نجوى قدح الدم

نجوى قدح الدم (و. 1966 - ت. 28 مايو 2020)، هي مهندسة وخبيرة سودانية في الطاقة النظيفة، ومستشارة مجلس السيادة السوداني.

نجوى_قدح الدم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرتها

ولدت نجوى قدح الدم في حي العباسية الشعبي بمدينة أمدرمان، عام 1966. كان والدها عباس قدح الدم، إمام جامع يحمل اسم الأسرة بحي العباسية، وورث مشيخة قبائل الفلاتة من والده الذي تعود أصوله إلى قبائل الهوسا والفولاني والبرنو في غرب أفريقيا وتُعرف في السودان باسم "الفلاتة". درست مراحلها التعليمية في مدينة أم درمان، ثم التحقت بكلية الهندسة جامعة الخرطوم، قسم الهندسة الميكانيكية، وتخرجت فيها عام 1989، ثم عُيّنت مساعدة تدريس بكلية الهندسة في جامعة الخرطوم. وابتُعثت بعد ذلك للدراسات العليا في الطاقة الشمسية في ألمانيا، وخلال رحلتها العلمية تزوجت أستاذها أحمد نومان، ألماني الجنسية، وأقاما في النمسا لظروف العمل مع ابنتهما الوحيدة قبل أن تنفصل عنه.


حياتها السياسية

تحدثت قدح الدم في حواراتها الصحافية القليلة عن انفعالها بقضايا السودان وبحثها عن دور تخدم به البلد فعلياً، وعلى الرغم من إسهاماتها الحيوية وعملها الطويل في ملفات سودانية وأوغندية، إلَّا أنها كثيراً ما تجرَّعت مرارات تُهم العمالة لأوغندا عندما كانت في خلاف مع السودان، ثم لإسرائيل، وربما استلف العقل السوداني هذه التهم ما علق بسيرة جدها قدح الدم ثم والدها بعد ذلك، ولم يكن اختلاف العصر محصِناً لها من كلّ ذلك.

ومنذ أن بدأت الأنظار تتسلَّط على تحركاتها الأخيرة، نُبشت سيرة جدها الذي كان موالياً للإمام محمد أحمد المهدي، ولكنه لم يكن على وفاقٍ مع خليفته عبد الله التعايشي، وذكر أحد المراجع الموجودة في متحف الحرب الإمبراطورية ببريطانيا التي كتبها ضباط الحرب آنذاك، أنه كان ينقل ما يحدث في مجلس التعايشي إلى ونجت باشا مدير الاستخبارات البريطانية للحملة على السودان ما مهَّد لهزيمة الأنصار في معركة كرري في الثاني من سبتمبر 1898 ودخول جيش اللورد كتشنر أم درمان.

كافأه ونجت باشا عندما صار حاكماً عاماً على السودان بأن عيَّنه ناظر عموم الفلاتة في السودان، كما يُتداول أن والدها في عهد الاستعمار عيَّنه إدوارد عطية رئيس الاستخبارات البريطاني، سكرتيراً لنادي الخريجين لمدة 16 عاماً بغرض كتابة تقارير عن نشاط الحركة الوطنية السودانية.

لقاء موسڤني

صادفت قدح الدم الرئيس الأوغندي يوِري موسڤني في النمسا خلال مؤتمر للأمم المتحدة حول الموارد المائية عقد عام 2002 في ڤيينا، ثم عند خضوعه للعلاج في النمسا، ظلت تتابع حالته بصورة منتظمة إلى أن شفي، واستمر تواصلها معه إلى ما بعد عودته إلى أوغندا واقترحت عليه أن تأتي مع طاقمه العلاجي لمراجعته، وظلت معهم في قصره مدة ثلاثة أسابيع، وكان يناديها بابنتي، بحسب تصريحها عندما استفسرتها مجلة سودانية عن سرّ العلاقة بينهما، وتوطدت صلتها بأوغندا أكثر بانتقال شركة زوجها للعمل هناك في مجال الطاقة البديلة، ووعدت موسڤني بتحويل بلاده إلى جنة، وهو ما لم يحدث بالطبع، ومع أنها انتقلت إلى أفريقيا في إطار مشروع تجاري، إلا أنها سرعان ما أصبحت مستشارة موسڤني فى الشؤون الدبلوماسية.[1]

كانت قدح الدم تعمل في دائرة ضيقة قرب الرئيس موسڤني، ولوحظ أنها لا تتمتع بودّ في هذه الدائرة التي تتكون من ابنه الجنرال موهوزي كاينروجابا الذي عينه كبيراً للمستشارين منذ عام 2017 في خطوة وصفها معارضوه بأنها تتجه نحو توريثه، واتصف الابن بشراسته التي أدت إلى هروب داڤيد سيجوز رئيس الاستخبارات الحربية السابق بعد انتقادات وجهها إلى ديكتاتورية موسڤني، قبل أن يعود بعفو رئاسي ثم يُعتقل، وتكتمل الدائرة بسالم صالح أخ الرئيس الذي يشغل منصب مستشار رئاسي، وزوجته جانيت موسفني، ورئيس الاستخبارات الأوغندية جوزيف أشوت، وربما يكون رئيس الاستخبارات أكثر من ارتاح لرحيلها، ذلك أنه أثناء لقاءات موسڤني مع رؤساء الدول، كان أكثر من يبدو عليه التوتر والامتعاض بسبب تحركات قدح الدم بين الوفود وحرصها على الجلوس خلف الرئيس مباشرة.

علاقتها بالبشير

 
نتنياهو يصافح نجوى_قدح الدم، التي كانت ضمن وفد عبد الفتاح البرهان، في لقاء 3 فبراير 2020 التاريخي.

في سنوات التمرد الجنوبي على الحكومة في الخرطوم، كان موسڤني يدعم الجيش الشعبي لتحرير السودان بلا حدود، لرؤيته التحررية من جوار العرب وانتقاماً من الحكومة في الخرطوم التي اتهمها بدعم جيش الرب المتمرد على نظامه بقيادة الجنرال جوزيف كوني، ولكن تدخلت الولايات المتحدة في عام 1999 وأشرفت على التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين البلدين، والتي قضت بعدم دعم أي من البلدين للمعارضة المسلحة في البلد الآخر، ثم بعد أن عُقدت قمة الإيقاد بالخرطوم عام 2001 تم تبادل الدبلوماسيين، واتفقا على دعم العلاقات الثنائية بينهما، بعد ذلك، لعبت قدح الدم دوراً بارزاً في تحسين العلاقات بين السودان وأوغندا.

ومن أبرز الملفات التي عملت عليها هي زيارة يوِري موسڤني إلى الخرطوم في سبتمبر 2015، وملف إطلاق أسرى الجيش السوداني (125 أسيراً) في مارس 2017، كانوا لدى الحركة الشعبية لتحرير السودان بواسطة الرئيس الأوغندي الذي قام بتسليمهم بدوره إلى حكومة السودان.

وبفضل هذين الملفين، حصلت قدح الدم على ثقة الرئيس السابق عمر البشير الذي كلفها بتنسيق الدور السوداني والأوغندي في تحقيق السلام في جنوب السودان، وبمجرد توقيع الاتفاق، منحها البشير وسام النيلين عام 2018 وحصلت على جواز سفر دبلوماسي سوداني بدرجة سفير للمهام الخاصة، وبعد أن تم إعفاؤها بواسطة لجنة إزالة التمكين، واصلت العمل على ملف العلاقات مع إسرائيل الذي بدأته منذ العهد السابق.

علاقتها بنتنياهو

عندما ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنَّه هنأ رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان بالعيد، لم يذكر بالطبع أنَّه تطرَّق إلى الحالة الصحية للمستشارة نجوى قدح الدم، وكانت إسرائيل قد قرّرت القيام بمحاولة ‏لإنقاذها ونقلها إلى الضفة الغربية بحسب ما كشف عنه تقرير القناة 13 الإسرائيلية، ولكن حال تدهور حالتها جراء إصابتها بڤيروس كورونا في مايو 2020، ورُتِّب للطائرة التي تحرَّكت من مطار بن گوريون بتل أبيب إلى الخرطوم أن تكون سرية لولا كشف المسار غير المعتاد للطائرة بتطبيقات تتبع الطائرات على الإنترنت، في ظل انحسار حركة الطيران الدولية بسبب أزمة تفشي كورونا، وأشار التقرير إلى أن الطائرة حملت فريقاً طبياً ومعدات وأدوية بالإضافة إلى مسؤول إسرائيلي لم يُفصح عنه، إلا أن المحامي الإسرائيلي نايك كاوفمان الذي نسق مع قدح الدم في عملية تبادل الرسائل بين نتنياهو والبرهان، صرح إلى القناة بأن "قدح الدم دبلوماسية فذَّة ولولا نشاطها ما كانت هناك علاقات بين إسرائيل والسودان".

وفاتها

في 28 مايو 2020 توفيت نجوى قدح الدم بعد تطور حالتها الصحية جراء إصابتها بڤيروس كورونا. [2] وعلى الرغم من نفي الجيش السوداني وصول الطائرة إلا أن تقارير أكدت أن الطائرة كانت قد وصلت الخرطوم بغرض إخراج نجوى قدح الدم من مستشفى علياء التابع للسلاح الطبي ونقلها للعلاج بالخارج، ولكن فيما يبدو أن حالتها الصحية كانت متأخرة جداً وفي وضع حرج، حيث توفيت بعد يوم واحد من وصول الطائرة الإسرائيلية.

المراجع

  1. ^ "توفيت بعد إصابتها بالفيروس وفتحت بوابة على الغموض الذي اكتنف حياتها كما محاولة إنقاذها". إندپندنت عربية. 2020-05-30. Retrieved 2020-05-31.
  2. ^ "عرابة التطبيع ومهندسة لقاء البرهان ونتنياهو .. السودان: وفاة نجوى قدح الدم بفيروس كورونا". جريدة الشرق القطرية. 2020-05-28. Retrieved 2020-05-31.