أخبار:رصد تسرب رابع في أنبوب نوردستريم

خفر السواحل السويديون يرصدون تسرّباً للغاز من موقع رابع في أنبوب "نورد ستريم"، وذلك بعد إبلاغ الدنمارك عن تسربين.

في 29 سبتمبر 2022، أفاد خفر السواحل السويدي برصد تسرّب للغاز من موقع رابع في أنبوب نورد ستريم (Nord Stream). وفي حين يتوقع أن يتناول مجلس الأمن الملف في 30 سبتمبر، أكدت روسيا أن المنطقة التي حصل فيها التسرب تخضع لسيطرة الاستخبارات الأميركية، وقالت إن إصلاح الأنابيب سيستغرق أكثر من نصف عام.[1]


يأتي هذا التطور في وقت يتم الحديث عن "عمل تخريبي" يقف وراء تسرب الغاز من خطي الأنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 بين روسيا وألمانيا. ويشتبه الاتحاد الأوروبي في وجود عمل تخريبي وراء تسرب الغاز من خطوط الأنابيب الروسية التي تمتد أسفل سطح البحر إلى أوروبا وتوعد برد "قوي" على أي تعطيل متعمد للبنية التحتية للطاقة.

مراقبة مشددة

ورغم أن وقوع حوادث عرضية بشكل متزامن يبدو أمراً غير وارد، إلا أن الغموض لا يزال يخيم على طريقة مهاجمة الأنابيب وهوية الفاعل. وقع التسرب في المياه الدولية قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية في بحر البلطيق، بين جنوب السويد وپولندا، وهي منطقة تعد منذ فترة طويلة من أكثر المساحات المائية الخاضعة للمراقبة عن كثب في العالم.

واعتبر خبراء أن قوات عسكرية مختلفة في المنطقة قادرة على تنفيذ عملية كهذه.

وكتب المحلل البحري المستقل أتش آي ساتون على تويتر أنه خلال الحرب الباردة "نشر الاتحاد السوڤيتي غواصات تجسس تتمتع بقدرات هندسية خاصة للتعامل مع قاع البحر في البلطيق". وأضاف ساتون أنه على الرغم من أن دول البلطيق السوڤيتية السابقة باتت تنتمي الآن إلى حلف شمال الأطلسي، إلا أن البحرية الروسية اليوم تمتلك "أكبر أسطول من غواصات التجسس في العالم" في القطب الشمالي.

وتابع "انهم قادرون على إتلاف خط أنابيب في بحر البلطيق. ومع ذلك فإن ذلك يبدو أمراً غير محتمل".

ووجهت الحكومات الغربية أصابع الاتهام إلى موسكو التي وصفت هذه المزاعم بأنها "سخيفة". وقال دميتري بيسكوڤ المتحدث باسم الكرملين "الخطان كانا ممتلئين بالغاز المكلف للغاية والجاهز للضخ. ويختفي الآن هذا الغاز في الهواء".[2]

سيناريوهات مختلفة

وقال ليون هيرث أستاذ سياسات الطاقة في جامعة هيرتي في برلين إنه سيكون من الصعب الوصول إلى الأنابيب على عمق 70 متر تحت الماء. وأضاف أن "إلحاق الضرر بخطي أنابيب للغاز في قاع البحر هو حدث كبير، لذا من المرجح أن تكون جهة فاعلة تابعة لدولة ما وراء ذلك"، مستبعداً ضمنياً وقوع هجوم "إرهابي" أو إجرامي.

وصرح مسؤول عسكري فرنسي كبير لوكالة فرانس برس أنه بالنسبة للجيوش الحديثة، فإن المنطقة "مناسبة بشكل مثالي لغواصات الجيب"، وهي غواصات قزم مع طاقم صغير وغالباً ما يتم نشرها من سفينة. ويمكن إرسال غواصين إلى قاع البحر لوضع متفجرات، وإلا فإن الألغام ذاتية الدفع أو غواصة مسيّرة يمكن أن تقوم بالمهمة. وأضاف المسؤول إن "الغواصات المسيّرة تغادر من غواصة تقف على بعد أميال بحرية عدة من الهدف (...) ولأن الهدف ثابت فالعملية ليست بهذا التعقيد" بالنسبة لهجوم من بعد.

المزيد من أعمال التخريب

وأشار الى أن الهدف الثابت يجعل من غير المرجح أن تكون الأنابيب قد ضربت بالطوربيدات لأن هذا السلاح يستخدم عادة لمهاجمة أهداف متحركة. وقدر معهد نورسار النروجي للزلازل حجم الانفجار بما يعادل 700 كيلوغرام من مادة "تي ان تي"، وهو تأثير يمكن أن ينتج من عبوات حديثة.

وقال جوليان باولاك من جامعة هيلموت شميدت في هامبورگ "بحر البلطيق ضيق وضحل، وتقريباً أي حركة يتم تعقبها ومراقبتها من قبل الدول المطلة عليه ومن قواتها البحرية". وأضاف أن "القيادة البحرية لحلف شمال الأطلسي والسفن الحليفة تتوقع أنشطة هجينة وتستعد لها، بما في ذلك تخريب البنى التحتية الحيوية". ومع ذلك، قال باولاك إن "السفن والغواصات قادرة على نشر غواصين قتاليين وأيضاً مركبات غير مأهولة تحت الماء".

وقال المصدر العسكري الفرنسي إن الهجوم في أعماق البحر سيكون "عملية بحرية خاصة"، مضيفاً "الأمر ليس سهلاً، انما هناك من يفعله، لكن يجب أن يكون ذلك منسقا ومعداً له بشكل جيد".

يعتقد محللون أن تحديد الفاعل الحقيقي قد يستغرق بعض الوقت، ما يترك حالة من عدم اليقين من المرجح أن تستغلها جهات مختلفة. وفي الوقت الحالي يتفق المحللون على أن الهجوم على نورد ستريم مرتبط بحرب أوكرانيا. ومن المؤكد أيضاً أن تضرر أنابيب الغاز يزيد من الضغوط على الاقتصاد الأوروبي المتعطش لمصادر طاقة جديدة من أجل تعويض الشحنات الروسية المتوقفة.

وأضاف هيرث الذي لديه شكوك بأن الروس قاموا بتخريب الأنابيب "إنه تذكير صارخ بضعف البنى التحتية للطاقة لدينا". وتابع "إذا كان هذا صحيحاً، فهو أمر يبعث على القلق. وعلى أقل تقدير يعني أن روسيا تحرق الجسور: إنها ترسل أوضح إشارة ممكنة الى أنها لن تقوم بتسليم الغاز في أي وقت قريب".[3]


مرئيات

رصد تسرّب للغاز من موقع رابع في أنبوب نورد ستريم في بحر البلطيق في 29 سبتمبر 2022.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ (أ.ف.ب) (2022-09-29). "رصد تسرب جديد ـ سيناريوهات محتملة لعملية "التخريب" في "نورد ستريم"؟". www.dw.com.
  2. ^ الجزيرة (2022-09-29). "الإصلاح يستغرق 6 أشهر.. رصد تسرّب للغاز في موقع رابع وروسيا تتهم الاستخبارات الأميركية". www.aljazeera.net.
  3. ^ يورونيوز (2022-09-29). "رصد تسرّب للغاز من موقع رابع في أنبوب نورد ستريم في بحر البلطيق". arabic.euronews.com.