إرنست بلوخ

إرنست بلوخ (ألمانية: Ernst Bloch؛ ألمانية: [ˈɛʁnst ˈblɔx]؛ عاش 8 يوليو 18854 أغسطس 1977) فيلسوف ماركسي ألماني.

إرنست بلوخ
الفلسفة الغربية
فلسفة القرن العشرين
إرنست بلوخ (1954)
الاسم الكاملإرنست بلوخ
Ernst Bloch
ولد8 يوليو 1885
لودڤيگس‌هافن، ألمانيا
توفيأغسطس 4, 1977(1977-08-04) (aged 92)
توبنگن، ألمانيا
المدرسة/التقليدالماركسية
الاهتمامات الرئيسيةالإنسانية، التاريخ، الطبيعة، الموضوعية، الإيديولوجية، يوتوپيا، الدين، اللاهوت

تأثر بلوخ بكل من گيورگ ڤلهلم فريدرش هيگل وكارل ماركس، وكذلك بمفكري سوء المآل والدينيين أمثال توماس مونتسر، پاراسلسوس وياكوب بومه.[1] وأرسى صداقات مع گيورگ لوكاش، برتولت برشت، كورت ڤايل، ڤالتر بنيامين وتيودور أدورنو. ركـَّز عمل بلوخ على أطروحة أنه في العالم الذي تسوده الإنسانية، حيث تم التخلص من الكبت والاستغلال، سوف توجد دوماً قوة ثورية حقة. لـُقـِّب بلوخ بأنه أعظم الطوباويين المعاصرين.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ولد في لودڤيگس‌هافن، لأب يهودي يعمل مديرا لمحطة سكة حديدية، حيث شاهد الطبقة العاملة. ثم انتقل إلى مانرهايم للدراسة الثانوية حيث شاهد الطبقة البورجوازية، مما دفعه لدراسة الفلسفة لسبر الفوارق الاجتماعية بين الطبقات، أثناء دراسته في جامعة ميونخ ثم في جامعة ڤورتس‌بورگ حيث تتلمذ على اوزڤالد كولپه. وتوفي في توبنگن بألمانيا، هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1933، ثم انتقل منها إلى ألمانيا الشرقية عام 1948 حيث عمل فيها حتى عام 1961، ومنها عاد إلى ألمانيا الاتحادية.


عمله

 
Endlose Treppe من صنع ماكس بيل، الذي أهداه إلى مبدأ الأمل الذي صاغه بلوخ.

وقد سعى بلوخ إلى إقامة نسق فلسفي حديث، يستند إلى خمسة مفهومات أساسية هي: المستقبل والثورة واليوتوبيا والأمل والخلاص. وقد مرَّ تفكيره في مرحلتين أساسيتين: اتسمت الأولى منهما بتأثّره بالتصوّفين اليهودي والبروتستنتي من عام 1908 حتى عام 1920. وهذا ما دفعه إلى إحياء الفكر الطوباوي بوصفه فكراً يتقصّى إمكانات الكائن التي لم تتحقق بعد. أما المرحلة الثانية فتمتد من سنة 1921 حتى وفاته، وفيها اعتنق الفكر الماركسي، وحاول أن يؤسّس فلسفة عملية فتحولت الماركسية عنده، نتيجة لهذا كلّه، إلى «أخلاق جديدة» لا نهائية الانفتاح على المستقبل. وهناك منطلقان أساسيان يستند إليهما بلوخ في تأملاته الفلسفية: أحدهما أنثروبولوجي يتعلّق بالإنسان، والآخر أنطولوجي يتعلّق بالوجود. وبمقتضى الأول بدا الوجود الإنساني له عرضياً متناهياً، وبمقتضى الثاني بدا له الوجود زائلاً فانياً. ويمكن رد تحليلات بلوخ لهذين المفهومين إلى مفهوم واحد هو مفهوم «الإمكان».

كتاباته

من أهم مؤلّفاته «مبدأ الأمل» في أجزائه الثلاثة، الذي صدر بين الأعوام 1954-1959، و«روح اليوتوبيا» (1964)، و«الإلحاد في المسيحية» (1969)، و«الذاتي والموضوعي، إيضاح حول هيگل» (1971).

إن كتاب إرنست بلوخ «روح اليوتوبيا» بجملته قطعة من الأمل المستوحى من الحقبات الاتباعية، فمن الموسيقى الاتباعية والأدب كان يستخلص أملاً غير قابل للاستنفاد في مقابل الاستلاب وأشكاله. ففي مقابل الاستلاب يُوْجِد روحاً جديدة للتمرّد، وفي مقابل اليأس داخل واقع مغلق، كان يُوْجِد نزوعاً نحو الحلم. والموسيقى بما يكتنفها من غموض هي الأكثر طوباوية بين سائر الفنون، لأنها تحلق بك خارج الواقع المحاصر بشتّى وسائل القمع وتبدع المعادل الذي يمنح الإنسان هويته أمام نفسه، ويعيد صورته المتوازنة إلى التجلي داخل عالم من الاستلاب والمحاصرة.

أمّا كتابه «الإلحاد في المسيحية» فهو استمرار للنقد الذي بدأت به الماركسية إزاء الدين. فالنقد المعارض لتركيب الذهنية الدينية عند بلوخ غير منقطع عن تجذّره في الجبهات الفكرية التي فتحتها الماركسية في مواجهة الدين. وقد توصل بلوخ في هذا الكتاب إلى مقولته الشهيرة: «المسيحي الحقيقي فقط باستطاعته أن يكون ملحداً، والملحد الحقيقي فقط باستطاعته أن يكون مسيحياً جيداً».

وفي دراسته المعنونة «الذاتي والموضوعي، إيضاح حول هيگل» يكشف بلوخ عن أن الهيگلية تمثل استمرارية دائمة بين مثالية منغرزة أبدياً في الواقع، فيؤسس بذلك وساطة متفرّدة بين الذاتي والموضوعي. وينتهي إلى أن الحاجة والقلق هما القوتان المحركتان الأساسيتان للتاريخ. الحاجة والقلق من حيث هما تشخيصان يقعان في المجال المشترك والاتصالي بين المجتمع والفرد، فما يطغى على المجموعة من هيمنة هو فردي في أعمق نقطة فيه، أما «الأنا» فهو الذاتية المولدة لحركية تتسم في النهاية بأنها جماعية. كما أن حرية الأنا لا تعني شيئاً سوى حرية المجموع الذي يكتنفها.

وفي كتابه «مبدأ الأمل» يبيّن بلوخ أن حرية الأنا وتحقيقها هما مشروع مقرّر سلفاً بوساطة الأنا ذاتها. لكن هذه الذات لا تستطيع التجرّد من واقعها المحكوم والغارق في عالَم الاستلاب السلعي. غير أن هذا الاستلاب ليس واقعاً مغلقاً في نظر بلوخ، لأن بذور الأمل لن تنتهي، ولأن كل الحالات تنطوي على نقيضها المطلق، وهنا يهاجم بلوخ بنقد مفعم بالأمل الطوباوي، كل الأنظمة الفكرية، وكل فكرة لنظام، مفضلاً الانفتاح على مستقبل رحيب للإنسان والعالم.

المصادر

  • بكري علاء الدين. "بلوخ (إرنست ـ)". الموسوعة العربية.
  1. ^ Kołakowski, Leszek (1985). Main Currents of Marxism Volume 3: The Breakdown. Oxford: Oxford University Press. pp. 421–449. ISBN 0-19-285109-8.
  2. ^ Kovel, Joel (1991). History and Spirit: An Inquiry into the Philosophy of Liberation. Boston: Beacon Press. p. 261. ISBN 0-8070-2916-5.

انظر أيضاً

للاستزادة

  • علاء طاهر، مدرسة فرانكفورت، مركز الإنماء القومي، الطبعة الأولى (بيروت 1980).
  • محمد الشيخ، ياسر الطائري، مقاربات في الحداثة وما بعد الحداثة، حوارات منتقاة من الفكر الألماني المعاصر (دار الطليعة، بيروت 1996).

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بإرنست بلوخ، في معرفة الاقتباس.