معركة واڤر

(تم التحويل من Battle of Wavre)

معركة واڤر Battle of Wavre، كانت آخر معارك حملة المائة يوم ونهاية الحروب الناپوليونية. وقعت المعركة في 18-19 يونيو 1815 بين الپروس بقيادة الجنرال يوهان فون تيلمان وثلاثة فيالق من الجيش الفرنسي بقيادة المارشال گروشي. ساعدت هذه المعركة القوات المتحالفة على هزيمة الجيش الفرنسي.

معركة واڤر
Battle of Wavre
جزء من حملة واترلو
Bataillon Stoffel 1815.jpg
لوحة تذكاري لمعركة 1815. جسر ديل، واڤر.
التاريخ18–19 يونيو 1815
الموقع
50°43′N 04°36′E / 50.717°N 4.600°E / 50.717; 4.600 (Battle of Wavre)Coordinates: 50°43′N 04°36′E / 50.717°N 4.600°E / 50.717; 4.600 (Battle of Wavre)
واڤر، بلجيكا اليوم
النتيجة الانتصار التكتيكي للفرنسيين
الانتصار الاستراتيجي للپروس
المتحاربون
فرنسا الامبراطورية الفرنسية بروسيا پروسيا
القادة والزعماء
المارشال گروشي يوهان فون تيلمان
كارل فون كلاوزڤيتز
القوى
33,000 من المشاة
80 مدفع[1]
17,000 من المشاة
48 مدفع[1]
الضحايا والخسائر
2,500 قتيل وجريح[1] 2,500 قتيل وجريح[1]
خريطة حملة واترلو

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

بعد انتهاء معركة واترلو في 18 يونيو 1815، والتي مُني فيها نابليون بونابرت بهزيمة مدقعة، كان نابليون قد بدأ يدفع حساب سنواته المزدحمة بالأحداث حيث كان يأكل بعجلة ويضاجع بعجلة ويعاني غاية التوتر وهو فوق العرش أو في ميدان المعارك وأخيرا وجد سلواه في الأكل بنهم. وبعد ذلك بست سنوات أثبت تشريح أعضائه بعد مماته وجود ست علل. والآن في واترلو كان عليه أن يظل ممتطياً جواده طوال ساعات بينما هو يعاني من داء البواسير، وكان يعاني من حصوات في المثانة، وكان عُسر البول يتطلب منه محاولة التبول مرارا وغالبا ما يكون ذلك في أوقات غير مناسبة. وربما يكون السرطان الذي أودى بحياته وحياة أبيه قد بدأ فعلاً في التغلغل في بدنه. هذه المتاعب قد ثبطت من همته وأثرت في شجاعته وصبره وثقته. لم أعد أجد في نفسي الإحساس بالنجاح النهائي... إنني أحس أن الحظّ قد تخلّى عني ومع هذا فقد أكّد لجنرالاته الذين اعتراهم الخوف (من المفترض أن ذلك لتقوية عزيمتهم): إذا تم تنفيذ أوامري بشكل جيد، فسننام الليلة في بروكسل

لكن جنرالاته كانوا يرون الموقف بشكل أوضح. لقد نصحه صول أن يأمر جروشي بالاتجاه بقواته البالغ عددها 30.000 غربا بالسرعة الممكنة لينضم إلى الهجوم، لكن بدلاً من ذلك سمح نابليون لهم أن يضيعوا الوقت وأنفسهم في مطاردة قوات بلوخر شمالاً حتى واڤر، ومن المفترض أنه كان يأمل أنه إذا اتجه البروس غربا لمساعدة ويلنجتون لاستطاع جروشي مهاجمة المؤخرة. وقد ارتكب ويلنجتون على وفق ما ورد في تحليل لاحق سلسلة من الأخطاء المماثلة بتركه 17.000 من رجاله بالقرب من بروكسل لمواجهة هجوم فرنسي جانبي على طرقه المهمة والحيوية المؤدية إلى البحر.


وأمر نابليون في الساعة الحادية عشرة صباحا جيشه ببدء الهجوم على قلب (مركز أو وسط) العدو حيث كان المقاتلون من الإسكتلنديين الأشداء . وقاد ني قواته باندفاعه وبسالته المعروفين لكن البريطانيين ثبتوا وراحوا من وراء تل بعد تل ينشرون الموت بالجملة بمدافعهم (التي أخفوها عن الأعين) في صفوف الفرنسيين الذين اعتراهم الهلع. وفي نحو الساعة الواحدة بعد الظهر رأى نابليون من موقع المراقبة جنوب غرب العمليات جيشا في أقصى الشرق يتحرك صَوْب ميدان العمليات، فأخبره أسير ألماني أن هذه القوات هي طليعة قوات بولو البروسية تتقدم لمساعدة ويلنجتون. فأرسل نابليون كتيبة بقيادة الجنرال لوبو لوقف القوات البروسية المتقدمة، وأرسل إلى جروشي لمهاجمة بولو (بولوف) ثم القدوم لمساعدة الجيش الفرنسي الرئيسي ضد ويلنجتون. وفي نحو الساعة الحادية عشرة صباحا توجه جروشي شمالا بين جمبلو وواڤر فسمع صوت إطلاق المدافع قادما (أي الصوت) من الغرب، فحثّه الجنرال جيرار ليكفَّ عن ملاحقة بلوخر وأن يشق طريقه عبر المنطقة ليضم جنوده البالغ عددهم 30.000 إ لى قوات نابليون، والتقى جروشي بجزء من قوات بلوخر وهزمها، ودخل ويفر فاستراح بقواته بعد أن وجد بلوخر قد ابتعد بقواته. [2]

لكن في هذا الوقت (الساعة الرابعة عصرا) كانت معركة واترلو في ذروتها: تلاحم صاخب بين رجال يقتلون ويُقتلون (بضم الياء) يفقدون ضربات استراتيجية أو يستعيدونها، يواجهون الخيول المندفعة يتلقَّون ضربات السيوف أو يروغون منها، يسقطون ويموتون في الوحل. وفر الآلاف من الجانبيْن تاركين ساحة الوغى. وقضى ويلنجتون جانبا من وقته يُرهب الفارين للعودة إلى مواقعهم. وتولّى ني مهمّة بعد مهمّة ومسئولية بعد مسئولية، وماتت تحته أربعة خيول. وفي نحو الساعة التاسعة مساء تلقى أمراً من نابليون بالاستيلاء على لاهاي سانت - الهولي هيدجرو . ونجح في مهمته وظن أنه وجد طريقا (فتحة) إلى مؤخرة ويلنجتون، فأرسل إلى نابليون طالبا مزيدا من الجنود المشاه واندفع متقدما.واستشاط نابليون غضبا بسبب تقدّمه الطائش إذ لم يكن لدى نابليون الدّعم العسكري الكافي الذي يُمكن إرساله إليه دون أن يكون ذلك على حساب الخطة العامة (أي دون أن يؤدّي هذا إلى إضعاف الموقف العام) لكنه - أي نابليون - شعر أنه لا يجب تَرْك هذا البائس ليهلك ومن معه، فأمر كيلرمان بالتوجه لدعْم نَيْ بثلاثة آلاف من الفرسان المدّرعين (اللابسين دروعا). وعندما طلب قائد الخط البريطاني الأخير دعماً من ويلنجتون أجاب الدوق بأنه لا يستطيع تقديم أية تعزيزات. ويُقال إن الضابط أجابه: حسنا جدا يا سيدي اللورد، إننا سنصمد حتى آخر رجل. وعندما بدأ هذا الخط الإنجليزي في الانكسار اندفع الفرسان الفرنسيون إلى الأمام للمشاركة في النصر؛ فعلّق ضابط إنجليزي هو الكولونيل جولد Gould: لقد انتهى كل شيء وهربت كتيبة هانوفرية عند هذا الحد إلى بروكسل، وراح أفرادها يصيحون جميعا: خسرنا المعركة، والفرنسيون قادمون.


مواقع گروشي

وحقيقة الأمر أن البروسيِّين كانوا هم القادمين. لقد كسر بولو (بولوف) (البروسي) مقاومة لوبو (الفرنسي) وراح يقترب بسرعة من مسرح العمليات الرئيسية، كما كانت قوتان بروسيتان أخريان تقتريان. ورأى نابليون أنّ فرصته الأخيرة هو أن يهزم الإنجليز قبل أن يتمكّن البروسي من التدخّل، فدعا حرسه القديم ليتبعه في معركة حاسمة، واتخذ هارب فرنسي طريقه إلى ويلنجتون وحذّره ستصل إليك قوات الحرس الفرنسي في غضون نصف ساعة. وفي نحو هذا الوقت رأى رجل مراقبة بريطاني - نابليون، وقال: ها هو نابليون يا سيدي أظن أنني أستطيع اصطياده، هل أطلق عليه النار؟ فمنعه الدوق: لا.. لا.. فالجنرالات الذين يقودون الجيوش، لديهم ما هو أهم من إطلاقهم النار بعضهم على بعضهم الآخر.


التحركات الأخيرة

 
نصب تذكاري للجنرال جيرار، الذي أصيب بجراج بليغة في مطحنة بيرج.

وهنا ظن الفرنسيون أنّهم الغالبون، لكنهم علموا فجأة بهجموم 30.000 جندي بروسي راحوا ينشرون الفزع والفوضى في صفوف الفرنسيين. وعندما شرع ني في مواصلة مهمته تماسكت القوات البريطانية بسرعة وتراجع ني، وانتهز ويلنجتون هذه الفرصة فصعد قمة منحدر وراح يلوّح بقبعته - كإشارة متّفق عليها لتتقدَّم قواته كلها، وواصلت الطبول والأبواق توصيل الرسالة، فتحوّل 40.000 إنجليزي وإسكتلندي وبلجيكي وألماني من الدفاع إلى الهجوم واندفعوا متقدمين لا يهابون الموت. ووهنت الروح المعنوية للفرنسيين وعمهم الانهيار فولّوا مُدْبرين، حتى أفراد الحرس القديم بدأوا يُديرون رؤوس خيولهم متراجعين. وصاح نابليون مُصدرا الأوامر بالتوقف فذهب صوته أدراج الرياح وسط الجلبة، ولم يعد من الممكن تمييزه (التعرف عليه) بسبب دخان المعركة والأتربة المتصاعدة فاستسلم لهذا الاستفتاء العام (بمعنى أنه أذعن للتحركات العفوية لقوّاته) فأمر بالانسحاب في تشكيلات لكن القوات الفرنسية التي كانت تتعرض لهجوم من قوات تفوقها عدداً بكثير، من المقدمة ومن الجانب - لم يكن لديها الوقت لتنظم نفسها في تشكيلات، فأصبح شعار كل فرد فيها دع كل فرد يُنقذ نفسه بقدر ما يستطيع لقد أصبح هذا هو الشعار السائد سواء نطقوا به أم لا، ذلك أنهم لم يعودوا جنودا بل بشراً ليس إلاّ. ووسط هذه الهزيمة وقف المارشال ني مذهولا بلا حصان، وقد اسودّ وجهه بالبارود وتمزقت ثيابه العسكرية، وسيفه مكسور في يده، هذا السيف الذي طالما حقق به النصر. كان هذا هو وضع ني بطل الأبطال في واترلو. لقد انضم هو ونابليون إلى أربعين ألف فرنسي يندفعون في الطرقات والحقول إلى جيناب وإلى كاتر-برا وإلى شارلروي ومن ثم عبروا بكل وسيلة متاحة نهر سامبر إلى فرنسا. لقد ترك الفرنسيون في ميدان المعركة 25.000 ما بين قتيل وجريح و 8000 أسير، وفقد ولنجتون 15.000 وفقد بلوخر 7.000.

والتقى المنتصران (ولنجتون وبلوخر) في الطريق بالقرب من لا بِل أليانس وتبادلا القبلات فرحاً بالنصر. وترك ويلنجتون مهمة ملاحقة الفرنسيين للبروس المتحمسين. وبلوخر أيضا كان كبير السن بدرجة لا تسمح له بالمطاردة، فترك هذه المهمّة لجنايسناو في جيناب التي أرسل منها خطابا لزوجته: بالتنسيق مع صديقي ولنجتون أبدنا جيش نابليون. لكنه كتب أيضا لصديقه كنيزبك: لقد اضطربت كل أعضائي، فقد بذلنا جهودا مُضنية. أما ولنجتون فقد بَسَط الأمر أمام لورد أكسبردج بطريقة حماسية: لقد وجهنا لنابليون ضربة حاسمة فليس أمامه إلاّ أن يشنق نفسه. وفي أثناء الانسحاب انضم نابليون إلى كتيبة أكثر انضباطا من غيرها، وترجّل وسار على قدميه مع الآخرين. وبكى لضياع جيشه، وحزن لأنه لم يَلْق حتفه.

السباق إلى ديل

المعركة

النتائج

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ أ ب ت ث Chandler 1999, p. 485.
  2. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

المصادر

قراءات إضافية