أنبوب الغاز الإسرائيلي يعبر لإيطاليا بانتظار تنازل مصر

حول المؤلف

مساهمات حديثة أخرى

اجعل هذه الصفحة أفضل بتحريرها.
Shafei
0
خط الأنابيب عبر الأدرياتي

قبل أيام من قمة الكالاماتا الثالثة، استوقف خبر عابر إحدى حـُماة مصر:

مشروع خط الأنابيب عبر الأدرياتي من اليونان وألبانيا، عبر مضيق اوترانتو بالبحر الأدرياتي إلى إيطاليا يوقع عقود تصنيع الأنبوب والمعدات. التمويل من أذربيجان، والإنشاء سيبدأ في 2016.[1]

الخبر يزعم أن الغاز المنقول هو من حقل شاه دنيز في أذربيجان. ومثله في ذلك مثل خط أنابيب نابوكو الأمريكي. وهذا مستحيل ولن تسمح روسيا لأذربيجان بمنافستها في بيع الغاز غير المسال لأوروپا، والذي يشكل أكثر من 50% من صادرات روسيا. ثوار آرتساخ (الأرمن) في ناگورنو قرة باخ لن يسمحوا بإنشاء الأنبوب عبر أراضيهم. بل وقلت "الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بيلعب في عداد عمره، لو سعى جدياً لمد أنبوب غاز إلى أوروبا منافساً روسيا. "

لماذا يمدون الأنبوب إذاً؟

 
خط أنابيب إسرائيل-أوروبا.[2] لاحظ أن المسار التصميمي للأنبوب في عام 2011 يمر يمنطقتين: أولاً: نتوء فلورنس في المياه المصرية التي تحاول اليونان انتزاعها من مصر؛ وثانياً: مثلث مضيق أوترانتو الذي استولت عليه اليونان من ألبانيا في 2009.

اكتشفت إسرائيل في عامي 2010-2011 احتياطيات هائلة من الغاز في حقلي لڤياثان وتمار، بإمكانية انتاج تفوق 10 مليار دولار سنوياً. أقرب سوق لهذا الغاز بأقل كلفة تصدير هي مصر. إلا أن مشاكل أمنية كؤود تعوق هذا تصدير هذا الغاز، غير مسال، إلى مصر. ناهيك عن أن مصر ستكتفي عنه عاجلاً أم لاحقاً. إسالة هذا الغاز لتصديره إلى الأسواق البعيدة بأوروبا والشرق الأقصى يجعل ثمنه غير منافس للغاز الروسي. ولذلك يبقى أمل وحيد وهو مد أنبوب يحمل الغاز غير المسال من الحقلين الإسرائيليين إلى أوروبا. وهو المشروع المسمى خط أنابيب إسرائيل-أوروپا.

لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، بعد التغلب على استحالة مد أنبوب على عمق يصل 4000 متر تحت سطح الماء في "سهل هيرودوت السحيق" بين قبرص واليونان. ولكن لو تنازلت مصر عن شريط بحري لليونان يضم "نتوء فلورنس" فإن عمق هذا النتوء هو فقط 2000 متر، مما يجعل مد الأنبوب ممكناً.


 
خريطة توضح حركة الصفائح التكتونية، ويظهر عليها موقع نتوء فلورنس.

وما أثر ذلك على مصر؟

من المتوقع أن تتزايد الضغوط على مصر لتوقيع ترسيم للحدود البحرية مع اليونان تتنازل فيه مصر عن شريط بحري يحقق التلاصق الجغرافي بين اليونان وقبرص (على حساب مياه مصرية)، ويكون ضمن ذلك الشريط نتوء فلورنس، الذي هو أعلى قاع للبحر المتوسط بين قبرص واليونان، حتى يمكن مد الأنبوب الإسرائيلي فوقه.

ومن المتوقع أن تنعقد ثالث قمة كالاماتا بين رؤساء مصر وقبرص واليونان في ظرف 12 شهر. والغرض الوحيد من تلك القمم الثلاث هو الضغط على مصر لتوثيع ترسيم لحدودها البحرية الاقتصادية مع اليونان، بشكل يحقق التلاصق الحدودي بين قبرص واليونان (على حساب مصر). وضمن الشريط البحري الذي يريدون من مصر أن تتنازل عنه يوجد نتوء فلورنس وهو أقل عمق للبحر المتوسط بين قبرص واليونان، مما يمكـّن من مد أنبوب غاز من إسرائيل إلى أوروبا.

النزاع الحدودي بين ألبانيا واليونان

 
الخلاف البحري بين ألبانيا واليونان. الخط الأبيض هو الحدود حسب ألبانيا، والخط الأحمر هو الحدود حسب اليونان. والمثلث يبين منطقة التنقيب اليونانية والتي تتعدى كلا الخطين![3]

معاهدة ترسيم الحدود البحرية بين ألبانيا واليونان تم توقيعها في تيرانا عام 2009، بحضور رئيسي الوزراء صالح بريشا وكوستاس كرمنليس. وقد وقعها وزيرا الخارجية لولزيم باشا ودورا باكوجانيس.[3]

بمجرد تولي إدي راما رئاسة وزراء ألبانيا، في سبتمبر 2013، حتى قام بفتح تحقيق في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان. وقد خلص التحقيق إلى تفريط وزارة الخارجية الألبانية في 8 كيلومترات في مضيق اوترانتو لصالح اليونان، وجرى تقديم مسئولين كبار بالخارجية إلى القضاء. ويُنتظر أن يطال التحقيق والاتهام وزير الخارجية ورئيس الوزراء السابق، صالح بريشا. الضغوط التي جرت على ألبانيا يُعتقد أن لها علاقة بتمرير أنبوب الغاز الإسرائيلي إلى إيطاليا عبر مياه قبرصية ويونانية فقط.[4]

الاصرار الألباني على رفض الترسيم المجحف أجبر مخططي خط أنابيب إسرائيل-أوروپا على تغيير مساره، كما يتضح من تعديل مسار الأنبوب عبر الأدرياتي الظاهر في الخريطة المرفقة،[1]. كان المسار المخطط للأنبوب عبر الأدرياتي (الذي سيستخدمه الأنبوب الإسرائيلي) يمر مباشرة من اليونان إلى إيطاليا عبر مثلث بحري عرضه 8 كيلومترات (موضح في الخريطة المرفقة) استولت عليه اليونان من ألبانيا في ترسيم مجحف عام 2009. وأمام الحزم الألباني في استرداد الثماني كيلومترات، ظهر المسار الجديد الذي يمر رسمياً في الأراضي الألبانية حتى يدفع رسوم مرور لألبانيا.

عبرة لمصر

قارن حزم ألبانيا لاسترداد 8 كيلومترات مقابل تهاون مصر في ترسيم بحري مع قبرص وآخر مزمع مع اليونان يسلبا مصر عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة. ويحاول العملاء إسكات أي معارضة وطنية على هذا التفريط. في حين أن الموقف المصري يجب أن يكون التمسك بمياه مصر الاقتصادية دون تفريط، مع الترحيب بمرور أي أنبوب غاز، طالما يسدد رسوم مرور سنوية.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ أ ب Maksim Tsurkov – Trend (2015-10-17). "TAP awards major contracts to Italian companies". trend.az.
  2. ^ Anthony Foscolos (2011). "Implementation of the Greek Exclusive Economic Zone (EEZ) and ItsFinancial and GeopoliticalBenefits" (PDF). Probe International.
  3. ^ أ ب "Fresh debates on sea borders between Albania and Greece". وكالة أنباء البلقان المستقلة. 2014-07-04.
  4. ^ "Greek hopes for EEZ with Albania suffer setback". إيكاثيمريني. 2014-08-07.


<comments />