طيف منثور

(تم التحويل من Spread spectrum)

في الاتصالات واتصالات الراديو، الطيف المنثور spread spectrum، هو تقنية في الاتصالات تعتمد على نثر (زيادة عرض) حزمة الإشارة قبل إرسالها إلى قناة الاتصال، ثم فك نثر (إنقاص عرض) حزمتها بالمقدار نفسه عند الاستقبال.

تقنيات التضمين
التضمين النظيري
AM • SSB • FM • PM • SM
تضمين رقمي
OOK • FSK • ASK • PSK • QAM
MSK • CPM • PPM • TCM • OFDM
طيف منثور
FHSS • DSSS
انظر أيضاً: إزالة التضمين
تقنيات الإرسال
المتعدد المتقابل
نسق الدارة
(ثابت السعة)
TDM • FDM • WDM
الإرسال المتعدد للاستقطاب
إرسال متعدد حيزي (MIMO)
إرسال متعدد متقابل إحصائي
(متغير السعة)
نسق حزمي البيانات • Dynamic TDM
FHSS • DSSS • OFDMA
المواضيع ذات الصلة
طرق الولوج القنوي
ضبط ولوج الوسائط (MAC)

 ع  ن  ت

ويسمح استخدام إجرائية النثر (فك النثر) بالتقليل من آثار التداخل على أداء المستقبل، والذي يتعلق بمقدار استطاعة التداخل ضمن عرض الحزمة، ومن ثَم بتحسين جودة الاتصال.

وتتمثل الفكرة الرئيسية في أن التداخل يحدث بعد نثر الإشارة المرسلة، ومن ثَم عندما يقوم المستقبل بإعادة الإشارة المرغوب فيها إلى عرض حزمتها الأصلي، فهو ينثر في الوقت ذاته الإشارة غير المرغوب فيها (التداخل) بالمقدار ذاته، وينقص من ثم الكثافة الطيفية لاستطاعة التداخل.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

من المعروف أن المجال الجوي المتاح للاستخدام الراديوي هو من الأهمية بمكان ويجب ترشيد استخدامه، مثلما هي حال الماء في الصحراء. ويردّ ذلك إلى المُرسِلات والمُستقبِلات التقليدية التي يجب أن ينحصر تشغيلها في شرائح ضيقة مكرَّسة من الطيف الكهرمغنطيسي لتقليل التداخلات interference إلى أقصى حد. لذا راحت الحكومات تقوم بتجزئة القنوات الراديوية وترخيصها وكأنها عقارات. وفي الولايات المتحدة عمدت هيئة الاتصالات الاتحادية (FCC) أحيانا إلى عملية مزايدة في الأسعار لتوزيع نُطُق (نطاقات، عُصَب) ترددات قيِّمة على أغراض متنوعة، تشمل محطات البث الإذاعي والتلفزيوني التجارية والتراسلات العسكرية والبحرية وتراسلات الشرطة ومكاتب النقل بالأجرة (التكسي) واتصالات النطاق المدني الراديوي Citizens Band وهواة البث الراديوي ومستخدمي الهاتف الخلوي.

ولكن أوجُه التقدم الحديثة في الاتصالات الرقمية فتحت الباب لنموذج إرسال جديد بالكامل، فأصبحت المُرسِلات الآن قادرة على الاستفادة مما يسمى تقنيات تمديد الطيف، وفيها تتقاسم القنوات الطيف من دون أن يدخل بعضها في نزاع مع بعضها الآخر، إذ يمكن تقطيع المعلومات إلى رزم إلكترونية رقيقة مؤلفة من واحدات وأصفار، ثم إرسالها على الموجات الراديوية، على أن ترسل كل رزمة في قنوات مختلفة، أو ترددات، وبقدرة منخفضة. وبيّنت الدراسات الحديثة أن الملايين من المُرسلات الراديوية الواقعة ضمن المنطقة الحضرية نفسها تستطيع نظريا أن تعمل بنجاح في نطاق التردد ذاته، في حين أنها تنقل مئات الميگابِتَّة من البيانات (المعطيات) في الثانية الواحدة.


اختراع القفز الترددي

 
كانت هَيدي لامار نجمة التمثيل في هوليوود قد شاركت في تسلم براءة الاختراع (المُدرجة هنا) المتعلقة بتقانة أساسية تستعمل الآن على نطاق واسع في الهواتف الخلوية وخدمات الاتصالات الشخصية (PCS).

طُورت تقنية الطيف المنثور أساساً من أجل التطبيقات العسكرية، لأن أنظمة الاتصال الصديقة قابلة للكشف أو الاعتراض من العدو، وغير منيعة في وجه التداخل المتعمد (التشويش). ويُطلق على أنظمة الاتصالات التي تستخدم الطيف المنثور للتقليل من قابلية كشفها اسم أنظمة اتصالات ذات احتمال اعتراض منخفض، ويطلق على تلك التي تستخدمه للتصدي للتداخل ذي المصدر المعادي اسم أنظمة اتصالات ممانعة للتشويش.

إن الطبيعة الخفيَّة لتمديد الطيف كانت في البدء هي جاذبيته الرئيسية. ففي أثناء الحرب العالمية الثانية اهتم الجيش الأمريكي بجهاز خلاَّب كانت نجمة التمثيل هَيدي لامار قد شاركت في تسجيل براءة اختراعه ,كان مفهومه بسيطا للغاية ـ فبدلا من بث المعلومات على قناة وحيدة، حيث قد يتمكن العدو من العثور على الإرسال مصادفة، يقوم الجهاز بالبث متنقلا عبر قنوات مختلفة بشكل مستمر، فيبث كمية صغيرة من المعلومات هنا وأخرى هناك، وفقا لكود سري لا يعلمه إلا المُرسِل والمستقبِل المقصود. وهذا القفز الترددي المتكرر يجعل من الصعب جدا على العدو أن يستجمع كامل الإرسال من خلال الضجيج الكهربائي المحيط به. ولكن جهاز هَيدي لامار كان غير عملي على ما يبدو؛ لأنه كان يعتمد على أداة ميكانيكية غريبة لإنجاز عملية القفز الترددي.[2]

ومع انتهاء الحرب الباردة، سمح العسكريون بانتقال تلك التقنية إلى القطاع المدني فظهرت عدة تطبيقات تجارية للطيف المنثور، وخاصة في مجال الاتصالات النقالة الخلوية. إذ إن المبادئ الأساسية التي جعلت الطيف المنثور مفيداً للاتصالات العسكرية قد أثبتت جدواها في الاتصالات المدنية أيضاً.

ولكن التقدم اللاحق في مجال الدارات الإلكترونية جعل تمديد الطيف مجديا، فالشيبَّات نصف الموصِّلة (الناقلة) المرصَّعة بآلاف الترانزستورات تستطيع بث رُزَم رقمية من البيانات على عدة قنوات في نمط يبدو عشوائيا. غير أن المُستقبِل المصمَّم ليسمع الإشارات وفق التتابع الخاص الدقيق للمرسِل الراديوي، يكون قادرا على اجتذاب المعلومات المجزَّأة بالترتيب الصحيح من مختلف الترددات. إضافة إلى ذلك، عندما يصادف المُستقبِل رزما مفقودة أو مغلوطة يمكنه إبلاغ المرسِل الراديوي بإعادة إرسال تلك الرزم. كما أنه من الممكن استخدام تقنية تدعى تصحيح تصحيح الخطأ المبكر لتحسين فُرَص استقبال البيانات بشكل صحيح من المرة الأولى. لقد وفَّرت التقانات الإلكترونية طريقة أخرى لتمديد الطيف، ألا وهي طريقة التتابع المباشر التردد المباشر التي تُمزَج فيها المعلومات المرسلة بإشارة مكوّدة بحيث تبدو لمستمع خارجي وكأنها ضجيج. ففي هذا البديل عن القفز التردّدي تُرْسَل كل بتة من البيانات على ترددات مختلفة في الوقت نفسه، على أن يكون المُرسِل والمُستقبِل متزامنين بالطبع مع التتابع المكوّد نفسه.

المبادئ الأساسية للطيف المنثور

يفترض وجود مرسل يرغب في إرسال رسالة مستخدماً استطاعة إرسال S واط وسرعة معلومات Rb بت/ثا (بت في الثانية). إن استخدام تعديل الطيف المنثور سيزيد عرض حزمة الإشارة المرسلة من Rb هرتز إلى Wss هرتز، وهو عرض حزمة الطيف المنثور (حيث Wss أكبر بكثير من Rb). وعلى فرض أن القناة أدخلت، إضافة إلى الضجيج الحراري المعتاد (نفرض أن الكثافة الطيفية للاستطاعة وحيدة الجانب تساوي N0 واط/هرتز) تداخلاً جمعياً (تشويش) استطاعته J موزعة على عرض حزمة WJ، فيعود عرض حزمة الإشارة المرغوب فيها بعد فك النثر إلى قيمته الأصلية Rb هرتز، أما الكثافة الطيفية لاستطاعة التداخل فتصبح NJ = J/Wss. وحيث أن الضجيج الحراري يفترض أن يكون أبيض (أي إنه ذو توزيع منتظم على الترددات كلها) فإن الكثافة الطيفية لاستطاعته لا تتغير وتبقى N0. وتعطى نسبة طاقة البت إلى الضجيج الكلي، بصرف النظر عن أشكال موجة الإشارة والتداخل بالعلاقة:

Eb / Nt = Eb / (N0 + NJ) =

(S/Rb) / (N0+(J/Wss)

وبما أن التشويش يحد الأداء في معظم الحالات العملية فإنه يمكن إهمال آثار ضجيج المستقبِل، ومن ثَم افتراض أن NJ أكبر بكثير من N0، فتصبح المعادلة السابقة:

Eb / Nt = Eb / NJ = (S/Rb) / (J/Wss)

= (S/J) (Wss/Rb)

حيث يُطلق على النسبة Wss/Rb اسم معدل النثر، ويُعرف على أنه ربح معالجة النظام، أما النسبة J/S فهي نسبة استطاعة التشويش إلى استطاعة الإشارة.

وبما أن الأداء النهائي للمستقبل من حيث احتمال الخطأ يتعلق بالنسبة Eb/NJ فإن الهدف، من وجهة نظر المتصل، يتمثل في إنقاص النسبة J/S إلى الحد الأدنى (باختيار S) وزيادة ربح المعالجة (عبر اختيار Wss من أجل سرعة معلومات مرغوبة معينة).

تقنيات الطيف المنثور

ثمة تقنيات عدة للنثر وهي التعديل بالسلسلة المباشرة، والتعديل بالقفز الترددي، والتعديل بالقفز الزمني، والتعديل الهجين. وستُعرض فيما يأتي التقنيتين الأكثر شيوعاً، وهما:

1ـ التعديل بالسلسلة المباشرة:

تُشكل إشارة التعديل بسلسلة مباشرة c(t) direct sequence بإجراء تعديل خطي لقطار من النبضات، مدة كل منها Tc باستخدام سلسلة خرج (cn) مولد أعداد شبه عشوائي بحيث:


وحيث n:-∞, +∞، وحيث p (t) هو شكل النبضة الأساسي والذي يكون عادة مستطيلاً. ويُستخدم هذا النوع من التعديل عادة من أجل إشارات المعلومات المزاحة الطور الإثنانية والتي لها الشكل العقدي:

d(t) exp{j(πfct + θc)}

حيث d(t) شكل موجة معطيات ذات قيم إثنانية سرعتها s1/Tb بت/ثا و Fc و θc هما على الترتيب تردد الحامل المعَدلة وطورها.


 
بنية نظام تعديل بإزاحة طور ثنائي ـ سلسلة مباشرة.


وتجدر الإشارة إلى أن صعوبة مزامنة مولد السلاسل شبه العشوائية المستخدم في المستقبل لفك النثر مع المولد المستخدم في المرسل بدقة كبيرة هو الذي يحد من عرض حزمة الطيف المنثور.

2ـ التعديل بالقفز الترددي:

تُشكّل إشارة التعديل بالقفز الترددي c(t) frequency hopping بإجراء تعديل غير خطي لقطار من النبضات باستخدام سلسلة من الإزاحات الترددية fn)) مولدة بصورة شبه عشوائية. ويكون للإشارة c(t) الشكل العقدي الآتي:


حيث n:-∞, +∞، وحيث (p(t هو أيضاً شكل النبضة الأساسي ومدتها Th، وΦn سلسلة من الأطوار العشوائية مرتبطة بتوليد القفزات. ويُستخدم هذا النوع من التعديل عادة من أجل إشارات المعلومات المزاحة التردد المتعددة والتي لها الشكل العقدي:

exp{j[2π(fc+ d(t)]}

حيث d (t) شكل موجة رقمي ذو M مستوى (تدل M على حجم أبجدية الرمز) يمثل التعديل الترددي للمعلومات بسرعة s1/Ts رمز/ثا.

وفي الواقع لا يتم توليد الإشارة (c(t في المرسل، بل يتم الحصول على الإشارة المرسلة الحقيقية x (t) بتطبيق سلسلة الإزاحات الترددية شبه العشوائية مباشرة على المركب الترددي الذي يقفز بالحامل بين الترددات وعددها s2k.


[[صورة:بنية نظام تعديل بإزاحة التردد متعدد ـ قفز ترددي.jpg|300px|وسط|تصغير|بنية نظام تعديل بإزاحة التردد متعدد ـ قفز ترددي.}}

وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين من الأنظمة: أنظمة القفز الترددي السريع والتي تتميز بقفزة أو أكثر لكل رمز معطيات أي Ts = N Th حيث N عدد طبيعي، وأنظمة القفز الترددي البطيء والتي تتميز بأكثر من رمز لكل قفزة أو Th = N Ts.

جيل إشارة ساعة الطيف المنثور

 
Spread spectrum of a modern switching power supply (heating up period) incl. waterfall diagram over a few minutes. Recorded with a NF-5030 EMC-Analyzer

التطبيقات المختلفة

 
طيف الإشارة قبل وبعد النثر.

التطبيقات العسكرية

تستخدم أنظمة الاتصالات العسكرية تقنية الطيف المنثور من أجل تحقيق اتصالات مضادة للتشويش أو ذات احتمال اعتراض منخفض. وبصورة أكثر تحديداً يهدف استخدام إشارات الطيف المنثور إلى:

  • مكافحة أو حذف الآثار المخرّبة للتداخل الناجم عن التشويش، أو الناشئ عن مستخدمين آخرين للقناة، أو التداخل الناجم عن الانتشار متعدد المسارات.
  • إخفاء إشارة عبر إرسالها باستطاعة منخفضة مما يجعل كشفها من قبل مستمع غير مرغوب فيه صعباً بوجود الضجيج.
  • تأمين سرية الرسالة مع وجود مستمعين آخرين. كما تُستخدم إشارات الطيف المنثور في الرادار والملاحة، بهدف الحصول على قياسات دقيقة لأزمنة التأخير والسرعة.

التطبيقات المدنية

  • النفاذ المتعدد بالطيف المنثور:

لعل أهم استخدام للطيف المنثور في التطبيقات التجارية للاتصالات هو تقنية النفاذ المتعدد. فهو يمثل بديلاً للنفاذ المتعدد بتقسيم التردد وللنفاذ المتعدد بتقسيم الزمن، ويطلق عليه اسم النفاذ المتعدد بتقسيم الرمز أو النفاذ المتعدد بالطيف المنثور. ففي نظام النفاذ المتعدد بتقسيم الرمز يُخصص لكل إشارة من المجموعة سلسلة نثر خاصة بها، وتشغَّل كل الإشارات في النفاذ المتعدد بتقسيم الرمز الحزمة الترددية ذاتها، وتُرسل في آن معاً وذلك على النقيض من نظام النفاذ المتعدد بتقسيم التردد حيث يشغل جميع المستخدمين حزم ترددية منفصلة إنما تُرسل في آن معاً، أو من نظام النفاذ المتعدد بتقسيم الزمن، إذ يشغل جميع المستخدمين الحزمة الترددية ذاتها، لكن الإرسال يتم في فترات زمنية منفصلة. ويتم تمييز الإشارات بعضها من بعض عند المستقبل في نظام النفاذ المتعدد بتقسيم الرمز بفضل رموز النثر المحددة التي يستخدمونها.

وقد حظي النفاذ المتعدد بتقسيم الرمز مؤخراً باهتمام بالغ في حقل الاتصالات اللاسلكية، وتشتمل تلك التطبيقات على الاتصالات الخلوية، وخدمات الاتصالات الشخصية، والشبكات المحلية اللاسلكية. ويعود الفضل في هذا الانتشار إلى الأداء الذي تظهره إشارات الطيف المنثور لدى إرسالها عبر قناة خفوت متعددة المسارات.

  • رفض التداخل: تحظى تقنيات الطيف المنثور بأهمية كبيرة في القطاع المدني للأسباب ذاتها التي جعلتها حيوية في التطبيقات العسكرية، وبالذات لخصائصها في ممانعة التشويش واحتمال الاعتراض المنخفض، إلا أن التداخل في هذه الحالة لا يكون متعمداً، وإنما ينجم عن وجود خدمات عديدة تستخدم القناة الترددية ذاتها في الوقت ذاته (تداخل القناة).


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الآفاق المستقبلية

مما لاشك فيه أن الاهتمام المتزايد الذي تحظى به تقنيات الطيف المنثور، وخاصة من قبل الاتصالات الخلوية، والأبحاث المتواصلة عبر العالم لتحسين أداء أنظمة الاتصالات يَعِدُ بمزيد من التطوير للطيف المنثور وتطبيقات.

مخترعون غير متوقعون

كانت الممثلة هَيدي لامار موهوبة وساحرة وفاتنة، وكانت أيضا صاحبة فكر تقاني. فلقد تقدمت هَيدي (نجمة التمثيل) في عام 1941 بالاشتراك مع المؤلف الموسيقي الطليعي جورج آنثيل بطلب لتسجيل براءة اختراع تخص «نظامهما للاتصال السري»، وهو جهاز صُمِّم ليساعد على توجيه الطُربيدات الأمريكية بإشارات راديوية تقفز باستمرار من تردد إلى آخر، مما يصعّب على العدو اعتراضها أو التشويش عليها.

يمكن أن تكون فكرة «القفز الترددي» خطرت لهيدي لامار ـ التي ولدت باسم هِدڤيگ ماريا إيڤا كيسلر في فيينا ـ عندما كانت متزوجة من فريتز ماندل , وهو مصنِّع أسلحة كان يبيع الذخيرة لأدولف هتلر. وبهذا الزواج الذي رتبه لها والداها كانت لامار زوجة ماندل ومحطّ اعتزازه ترافقه إلى العديد من دعوات العشاء واجتماعات الأعمال حيث تعلمت بصمت وفي غفلة عن المشاركين الكثير عن تقانة حرب دول المحور. وبعد أربع سنوات قضتها لامار مع ماندل، وهي المعادية الشرسة للنازية، هربت إلى لندن حيث اكتشفها <B.L.ماير>، صاحب شركة متروجولدوين ماير، وأقنعها بالذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هوليوود اجتمعت بأنثيل الذي ساعدها على اكتشاف سبيل لمزامنة القفز الترددي بين جهازي الإرسال والاستقبال الراديويين. واختراعهما هذا الذي قدماه مجانا إلى حكومة الولايات المتحدة كان يستدعي وجود لفَّتين من الورق تشبهان اللفات المستعملة في البيانو الآلي، وهما مثقبتان بنمط متطابق من الثقوب العشوائية. وتتحكم إحدى اللفتين في المرسِل الموجود في الغواصة في حين تُقذف اللفّة الأخرى مع المُستقبِل الموجود على الطربيد. ومع كل براعة هذا الجهاز فقد كان أكثر من مُربك لاستخدامه في الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك بقيت فكرة القفز الترددي تتبرعم ببطء، إلى أن أصبح مقاولو البحرية الأمريكية في أواخر الخمسينات قادرين على الاستفادة من بواكير المُعالجات الحاسوبية للتحكم في التتابع القفزي ومزامنته. ومنذئذ وسّع الجيش الأمريكي دائرة انتشار تقنيات أكثر إتقانا لمعالجات أكثر سرعة موضوعة في أجهزة سرية ومكلفة بما في ذلك منظومات اتصالات عبر الأقمار الصنعية. وفي هذه الأيام أصبحت هذه التقانة واسعة الانتشار في الهواتف الخلوية وفي خدمات الاتصالات الشخصية (PCS) من ضمن غيرها من التطبيقات المدنية.

كانت هيدي لامار نجمة التمثيل في هوليوود قد شاركت في تسلم براءة الاختراع (المُدرجة هنا) المتعلقة بتقانة أساسية تستعمل الآن على نطاق واسع في الهواتف الخلوية وخدمات الاتصالات الشخصية (PCS).

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ محمد خالد شاهين. "الطيف المنثور". الموسوعة العربية. Retrieved 2015-02-17.
  2. ^ مجلة العلوم الأمريكية نوفمبر 1998 / المجلد 14

المصادر

وصلات خارجية