معركة الزراعة

(تم التحويل من موقعة الزراعة 1832)

معركة الزراعة 14 أبريل 1832 أثناء الحرب المصرية العثمانية في عهد محمد علي باشا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية تاريخية

قدر إبراهيم موقفه فرأى أنه لايبعد كثيرا عن عكا. ولذلك ارتأى أن يترك حمص حيث لايتوفر العيش والمؤنة لجيشه، واعتلى وادي العاصي حتى وصل إلى خان قصير، حيث عسكرت قواته إلى الشرق في سهل الزراعة.

توهم عثمان باشا أن تراجع إبراهيم باشا عن حمص علامة ضعفه، فجمع إلى قواته حشدا من أهالي المنطقة والأكراد وفرسان العرب بلغ عددهم 15.000 مقاتل، وسار بهم لمقاتلة إبراهيم باشا، وكان هذا قد دبر له الخطة الناجحة وقسم قواته إلى قولين، وحشد خلف كل منها مدفعيته في أماكن مستورة عن بصر العدو. وخدع خصمه وأوهمه أنه سيلزم الدفاع. فانخدع القائد العثماني وهجم بكل وحداته على القولين فلبثت هذه صامتة حتى إذا صار الأعداء على مسافة قريبة ارتد المصريون بسرعة عجيبة خلف المدافع وبمجرد انتهاء الارتداد طفقت المدافع نصب حممها. فحصدت المهاجمين حصداً، ووقعت بهم الخسائر، واختل نظامهم وسادهم الهرج، وفي وقت قصير تفوق جميعه، وارتدوا خائبين. فطاردتهم الفرسان المصريون حتى دفعوا بهم إلى نهر العاصي ومن نجا منهم مات غرقا.

انتهت معركة الزراعة (14 إبريل 1832) بهزيمة الجيش التركي، وارتد عثمان باشا إلى حماه، وبقي فيها يرتقب وصول الإمداد.

وعاد إبراهيم باشا إلى بعلبك ليستعد لجولة أخرى. وفيها التقى بإبن أخيه عباس باشا، الذي استدعاه من عكا على رأس الآلاي الثاني عشر المشاة والآلاي الخيالة الثالث وثلاث بطاريات


أهمية موقع بعلبك

تقع مدينة بعلبك ، ذات الشهرة التاريخية ، في وادي نهر الليتاني الذي يربط قسمي لبنان (الخارجي والداخلي) ويصل بين وادي نهر الأردن والعاصي – وفي هذه المنطقة تخرج الأنهر الثلاثة الأردن، والليطاني، والعاصي وتعمل معا أخدودا طويلا يكاد يكون موازيا للبحر المتوسط – وقد مرت ببعلبك أكثر الحملات العسكرية في التاريخ، سواء القادمة من الشمال أو الشرق أو الجنوب . فلها موقع استراتيجي هام يسيطر على إقليم الشام. وهي على مسافة متساوية من دمشق وبيروت وطرابلس – وقد ارتأى إبراهيم باشا أن يسيطر على ما حولها ليحول دون وصول الإمدادات إلى الأتراك ويمنع قدوم أية قوة لمعاونة عبد الله الجزار لفك الحصار عنه. وكان قد أمن على أجناب جيشه بعد اطمئنانه لمسلك اللبنانيين نحوه. لذلك رأى الاحتفاظ بأي جهد على بعلبك وما حولها ويحرم العثمانيين من الاستيلاء عليها. ولضمان هذا لم يتردد في إمداد عباس باشا بالآلاي الثامن عشر من طرابلس، وبالآلاي الحادي عشر الذي وصل حديثا، والآلاي الحرس ، والآلاي السابع الخيالة، الذي كان تحت قيادته.

وللأهمية نورد في هذا السياق بيانا للقوات المصرية التي أصبحت مرابطة في بعلبك – وهي بمثابة طليعة الجيش المصري، التي ستقابل الصدمة الأولى في القتال المقبل :

  • 4 آلايات مشاة – 11 و 12 و 18 والحرس.
  • 2 آلايات خيالة – 3 و 7.
  • مدفعية كافية ووحدات مساعدة.
  • قوات غير نظامية.

ما بعد المعركة

وبينما كان ابراهيم باشا في بعلبك بلغه نزوع اللبنانيين الى الفتنة فتوجه إلى بيت الدين في 28 أبريل سنة 1832 يصحبه أربعة آلاف جندي، فسكن الأحوال بالوعد والوعيد، وحبس بعض مثيري الفتنة، وأخذ رهائن من بعض الاسر الكبرى، أما الناقمون عليه من آل جنبلاط وآل نكد وغيرهم، فكانوا قد غادروا الجبل وانحازوا الى جانب الحكومة العثمانية، فضبطت أملاكهم وحرقت منازلهم.[1]

في أثناء هذه الحوادث كانت القوة المرابطة أمام عكا قد انخفض عدد رجالها الى نحو عشرة آلاف. فاغتنم عبد الله باشا هذه الفرصة فقام بهجوم عنيف على محاصريه، فأتلف بعض استحكاماتهم الأمامية ورد جنودهم الى الوراء، واستولى على بعض مدافعهم وأدخلها الى عكا ليحاربهم بها. واتصل خبر هذه الوقعة بابراهيم باشا فلم يحدث اي تغيير في خطته، لكن لما فرغ من وقعة الزراعة وما عقبها على التدابير، عاد الى تشديد الحصار على عكا.

وكان في هذه الأثناء قد أنفذ محمد علي الى عكا مهندسا قديرا فأخذ يدير الأعمال الفنية المتعلقة بالحصار بغاية الدقة والاعتناء، ورغما عن شدة مقاومة الحامية الباسلة، تمكن المحاصرون من فتح ثغرتين في الجهة الشرقية من السور، ووسعوا احداهما باطلاق المدافع وبث الألغام، كما أنهم أمطروا المدينة وابلاً من الرصاص والقنابل والصواريخ برا وبحرا، فأحدثوا في المدينة تخريبا عظيما واضطر عبد الله باشا الى الانتقال من قصره الى برج الخزنة، وكانت حامية المدينة حينئذ قد انخفضت الى نحو ألفين، ومع ذلك لم تفتر عزائمها عن الدفاع بمنتهى البسالة.

المصادر

  1. ^ أبو عز الدين, سليمان (2009). ابراهيم باشا في سوريا. القاهرة، مصر: دار الشروق. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)