أبو ياسر بن قسطل

أبو ياسر بن قسطل (توفي حوالي 1211) الراهب المصلح، من المؤرخين الأقباط في العصر الفاطمي.

فى عهد الفاطميين ونتيجة لقرون من إختلاط الاقباط بالوافدين العرب تأثروا بثقافتهم واكتسبوا عادات مثل التسرى (إتخاذ الجوارى والإماء كملك يمين)، كذلك الفصل بين الجنسين إلى حد ان يتزوج الرجل والمرأة دون ان يرى أحدهما الآخر ، إجبار الفتاة على الزوج بشخص لا ترغب فى الارتباط به والمبالغة فى قيمة الختان للاطفال لدرجة حرمان الطفل من المعمودية حتى يختن. كل هذه عادات صارت دخيلة على المجتمع المصري بعد الإحتلال العربي.

القس "أبو ياسر بن قسطل "عاش وسط هذه الأجواء وكان راهبًا كاهنا على كنيسة ودير العذراء العدوية (كنيسة العذراء بالمعادى) وكان يؤلمه انخراط الاقباط فى عادات غير مسيحية خاصة انه كراعى كثيراً ما شهد اوجاع ومآسي فى العائلات القبطية نتيجة الزيجات الإجبارية والتسرى بالجواري. كاسرين العهد المقدس بشريعة الزوجة الواحدة. لذلك كان مهتم بالاصلاح الروحى والاجتماعى للاقباط وكتب كتاباً يحمل آراءه ، نادى فيه بحق الخطيب في مشاهدة خطيبته قبل العقد عليها، وضرورة تعارف الخطيبين على بعضهما قبل الزواج حتى يقبل الواحد الآخر عن رضى ومحبة وليس تحت ضغط العائلة.

كذلك أوضح أن الختان ليس فرضًا روحيًا، إنما هي عادة اجتماعية، ويمكن للمسيحي أن ينال المعمودية دون أن يختتن وأن المعمودية هي الباب الوحيد الملزم لكل مؤمن.

وككل مصلح قابله الرفض والاضطهاد ودفع ثمن مواقفه. فبسبب هذا الكتاب ثار الإكليروس والشعب عليه ثورة عارمة! وعقاباً له طرد من الدير إلى بستان بجوار الدير قام بزراعته والاهتمام به. ولكن في أوائل العصر الأيوبي (الذي بدأ في 1171م) إذ صدر أمر بالاستيلاء على أوقاف الأديرة والكنائس تم الاستيلاء على هذا البستان!

انتقل الراهب ابو ياسر بعدها الى دير مار جرجس في طرة الكائن حاليا بكوتسيكا، حلوان وظل به أربعين عاما قام فيها بتعميره وتجديد كنائسه حتى وفاته في حوالي 1211 (بداية العصر الأيوبي في 1171 + 40 سنة).