ياسين فرجاني

(تم التحويل من ياسين الفرجاني)

ياسين فرجاني (1925-6 أيار 2007) عسكري وسياسي وأديب سوري. كان أحد أعضاء الوفد العسكري السوري الذي ذهب إلى القاهرة مطالباً بالوحدة الفورية في شباط 1958. تولى منصب محافظ حماة في عهد الجمهورية العربية المتحدة ثم انيط به منصب محافظ الإسكندرية بالإقليم الجنوبي ، إلا أن الإنفصال السوري حدث قبل توليه المنصب.

العميد الركن ياسين فرجاني

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المنشأ والتعليم

ولد في تدمر عام 1925 لأسرة عريقة حيث أنه أحد أبناء الشيخ محمد فرجاني , وأتم تعليمه الثانوي في دمشق في مدرسة التجهيز الأولى <جودت الهاشمي حالياً>.


شخصية استثنائية

لم يكن هناك ما يشير إلى الدور الذي سيلعبه هذا الشاب القادم من عمق الصحراء فقد كان على فطنته وذكائه وقوة شخصيته محباً للشعر حباً جماً و كان ينظمه منذ نعومة أظفاره وعند دخوله الكلية العسكرية التقى هناك بـ(60) شاباً من مختلف المحافظات السورية هم النواة الأولى للجيش العربي السوري في العهد الوطني، وكان معه من أبناء تدمر رفيق دربه الشهيد الملازم أول أسعد العمير الذي استشهد في معركة الحاصل السوري عام 1951 .

العمل العسكري

ففي عام 1946 انتسب إلى الكلية العسكرية وهي الدورة الأولى في ظل العهد الوطني ( الإستقلال ) و سميت بدورة الشهيد مأمون البيطار الذي استشهد في فلسطين في العام نفسه , و كان الزعيم ( العميد ) الركن عبد الله عطفة أول رئيس أركان للجيش السوري و كان العقيد فوزي سلو مديراً للكلية العسكرية و آمر الدورة الرئيس ( النقيب ) عدنان المالكي , و لكن هذه الدورة تخرجت استثنائياً قبل موعدها بسبب نشوب حرب 1948 و هي الدورة الأولى التي تخرجت في ظل الاستقلال و تخرج فيها الفرجاني برتبة ملازم ضمن قوات حرس البادية .

دخل حرب فلسطين عام 1948 ضمن قوات حرس البادية التي كانت تحت قيادة العقيد محمود بنيان و عين آمراً لسرية هجانة حيث أبلى بلاءً حسناً وكان مضرب المثل في الشجاعة والإقدام , مما منحه قدماً و ترفيعاً استثنائياً لرتبة ملازم أول في بداية عهد حسني الزعيم ، بعد انتهاء الحرب عين ضابط عشائر مركز تدمر و آمراً سرية الهجانة الثانية و بعدها عين رئيساً لمصلحة عشائر البادية , و بعد انضمام قوات حرس البادية لسلاح الدرك و نظراً لقوة شخصيته وصرامته ونزاهته التي كان يتمتع بها عُين رئيساً للشعبة الثانية (شعبة الاستخبارات العسكرية) في حلب و من ثم تم تعيينه رئيساً لشعبة المعلومات ( الأمن العسكري ) ومديراً لمجلة الجندي الناطقة باسم القوات المسلحة , وفي عام 1953 نقله الرئيس أديب الشيشكلي لسلاح المدرعات و عينه رئيساً لأركان الكتيبة ٢٥ مدرعات في معسكر قطنا بعدها أرسل في بعثة عسكرية إلى فرنسا حيث اتبع دورات مكثفة في مدرسة سومور - مدرسة نابليون - استكمل بها خبرته في سلاح المدرعات و بعد عودته من فرنسا عين مفتشاً لسلاح المدرعات ، و أثناء العدوان الثلاثي على مصر كان رئيساً لأركان اللواء المدرع الذي دخل الأراضي الأردنية ضمن القوات السورية التي دخلت الأردن بقيادة العقيد سهيل العشي لدعم الجبهة المصرية وبعد انتهاء العدوان عُين آمراً للكتيبة ٢١ مدرعات , و بعد قيام الجمهورية العربية المتحدة التحق بدورة الأركان في دمشق و عَينه المشير عبد الحكيم عامر آمراً للفوج ٢١ مجحفل المتمركز في مدينة ازرع .و في عام ١٩٥٩ كُلف بمهام معاون قائد الجيش الأول للشؤون الإدارية والعسكرية - تكليف دون تثبيت - و سُمي عضواً في مجلس الدفاع الأعلى على مستوى الإقليمين ، و بتاريخ ١٠ نيسان ١٩٥٩ رُقي إلى رتبة عميد و أُحيل إلى التقاعد من القوات المسلحة بعد صدور المرسوم رقم ٧٨٠ القاضي بتسميته محافظاً لحماة و رئيساً لبلديتها.

التحضير للوحدة


 
الوفد العسكري السوري الذي جاء إلى القاهرة بالسر دون علم الحكومة السورية مطالباً بالوحدة الفورية. وقد فاوض عبد الناصر وعبد الحكيم عامر طيلة أيام 13-16 يناير ، وتكللت المهمة بالاتفاق العام على الوحدة ولإكمال المهمة وصل وزير الخارجية السوري صلاح البيطار، يوم 16 يناير للتوقيع بالحروف الأولى ميثاق الوحدة بين سوريا و مصر.
الصف الأمامي، من اليمين: المقدم بشير صادق، المقدم جادو عز الدين، اللواء عفيف البزري، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، المقدم طعمة العودة الله، المقدم حسين حدة، المقدم ياسين فرجاني
الصف الأوسط، من اليمين: المقدم محمد النسر، المقدم جمال الصوفي، المقدم مصطفى حمدون، المقدم أحمد حنيدي، عقيد أ.ح عبد المحسن أبو النور
الصف الأعلى، من اليمين: المقدم نورالله حاج ابراهيم ،المقدم أكرم الديري، المقدم عبد الغني قنوت، المقدم أمين الحافظ، اللواء محمد علي عبد الكريم ، عميد أ.ح حافظ إسماعيل.

تم اختياره ليكون عضواً في مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش و القوات المسلحة الذي تشكل في أواخر عام 1956 من 23 ضابط من قادة الجيش السوري - بالإضافة للعقيد عبد المحسن أبو النور الملحق العسكري المصري - حكموا سوريا في الظل و فرضوا أجندتهم على الحياة السياسية السورية والتي كانت في المجمل متلاقية على طول الخط مع رغبات ومشاعر جماهير الشعب السوري وهي باختصار الوحدة مع مصر عبد الناصر , بل و اتفقوا على أجرأ خطة عرفها تاريخ سوريا الحديث , حيث كان الفرجاني واحداً من بين 14 ضابط سوري من ضباط المجلس سافروا إلى مصر بالسر ضمن وفد عسكري لإجراء مفاوضات الوحدة مع الرئيس جمال عبد الناصر واضعين الحكومة السورية أمام الأمر الواقع , و تكللت مفاوضاتهم بالنجاح بإعلان الوحدة وقيام الجمهورية العربية المتحدة في شباط 1958.


عهد الجمهورية العربية المتحدة

عرض عليه أن يصبح وزيراً عند تشكيل وزارة الوحدة ولكنه رفض ترك الجيش وكان يعتبر أنه من الخطأ تسريح ضباط مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش و القوات المسلحة لأنهم هم من صنعوا الوحدة وهم المسيطرين الفعليين على الجيش السوري ويجب أن يبقوا في الجيش لأنهم حماة الوحدة ، فاتبع دورة أركان حرب في دمشق و عُين آمراً للفوج ٢١ مجحفل المتمركز في مدينة ازرع .و في عام ١٩٥٩ كُلف بمهام معاون قائد الجيش الأول للشؤون الإدارية والعسكرية - تكليف دون تثبيت - و سُمي عضواً في مجلس الدفاع الأعلى على مستوى الإقليمين ، و بتاريخ ١٠ نيسان ١٩٥٩ رُقي إلى رتبة عميد و أُحيل إلى التقاعد من القوات المسلحة بعد صدور المرسوم رقم ٧٨٠ القاضي بتسميته محافظاً لحماة و رئيساً لبلديتها

تسميته محافظاً لحماة

عُين محافظاً لحماة و رئيساً لبلديتها بناءً على المرسوم رقم 780 الصادر عن رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر حيث أدى أمام سيادته اليمين القانوني في 17 أبريل 1959 وخدم المحافظة التي أعطته لقب مواطن شرف بإخلاص وأمانة حيث شهدت حماة في عهده نهضة غير مسبوقة يذكرها أهالي حماة إلى يومنا هذا و على رأس هذه الأعمال حفره للبئر الإرتوازي الذي شفى العديد من المرضى ونشط حركة السياحة في المحافظة حيث زارها كبار المسؤولين في دولة الوحدة والوطن العربي وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر الذي زاره في منزله مرتين ونام فيه , حيث نشأت علاقة مميزة بينهما , وفي إحدى الزيارات كان معه الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو بالإضافة لزيارات المواطن العربي الأول فخامة الرئيس شكري القوتلي و زيارات سمو الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر و الأمير صالح بن عيسى الحارثي حاكم الإمارة الشرقية لعُمان و الزعيم الفسلطيني ياسر عرفات قائد حركة فتح وقتها , ففي عهده بدأت الدعاية لتلك المياه السحرية ومع نهاية عهده انتهت بل بترت بتراً.

استمر محافظاً لحماة طوال سنوات الوحدة وفي أواخر أيلول ١٩٦١ وقّع الرئيس مرسوماً بتعينه محافظاً للإسكندرية ، لكن الإنفصال السوري حدث قبل تعميم المرسوم بيومين .

علاقته بالزعيم جمال عبد الناصر

و عن علاقته بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر يقول الفرجاني في أحد الحوارات الصحفية : " كنت و مازلت من الناس الذين لا ينسون جمال عبد الناصر و أعتبره مثلاً أعلى في وطنيته و دينه و شرفه و نبله , و تعود بداية تعرفي عليه إلى أيام توقيع الوحدة بين سوريا و مصر بعد أن علم بأني شاعر و طلب مني أن أقراً له بعضاً من شعري , و هكذا بدأت مشاعر الود و المحبة تنمو بيننا و تتوجت عندما كنت محافظاً لحماة حين شرفني بزيارته لبيتي و نومه فيه مرتين , أذكر أنه كان يستفيق فجراً , فيتوضأ و يصلي الصبح و يغفو , فيتوضأ مرة أخرى ثم يقرأ القرآن . و في زيارته الثانية قالت لي زوجتي في المرة الأولى زارنا الرئيس و لم نأخذ صوراً تذكارية معه فــ حبذا لو تطلب منه اليوم و قبل أن تكمل حديثها حيث كنا في غرفة الجنيناتي و إذا بمرافق الرئيس يقول لي بأن الرئيس يطلبكم لأخذ صور تذكارية معه, فاعترتنا الدهشة كيف عرف رغبتنا دون أن يخبره أحد..! و بالفعل أخذنا صوراً تذكارية مازلت أحتفظ بها إلى اليوم كذكرى غالية, و أذكر أثناء التقاط الصور أن ابنتي الدكتورة ميسون التي كان عمرها سنتين حينها قالت من أشعاري بيتاً تقول فيه : يا جمالنا عنك لن نحيد...لم نكن طغاة لم نكن عبيد..فربت الرئيس على رأسها و قال لها ( حتكوني شاعرة زي أبوك ) ثم التفت لي و قال ( يا ياسين المرة الجاية حتزورونا أنتو و الأولاد في القاهرة ) " . و يضيف الفرجاني " أذكر في زيارة أخرى للرئيس جمال عبد الناصر لـ حماة كان معه فيها الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو قام بإهدائي جهاز راديو من تصنيع شركة ترانستور المصرية , مدون عليه ( شركة محدودة المساهمة, شارع قصر النيل في القاهرة ) و كتب على جانبيه العبارة التالية ( هذي هدية صانع التارخ عبد الناصر ) ما زلت أحتفظ به إلى الآن و أحافظ عليه كأحد أبنائي " .

و يتحدث الفرجاني عن زيارة زوجته لبيت الرئيس " ذهبت زوجتي في إحدى المرات هي و السيدة إحسان البياتي زوجة الصديق العزيز الأديب الدكتور سامي الدروبي سفيرنا في القاهرة في ذاك الوقت لـزيارة السيدة تحية عبد الناصر زوجة الزعيم الخالد في بيتها في القاهرة , فدخل الرئيس و وجد ملاعق و شوك غير التي في بيتهم, فسأل زوجته عنها فقالت أنها أتت بها من القصر الرئاسي لزوم الضيافة , فبدت على وجهه علامات الغضب و قال لها ( دول مش من حقنا , حجبلك غيرهم من ماهيتي ) حيث كان بيته مثل بيت أي ضابط عادي في الجيش , و كنا دائمي السفر إلى مصر بعد الإنفصال , نبيت في أحد فنادق القاهرة و دائماً حين كنت أطلب الحساب أتفاجئ بأن الفاتورة مسددة من رئاسة الجمهورية " .

جريمة الانفصال وسنواته الأخيرة

 
محافظ حماة ياسين فرجاني يرفض إنزال علم الوحدة من على مبنى السرايا بعد الإنفصال.

بعد الإنفصال في أيلول 1961 رفض الفرجاني التوقيع على وثيقة الإنفصال و استعصى في مكتبه بالسراي الحكومي و ساند حلب التي بقيت مع الوحدة و أبقى علم الوحدة مرفوعاً على سرايا حماة لثلاثة أيام متحدياً الإنفصال و متمسكاً بموقفه الوحدوي مما عرضه لمحاولة اغتيال من قبل الإنفصاليين , لكن المؤامرة كانت أكبر من الوحدويين فسقطت حلب بيد الإنفصال و حوصر مكتبه بالدبابات و نُقل إلى منزله في حمص ووضع فيه تحت الإقامة الجبرية ولكن هذا لم يمنعه من متابعة نضاله القومي حيث كان من أوائل المؤيدين لثورة الجزائر ومن كبار الداعمين لها في في سوريا و قام بتحفيز المواطنين على التبرع لصالح الثورة و تبرع بمرتبه التقاعدي كاملاً بحضور رئيس بعثة الحكومة الجزائرية في سوريا الأستاذ محمد الغسيري , لكن حكومة الإنفصال استمرت بالتضييق عليه إلى أن قامت ثورة الثامن من آذار 1963 التي قام بها حزب البعث وبمساعدة ودعم من الناصريين التي قضت على عهد الإنفصال .

وحين أصبح أمين الحافظ الذي تربطه بالفرجاني صداقة شخصية رئيساً للجمهورية رفض الفرجاني الذي كان في تلك الفترة من رموز الإتحاد الإشتراكي العربي في سوريا جميع المناصب التي عرضها عليه أمين الحافظ ما لم يعيد دولة الوحدة التي سعى الإتحاد الإشتراكي العربي لإعادتها , حيث كان الفرجاني في تلك الفترة همزة الوصل بين الإتحاد في سوريا و عبد الناصر في مصر , و بقي في الإتحاد الإشتراكي العربي عضواً في المكتب السياسي و أميناً عاماً مساعداً حتى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر حيث كان من ضمن الوفد السوري المشارك في جنازة الزعيم وبقي في القاهرة حتى الأربعين من وفاته , بعدها حصل عدة خلافات و انقسامات بين أعضاء الإتحاد مما دفعه إلى اعتزال العمل السياسي والتفرغ للأدب و بعض الأعمال في رابطة المحاربين القدماء بالرغم من المناصب الكثيرة التي عرضت عليه في السبعينات و الثمانينات ، مثله في ذلك مثل العديد من صفوة المفكرين عبد الكريم زهور (ت. 1988) و العسكريين الفريق محمد الصوفي .

و في عام ١٩٩٢ سُمي مستشاراً لوزير الدفاع ، منصباً فخرياً تكريماً له .

استمر إيمانه بالوحدة العربية قويا لا يتزعزع حتى وفاته.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفاته

 
نعش ياسين فرجاني ملفوفاً بالعلم السوري (علم الوحدة)

توفي في 6 أيار 2007المصادف يوم عيد الشهداء حيث نعته جميع وسائل الإعلام الرسمية السورية , و بتوجيه من القيادة السياسية خرجت له جنازة رسمية تليق بعسكري و سياسي سابق مثله , حيث شيع جثمانه - الذي لف بالعلم السوري - بموكب رسمي مهيب حضره عدد من كبار الضباط و المسؤولين في الدولة والحزب .

الأوسمة والتكريم

الأوسمة

حاز على العديد من الأوسمة خلال عمله في السلك العسكري منها :

و حين عمل محافظاً لحماة حاز على :

وهذه جميعا مهداة من الرئيس جمال عبد الناصر.

التكريم

  • في 11/5/2006 كرمته حمص - مدينته - في حفل مهيب حضره كبار الضباط و الوزراء و المسؤولين في الدولة والحزب , وأطلق اسمه على إحدى المدارس فيها.
  • بعدها كرم في تدمر وأطلق اسمه على قاعة المسرح في المركز الثقافي العربي.
  • وبعد وفاته , أقيم له حفل تأبين في حمص حضره عدد من الضباط و الوزراء و المسؤلين في الدولة و الحزب.

أعماله الأدبية

يعد من أعلام الشعر والأدب و من أصحاب الفكر العربي الوحدوي التقدمي، عُرف بين رفاقه في السلاح بشاعر الجيش و اشتهر برثائه لرفاقه الشهداء من الضباط و له فيهم مرثيات كثيرة نُشر أكثرها في مجلة الجندي , كما غطى أحداث الوطن العربي بشعره القومي و بقي مخلصاً لمبادئ الوحدة ومدافعاً عنها في أشعاره وأحاديثه فاضحاً الإنفصال والإنفصاليين وعمالتهم للأجنبي.

له العديد من المؤلفات والأعمال الشعرية منها:

  • مواسم العطر وكتب مقدمته الأديب الدكتور عبد السلام العجيلي .
  • إشراق الفجر.
  • واحة الزيتون (قصائد تدمرية).
  • رفاق السلاح (دار طلاس) , و هو هدية من العماد أول مصطفى طلاس الذي جمع القصائد و انتقى العنوان و كتب المقدمة .
  • ألوان (مطابع جامعة البعث).

حيث أن هذا الأخير قدمه السيد رئيس جامعة البعث هدية للفرجاني في يوم تكريمه في حمص 11/5/2006.

ومنها ما هو قيد الطبع , و له قصائد منشورة في دواوين للعماد أول مصطفى طلاس و موسوعة البابطين للشعراء العرب و لشعراء آخرين , كما كُتب عنه في موسوعة أعلام سوريا في القرن العشرين ( المجلد الثالث ).


له مسرحيتان مخطوطتان هما:

  • أذينة ملك تدمر.
  • الجلاء.

غنت له الفنانة اللبنانية دورا بندلي قصيدتا ( حيا الحبيب و سلما ) و ( لَونْتُ ) في مسرحية فيست لعائلة بندلي , كما له العديد من التسجيلات والأغاني الوطنية في الإذاعة السورية.

قالوا عنه

  • ( كان من أفاضل الثوار العرب الأحرار و كان موضع تقدير و حب و احترام من الرئيس جمال عبد الناصر و منا جميعاً , ولقد كان الرئيس هو الذي أمر بتعيينه محافظاً و كان يتابع كل نشاطاته بالتقدير , لقد أدى كل ما كلف به من مهام بنقاء و شرف , و كان رجلاً محترماً عفيف النفس يعتز بكرامته و بعروبته و كان نعم الرجل الشريف .)

سامي شرف - سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات - وزير شؤون رئاسة الجمهورية سابقاً .

  • ( إن قصائده هي بنت العصر و لكنها تظل مشدودة إلى القدامة بأكثر من رابطة لسبب واحد على الأقل هو أن شاعرها منتم إلى العروبة بالنشأة قيل انتمائه إليها بمعاناة الحياة الجديدة. )

الدكتور عبد السلام العجيلي , أديب - وزير ثقافة و إعلام سابق .

  • ( تربطني برفيق السلاح و الشاعر ياسين فرجاني رابطتان تشدني إليه , رابطة العرق و الدم حيث قُدر لنا أن نكون في عداد رجال سلاح المدرعات , و رابطة الشعر الذي أعشقه و أشاركه فيه , لذلك كُنت أكثر من غيري قريباً منه , فـ أتلقف ما يصدر عنه ,و ظل حاضراً في ذاكرتي و ذاكرة كل من عاصروه من رفاق السلاح , نتلو معاً في كل لقاء ما يتيسر من صلوات في محراب قصائده . و إذا تذكرنا المقولة بأن الشعر ديوان العرب , فـ شعر رفيق السلاح ياسين فرجاني ديوان جيشنا العربي السوري في زمانه , فكان ينوب عنا جميعاً بـ التزاماته , بعيداً عن التنظير و الأدلجة , يطاوع رهافة حسه , لغته السليمة و القوية في كل الموضوعات التي طرحها , و يقدم لنا روائعه الشعرية حاملةً عبق القيم السامية التي نتطلع إليها في طموحاتنا القومية و الوطنية و العسكرية , و هي ملأى بـ المعطيات النبيلة من أجل مجد الوطن , و حب الفداء و التضحية فـ نمتلئ حماساً حين يتحدث عن الشهيد الذي يزهر دمه في كل شبرٍ من أرضنا , و استطراداً في الحديث الممتع عنه , أذكر من باب الإعجاب ما كان عليه من حسن الإدارة المدنية عندما كُلف محافظاً لمدينة حماة أيام الوحدة بـ الجمهورية العربية المتحدة, و ما رآه شاعر حماة فيه بدعابة شعرية ملتبسة بـ اسمه : كل الأمور إذا ضاقت لها فرجٌ....إلا حماة , لها في الضيق ( فرجاني ).., هي ذكريات غالية مع رفيق السلاح ياسين فرجاني , لقد كان أخاً وفياً لزملائه . و مخلصاً أبياً لجيشه و وطنه , و العاقبة للمبدعين . )

العماد أول مصطفى طلاس , نائب القائد العام للجيش و القوات المسلحة - نائب رئيس الوزراء - وزير الدفاع السوري سابقاً .

  • ( العقيد الركن ياسين فرجاني من خريجي دورة مأمون البيطار التي انتسبت إلى الكلية العسكرية سنة 1946 و تخرجت منها عام 1948 ، كان تلميذاً مميزاً في دورته و دمثاً في أخلاقه مهذباً في سيرته و تعامله مع جميع رفاقه كما كان انضباطياً في سلوكه شديد التقيد في القواعد العسكرية .كان يخدم في سلاح المدرعات و استلم قيادة العديد من الوحدات العسكرية و قد كان في جميعها قائداً يتمتع بالحنكة و الدراية يجمع بين العلم و الحزم و حسن التوجيه.

و من أهم المناصب التي تقلدها في الجيش أن كان عضواً في مجلس القيادة العسكرية الذي تشكل في آب 1957 و هو المجلس الذي كان مشرفاً على قيادة الجيش و البلاد ، و كان ياسين فرجاني أحد أعضاء الوفد الذي شكّله المجلس لمفاوضة الرئيس جمال عبد الناصر طالباً الموافقة على إقامة الوحدة ، و حين قامت الوحدة انتقاه الرئيس عبد الناصر من الجيش ليكون محافظاً لحماة فكان مثالاً يحتذى في حُسن الإدارة و المسؤولية ، و حين وقعت جريمة الانفصال وقف موقفاً وحدوياً صلباً ضد الانفصال مما جعله محل احترامٍ و تقديرٍ من الرئيس عبد الناصر و من جميع الشرفاء في الوطن العربي ، كما كان يتمتع بنزعةٍ شعريةٍ مميزة و كانت قصائده صادقةً معبرةً عن تطلعات الجماهير في الوحدة العربية ، رحمه الله و أسكنه فسيح جناته )

العقيد الركن المتقاعد جادو عزالدين ، عضو مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش و القوات المسلحة قُبيل عهد الوحدة – وزير الأشغال العامة و وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية في عهد الوحدة .

  • ( ليس من سرورٍ يعدل حق صحبة الأخوة الأخيار من قويمي الخلق و صدق الاتجاه و متانة العقيدة و الإرادة ، و لا غنمٍ من ناحيةٍ ثانية يعدل الفراق الأبدي لمثل هؤلاء في زمنٍ عز فيه التعويض عن فقدهم .

فأنا ممن تربطني بالمرحوم ياسين فرجاني صداقةٌ قديمة جديدة لا تُنسى تعود بداياتها إلى حياتنا في الكلية العسكرية عام 1946 و امتدادها الممتع إلى ما بعد التخرج ، هو لسلاح المدرعات و أنا إلى القوى الجوية ، ثم شاءت لنا الأقدار أن تمتد هذه الصداقة إلى فترة الحياة المدنية و الخدمة العامة حيث عمل كلٌّ منا في موقعه بما قُيّض له من أمانةٍ في تأدية الواجب انطلاقاً من مقولة ( إن مصدر قوة الأمم في الأعم الأغلب تكمن لا سيّما في بدايات تطورها و بالمطلق في أنها على حق و أن على كل مواطن أن يحرص على استرجاع هذا الحق من غاصبه و تثبيت دعائمه وصولاً إلى ما يهدف إليه من تطلعات ) . هذا جانبٌ من جوانب المعرفة التي ربطتي بالمرحوم أبي حسان و أضيف إليها في هذا المجال تفوقه عنّي بحبه للأدب و شغفه بالشعر ، إذ أن موهبته الشعرية كانت متفتحةً منذ زمن و اتسع تفتحها عن جدارةٍ و استحقاق حين تفرغ و انغمس في الحركة الأدبية التي عاشها في مدينةٍ عزيزةٍ كان قد اتخذها مقاماً لتكملة المشوار حيث لاقى فيها التقدير و الاحترام. و شعر أبي حسان أتذكره بكلّ ودٍ و تقدير و يثبت في الذاكرة في كل مرةٍ كنت أمر بها عليه في حمص في طريقي إلى دمشق أو يمر هو عليّ بمتكتبي في دمشق ، و نفحاته الشعرية الرقيقة لم يكن يبخل بها علينا حين كنت أدعوه لمناسبةٍ اجتماعيةٍ عائلية تستهويه فيها براءة طفلٍ في عيد ميلاده ، فتأتي معبرةً أصدق تعبير عن عاطفةٍ أبويةٍ رقيقة . طيب الله ثرى أبا حسان و شمله بواسع رحمته..)

اللواء الجوي الركن المتقاعد نورالله حاج ابراهيم ، قائد القوى الجوية و الدفاع الجوي سابقاً - عضو مجلس القيادة العسكرية الأعلى للجيش و القوات المسلحة قُبيل عهد الوحدة .

  • ( أخي و رفيق عمري ياسين فرجاني ، مهما عدّدت من صفاتك و أخلاقك و أهدافك ، و تطلعاتك ، لا أستطيع أن ألُمّ بها و أوفيك حقّك بما كنت تتمتّع فيه،

لذلك سأُعرّج على ثلاث مراحلٍ مررنا بها معاً في حياتنا و بصورةٍ مختصرة و هي : المرحلة الابتدائية : لقد كنت فيها الوفي المخلص لبلدتك و أهلك ، و الذي سرى في عروقك منها حب الوطن الصغير و حبّ الوطن الكبير ، و حبّ الآخرين و خدمتهم ، و كذلك حبّ آثار بلدتك و أوابدها و نخيلها و زيتونها و الذي ترسّخ في أشعارك فيما بعد . المرحلة الثانوية : و هي مرحلة نهل العلم و التطلع إلى آفاق المستقبل، و مقارعة الاستعمار، مع كل الزملاء المتطلعين إلى التخلص من هذا الكابوس الاستعماري البغيض الذي ابتُلينا به و كذلك في الأقطار العربية الأخرى ، فكُنتَ لا تفرق بين قطرٍ عربيٍّ و آخرٍ مبتلى بالاستعمار ، و كُنتَ تتألم و تتحمس لكل نائبةٍ تحلّ في أي قطرٍ عربي ، فحقاً كنت عربياً أصيلاً مؤمناً بقوميتك العربية و وحدتها . المرحلة العسكرية : و هي مرحلة التأسيس و العمل الجدّي مع زملائك العسكريين في هذا الجيش الفتي ، حيث كثُرت آنذاك المؤامرات و الأضرار بالبلد من الأحلاف الخارجية و الداخلية ، فاتجهت نخبةٌ من ضباط الجيش للخلاص من من هذا الوضع السيء ، فقرّروا الاتصال بالشقيقة مصر لوضع أُسس الوحدة بينهما، و كُنت أنت أحد أعضاء هذا الوفد الكريم ، و قد تمّت الوحدة و عُيّنت بعدها محافظاً لحماة ، و كُنتَ أهلاً لهذا المنصب و قد شُهد لك بالكفاءة و العدل و المساواة بين المواطنين و كلّ من عرفك من زملائك و رؤسائك، و خاصّةً مواطني حماة. و ختاماً ، لقد سبقتمونا يا أبا حسان في عمل الخير و العمل الوطني ، و وحدة الأمة العربية و نحن على خُطاكم ، إنشاء الله لسائرون .)


اللواء الركن المتقاعد توفيق الخطيب ، قائد المنطقة الوسطى - مستشار وزير الدفاع سابقاً.


  • ( وقف شعره على وطنه و عروبته و وحدة أمته, و على بلدته تدمر عاصمة الحضارات و درة الآثار فأصفاها محبته و ولعه فكان شاعراً محلقاً في سماء الشاعرية . )

عبد المعين ملوحي , أديب و مستشار ثقافي في رئاسة الجمهورية سابقاً.


معرض الصور