أسرة كوپريلي

(تم التحويل من أسرة كوبريلي)


أسرة كوپريلي أو أسرة كوپرولو (تركية: Köprülü ailesi، إنگليزية: Köprülü family)، كانت أسرة نبيلة من أصل ألباني في الدولة العثمانية.[1][2] تنحدر الأسرة من بلد’ رودنيك في سنجق أڤلونا وخرج منها ستة صدور عظام للدولة العثمانية (من بينهم قرة مصطفى پاشا، الذي كان ربيبا)، وغيرهم كثيرون أصبحوا ضباط رفيعي المستوى. يُعرف العصر الذي خدم خلاله هؤلاء الوزراء العظماء باسم عصر كوپرولو في الدولة العثمانية.

مجمع كوپريلي

ومن أشهر أفراد الأسرة كوپرولو عبد الله پاشا (1684–1735)، الذي كان جنرالاً في الحروب الفارسية العثمانية وكان حاكماً في عدد من مقاطعات الدولة. ويتضمن الأحفاد المعاصرون للأسرة محمد فؤاد كوپرولو، مؤرخ بارز في الأدب التركي. واصل أفراد الأسرة العيش في تركيا، بلاد المغرب العربي والولايات المتحدة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الصدور العظام من آل كوپريلي

خلال تاريخ الدولة العثمانية، اشتهر الصدور العظام من أسرة كوپريلي رولو بالديناميكية في حالة ظهرت لاحقًا علامات التراجع والركود. ركز الصدور العظام الأوائل بشكل خاص على الحملات العسكرية التي وسعت سلطة الدولة العثمانية. لكن هذا انتهى بعد معركة ڤيينا الكارثية التي شنها قرة مصطفى پاشا، أحد أفراد الأسرة (انظر أيضًا معاهدة كارلوڤچه).


 
ممر مجمع كوپريلي.
الاسم عاش صدر أعظم في السلطان
محمد پاشا كوپريلي 1583–1661 1656–1661 محمد الرابع
فاضل أحمد كوپريلي 1635–1676 1661–1676 محمد الرابع
قرة مصطفى پاشا1 1634–1683 1676–1683 محمد الرابع
أباظة سياوش پاشا2 توفى 1688 1687–1688 سليمان الثاني
فاضل مصطفى پاشا كوپريلي 1637–1691 1689–1691 سليمان الثاني
أحمد الثاني
حسين پاشا أمجدزاده كوپريلي 1644–1702 1697–1702 مصطفى الثاني
نعمان پاشا كوپريلي 1670–1719 1710–1711 أحمد الثالث
عبد الله پاشا كوپريلي ت. 1719 1723–1735 أحمد الثالث
محمود الأول

1تبنت أسرة كوپريلي قرة مصطفى پاشا وكان صهر فاضل أحمد پاشا كوپريلي.

2 كان أباظة سياوش پاشا خادماً لمحمد پاشا كوپريلي. بزواجه من ابنته، أصبح سياوش صهراً لعائلة كوپريلي النافذة.


التاريخ

شاء الله أن قيض عائلة كوپرولو للدولة العثمانية، في فترة كانت تمر بمرحلة من أخطر مراحل حياتها، حيث كانت تتأرجح بين الصعود والهبوط، والقوة والضعف، وأصبحت غايتها الأولى هي المحافظة بقدر الإمكان على ما تحت يديها. وتعد هذه العائلة الكريمة من العائلات التي كان لها فضل كبير في حفظ الدولة العثمانية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري.

ورأس هذه العائلة هو كوپريلي محمد پاشا الصدر الأعظم، الذي تولى هذا المنصب في عهد "محمد الرابع"، ونجح في إعادة الأمن والنظام في الدولة، وفك الحصار الذي ضربه "البنادقة" عليها، ثم خلفه بعد موته ابنه "أحمد كوبريللي"؛ فأعاد للدولة بعض مجدها الغابر، كما سبق أن ذكرنا بعض إنجازاته في معرض حديثنا عن السلطان العثماني "محمد الرابع.

وبعد وفاة أحمد باشا كوپريلي (في 24 رمضان 1087 هـ = 30 أكتوبر 1676م) خلفه صهره "قرة مصطفى" في منصب الصدارة العظمى، وقام بأعمال عسكرية ناجحة على الجبهة الروسية، وحاصر فيينا، وكاد يفتحها، لولا خيانة جرت في الجيش العثماني، وكانت من أكبر الخيانات التي شهدها التاريخ العثماني.

أحوال متردية

وبعد هزيمة ڤيينا عزل السلطان محمد الرابع الصدر الأعظم قرة مصطفى پاشا، وأمر بقتله تحت تأثير بعض وشايات الناقمين على الصدر الأعظم، وذلك في 25 من ديسمبر 1683، وانتهى دور عائلة كوپريلي مؤقتًا، وبدأ قحط الرجال الذين لا يستطيعون تنفيذ واجباتهم التي تقتضيها وظائفهم؛ حيث يتعاقبون واحدًا بعد واحد دون أن يكون لهم تأثير يذكر، وبدأت الدولة العثمانية تفقد أجزاء كبيرة من أراضيها نتيجة ضعف قادتها، وعصيان جنودها وغياب الجزم والانضباط، فضلاً عن تحالف الدول الأوروبية في حلف صليبي ضد الدولة، وقد ضم هذا الحلف: النمسا، وبولنيا، والبندقية، ورهبان مالطة، وروسيا، وبابا روما، وفرنسا. وترتب على ذلك أن احتلت جيوش البنادقة أغلب مدن اليونان، واحتلت النمسا بعض مدن المجر، واستولت على قلعة "نوهزل" التي سبق أن سقطت في يد الدولة العثمانية في (المحرم 1074 = أغسطس 1663م) وأحدث سقوطها دويًا هائلا في أوروبا.

ولاية سليمان الثاني

في ظل هذه الأجواء التي كانت تمر بالدولة العثمانية، تولى السلطان "سليمان الثاني" المولود في 15 أبريل 1642 عرش الدولة العثمانية خلفًا لأخيه السلطان "محمد الرابع" الذي عُزل عن منصبه في (2 المحرم 1099 هـ = 8 نوفمبر 1687م)، بعد فتنة داخلية قادها جنود الإنكشارية. وأعدم مصطفى باشا كوبريلي بسبب خيانة ڤيينا

ولم يستطع السلطان سليمان الثاني أن يعيد الأمن والنظام، ولا أن يحكم قبضته تماما على البلاد، أو يجبر الجنود العصاة على الانضباط والالتزام، وإنما زادت الأمور سوءا، بعد تجدد الثورات وتساهل السلطان في التعامل معها بشدة وحزم، وبلغ الأمر بالجنود الثائرين أن قتلوا "سياوس باشا" الصدر الأعظم، وسادت الفوضى عاصمة الدولة.

ولم تكن أوضاع الدولة الخارجية بأحسن حالاً من أحوالها الداخلية؛ فقد كان يجري قتال عنيف في المجر، أثمر عن احتلال النمسا لقلعة "أرلو" التي تقع على بعد 95 كم شمال شرقي "بودابست"، وكان السلطان "محمد الثالث" قد فتح "أكرا" قبل 91 سنة، وحين دخل الجنود النمساويون المدينة، نسفوا كل الآثار المعمارية العثمانية، ومن بينها 41 مسجدًا، وتوالت المصائب على الدولة؛ فقامت البندقية بالاستيلاء على مدينة "ليبانتي" اليونانية، وسواحل "دالسيا" كافة، وسقطت بلجراد في أيدي النمساويين في 8 سبتمبر 1688 بعد حصار استمر 29 يومًا، وتم إجلاء المسلمين الموجودين بها، ومن بقي منهم ذبحه الجنود النمساويون مع بقية الحامية العثمانية، وحُوِّل أكثر من 100 مسجد إلى كنيسة، وفقدت الدولة بعض بلاد الصرب التابعة لها.

عودة إلى كوپريلّي

أصبحت الدولة العثمانية في موقف لا تحسد عليه، بعد أن أحاط بها الأعداء من كل جانب، ولم يعد لها مخرج لمقاومة هذا الضعف إلا بالبحث عن الأكْفَاء المهرة من رجالها وقادتها؛ فاجتمع مجلس ثوري السلطنة، وقرر بالإجماع تعيين "مصطفى باشا كوبريللي" في منصب الصدارة العظمى، وكان وراء هذا الاختيار الموفق شيخ الإسلام في الدولة العثمانية "باغ زاده محمد أفندي".

كان الصدر الأعظم الجديد إداريًّا حازمًا، وقائدًا ماهرًا، وداهية في الحرب، فقد ورث كثيرا من الخلال العظيمة من أخيه الكبير "أحمد باشا كوبريللي" وأبيه "محمد باشا كوبريللي"، وبمجرد أن باشر عمله أحدث إصلاحات في مجالات: الزراعة والمالية، وأنظمة إدارية، وأعاد الانضباط إلى الجنود وردع المتمردين منهم، وأصلح الجيش.‏

انظر أيضاً

المصادر

وصلات خارجية

  •   Chisholm, Hugh, ed. (1911). "Kuprili" . دائرة المعارف البريطانية (eleventh ed.). Cambridge University Press. {{cite encyclopedia}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)