچوشكين من تعدد الشركات التي قام بتأسيسها، والتي غالباً ما كان يتم شطبها بعد فترة ما.

في ملفه الشخصي على موقع لينكد إن، ثمة ما يفيد بأنه عمل مؤخراً كمدير لشركة "يونيمار سيرفس ليميتد". بمراجعة ملفات الشركات القبرصية، يتبين وجود شركة تحمل اسم "يونيمار سايفتي سيرفيسز أند اكويبمنت ليميتد" تأسست في ليماسول في 31 يناير عام 2001، وتم شطبها في عام 2016، فيما لم يرد اسم گرچوشكين في آخر تحديث رسمي لسجلاتها في نوفمبر عام 2002 (ثمة شركة باسم مشابه مسجلة في رومانيا تردد في وسائل اعلام رسمية أنها مملوكة من گرچوشكين ولم يتسنَّ الحصول على معلومات عنها من السجلات المتاحة في ما عدا أن احد مالكيها روسي الجنسية).[1]

كذلك كان گرچوشكين مديراً لشركتين قبرصيتين تمت تصفيتهما هما "لينكوت انتربرايز ليمتد" (تم شطبها عام 2016) و"هوگلا ترايدنگ ليميتد" (تم شطبها عام 2018).

في 2012، قام گرچوشكين بتسجيل شركة باسم "تيتو شيپينگ" في جزر مارشال، سرعان ما تم شطبها في 2014، بعد عام على اعلانه إفلاسه.

السفينة روسوس

 
شهادة تحميل السفينة روسوس بنترات الأمونيوم من ميناء باطومي، جورجيا.

في تلك الفترة، اشترى گرچوشكين السفينة روزوس من رجل الأعمال القبرصي كارالامبوس مانوليس، صاحب شركة "انترفليت شيبماندجمنت" المسجلة في ليماسول، والتي كانت الشركة المالكة للسفينة منذ عام 2008.

موقع ألفانيوز لايف القبرصي نقل عن مانوليس قوله إن نترات الأمونيوم تم تحميلها على متن سفينة إما في جورجيا أو في أوكرانيا لشحنها إلى الموزمبيق بناءً على طلب حكومة ذلك البلد.

بينما كانت السفينة في طريقها، توجهت شركة نقل معيّنة إلى گرچوشكين وطلبت الحصول على معدات زراعية من لبنان في الطريق وتسليمها إلى قبرص. قبل گرچوشكين بهذا العرض، وتلقى دفعة مقدمة، لكن في بيروت، كما بات معروفاً، اتضح أنه كان من المستحيل تحميل المعدات على السفينة لأسباب فنية، وقد قام موظفو مرفأ بيروت بتفتيش السفينة والبضائع ورفضوا الإفراج عنها بسبب مشاكل في الوثائق والحالة العامة للسفينة وكذلك بسبب رفض دفع رسوم رسوها.

هكذا أدرك گرچوشكين، والكلام هنا لمانوليس، أنه يواجه مشاكل مع السلطات اللبنانية ومع شركة النقل التي كانت تنتظر شحنتها، فأعلن گرچوشكين إفلاسه وألقى بالعبء على الطاقم الذي كان يتألف من ثمانية مواطنين من أوكرانيا واثنين من الروس.

قال مانوليس إنه عرف كل ذلك بحكم الجوار بين مكتبه ومكتب گرچوشكين في ليماسول، لكنه أشار الى أن المرة الأخيرة التي رأى فيها رجل الأعمال الروسي كانت منذ حوالي العامين ونصف العام.

اختيار مولدوفا لتحمل السفينة رايتها لم يأتِ عبثاً، وكذلك الحال مع اختيار مكان تسجيل الشركة (جزر مارشال). في الغالب، الأسباب مالية، سواء تعلقت بالجانب الضريبي (مكان التسجيل) أو الفني (حالة السفينة). ففي الحالة المولدوفية، تكون المعايير أقل صرامة مقارنة بدول أخرى، وهو ما ينطبق على مسألة التأمين على السفينة.

في وقت لاحق، تبين أن ملكية السفينة انتقلت إلى شركة أخرى، هي برايروود كورپ (پنما)، وفق ما نقل موقع ماريانا فارايتيز عن نائب ادارة تسجيل الشركات في تراست كومباني بجزر مارشال جيمس ميازو، مع العلم بأنّ ثمة مصادر أخرى تشير إلى أن روزوس كانت مملوكة بالأصل لشركة برايروود كورپ، قبل انتقالها إلى المالك القبرصي ومن بعده المالك الروسي. بذلك تحولت شركة گرچوشكين إلى مجرد صندوق بريد لعملية تجارية مشبوهة.

لذلك، يرى ميخائيل ڤويتنكو، الصحفي المعروف في مجال الشؤون البحرية، والذي كان من أوائل الذين تناولوا قضية السفينة روزوس عام 2014، أنه بالرغم من كل شيء، فإن إيگور گرچوشكين لا يتحمل مسؤولية الانفجار، وإنما السلطات اللبنانية التي باتت الشحنة في عهدتها.

يوضح ڤويتنكو، في حديث إلى موقع زناك الروسي، الأمر على النحو التالي: "تخيل، على سبيل المثال، أنه تم حجز سيارتك، وليس لديك المال لدفع المستحقات، فقررتَ التخلي عنها. في هذه الحالة، ستبقيها الشرطة في الحجز لعدة سنوات، من ثم تبيعها لمالك جديد. واذا ما تعرضت السيارة لحادث وتسبب ذلك بمقتل أحد، ومن ثم أتت وكالات إنفاذ القانون تطالبك بتحمل المسؤولية، سيكون الأمر غريباً. نحن هنا أمام حالة مماثلة. ماذا يمكن أن يقول مالك السفينة؟ حسناً، لقد أبحرت الى هناك، ولم يكن لدي المال، وقد وقعت في الديون تماماً مع هذه السفينة البخارية الملعونة، إذ لم يمكنني الحصول على قرض ما، ولم يكن باستطاعي استعادتها، ولذلك تخليت عنها".

المصادر

  1. ^ وسام متى (2020-08-17). "انفجار بيروت.. إبحثوا عن لغز إيغور گرچوشكين". 180 پوست. Retrieved 2020-08-17.