مِظَلَّة الهُبوط أو الپاراشوت أداة تُستخدم لتخفف سرعة سقوط الإنسان، أو أي شيء من الطائرة، أو أي مكان شاهق الارتفاع. وتقوم عملية الهبوط على مبادئ علمية بسيطة. فهناك قوتان تتجاذبان الجسم الساقط من الفضاء، هما جاذبية الأرض وجاذبية الهواء. فالجاذبية الأرضية تجذب الجسم الساقط نحو الأرض. أما جاذبية الهواء، فتقاوم حركة الجسم لأسفل. ولما كانت الجاذبية الأرضية أشد قوة من المقاومة الهوائية، فإن كل ما يستطيع الهواء فعله، هو تخفيف سرعة سقوط الجسم. ويساعد اتساع وسادة المظلة كثيرًا على مقاومة الهواء. ولذا كلما كانت مساحة الوسادة أكبر، أصبحت مقاومتها للهواء أشد، ومن ثم أكثر بطئًا في السقوط.

Parachutes Opening
Faust Vrančić's design for one of the first parachutes in 1595.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

استخدام المظلة الواقية

كان منشأ استخدام المظلات الواقية، عندما أمكن الهبوط من بالونات معبأة بالغاز. وبعد تقدُّم صناعة الطيارات، استُخدمت مظلات الهبوط للهبوط في حالات الطوارئ، مثل حالة تحطم الطائرة في الفضاء، كما استُخدمت لإسقاط شحنات من المعدات أو المواد المختلفة. فالطائرات تسقط الأغذية والأدوية عن طريق المظلات في أماكن يتعذر الوصول إليها عن طريق وسائل نقل عادية. وتطور استخدام مظلات الهبوط في المجال الحربي خلال الأربعينيات من القرن العشرين. فقد استخدمت كل من جيوش الحلفاء والألمان جنود المظلات خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). وتقوم بعض الطائرات باستخدام مظلات الهبوط أداة للتوقف المتدرج لدى الهبوط. وتستخدم مظلات الهبوط أيضًا لالتقاط الصواريخ التى تنزلها إلى الأرض طائرات في الجو. وفي العصر الحديث، يُستخدم القفز بمظلات الهبوط رياضة أو ألعابًا استعراضية ويسمى القفز بالمظلات.


أجزاء مظلة الهبوط

 
أجزاء المظلة تُنزل المظلة الرياضية الشخص القافز ببطء شديد. فعندما يسحب الشخص حبل المظلة تفتح المظلة المرشدة وتسحب قبة المظلة التي تفتح خلال ثوانٍ.

يُسمى جزء المظلة الذي يقوم بحجز الهواء الوسادة. وكان بالمظلات خلال سنوات طويلة وسادات دائرية، بدت أشبه بالمظلات التي تتخذ للوقاية من الشمس أو المطر. وفي الوقت الحاضر، أضحت معظم الوسادات مستطيلة الشكل، أشبه بجناح الطائرة. وتتكون مقدمة الوسادة من قطع مجزأة للسماح للهواء بالدخول فيها. ويُضخم الهواء الوسادة مما يجعلها متماسكة مثل حشية فضائية.

ويستخدم المظليون عادة مظلة الهبوط المستطيلة التي يبلغ طولها ضعف عرضها. ويبلغ طول كثير من مظلات الهبوط ما بين 3,4 و6,8م. وتبلغ حمولة مظلات الهبوط الدائرية المستعملة في الوقت الحاضر لحمل شحنات البضاعة أساسًا، حوالي 30م. وكانت وسائد مظلات الهبوط تُصنع قديمًا من الحرير، ثم أضحت تصنع من النيلون لمتانته ورخص ثمنه منذ بداية أربعينيات القرن العشرين الميلادي.

وتوضع الوسادة على حاوية مصنوعة من قماش النيلون السميك. وتُحمل الحاوية على أوتاد خاصة تُسمى أوتاد فتح المظلة، وهي التي تؤدي إلى قفل الحاوية. وتتصل الحاوية بجسم مظلة الهبوط الأصلية بوساطة المشد الذي يجعلها ملائمة لضم الكتفين والقدمين. ويصل قواطع تسمى المرافع المشد بخطوط التعليق المرتبطة بالوسادة. ويستخدم المظليون مظلة الهبوط الأصلية فحسب، مع الاحتفاظ بمظلة الهبوط الاحتياطية في حالة الطوارئ. وتوضع مظلة الهبوط الاحتياطية عادة خلف مظلة الهبوط الأصلية.

كيف تعمل مظلة الهبوط

يقوم المظلي عادة بفتح مظلة الهبوط على بُعد حوالي 750م من مكان الهبوط. ويمسك بطرف سير جراب مظلة الهبوط، ليجذبه خارجًا. ولدى انتفاخ مظلة الهبوط سريعًا بالهواء، يخرج حبل فتح مظلة الهبوط من الحاوية جاذبًا الوسادة إلى الخارج. وإذا حدث أن لم تقم المظلة بوظيفتها، تكون الفرصة سانحة للاستعانه بمظلة الهبوط الاحتياطية. بعد فتح الوسادة، يستغرق الهبوط إلى الأرض ثلاث دقائق تقريبًا. وتبلغ سرعة حركة مظلة الهبوط حوالي 32كم في الساعة. ويمكن لراكب مظلة الهبوط جذب خطوط التوجيه، لإدارتها يمنة أويسرة.

ومظلات الهبوط المستطيلة الشكل، أكبر سرعة من مظلات الهبوط الدائرية، ومن ثم ليس من الميسور ارتدادها للوراء لدى مواجهة رياح مضادة. وبالمثل، تهبط مظلات الهبوط المستطيلة الشكل، أسرع من مظلات الهبوط الدائرية. ويمكن لراكب مظلة الهبوط لدى الهبوط أن يسحب الطرف الخلفي للوسادة المستطيلة. ويؤدي ذلك إلى إبطاء حركة مظلة الهبوط، ويسمح بالهبوط تدريجيّاً إلى الأرض.

تاريخ

 
ليوناردو داڤينشي رسم مخطط مظلة هبوط صُمِّم في 1495م وأُطلق عليه سقف الخيمة.

في القرن الثاني عشر الميلادي، حاول الصينيون خوض تجربة الهبوط بالمظلات، عن طريق القفز من المباني المرتفعة بالإمساك بأدوات صلبة شبيهة بالمظلة العادية. ولعل أول قفز بمظلة الهبوط تردد على الأسماع، كان من قمة برج قام به في 1783م، عالم الفيزياء الفرنسي سباستيان لينورماند. وكان أول قفز من البالون في 1797م، وأول هبوط طوعي بالمظلة في حادث تحطم طائرة في 1922م.

وفي 23 يونيو 1927، تم لأول مرة استخدام المظلة الجوية من صنع سوفيتي. منذ السنوات الأولى لقيام الإتحاد السوفيتي أخذت قيادته تبدي اهتماما كبيرا بتطوير سلاح الجو العصري من جميع الوجوه. ولذا طرحت مهمة صنع المظلة الجوية الحديثة. وتم تجريب عدد كبير من اشكال المظلات ودراسة خصائص قماشها وصولا الى صنع نوع خصوصي من نسيج الحرير يتميز بالمتانة العالية وبجميع المواصفات المطلوبة الأخرى. بعد ان تلقى سلاح الجو كميات من تلك المظلات ساعدت هذه الوسيلة عمليا في حادث انقاذ أحد الطيارين السوفيت اثناء تجريب مقاتلة جديدة.

انظر أيضًا

 
مظلي استعراضي من البحرية الأمريكية يهبط على 'square' ram-air parachute

المصادر

وصلات خارجية

أنظرأيضاً


الكلمات الدالة: