جاكومو كازانوڤا

(تم التحويل من Giacomo Casanova)

جياكومو جيرولامو كازانوڤا ده زاينگالت Giacomo Girolamo Casanova de Seingalt (عاش 2 أبريل 1725 - 4 يونيو 1798) مغامر وكاتب من البندقية. كتابه الرئيسي قصة حياتي Histoire de ma vie، وهو جزء سيرة ذاتية وجزء مذكرات، يعتبر واحداً من أكثر المصادر وثوقاً في العادات والتقاليد السائدة في الحياة الاجتماعية الاوروبية أثناء القرن الثامن عشر.

جياكومو كازانوڤا
Giacomo Casanova
Casanova ritratto.jpg
وُلِدَ(1725-04-02)2 أبريل 1725
توفي4 يونيو 1798(1798-06-04) (aged 73)
الوالدانGaetano Giuseppe Casanova
زانـِتـّا فاروسـّي

ولد كازانوفا في 2 أبريل عام 1725م و توفي عام 1798 م في فينسيا ويعد من أشهر العشاق في التاريخ. هو ابن الممثلة Zanetta Farussi زوجة الممثل Gaetano Giuseppe Casanova وهو الابن الأول علي ستة أبناء، تركته أمه عند أمها لتربيه فاعتنت جدنه بتعليمه حتي حصل علي دكتوراه في القانون وهو في سن السابعة عشر وبعد وفاة جدته دخل ديراً ولكنه طرد منه بعد فترة قصيرة ثم تنقل بعد ذلك بين بلاد عديدة مثل باريس وبرلين ووارسو ومدريد.

من صفاته أنه كان رجل مدمناً للجنس، كان كازانوفا يعاني من صورة مشوهة لأمه التي كانت فنانة وتساير من الرجال فينتقم من النساء، كازانوفا يِؤمن بأن يجب أن لا تكون هناك قيود وأخلاق جنسية في المجتمع. كازانوفا أيضا كان خائن لأصدقائه وأحبائه المقربين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

أضاف جوفاني ياكوبو كازانوفا لقب "دي سينجالت" الفخم لاسمه بتفنيط عشوائي للأبجدية، باعتبار هذا اللقب تشريفاً يفيد في أبهر الراهبات وتحدى حكومات أوربا. ولد لممثل وممثلة في البندقية عام 1725، وظهرت عليه منذ طفولته أمارات النشاط الذهني. تتلمذ لاحتراف القانون، وزعم أنه نال الدكتوراه في جامعة بادوا وهو في السادسة عشرة. وعلينا في كل خطوة من "مذكراته" الشائقة أن نكون على حذر من شطط خياله، ولكنه يقص قصته بصراحة يدين بها نفسه إدانة تحملنا على تصديقه حتى ونحن نعلم أنه يكذب.

وبينما كان في بادو حقق أول غزواته-وهي بتينا، "فتاة حلوة في الثالثة عشرة" وأخت لمعلمه الكاهن الطيب جوتسي. فلما مرضت بالجدري عني بها كازانوفا وأصيب بالمرض. ويزعم في روايته أن أعمال الرحمة التي كان يقوم بها كانت تعدل غزواته الغرامية. وحين ذهب في شيخوخته إلى بادو لآخر مرة ،"ألفيتها عجوزاً، مريضة، فقيرة، وقد ماتت بين ذراعي".(37) وكل عشيقاته تقريباً يصورهن مغرمات به إلى النهاية.

على أنه عانى من فقر مذل رغم درجته القانونية. مات أبوه، وكانت أمه تمثل في مدن بعضها وصل في بعده حتى سانت بطرسبورج، وتنساه عادة. وكسب بعض المال من عزف الكمان في الحانات والشوارع. ولكنه وهب القوة كما وهب الوسامة والشجاعة. فلما أصيب السناتور البندقي زوان براجادينو (1746) بالنقطة وهو يهبط السلم، احتمله ياكوبو بين ذراعيه وأنقذه من سقطة فجائية. وبعدها بسط عليه السناتور حمايته في مآزق كثيرة وزوده بالمال لزيارة فرنسا والنمسا. وفي ليون انضم إلى الماسون الأحرار، وفي باريس "أصبحت رفيقاً، ثم رئيساً للطائفة". (ونحن نلحظ في شيء من الدهشة قوله "في زمني لم يكن في فرنسا من يعرف كيف يبالغ في الأسعار")(38).

وفي 1753 عاد إلى البندقية، وسرعان ما لفت نظر الحكومة باحترافه السحر والتنجيم. وبعد عام أبلغ محقق رسمي مجلس الشيوخ عنه فقال:

لقد أفلح في التسلل إلى قلب الشريف زوان براجادينو.... وابتز ماله ابتزازاً باهظاً..... وقد أخبرني بنديتو بيزانو أن كازانوفا بسبيله إلى أن يصبح فيلسوفاً قبلانياً وأنه يحاول التكسب بالحجج الزائفة يموه بها في مهارة على عقول ضحاياه.....وقد أمكنه.....إقناع براجادينو بأن في استطاعته استحضار ملاك النور لينفعه.(39) ويضيف التقرير أن كازانوفا قد بعث إلى أصحابه بكتابات تشي بحقيقته مفكراً ملحداً. ويقول كازانوفا "لقد وقر في نفسي سيدة تدعى مدام ممنو أنني أعلم ولدها مبادئ الإلحاد(40)".

"أن التهم التي وجهت إليّ تتعلق بالكرسي (البابوي) المقدس، والكرسي المقدس وحش ضارٍ من الخطر أن تمسه. وكانت هناك ظروف معينة...جعلت من الصعب عليهم حبسي في السجون الكنسية التابعة لمحكمة التفتيش، ولهذا السبب تقرر في النهاية أن تناط محكمة التفتيش الدولة "بمحاكمتي(41)".

ونصحه براجادينو بالرحيل عن البندقية، ولكن كازانوفا أبى. وفي الغداة قبض عليه، وصودرت أوراقه، وحبس دون محاكمة في البيومبي "ألواح الرصاص" هو اسم سجن الدولة البندقي نسبة إلى ألواح الرصاص المسقوف بها. "حين جن الليل استحال على أن أغمض عيني لأسباب ثلاثة: أولها الفئران، وثانيها الطنين الرهيب الذي تحدثه ساعة كاتدرائية القديس مرقس التي كانت تدق وكأنها في حجرتي، وثالثها ألوف البراغيث التي أغارت على بدني تعضني وتلدغني وتسمم دمي بحيث أصابتني انقباضات عنيفة بلغت حد التشنجات"(42).

وحكم عليه بالسجن خمس سنين، ولكنه هرب بعد أن ظل رهين محبسه خمسة عشر شهراً (1757) بفضل سلسلة معقدة من الحيل والمخاطرات والأهوال أصبحت روايته لها جزءاً من "عدة نصبه" في كثير من الأقطار.

فلما عاد ثانية إلى باريس اشتبك في مبارزة مع فتى يدعى الكونت نيكولا دلاتور دوقرن وأصابه بجرح، ثم شفاه بمرهم "سحري"، وكسب صداقته، فقدمه إلى عمة له غنية تسمى مدام دورفيه، كانت شديدة الإيمان بقوى السحر، ومؤملة أن تستعين بها على تغيير جنسها. واستغل كازونوفا سذاجتها، ووجد فيها وسيلة خفية للإثراء.

"إنني لا أستطيع وقد شخت الآن أن أرجع ببصري إلى هذا الفصل من حياتي دون أن أخمر خجلاً"(43). وهذا اتصل على مدى فصول كثيرة أخرى من كتابه. وأضاف إلى دخله بالغش في لعب الورق، وتنظيم يانصيب للحكومة الفرنسية، وبالحصول على قرض لفرنسا من الأقاليم المتحدة. وفي الرحلة من باريس إلى بوكسل قرأت كتاب هلفتيوس "في الروح" طول الطريق.(44) (ويقدم للمحافظين مثالاً مقنعاً من إنسان حر التفكير انقلب رجلاً فاسقاً وإن كانت المرحلة التالية هي العكس في أغلب الظن). وكان في كل محطة يلتقط خليلة، وفي كثير من المحطات يجد خليلة سابقة، وبين الحين والحين يقع مصادفة على ذرية له لم يقصد إنجابها.

وزار روسو في مونمورنسي، وفولتير في فرنيه (1760) وقد سبق أن استمتعنا بشطر من ذلك الحديث الخاص بينهم. وإذا جاز لنا أن نصدق كازانوفا، فإنه اغتنم الفرصة ليوبخ فولتير على فضحه سخافات الميثولوجيا الشعبية:

كازانوفا: هيك نجحت في القضاء على الخرافة، فماذا تحل محلها؟

فولتير: يعجبني هذا! حين أخلص البشرية من وحش ضار يفترسها، أتسألني ماذا أحل محله ؟

كازانوفا: إن الخرافة لا تفترس البشرية، بل أنها على العكس ضرورية لوجودها. فولتير: ضرورية لوجودها! ذلك تجديف مخيف. إنني أحب البشر، وأود أن أراهم أحراراً سعداء مثلي. والخرافة والحرية لا يمكن أن يسيرا يداً بيد. أتظن أن العبودية تؤدي إلى السعادة؟ كازانوفا: إن ما تريده إذن هو سيادة الشعب؟ فولتير: معاذ الله! يجب أن يكون للجماهير ملك يحكمها. كازانوفا: في هذه الحالة تكون الخرافة ضرورية، لأن الشعب لن يعطي رجلاً هو مجرد إنسان حق حكمه... فولتير: أريد ملكاً يحكم شعباً حراً، ويلتزم قبله بشروط متبادلة تمنع أي ميل من جانبه للاستبداد. كازانوفا: يقول أديسون أن هذا الملك...يستحيل وجوده. وأنا متفق مع هوبز. فعلى المرء أن يختار من الشرين أقلهما ضرراً. والأمة التي تحررت من الخرافة هي أمة من الفلاسفة والفلاسفة لا يعرفون كيف يطيعون. وما من سعادة ترجى لشعب لا يسحق ويذل ويظل مصفداً بالقيود. فولتير: هذا شنيع! وأنت فرد في الشعب!... كازانوفا: إن العاطفة المسيطرة عليك هي حبك للبشرية. وهذا الحب يعميك. أحب البشرية، ولكني أحبها كما هي. فالبشرية ليست قابلة للمزايا التي تود أن تغدقها عليها، فهذه المزايا لن تزيدها إلا تعاسة وانحرافاً..... فولتير: يؤسفني أن يكون لك هذا الرأي السيئ في إخوانك في الإنسانية(45).

وكان كازانوفا يشق طريقه أينما ذهب إلى بيت من البيوت الأرستقراطية، لأن الكثير من النبلاء الأوربيين كانوا ماسوناً، أو روزيكروشيين أو مدمنين على علوم السحر. وهو لم يقتصر على ادعاء العلم الغيبي في هذه الميادين، بل أضاف إلى دعواه القوام الممشوق، والوجه المتميز (وإن لم يكن وسيماً) والتمكن من اللغات، وتأكيد الذات الخداع، ومعيناً من القصص والفكاهات، وقدرة خفية غامضة على الكسب في لعب الورق أو ألعاب الكازينوات. وكان حيثما ذهب يساق عاجلاً أو آجلاً إلى السجن أو حدود البلاد. واضطر بين الحين والحين إلى الاشتباك في مبارزة، ولكنهم كالأمة في مراحل تاريخها لم يخسر قط.

وأخيراً غلبه الحنين إلى وطنه. وكان حراً في السفر أينما شاء في إيطاليا إلا في البندقية. والتمس الإذن مراراً بالعودة، وأخيراً منحه، وفي 1775 عاد إلى البندقية. واستخدمته الحكومة جاسوساً، وكان نصيب تقاريره الإهمال لاحتوائها على الكثير جداً من الفلسفة والقليل جداً من المعلومات، فرفت. وانتكس إلى عادات صباه وكتب هجاء للشريف جريمالدي، فأمر بأن يبرح البندقية وإلا واجه السجن مرة أخرى في "ألواح الرصاص". وفر إلى فيينا (1782)، ثم إلى سبا، ومنها إلى باريس.

وهناك التقى بالكونت فون فالدشتين، الذي أحبه فدعاه إلى العمل أميناً لمكتبته في قلعة دوكس بيوهيميا. وكانت فنون كازانوفا في العشق والسحر وخفة اليد قد وصلت إلى نقطة تقلصت فيها عائداتها، فقبل الوظيفة براتب ألف فلورين في العام. فلما وصل وتسلم منصبه، أحزنه أن يتكشف أنه أعتبر خادماً، وأن يتناول غداءه في قاعة الخدم. وفي دوكس أنفق أعوامه الأربعة عشر الأخيرة من عمره. وهناك كتب "تاريخ حياته" "أولاً لتخفيف هذا الركود الميت الذي يقتلني في بوهيميا الخاملة هذه...وقد استطعت بالكتابة عشر ساعات أو اثنتي عشرة كل يوم أن امنع الحزن الأسود من نهش قلبي المسكين وإتلاف عقلي"(46). وقد زعم الصدق المطلق في روايته، وهي في كثير من الحالات تتفق والتاريخ في الهزء والسخرية، بيد أننا كثيراً ما نفتقر إلى إثبات صحة روايته، ولعل ذاكرته تداعت بينما قوي خياله. ولا نملك إلى القول بأن كتابه من أكثر مخلفات القرن الثامن عشر فتنة واستهواء للقارئين. وقد عمر كازانوفا حتى ناح على موت النظام القديم فقال: "إيه يا فرنسا العزيزة الجميلة! البلد الذي كانت الأمور في تلك الأيام تجري فيه رخاء رغم أوامر الاعتقال الملكية، ورغم السحرة ورغم فقر الشعب! أي فرنسا العزيزة، إلام انتهى أمركِ اليوم؟ لقد أصبح الشعب ملكاً عليك، الشعب الذي هو أشرس الحكام قاطبة وأشدهم طغياناً"(47).

وهكذا في آخر أيامه، وهو 4 يونيو 1798، أختتم حياته في تقوى أتته في أوانه. "لقد عشت فيلسوفاً وهاأنذا أموت مسيحياً"(48). لقد حسب الفسق فلسفة، ورهان بسكال مسيحية.


أعماله

ألف كازانوفا الكثير من الكتب والمسرحيات ولكن من أشهر أعماله كانت مذكراته التي كتبها بالفرنسية في 4545 صفحة ويحكي فيها عن حياته ومغامراته الغرامية مع 122 امرأة.

انظر أيضاً

الهامش والمصادر

ببليوجرافيا

  1. (إنگليزية) Derek Parker (2002). Casanova. London: Sutton Publishing. ISBN 0-7509-3182-5. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |chapterurl= and |coauthors= (help)
  2. (Polish) Roberto Gervaso (1990). Casanova. Warsaw: Państwowy Instytut Wydawniczy. ISBN 83-06-01955-5. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |chapterurl= and |coauthors= (help)

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بجاكومو كازانوڤا، في معرفة الاقتباس.