إبادة الشركس

(تم التحويل من Circassian genocide)

إبادة الشركس أو الإبادة الجماعية الشركسية، كانت عملية تطهيراً عرقياً، قتل، تهجير قسري،[3] وطرد قامت بها الامبراطورية الروسية لغالبية السكان الشركس من أراضيهم التاريخية في شركسيا، والتي تشمل تقريباً الجزء الأكبر من شمال القوقاز والساحل الشمالي الشرقي للبحر الأسود. حدث هذا في أعقاب حرب القوقاز التي استمرت لربع القرن التاسع عشر.[4] انتقل معظم الأشخاص المهجرون إلى الدولة العثمانية.

إبادة الشركس
Circassian genocide
Pyotr Nikolayevich Gruzinsky - The mountaineers leave the aul.jpg
المكانشركسيا Edit this on Wikidata
نوع الهجوم
إبادة جماعية، قتل جماعي، طرد
الوفياتأكثر من 400.000 (التقديرات الروسية الرسمية)
مصادر أخرى: 600.000 على الأقل (3/4 إجمالي السكان الشركس)[1] – 1.500.000 قتيل ونفس العدد من المطرودين[2]
المنفذونالامبراطورية الروسية

الشركس هم الشعوب الأصلية لهذا الاقليم، تم تطهيرهم عرقياً[5] من أراضيهم عند نهاية الحرب الروسية الشركسية على يد القوات الروسية. بدأت عملية الطرد عند نهاية الحرب عام 1864 وانتهت بالكامل بحلول عام 1867. الشعوب التي تم التخطيط للتخلص منها بشكل رئيسي هم الشركس (أو الأديوگالأوبيخ، والأباظة، لكن شعوب الإنگوش، الأرشتين، الشيشان، الأوستيان والأبخاز تأثروا بشدة أيضاً. يذكر أنترو ليتزينگر أن هذه الأحداث تعتبر أكبر إبادة جماعية وقعت في القرن 19.[6]

شملت عملية الطرد عدد غير معروف من الأشخاص، ربما مئات الآلاف. على أي حال، فإن معظم الأشخاص المتأثرين بالعملية تم طردهم. أحاط الجيش الروسي الامبراطوري بهؤلاء الأشخاص، وقادهم من قراهم إلى الموانئ المطلة على البحر الأسود، حيث كانت في انتظارهم سفن وفرتها الدولة العثمانية المجاورة. كان الهدف الروسي الواضح هو طرد المجموعات المعنية من أراضيها.[7] ولم يتم قبول سوى نسبة صغيرة (عدد غير معروف) لاعادة توطينهم في الامبراطورية الروسية. وبالتالي أصبح السكان الشركس مشتتين أو تم توطينهم أو تم قتلهم في بعض الحالات بشكل جماعي.[8] لقى عدد غير معروف من المرحلين حتفه أثناء عملية الترحيل. توفي البعض بسبب الأوبئة المنتشرة بين حشود المرحلين خلال انتظار الرحيل وخلال النزوح في موانئ الدولة العثمانيةبعضهم مات بسبب غرق السفن التي تحمل الراحلين أثناء العواصف.[9] وقدرت الحسابات بما فيها تلك التي تأخذ في الاعتبار أرقام الأرشيف الخاصة بالحكومة الروسية فقدان من 90٪-[10][11] 94%[12] أو 95%–97%[13] من سكان الأمة القوقازية في هذه العملية.

أثناء تلك الفترة، تم نقل مجموعات عرقية مسلمة أخرى من القوقاز أيضاً إلى الدولة العثمانية وفارس.[14]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

 
أراضي شركسيا عام 1750 (بالأخضر).
 
محارب شركسي أثناء الحرب الروسية الشركسية.
 
نقطة عسكرية روسية على الجبهة الشركسية، 1845.
 
ممثلون عسكريون روس وشركس في اجتماع لمناقشة الأوضاع، 1855.



المقترح


الطرد

 
موكب القوات الروسية، رمزاً لإنهاء الحرب القوقازسية في مركز عسكري في قبادة، 21 مايو، 1964.

بعد استسلام الإمام شامل (الشيشان وداغستان) عام 1859، حرب روسيا لغزو القوقاز تقلصت لتهاجم فقط شركسيا. متبوع باحتلال الإمبراطورية الروسية لشمال القوقاز، قامت روسيا بتنفيذ سياسة طرد الشركس من أراضي أجدادهم. كان الجنرال نيقولاي ييڤدوكيموڤ أول من ظهر بفكرة إعادة توطين الجبليين من القوقاز الغربي في الدولة العثمانية. كتب أن "إعادة توطين الجبليين المستعصيين عن الحل" في تركيا الطريقة الأسهل لإنهاء حرب القوقاز، في حين يعطي الحرية لهؤلاء الذين "يفضلون الموت على الولاء للحكومة الروسية". في حين أن قرار القيصرية كان مراعياً لإمكانية استخدام تركيا المهاجرين كقوة مهاجمة ضد السكان المسيحيين أثناء الحرب التركية الروسية. خطة إعادة توطين الشركس قبلت في النهاية أثناء عقد اجتماع لقادة القوقاز الروس في أكتوبر 1860 في فلاديكافكاز وقررت رسمياً في 10 مايو 1862 من قبل القيصر ألكسندر الثاني.

أرسل العثمانيين مبعوثين، بما في ذلك رجال ملا الذين دعوا إلى ترك دار الكفر والانتقال إلى دار الإسلام. أمل العثمانيين في زيادة عدد السكان المسلمين في مناطق من الإمبراطورية التي تحوي أشخاص ليسوا من أصل تركي. "الجبليين" تمت دعوتهم للذهاب إلى تركيا حيث الحكومة العثمانية تقبل بهم بحرارة وحياتهم ستصبح أفضل بكثير. ورجال ملا والقادة المحليين فضلوا إعادة التوطين، لأنهم شعروا بأن الإدارة الروسية تضطهدهم، وحذروا شعبهم بأن إذا أرادوا الحصول على الجنسية الروسية، عليهم تغيير دينهم إلى المسيحية.بالإضافة إلى ذلك، الزعماء المحليين كانوا حريصين على الحفاظ على امتيازاتهم القديمة وحقوق الإقطاعية التي كانت قد ألغيت في جميع أنحاء الإمبراطورية الروسية من قبل إصلاح التحرر عام 1861. روسيا فرضت التجنيد الإجباري الذي كان أحد العوامل الذي أخاف هؤلاء السكان، مع أنهم لن يخضعوا أبداً لأي مشروع عسكري.

شملت الشعوب التي انتقلت إلى تركيا: الأديغة، الوبخ، الأبخاز المسلمين (خاصة جماعة سادز). بالإضافة إلى أعداد قليلة من مسلمو: الأوسيتيين، الإنغوش، الشيشانيون، الليزجين القراشاي. بعد الحرب التركية الروسية 1877 - 1878، تنازلت الدولة العثمانية لروسيا المقاطعات الجورجية المسلمة (أجاريا، غوريا السفلى، وفي جنوب القوقاز لازيستان. عندئذ أصبح الآلاف من الجورجيون المسلمين مهاجرين (أغلبية الجورجيين معتنقين للدين المسيحي)؛ كما هاجر شعب اللاز المسلمين.


التغيرات الديموغرافيا والجماعات المتأثرة

 
اعادة توطين الشركس في الدولة العثمانية.
القبائل قبل بعد النسبة الباقية نسبة المتوفين أو المرحلين
Kabardins 500,000 35,000 7.000% 93.000%
Shapsugs 300,000 1,983 0.661% 99.339%
أبخاز 260,000 14,660 5.648% 94.362%
Natukhais 240,000 175 0.073% 99.927%
Temirgoys 80,000 3,140 3.925% 96.075%
Bzhedugs 60,000 15,263 25.438% 74.561%
Mamkhegs 8,000 1,204 15.050% 84.950%
Ademeys 3,000 230 7.667% 92.333%
Ubykhs 74,000 0 0.000% 100.000%
Zhaneys وHatuqways 100,000 0 0.000% 100.000%


الظروف أثناء العملية

 
لائجون شركس.


تحليل دور القوى العظمى الأخرى

مذابح الجيش الروسي

 
قادة القوات الروسية في غرب القوقاز: جنرال المشاة الكونت نيقولاي ييڤدوكيموڤ (يسار)، حاكم القوقاز والدوق الأعظم ميخائيل نيقولاييڤيتش (الوسط)، والميجور جنرال د. إ. سڤياتوپولك-ميرسكي (يمين) في قبادة، 21 مايو 1864.


سفن النقل

الضغط السياسي وجهود الإنقاذ

اعادة تسكين الأراضي المتأثرة

اعادة التوطين

 
الأناضول الداخلية اليوم.

تم تعيين لجان خاصة من قبل سلطات الإمبراطورية الروسية لخفض معدلات الوفيات و"إجراء فحص لمعرفة حاجيات المهاجرين"، لمنع السفن من امتلاءها فوق الحد الزائد، لإقامة مزادات مربحة للممتلكات ذات الأهمية، وتأمين الطعام والكساء للعائلات الأفقر، الذين يتم نقلهم من دون رسوم من أي نوع. من جهة أخرى، السلطات العثمانية فشلت في مساعدة الواصلين حديثاً، حيث كانوا يسكنون في مناطق الجبال القاسية في الأناضول وكانوا يعملون في وظائف مرهقة.

ابن شامل محمد شافي روع من الظروف التي واجهت المهاجرين عند وصولهم إلى الأناضول وذهب ليحقق في الحادثة: "أنا سأكتب لـ عبد المجيد أنه يجب أن يكف عن خداع الجبليين... سخرية الحكومة التركية لا يمكن أن تكون أكثر وضوحاً، حيث قبلوا إعادة التوطين، من تصريحاتهم، على الأغلب ليستخدموا اللاجئين لأغراض عسكرية، ولكن بعد مواجهة سيول من اللاجئين، أحسوا بالخجل لأنهم حكموا على هؤلاء القوم بالموت البطيء حيث كانوا مستعدين للموت من أجل مجد تركيا".

خلال سنة 1864، حوالي 220,000 مهاجر نزلوا في الأناضول. بين 6 مارس و21 مايو 1864، شعب الوبخ بكامله غادر القوقاز من أجل تركيا. عند نهاية إعادة التوطين، أكثر من 400,000 شركسي، و200,000 أبخازي وأجري، ذهبوا إلى تركيا. واستخدم تعبير شركس بالتركية: Çerkes عليهم، لأن غالبيتهم كانت من الأديغة.

أدى طرد السكان إلى خلو رقع واسعة من السكان في غرب القفقاس. الحكومة القيصرية كانت قلقة من التدهور الاقتصادي في المنطقة التي في عام 1867 منعت الهجرة إلا في حالات استثنائية. مع ذلك فإن الكثير من الأسر عندما ذهبت لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة بقيت مع أقاربها في تركيا، مثلما كانت السفارة الروسية في إسطنبول تقدم تقاريرها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المطالبة بالعودة

بعد الفترة القصيرة التي قضاها الشركس بتركيا، الكثير منهم رفعوا عرائض للسفارة الروسية باسطنبول تعبر عن حقهم بالعودة إلى القفقاس. عند نهاية القرن، القنصليات الروسية في جميع أنحاء الدولة العثمانية غرقت بهذه العرائض. تبعاً لتقدير واحد، %70 من كل من هاجر قبل 1862 سمح لهم بالعودة لوطنهم في غرب القوقاز. لاحقاً، إعادة الهجرة نجحت على نطاق محدود، حيث جماعات من سكان القرى السابقين (ما يصل إلى 8500 نسمة) قدموا بطلب للحصول على إعادة الهجرة بشكل جماعي وتغيير مكان عيشهم شكل صعوبات هائلة للسلطات الإمبراطورية. الإمبراطور الروسي ألكسندر الثاني شك بأن بريطانيا وتركيا وجها الشركس لإعادتهم بهدف إشعال حرب جديدة ضد خصومهم الروس. نتيجة لذلك، كان يعرف بإنكاره لتلك العرائض.

المناطق المستوطنة من قبل الشركس

 
توزيع السكان الشركس في شركسيا التاريخية والشتات، القرن 21.


البلقان

الأناضول والعراق

الشام

العودة المقترحة

التبعات

 
موقع القرى الشركسية التي تأسست عام 1860 في الشام العثماني، والتي سرعان ما هُجرت بسبب الملاريا.
انظر المقالات 'شركس' و'أديغة' للمزيد من التفاصيل.

عملية إعادة التوطين شكلت مشقة كبيرة لأغلب الناس. عدد كبير توفي بسبب الجوع — الكثير من الأتراك من أصل شركسي اليوم لا يأكلون السمك في ذكرى أعداد هائلة أهلهم الذين خسروهم عند عبور البحر الأسود. بعض المستوطنين جرى أمرهم بشكل جيد ووصلوا لمناصب عالية في الدولة العثمانية. كان هناك عدد كبير من المهاجرين سابقاً بين الأتراك الشباب.

كل المواطنين في في تركيا يعتبرون أتراك لأغراض رسمية. مع ذلك، هناك بضع مئات من القرى تعتبر 'شركسية' بشكل صاف، مع تقديرات بأن عدد السكان 'الشركس' يصل تقريباً إلى مليون نسمة، مع أن ليش هناك بيانات رسمية في هذا الصدد، والتقديرات مبنية على استطلاعات غير رسمية. جنباً إلى جنب مع طموحات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مجموعات معينة بدأت تلقى الاهتمام بناء على عرقهم وثقافتهم.

صادف هذه الأقليات العرقية حظ أفضل في البلدان العربية التي كونت من بقايا الدولة العثمانية ووضعت تحت الانتداب البريطاني. الجيش العربي، أسس في شرق الأردن تحت تأثير العميل البريطاني توماس إدوارد لورنس واحتوى على فرقة عسكرية أعضاؤها شيشانيون — لأن البدو كانوا مترددين في الخدمة تحت قيادة مركزية. بالإضافة، مدينة عمان الجديدة ولدت بعد استيطان الشركس هناك عام 1887.

التوترات العرقية في الدولة العثمانية

 
شركس مقيمون في منزل عائلة بلغارية مهجرة، رسم في عقد 1870.


تصنيف الإبادة الجماعية

 
بقية السكان الشركس في شركسيا التاريخية، القرن 21.

اقترح باحثون وناشطون شركس إمكانية اعتبار عمليات التهجير الممنهج وإفراغ الجنود الروس للقرى الشركسية والاستعمار الروسي لتلك الأراضي[15] كشكل من أشكال التطهير العرقي المعاصر، بيد أن هذا المصطلح لم يكن قيد الاستخدام أو التداول في القرن التاسع عشر.[16] ويقدر هؤلاء الباحثون أن نسبة 90% من الشركس (أي ما يعادل ثلاثة ملايين) قد جرى ترحيلهم بشكل قسري من المناطق التي غزتها روسيا.[17] تعرض ما لا يقل عن مئات آلاف الأشخاص "للقتل أو التجويع حتى الموت" خلال هذه الأحداث وما تبعها من اندلاع لحرب القوقاز، ولكن ما زال عدد من قتلوا غير معروفاً على وجه الدقة.[18]

 
مسيرة شركسية تطالب بالاعتراف بالإبادة الشركسية، تركيا.

أقر الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين في تصريح صدر عنه في شهر مايو من عام 1994 بأن مقاومة القوات القيصرية كانت مشروعة، ولكنه لم يعترف بـ"ذنب الحكومة القيصرية في الإبادة الجماعية".[19] أرسل قادة قبردينو - بلقاريا وأديغيا نداءات لمجلس الدوما خلال عام 1997 وعام 1998، وذلك لإعادة النظر في الوضع وإصدار الاعتذار المحتاج إليه؛ حتى الآن، لم يصدر أي جواب من موسكو. في أكتوبر 2006، منظمات الجمهور الأديغية في روسيا، وتركيا، والأراضي الفلسطينية، والأردن، وسوريا، والولايات المتحدة، وبلجيكا، وكندا وألمانيا أرسلت إلى رئيس البرلمان الأوروبي رسالة للاعتراف بالإبادة الجماعية التي حصلت ضد الشعب الأديغي.[20]

 
يوم الحداد الشركسي. مسيرات سنوية إحياءاً لذكرى الإبادة الشركسية تحييها الجالية الشركسية في تركيا.

رغم عدم وجود استمرارية قانونية بين الامبراطورية الروسية والاتحاد الروسي المعاصر، واعتماد مفهوم الإبادة الجماعية في القانون الدولي خلال القرن العشرين، منظمة الكونغرس الشركسي، وهي منظمة تجمع بين ممثلي الشعوب الشركسية المختلفة في الاتحاد الروسي، دعت في 5 يوليو 2005 موسكو أولاً للاعتراف بمسألة الإبادة وثانياً للاعتذار من سياسة القيصرية التي يقول الشركس أنها أدت للإبادة.[21] أشار التماسهم إلى أن "تبعاً للوثائق القيصرية الرسمية قُتل حوالي أكثر من 400,000 شركسي وأجبر 497,000 على الرحيل لتركيا وفقط 80,000 بقيوا في موطنهم".[19] رفض البرلمان الروسي (الدوما) هذا الالتماس عام 2006 في تصريحٍ، ولكن أقرّ البرلمان بالأعمال التي قام بها النظام السوفيتي والنظام القيصري السابق في إشارة إلى التغلب على العديد من المشاكل والقضايا المعاصرة في القوقاز من خلال سبل التعاون.[21] يوجد حالة من القلق في الحكومة الروسية بخصوص ما قد يحمله الاعتراف بوقائع الإبادة الجماعية بمطالب محتملة لدفع تعويضات مالية فضلاً عن الجهود الرامية إلى إعادة الشراكسة المغتربين إلى موطنهم في شركيسيا.[21]

 
النصب المخصص للإبادة الشركسية، جمهورية أديگيا.

أصدر البرلمان الجورجي قراراً بتاريخ 21 مايو عام 2011 ينص على أن عمليات القتل الجماعي "التي خُطط لها مسبقاً" والتي نفذتها روسيا الإمبراطورية بحق الشركس وما صاحبها من "المجاعة المتعمدة وانتشار الأوبئة" ينبغي الاعتراف بها على أنها "إبادة جماعية" وينبغي اعتبار الأشخاص الذين تم ترحيلهم خلال تلك الأحداث من وطنهم على أنهم "لاجئين". وقد بذلت جورجيا جهوداً للتوعية بقضايا الجماعات الإثنية في شمال القوقاز منذ عام 2008، وذلك عقب الحرب الروسية الجورجية.[22] أصبحت جورجيا أول دولة تشير للأحداث باستخدام كلمة "إبادة جماعية"، وذلك بعد عقد مؤتمر لأكاديميين وناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان ومجموعات شتات شركسية ونقاشات برلمانية في تبليسي خلال عام 2010 و 2011.[22][23][24][25] كما أعلن قرار البرلمان الجورجي يوم 30 مايو عام 2011[26] أن الإبادة الجماعية لشعب الشركس (الأديغة) خلال الحرب الروسية القوقازية وما تلاها تُشكل إبادةً جماعيةً بموجب ما تنص عليه اتفاقية لاهاي الموقعة عام 1907 واتفاقية الأمم المتحدة عام 1948. جرى تشييد نصب تذكاري في بلدة آناكيلا غربي جورجيا يوم 21 مايو من العام التالي لإحياء ذكرى معاناة الشركس.[27]

ذكر ألكسندر أوهتوف رئيس هيئة الحكم الذاتي الثقافي الاتحادي الوطني للشركس الروس في مقابلة مع صحيفة كورمسانت الروسية أن استعمال مصطلح إبادة جماعية مبرر فقال:

"نعم، أعتقد أن مفهوم الإبادة الجماعية بحق الشركس يعد أمراً مبرراً. لتفهم لماذا نتحدث عن إبادة جماعية يجب أن تلقي نظرة على التاريخ. لم يَطرد الجنرالات الروس خلال الحرب الروسية القوقازية الشركس فحسب بل تعداه الأمر ليصل إلى تدميرهم جسدياً. لم يقتلوهم في ساحات القتال وحسب ولكن حرقوا مئات القرى بمن فيها من مدنيين. لم ينجو الأطفال ولا النساء ولا كبار السن. وقد أحرقت حقول المحاصيل الناضجة بأكملها، وقطعت بساتين الفاكهة، بحيث لم يتمكن الشركس من العودة إلى مساكنهم. أليس تدمير السكان المدنيين على نطاقٍ واسع إبادةً جماعيةً؟"[28]

أما في روسيا فقد شُكلت لجنة رئاسية وصفت الحكومة هدفها "بالعمل على مواجهة محاولات تزوير التاريخ على حساب روسيا" فيما يتعلق بأحداث ستينات القرن التاسع عشر.[29]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وجهات نظر الباحثين

يرى الكاتب أرنو تانر أنه يمكن نَسب عمليات الترحيل "بابتكار استراتيجية التطهير العرقي الحديث والإبادة الجماعية" في الطريقة التي تعرضت منطقة القوقاز إلى القمع الذي استهدف الشركس وتتار القرم.[30] بينما يرى بول هينز أحداث ستينات القرن التاسع عشر بحق الشركس في أنها ألهمت الدولة العثمانية لإرتكاب الإبادة الجماعية الأرمنية.[31]

كما يؤيد الباحث والتر ريتشموند استخدام مصطلح "إبادة جماعية" وذلك لكون أحداث عام 1864 تمثل "إحدى أولى الأمثلة على الهندسة الاجتماعية الحديثة". واستشهد ريتشموند بالقانون الدولي الذي ينص على "إن القصد من الإبادة الجماعية ينطبق على أفعال التدمير التي ليست هدفاً محدداً ولكنها نتائج يمكن التنبؤ بها أو منتجات ثانوية لسياسة كان يمكن تفاديها من خلال إجراء تغيير في تلك السياسة"، فيعتبر أن الأحداث تمثل إبادة جماعية على أساس نشوء تحول ديموغرافي لشركيسيا لتصبح منطقة ذات غالبية إثنية روسية وهو تحول كان مرغوباً من جانب السلطات الروسية،[32] وكان القادة الروس مدركين تماماً للعدد الهائل من الضحايا الذين قتلوا على أثر المجاعة نتيجة للأساليب التي اتبعوها في الحرب والتهجير، فقد رأوا تلك الممارسات ضرورية بغية تحقيق هدفهم الأسمى في جعل شركيسيا أراضاً روسية بصورة دائمة، ونظروا للسكان الأصليين بأنهم "لا يعدون عن كونهم باءة ينبغي إزالتها".[33]

عدد اللاجئين

  • 1852–1858: انخفض السكان الأبخاز من 98.000 إلى 89.866[34]
  • 1858–1860: أكثر من 30.000 نوگيازي تم ترحيلهم[34]
  • 1860–1861: 10,000 Kabardians left[35]
  • 1861–1863: 4,300 Abaza, 4,000 Natukhais, 2,000 Temirgoi, 600 Beslenei, and 300 Bzhedugs families were exiled[35]
  • بحلول 1864: 600,000 Circassians have left for the Ottoman empire, with more leaving afterwards [36]
  • 1865: 5,000 Chechen families were sent to Turkey[35]
  • 1863–1864: 470,703 people left the West Caucasus (according to G.A. Dzidzariia)[37]
  • 1863–1864: 312,000 people left the West Caucasus (according to N.G. Volkova)[37]
  • Between November 1863 and August 1864: over 300,000 Circassians seek refuge in the Ottoman empire; over two-thirds die.[38][39]
  • 1858–1864: 398,000 people left the Kuban oblast (according to N.G Volkova)[37]
  • 1858–1864: 493,194 people left (according to Adol'f Berzhe)[37]
  • 1863–1864: 400,000 people left (according to N.I Voronov)[37]
  • 1861–1864: 418,000 people left (according to the Main Staff of the Caucasus Army)[37]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Richmond, Walter (2013). The Circassian Genocide. Rutgers University Press. back cover. ISBN 978-0-8135-6069-4. {{cite book}}: Unknown parameter |nopp= ignored (|no-pp= suggested) (help)
  2. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Ahmed161
  3. ^ Coverage of The tragedy public Thought (later half of the 19th century), Niko Javakhishvili, Tbilisi State University, 20 December 2012, retrieved 1 June 2015
  4. ^ Yemelianova, Galina, Islam nationalism and state in the Muslim Caucasus. April 2014. pp. 3
  5. ^ Memoirs of Dmitry Milyutin, "the plan of action decided upon for 1860 was to cleanse [ochistit'] the mountain zone of its indigenous population", as quoted in W. Richmond The Northwest Caucasus: Past, Present, and Future. Routledge. 2008[صفحة مطلوبة]
  6. ^ Antero Leitzinger (14 December 2004). "The Circassian Genocide". Global Politician. Archived from the original on 9 November 2013. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  7. ^ Kazemzadeh 1974
  8. ^ Charles King. The Ghost of Freedom: A History of the Caucasus. p. 95.. One after another, entire Circassian tribal groups were dispersed, resettled, or killed en masse.
  9. ^ King 2007
  10. ^ "145th Anniversary of the Circassian Genocide and the Sochi Olympics Issue". Reuters. 22 May 2009. Retrieved 28 November 2009.
  11. ^ Ellen Barry (20 May 2011). "Georgia Says Russia Committed Genocide in 19th Century". The New York Times.
  12. ^ Sarah A.S. Isla Rosser-Owen, MA Near and Middle Eastern Studies (thesis). The First 'Circassian Exodus' to the Ottoman Empire (1858–1867), and the Ottoman Response, Based on the Accounts of Contemporary British Observers. Page 16: "... with one estimate showing that the indigenous population of the entire north-western Caucasus was reduced by a massive 94 per cent". Text of citation: "The estimates of Russian historian Narochnitskii, in Richmond, ch. 4, p. 5. Stephen Shenfield notes a similar rate of reduction with less than 10 per cent of the Circassians (including the Abkhazians) remaining. (Stephen Shenfield, "The Circassians: A Forgotten Genocide?", in The Massacre in History, p. 154.)"
  13. ^ Richmond, Walter. The Circassian Genocide. Page 132: ". If we assume that Berzhe’s middle figure of 50,000 was close to the number who survived to settle in the lowlands, then between 95 percent and 97 percent of all Circassians were killed outright, died during Evdokimov’s campaign, or were deported."
  14. ^ "Caucasus Survey". Archived from the original on 15 April 2015. Retrieved 23 April 2015. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  15. ^ Andrei Smirnov Disputable anniversary could provoke new crisis in Adygeya, on Jamestown Foundation's Eurasia Daily Monitor Volume 3, Number 168 September 13, 2006 Archived 2015-10-08 at the Wayback Machine
  16. ^ A new war in the Caucasus?. Review of book Bourdieu’s Secret Admirer in the Caucasus by Georgi M. Derluguian The Times February 1, 2006 Archived 2009-10-03 at the Wayback Machine
  17. ^ Kullberg, Anssi; Christian Jokinen (19 July 2004). "From Terror to Terrorism: the Logic on the Roots of Selective Political Violence". The Eurasian Politician. Archived from the original on 22 ديسمبر 2007. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  18. ^ The Circassian Genocide The Eurasian Politician - Issue 2 (October 2000)
  19. ^ أ ب Paul Goble Circassians demand Russian apology for 19th century genocide, Radio Free Europe / Radio Liberty 15 July 2005, Volume 8, Number 23 Archived 2016-08-21 at the Wayback Machine
  20. ^ Circassia: Adygs Ask European Parliament to Recognize Genocide Archived 2018-01-20 at the Wayback Machine
  21. ^ أ ب ت Richmond 2008, p. 172.
  22. ^ أ ب Georgia Says Russia Committed Genocide in 19th Century. New York Times. May 20, 2011 Archived 2017-10-02 at the Wayback Machine
  23. ^ Hildebrandt, Amber (2012-08-14). "Russia's Sochi Olympics awakens Circassian anger". CBC News. Retrieved 2012-08-15.
  24. ^ Georgia Recognizes ‘Circassian Genocide’. Civil Georgia. May 20, 2011 Archived 2017-10-02 at the Wayback Machine
  25. ^ Recognizes Russian 'Genocide' Of Ethnic Circassians[dead link]. Radio Free Europe/Radio Liberty. May 20, 2011
  26. ^ Грузия признала геноцид черкесов в царской России // Сайт «Лента.Ру» (lenta.ru), 20.05.2011. Archived 2016-03-15 at the Wayback Machine
  27. ^ "Georgian Diaspora – Calendar".
  28. ^ "Это намеренное уничтожение народа". Kommersant.
  29. ^ Walter Richmond. The Circassian Genocide. p. 2.
  30. ^ Tanner, A. The Forgotten Minorities of Eastern Europe - The History and Today of Selected Ethnic Groups in Five Countries. East-West Books. 2004.
  31. ^ Henze, Paul. Circassian Resistance. Page 111.
  32. ^ Kumykov, Tugan. 2003. Arkhivnye Materialy o Kavkazskoi Voine i Vyselenii Cherkesov (Adygov) v Turtsiiu. Nalchik. Page 80.
  33. ^ Richmond, Walter. The Circassian Genocide. Pages 92-97
  34. ^ أ ب Orientalism and Empire: North Caucasus Mountain Peoples and the Georgian Frontier, 1845–1917, Austin Jersild, page 23, 2003
  35. ^ أ ب ت Orientalism and Empire: North Caucasus Mountain Peoples and the Georgian Frontier, 1845–1917, Austin Jersild, page 24, 2003
  36. ^ McCarthy, Justin. "Factors in the Analysis of the Population of Anatolia" in Population History of the Middle East and the Balkan.
  37. ^ أ ب ت ث ج ح Orientalism and Empire: North Caucasus Mountain Peoples and the Georgian Frontier, 1845–1917, Austin Jersild, page 26, 2003
  38. ^ Rosser-Owen, Sarah A. S. Isla (2007). "The First Circassian Exodus". Page 33
  39. ^ Panzac. “Vingt ans au service de la médecine turque". Page 110

قراءات إضافية