الحكم الوطني الجديد في ألبانيا يلغي معاهدة ترسيم الحدود مع اليونان

حول المؤلف

مساهمات حديثة أخرى

اجعل هذه الصفحة أفضل بتحريرها.
ShafeiTaghreed
0
رئيس وزراء ألبانيا الوطني الجديد، إدي راما (إلى اليمين)، والسابق المفرِّط، صالح بريشا.

ألبانيا تطالب اليونان بتعديل بلوكات التنقيب اليونانية التي تتعدى على الحدود الألبانية في البحر الأيوني، والكف عن التخطيط لمسوح سيزمية شمال مدينة يانينة الساحلية اليونانية. وطالبت اليونان بتقديم أي مسح أراضي قامت به اليونان للمنطقة المحاذية لألبانيا في إبيروس.[1]

الخطوات تأتي بعد قيام حكومة إدي راما الوطنية في تيرانا بسجن مسئولي وزارة الخارجية الموقعين على اتفاقية ترسيم الحدود مع اليونان عام 2009، لتفريطهم في ثمانية (8) كيلومترات.

الخلاف البحري بين ألبانيا واليونان. الخط الأبيض هو الحدود حسب ألبانيا، والخط الأحمر هو الحدود حسب اليونان. والمثلث يبين منطقة التنقيب اليونانية والتي تتعدى كلا الخطين![2]
خط الأنابيب پوسايدون يعبر من اليونان إلى إيطاليا في منطقة انتزعتها اليونان في ترسيم مجحف في 2009.

وكان إدي راما رئاسة وزراء ألبانيا، في سبتمبر 2013، قام بفتح تحقيق في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان. وقد خلص التحقيق إلى تفريط وزارة الخارجية الألبانية في 8 كيلومترات في مضيق اوترانتو لصالح اليونان، وجرى تقديم مسئولين كبار بالخارجية إلى القضاء. ويُنتظر أن يطال التحقيق والاتهام وزير الخارجية ورئيس الوزراء السابق، صالح بريشا. الضغوط التي جرت على ألبانيا يُعتقد أن لها علاقة بتمرير أنبوب الغاز الإسرائيلي إلى إيطاليا عبر مياه قبرصية ويونانية فقط.[3]

وفي نفس الوقت طرحت ألبانيا بلوكات تنقيب في كامل مياهها، بما فيها منطقة الخلاف مع اليونان.[4]

ملاحظات

معاهدات الترسيم التفريطية يمكن الرجوع عنها

بمجرد وصول حكومة إدي راما الوطنية إلى سدة الحكم في تيرانا قامت بتقديم مسئولي وزارة الخارجية الموقعين على اتفاقية ترسيم الحدود مع اليونان إلى محاكمة، لتفريطهم في ثمانية (8) كيلومترات. وقد حكمت المحكمة عليهم بالسجن لمدد تتراح بين 5-10 سنوات. والبارحة قامت ألبانيا بأول عمل مينى على عدم وجود ترسيم للحدود بين البلدين. وهو طرح مزاد تنقيب بحري، وطلب ألبانيا من اليونان تقديم أي مسح لمنطقة الحدود، كبادرة لبدء مفاوضات ترسيم جديدة.

تِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ.

فانتظر فرصة سانحة لتطالب بتعديل المعاهدات المجحفة.

نمط سلوكي متكرر من اليونان، التنقيب في مياه الجيران

ما أن تم توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المجحفة بين البلدين في 2009، حتى بدأت اليونان في التنقيب مع ثلة من أكبر شركات النفط في العالم، إكسون موبيل وشڤرون. الحكومة الجديدة في ألبانيا اكتشفت الأمر وأوقفته وقدمت احتجاج لليونان.[2] والجدير بالذكر أن اليونان قامت بنفس السلوك مع مصر، بعد أن بدأت مفاوضات الترسيم مع مصر، وبمجرد أن لمست اليونان عدم اعتراض مصر على التفريط في مياهها، قامت اليونان على الفور بإعلان مزاد عالمي للتنقيب في المياه التي ستستولي عليها من مصر - كأمر واقع. ولم تحتج مصر بالطبع.

مقارنة بين ألبانيا اليقظة ومصر النائمة

قارن غضب ألبانيا من تفريط مسئولين عن ثمانية كيلومترات بعشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة التي فرطت فيها مصر في ترسيمها للحدود مع قبرص في 2003، ثم تفريطها في حق التنقيب في آلاف الكيلومترات المربعة في اتفاقية مكامن الغاز عامي 2013/2014. ثم مفاوضات ترسيم الحدود المصرية مع اليونان التي ستعني التفريط في عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة، والتي لم يمنعها سوى تعليمات أمريكية بعدم التوقيع لعدم إغضاب تركيا في وقت حرج تحتاج أمريكا لتعاون تركيا في الحرب على سوريا.

الألبان استغلوا حاجة أمريكا لهم لتحصيل حقوقهم السليبة

احتاجت أمريكا لأن يرفض ألبان مقدونيا مرور خط أنابيب التيار التركي حاملاً الغاز الروسي عبر مدينهم كومانوڤو بشمال مقدونيا. فثار الألبان وتحقق المراد. وطار أردغان إلى تيرانا محاولاً تهدئة ألبان مقدونيا، إلا أنه قوبل بالصد. وفي أقل من أسبوع، تحركت تيرانا بسرعة لتحصـّل مكافأة لقاء خدمتها. وكانت المكافأة هي إلغاء اتفاقية الترسيم المجحفة مع اليونان، التي وقعها الرئيس المفرّط صالح بريشا.

ألبانيا رفضت غزل أردغان

ففي زيارة أردغان لتيرانيا الأسبوع الماضي، عرض أردغان قيام تحالف بين البلدين. إلا أن البرلمان الألباني رفض العرض بأغلبية واسعة، لكي لا يؤدي مثل ذلك التحالف لإثارة المزيد من البغضاء في البلقان.

تهمة الأطماع التوسعية لا تخيف

اتهام كل من مقدونيا واليونان وبلغاريا وصربيا لألبانيا بسعيها لإنشاء ألبانيا الكبرى التي تضم كوسوفو وشمال مقدونيا وإبيروس (بشمال غرب اليونان) لم تخِف تيرانا. في الواقع كل من تلك الدول لديها أحلامها التوسعية: فكرة مگالي لليونان، يوغسلاڤيا لصربيا، بلغاريا الكبرى التي تبتلع مقدونيا. فمن كان منكم بلا خطيئة، فليرجمها بحجر.


انظر أيضاً


<comments />

  1. ^ "Albanian demarche raises concerns about possible territorial claims over Greece". إيكاثيمريني. 2015-05-21.
  2. ^ أ ب "Fresh debates on sea borders between Albania and Greece". وكالة أنباء البلقان المستقلة. 2014-07-04.
  3. ^ "Greek hopes for EEZ with Albania suffer setback". إيكاثيمريني. 2014-08-07.
  4. ^ "Albania Seeking Bids For Oil, Gas Search In June". rigzone.com. 2015-05-18.