ملحمة الحب الخالد (كتاب)

ملحمة الحب الخالد - كيف أحب الصحابة النبى كتاب من تأليف محمد خالد ثابت يتكون من فصل واحد ومقدمة ودعاء في الختام.


المؤلف: محمد خالد ثابت
الناشر: دار المقطم للنشر والتوزيع
المقر: القاهرة
الطبعة الأولى: 2005
الترقيم الدولي:×-62-5732-977

كتب المؤلف تعريفًا به على ظهر الغلاف جاء فيه:

"إنها ملحمة الملاحم..
ملحمة الحب الخالد، التي نسج خيوطها الصحابة رضوان الله عليهم حين أحبوا النبى ذلك الحب العظيم الذي لم يعرف الناس له نظيرا ولا شبيها..
أحبوه أكثر من الآباء والأمهات والأولاد والأموال والأنفس..
أكثر من ضياء أعينهم ودبيب الحياة في أجسامهم..

قى هذه العجالة بعض مظاهر هذه المحبة التي ملأت حياة الصحابة والتي رفعهم الله من أجلها فوق سائر القرون".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المقدمــة

في افتتاح المقدمة بين المؤلف أن هذا الكتاب جزء من كتاب أكبر بعنوان مدارس الحب مصانع الرجال جمع فيه نماذجًا من عظماء الأمة الذين صنعهم الحب..

يقول: "وقد جعلت لذلك الكتاب مقدمات اشتملت على فصل جميل بديع لم أجد ما يصفه خير من هذا العنوان: "ملحمة الحب الخالد.. كيف أحب الصحابة النبى ".

ثم يقول: "ثم بدا لى – أثناء ذلك – أن أطبع هذا الفصل مع مقدمة مختصرة في كتاب مستقل، صغير الحجم، سهل التداول، هو هذا الذي بين أيدينا الآن، لعلنا نتخذ منه أداة سهلة، نطالعها مرة بعد مرة، عسى أن تتأثر بما فيه قلوبنا، فتحيا من جديد بعد أن أصابها الجفاف لانقطاع ماء المحبة عنها أمدًا طويلاً..".

يبين المؤلف أهميته مثل هذا الكتاب بقوله: "إننا إذا رأينا كيف أحب الصحابة النبى لأدركنا أن البون شاسع بيننا وبينهم، وأننا ما أشبهناهم، ولا اقتربنا منهم، ولشعرنا حينئذ بمدى العجز الذي طوق رقابنا وغلّ أيدينا..".

الحب غاية الحياة ومحور الوجود

ثم يبين – بعد ذلك كيف أن الحب هو غاية الحياة ومحور الوجود، وكيف أقام الله نظام الكون على الحب، وجعل جميع الكائنات – بما فيهم بنى آدم – لا يحركهم إلا الحب.." يستوى في ذلك مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، طائعهم وعاصيهم.. كل إنسان له أشياء يحبها، وتدور حياته في فلكها.. غير أن محاب المؤمن غير محاب الكافر أو المنافق، فجميع ما يحب المؤمن فروع من محبته لله ورسوله. أما غير المؤمن فجميع ما يحب فروع من محبته لنفسه، وهواه مقدم على ما سواه، لأنه في الحقيقة هو إلهه المعبود.. قال الله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} "الجاثية23".

ثم ضرب الأمثال من محبة الآباء والأولاد والأموال والزوجات..كيف تكون لله ؟ وكيف تكون للنفس وشهواتها ؟
وتكلم عن أن محبة الله ورسوله وأولياء الله الصالحين هي شيء واحد..


ختــام المقدمة

ثم يختم المقدمة بقوله:

لقد انتشر القول بأن محبة النبى هي طاعته، واستراح المغرورون لذلك، إذ ظنوا أنهم بقيامهم بأشكال الفرائض والنوافل قد نالوا مقام المحبة، وأصبحوا كتفًا بكتف مع الصديق والفاروق وذى النورين وإمام الهدى على، وسائر الأصحاب رضى الله عنهم وأرضاهم..

إن كنا نجهل كيف تكون محبة النبى التي تفضى إلى حسن متابعته وطاعته، فإن الصحابة ما جهلوها، وما انشغلوا بالترهات وسفاسف الأمور عنها.. وها هي ذى بعض أخبارهم في ذلك.
ما ظهر منها لنا إلا النذر اليسير..
وما انطوت عليه الصدور، وخفى في حنايا القلوب أعظم.

صور من محبة الصحابة للنبى

يسوق المؤلف ما يقرب من ستين صورة من صور محبة الصحابة -رضى الله عنهم- للنبى منها:

عن أسماء بنت عميس أنها قالت عن زوجها الصديق: كان إذا فرغ من صلاة العشاء جمع رجليه ووضع وجهه بين ركبتيه، واتجه للحائط وأخذ يقول: واشوقى إليك يا رسول الله. فأقول له: كنت معه، وغدا تكون معه، ولا أزال أحدثه حتى يفتح عينيه وينظر إلى. (الشيخ صالح الجعفرى – درس الجمعة طبع دار جوامع الكلم بالدراسة)

قال عمر للنبى صلى الله عليه وسلم: يارسول الله، لأنت أحب إلى من كل شيء إلا نفسى

فقال : "لا والذي نفسى بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك".

فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلىّ من نفسى. (رواه البخارى)

قال عمرو بن العاص:
-لقد رأيتنى ما من الناس أحد أحب إلى من رسول الله، ولا أجلّ في عينى منه، ولو سُئلت أن أنعته ما أطقت، لأنى لم أكن أطيق أن أملأ عينى منه إجلالا له. (طبقات ابن سعد 4/258)

كان شيبة بن عثمان قبل إسلامه يقول: لو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا اتبع محمدا ما اتبعته أبدا.

خرج شيبة مع قريش يوم هوازن وقد أضمر في نفسه قتل رسول الله. يقول شيبة:
-فدنوت أريد ما أريد منه، ورفعت سيفى، فرُفع لى شواط من نار كالبرق حتى كاد يمحشنى، فوضعت يدى على بصرى خوفا عليه، فالتفت إلىّ رسول الله ونادانى: "يا شيب ادن منى". فدنوت منه، فمسح صدرى وقال: "اللهم أعذه من الشيطان"
فوالله لهو كان ساعتئذ أحب إلىّ من سمعى وبصرى ونفسى، وأذهب الله عز وجل ما كان بى.

ثم قال: "ادن فقاتل".
فتقدمت أمامه أضرب بسيفى، والله يعلم أنى أحب أن أقيه بنفسى كل شيء، ولو لقيت تلك الساعة أبى لو كان حيا لأوقعت به السيف. (صفة الصفوة 1/728)

ختـــام

ثم يختم المؤلف تلك الصور بقوله:

"ماذا تملك الكلمات أن تقول أمام هذا الحب العظيم؟

سبحان من أودعه في القلوب، وأوسع له الصدور..

ولا تزال محبة النبى هي دأب هذه الأمة، وشارة إيمانها، وعلامة سيرها إلى ربها..

لو تتبعنا آثارها، وجمعنا أخبارها، لملأت مجلدات من فصول ملحمة جميلة ومجيدة، لم تعرف الدنيا لها نظير، كتب الصحابة – باقتدار – أول فصولها كما رأينا.

ولا تزال أمة الإسلام بخير وعافية طالما أنها تشتغل بحب نبيها..

حينئذ فقط – تبلغ حقيقة الإيمان، وتتحقق بكلمة التوحيد: لاإله إلا الله محمد رسول الله.

وصف الكتاب

يقع الكتاب في 112 صفحة من القطع الصغير (14×17)، بدأ – قبل المقدمة – بحديث للنبى يقول: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" (حديث صحيح)

ثم استغرقت المقدمة 36 صفحة، وخُتم الكتاب بالصلاة على النبى بأحد الصيغ المنسوبة إلى الشيخ عبد المقصود سالم من كتاب "أنوار الحق"، ثم قائمة المراجع، ثم قائمة بمؤلفات الكاتب.

صدرت الطبعة الأولى سنة 2005.
نشر دار المقطم للنشر والتوزيع – القاهرة.