ماكويا

(تم التحويل من Makuya)

ماكويا Makuya (幕屋)، مدرسة لتعليم الكتاب المقدس، يقع مقرها في طوكيو، وهي مركز لحركة دينية في اليابان تأسست عام 1948 على يد إيكورو تيشيما. وبحسب تيشيما، فإنها "تهدف لفهم الحقيقة الداخلية للدين الكتابي"، و"محبة الروح القدس"، و"تمجيد هذا الحب الوجودي من خلال تجسيده والعيش وفقاً له" وهذا "هو جوهر الحياة الدينية لعائلة ماكويا. وكلمة "ماكويا" هي النظير الياباني للكلمة العبرية مشكن (משכן)، والتي تشير إلى المسكن المقدس، و"المزار المتنقل" حيث يلتقي الله والإنسان كما جاء في سفر الخروج "وَأَجْتَمِعُ هُنَاكَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَيُقَدَّسُ بِمَجْدِي." (الخروج 29: 42-43). ويعبر الاسم عن التوجه الديني الأساسي لآل ماكويا، الذين يؤكدون على أهمية اللقاء الشخصي الذي لا يوصف مع الوجود الإلهي في الحياة اليومية. وهذه التجربة، في رأيهم، لا ينبغي ولا يمكن أن تحل محل الإيمان العقائدي واستقرار مؤسسة دينية؛ ومن هنا جاءت فكرة المزار "المتنقل".

Makuya members visiting Israel

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المعتقدات والمبادئ

 
أڤراهام إيكورو تشيما، مؤسس حركة ماكويا.

يؤكد الماكويا على "العودة إلى الإيمان المسيحيي اليهودي المبكر والاستناد للإنجيل الأصيل، وهذا الإيمان مخالف للكنائس العقائدية والمؤسسية التي يهيمن عليها الأوروبيون". ويرون، أنه حين قُدم الدين الكتابي إلى الحضارة الهيلينية، جرى تفسير روحه الحية ضمن المنطق اليوناني وثم استبدل بمجموعة من المعتقدات اللاهوتية، ولذلك تسعى الماكويا إلى استعادة هذه الروح الأصلية من خلال العودة إلى جذورها العبرية، والتعرف على الكتاب المقدس وفقاً لذلك.

ولا يهتم الماكويا بالخلاص الفردي وحسب، بل يهتمون أيضاً بالاستعادة الروحية، وتعزيز كل أمة ومجموعة اجتماعية. فمثلاً ينظرون إلى نظام القيم المعاصر للمجتمع الياباني على أنه متدهور وجودياً، وأناني بشكل فاضح، ولا يعطي سوى القليل من الاهتمام بالفضائل الأخلاقية الأساسية، والتراث التقليدي، والصالح العام للمجتمع ككل. وخلافاً لباقي المسيحيين في اليابان، فإن الماكويا، تحترم تراثها الثقافي وتسعى لإحياء "الروح الوجودية لـالشعب الياباني على حد تعبيرهم". ولذلك، يوجد العديد من اليابانيين الشنتو والبوذيين الذين يشتركون في نفس الاهتمام، ويدعمون قضية ماكويا. كما أن الماكويا ليست تبشيرية ولا تسعى إلى نشر عقيدتها بين أتباع الديانات الأخرى، إذ أن الماكويا يؤمنون بالتعددية الدينية والتسامح والتعايش. ويفضل أتباع الماكويا أن لا يُنظر إليها بإعتبارها "طائفة"، ولكن بإعتبارها "حركة"، وليس كجماعة "حصرية"، إنما باعتبارها مجموعة "شاملة".

وخلافاً للمسيحيين الآخرين، الذين يستخدمون الصليب كرمز لهم، فإن الماكويا يتخذون الشمعدان اليهودي ذو الأذرع السبعة كرمز ديني لهم، ويعرضونه على شاراتهم أو المعلقات. إذ يفضلون استخدام الشمعدان كرمز ديني لهم بدلاً من الصليب، لأن الصليب بالنسبة لهم هو رمز "للمعاناة" ولكن الشمعدان هو رمز "للأمل". كما طور تاماكويا ودمجوا عدداً من الشعائر والعادات والطقوس الدينية، ويشاركون عادةً في الدعوات ومراسم الزواج والحج.

ويوجد اليوم حوالي مئة فرع لحركة ماكويا، وتنتشر في عدة بلدان من العالم، منها اليابان، وإسرائيل، والولايات المتحدة، وكندا، والدنمارك، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، والمكسيك، والبرازيل، وباراجواي، والصين، وتايوان، وكوريا الجنوبية، والهند وإندونيسيا. والتزاماً من الحركة بتقليد كتابيوارد في سفر صموئيل الثاني، فإنها لا تقوم بإجراء تعداد لأفرادها؛ وعددهم الدقيق لا يزال مجهولا.لكن من المعروف أنه يتم إصدار حوالي 300 ألف نسخة من مجلتها "نور الحياة" كل شهر.

بالنسبة للماكويا الذين يعيشون في اليابان، فقد حدد تيشيما عدداً من المبادئ التي أطلق عليها "معتقداتنا" وتهدف إلى تحديد المعتقدات الأساسية للماكويا وهي:[1]

  • نأسف على التدهور الروحي لليابان ونتمنى صحوة اليابان
  • نتمنى إحياء الدين في قلوب اليابانيين ونصلي من أجل استعادة الإنجيل الأصلي.
  • نقف على أساس الروح غير الكنسية؛ لذلك، نحن لا ننتمي إلى أي كنائس أو طوائف ولا ننشئها. نحن نتعلم فقط من العهدين القديم والجديد.
  • نتمنى تطهير المسيحية، ولكننا كذلك نعتزّ بالديانات الأخرى في اليابان ونحترم شخصيات قادتها.
  • وبعيداً عن الاختلافات في المعتقدات السياسية، فإننا نعتزم تقديس المجتمع الياباني. كما نعلن العدالة الاجتماعية والإنسانية بالحب الإلهي وحسن النية والسلام.

قال المسيح: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (متى 11:28)


ماكويا وإسرائيل

 
علامة "غابة ماكويا" في الجليل الأسفل.
 
الحديقة اليابانية في كيبوتس حفصي‌به Heftziba.

تعد الماكويا مجموعة من المحبين المتحمسين لإسرائيل والشعب اليهودي. وعادةً ترسل الأعضاء الشباب إلى عدد من كيبوتس في إسرائيل، وتقوم بالحج إلى القدس. إذ "اُرسل أكثر من [900] طالب من طلاب ماكويا إلى الكيبوتسات الإسرائيلية للعمل مع أهل الكتاب المقدس، ولدراسة اللغة العبرية والخلفية الكتابية. ويواصل بعضهم دراساتهم الأكاديمية في الجامعات". ويُعد كيبوتس هفتزيبا هو الكيبوتس الأساسي الذي يقيم فيه طلاب ماكويا. كما ظهر الماكويا أمام الأمم المتحدة في مناسبتين على الأقل، وتحدثا نيابة عن إسرائيل.

وفي عام 1967، عندما اندلعت حرب 1967، كتب تشيما برقية إلى طلاب ماكويا في إسرائيل قال فيها: "ابقوا لأطول فترة ممكنة وساعدوا إسرائيل". وبناءاً على ذلك، تطوع الطلاب لمساعدة إسرائيل خلال الحرب. وفي عام 1973، عندما اندلعت حرب أكتوبر، دعمت اليابان الدول العربية، واستسلمت لـ الحظر النفطي العربي. وهذا ما أحبط تشيما. وعلى الرغم من مرضه الخطير (تليف الكبد)، نظم تشيما، مع 3000 من أتباعه، حملة من أجل إسرائيل أمام مبنى البرلمان الوطني في طوكيو. وكانت هذه أول مظاهرة مؤيدة لإسرائيل في اليابان. ولكن مرضه تفاقم بعدها، وتوفي بعد ثلاثة أسابيع في يوم عيد الميلاد سنة 1973.

سُجل اسم تشيما مرتين في الكتاب الذهبي للصندوق القومي اليهودي. الأولى في سبتمبر 1967 تكريما لدعمه لإسرائيل خلال حرب 1967، والثانية في يناير 1974 تكريما لوفاته. ولا يزال أتباعه يؤيدون ويدعمون اسرائيل حتى الآن.

ذكرى تشيما قام الصندوق القومي اليهودي بزرع غابة في الجليل الأسفل. وقد سُميت "غابة ماكويا".

الأصل

تأثر تشيما بكتابات اوشيمورا كانزو، ودرس على يد تلميذه توراجي تسوكاموتو كما انضم إلى الحركة غير الكنسية. ومن بين الشخصيات الدينية الأخرى التي أثرت بشكل كبير على معتقدات تشيما كان تويوهيكو كاجاوا، سادو سوندار سينغ، ومارتن بوبر. في عام 1947، اتُهم تشيما بعرقلة خطة بلدية لتدمير مدرسة محلية في محافظة كوماموتو، وصدر أمر بالقبض عليه. لكنه هربإلى جبل آسو في وسط كيوشو حيث مكث هناك لعدة أسابيع، وادعى أنه التقى مع الله وجهاً لوجه. ثم عاد إلى منزله واكتشف أن مذكرة التوقيف قد تم سحبها. وأجبرته تجربته في جبل آسو على بدء حياة الخدمة، وأنشأ مجموعة لدراسة الكتاب المقدس والتي تطورت بسرعة إلى حركة تُعرف باسم "جينشي فوكوين" (تعني، حركة الإنجيل الأصلية)، ثم أصبح اسمها ماكويا. ومن بين المتعاطفين مع هذه الحركة مفكرون وعلماء دينيون مثل أوتو بايبر، مارتن بوبر، أبراهام جوشوا هيشل، زلمان شازار، هوغو بيرجمان، زڤي يهودا كوك، أندريه شوراكي، ويسرائيل مئير لاو.

مرئيات

أفراد يابانيون من حركة ماكويا الدينية يقومون بزيارة لقوات الجيش الاسرائيلي التي تهاجم غزة خلال حرب 2023

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ Teshima, Ikuro (June 2011). "Our Beliefs". The Light of Life. No. 35. p. 32.
  • Official site of the Makuya sect: In English, In Japanese
  • Ikurō Teshima (1970). Introduction to the Original Gospel Faith. Tokyo: Light of Life Press.
  • Ikurō Teshima (1991). The Love of the Holy Spirit. Tokyo: Makuya Bible Seminary.
  • Shillony, Ben-Ami (1991). The Jews and the Japanese: the Successful Outsiders. Tokyo: Charles E. Tuttle Company.
  • Photos of Makuya signs at Israeli kibbutz
  • Mohri Tsuneyuki (2008). Die for Ardent Love (Kohi Shinamu) (Teshima's biography in Japanese). Tokyo: Myrtos.

أفلام

  • Jewish Soul Music: The Art of Giora Feidman (1980). Directed by Uri Barbash.
  • فيلم تسجيلي عن حياة تشيما باليابانية، Dawn of Makuya (Makuya-no Yoake) (2006). Directed by Mohri Tsuneyuki.
  • The Makuya TV Program is currently broadcast in the west coast of the United States.
  • In the 2009 Israeli comedy film A Matter of Size, a major character claims to be a Makuya in explaining why he immigrated to Israel from Japan. (He had previously told others that he came to Israel to escape Yakuza gangsters, Indian people, and Chinese soldiers, casting some doubt on this claim. The truth is never established and is not essential to the film.)