مرتضى الزبيدي

السيد مرتضى الزبيدي (و. 1732 - ت. 1790)، عالم ولغوي وكاتب وشاعر ومؤرخ. وهو علامة بالحديث واللغة العربية والأنساب ومن كبار المصنفين في عصره. اشتهر بالسيد المرتضى الحسيني الزبيدي اليماني الواسطي العراقي الحنفي، ويكنى أبا الفيض وأبا الجود وأبا الوقت.

خلف حوالي (107) عملا أدبيا، بين رسالة وكتاب. أهمها وأضخمها شرحه على القاموس المسمى بـ تاج العروس ، ومنها شرح كتاب إحياء علوم الدين للغزالي أملاه في (11) عاماً وفرغ منه سنة 1201هـ ولامه سلطان المغرب على تضييع وقته فيه، في رسالة ذكرها الجبرتي، وطبع في عشرة مجلدات ضخمة. ومنها رسالة سماها (قلنسوة التاج) في إجازة الشيخ محمد بن بدير المقدسي برواية تاج العروس.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

هو مرتضى محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الغفار بن تاج الدين بن حسين بن جمال الدين بن إبراهيم بن علاء الدين بن محمد بن أبي العز بن أبي الفرج بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن ناصر الدين بن إبراهيم بن القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن عيسى بن علي بن زين العابدين بن الحسين السبط.


حياته

ولد عام 1145 هـ، الموافق عام 1732م، في بلگرام وهي بلدة في الهند ونشأ في زبيد في اليمن، ورحل إلى الحجاز، وأقام بمصر. وتوفي بالطاعون في مصر، عام 1205 هـ، 1790م.

نشأ في زبيد من بلدان اليمن، وكان الفيروزآبادي (ت817هـ/1415م) صاحب القاموس المحيط قصد إليها قبله. وهذا ما حفز الزبيدي إلى قراءة قاموسه والانصراف إليه في حداثته. [1] ثم رحل عن زبيد وشرع يطوف في ديار العرب منذ يفاعته، وتنقل في الحجاز بين مكة والمدينة والطائف، وأخذ عن شيوخ فيها. وقصد أخيراً إلى مصر فطاب لـه فيها المقام حيث أمضى في رحابها بقية حياته، وقد وجد في مكتباتها كل ما يحتاج إليه من أمهات الكتب التي أعانته في تأليف كتبه الكثيرة، فذاع صيته واتجهت إليه الأنظار لما حواه من علم غزير وإطلاع واسع، وأذن لـه بالتدريس في القاهرة فسعى إلى سماعه كثير من رجالات الأزهر وطلاب العلم، وكان يحاضرهم في الحديث وصحيح البخاري. كان لطيف الشكل حسن الصفات بشوشاً وقوراً محتشماً عارفاً بالفارسية والتركية، وقد تزوج من زبيدة بنت ذي الفقار الدمياطي وعاش سعيداً معها. ثم فجع بوفاتها ولزم قبرها أياماًَ طويلة، ورثاها بقصائد ومقطعات جميلة العبارة حسنة السبك. وكان معجمه الكبير الذي أسماه «تاج العروس من جواهر القاموس» أهم مؤلفاته وبه اشتهر، ويعد من أوسع المعاجم العربية، ولا يضارعه في حجمه أو يفوقه إلا «لسان العرب» لابن منظور[ر]. وقد أمضى في تأليفه أربعة عشر عاماً كان يواصل فيها عمله من دون انقطاع، إذ بدأ في تأليفه نحو 1174هـ وهو في مصر وأنجزه سنة 1188هـ.

أتيح للزبيدي، بحكم تأخره في الزمان، أن يفيد من الذين سلفوه من اللغويين الذين تناولوا القاموس، وكان من دوافعه إلى تأليف معجمه اقتضاب «المحيط» في مجمل مواده وانطواؤه أحياناً على بعض الغموض وإغفاله ما كان يحسن إيراده. وقد بذل جهداً طيباً في تناول مواد القاموس، وكان ينقل من مصادر متعددة بعضها مفقود اليوم. وقد بلغ عدد المصادر التي استعان بها كما يذكر في مقدمة معجمه مئة وعشرين كتاباً. وكان يحرص على تنسيق مادة القاموس مع سائر ما يتعلق بها عند أسلافه فيرتبها بحيث تتداخل وتنسجم مع أصول «المحيط»، وقد يضيف مستدركات مما فات الفيروزآبادي ذكره.

كان الزبيدي يكتب معجمه بنفسه، ثم يسلم بعد ذلك مسوداته إلى تلاميذه ليبيضوها ويراجعوه فيها. وقد قال في مكتوب لـه إلى أحد شيوخه: «ومما منّ الله تعالى عليّ أن كتبت على القاموس شرحاً غريباً في عشر مجلدات كوامل، مكثت مشتغلاً به أربعة عشر عاماً وشهرين». وحين أنجز تأليف معجمه احتفل بذلك وأولم وليمة حافلة جمعت طلاب العلم وأشياخه. وقد أشاد بعمله كثيرون وقرظوه شعراً ونثراً.

أعماله

بلغت أعمال الزبيدي مئة وسبعة بين كتاب ورسالة، أكثر من نصفها يتصل بالحديث النبوي وسنده ورواته وتخريج بعض متونه، ومنها ما كتبه في الفقه والصوم والحج، وفي التاريخ واللغة والتصريف، وفي شرح بعض الخطب. ومن مؤلفاته:

شيوخه

من شيوخه رضي الدين عبد الخالق النمري الزجاجي الزبيدي الحنفي، وأبو عبد الله محمد علاء الدين الزجاجي، وأبو عبد الله محمد الشرفي الفاسي نزيل طيبة. وكان المؤرخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي (ت1237هـ/1822م) أبرز تلاميذه.

قيل عنه

وكان الجبرتي من تلامذته، وكان يحبه حباً جماً ، وقال عنه في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" عند تأريخه لسنة 1205 هجرية:

ومات شيخنا علم الاعلام والساحر اللاعب بالافهام الذي جاب في اللغة والحديث كل فج وخاض من العلم كل لج المذلل له سبل الكلام الشاهد له الورق والاقلام ذو المعرفة والمعروف وهو العلم الموصوف العمدة الفهامة والرحلة النسابة الفقيه المحدث اللغوي النحوي الاصولي الناظم الناثر الشيخ أبو الفيض السيد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الشهير بمرتضى الحسيني الزبيدي الحنفي هكذا ذكر عن نفسه ونسبه ولد سنة خمس وأربعين ومائة وألف كما سمعته من لفظه وروايته بخطه ونشأ ببلاده وارتحل في طلب العلم وحج مرارًا واجتمع بالشيخ عبد الله السندي والشيخ عمر بن احمد بن عقيل المكي وعبد الله السقاف والمسند محمد ابن علاء الدين المزجاجي وسليمان بن يحيى وابن الطيب واجتمع بالسيد عبد الرحمن العيدروس بمكة وبالشيخ عبد الله ميرغني الطائفي في سنة ثلاث وستين ونزل بالطائف بعد ذهابه إلى اليمن ورجوعه في سنة ست وستين فقرا على الشيخ عبد الله في الفقه وكثيرًا من مؤلفاته واجازه وقرا على الشيخ عبد الرحمن العيدروس مختصر السعد ولازمه ملازمة كلية وألبسه الخرقة وأجازه بمروياته ومسموعاته قال‏:‏ وهو الذي شوقني إلى دخول مصر بما وصفه لي من علمائها وامرائها وادبائها وما فيها من المشاهد الكرام فاشتاقت نفسي لرؤياها وحضرت مع الركب وكان الذي كان وقرا عليه طرفًا من الاحياء واجازه بمروياته ثم ورد إلى مصر في تاسع سفر سنة سبع وستين ومائة وألف وسكن بخان الصاغة وأول من عشره وأخذ عنه السيد علي المقدسي الحنفي من علماء مصر وحضر دروس أشياخ الوقت كالشيخ احمد الملوي والجوهري والحفني والبليدي والصعيدي والمدابغي وغيرهم وتلقى عنهم وأجازوه وشهدوا بعلمه وفضله وجودة حفظه واعتنى بشانه اسمعيل كتخدا عزبان ووالاه بره حتى راج أمره وترونق حاله واشتهر ذكره عند الخاص والعام ولبس الملابس الفاخرة وركب الخيول المسومة وسافر إلى الصعيد ثلاث مرات واجتمع بأكابره وأعيانه وعلمائه وأكرمه شيخ العرب همام وإسمعيل أبو عبد الله وأبو علي وأولاده نصير واولاد وافي وهادوه وبروه وكذلك ارتحل إلى الجهات البحرية مثل دمياط ورشيد والمنصورة وباقي البنادر العظيمة مرارًا حين كانت مزينة باهلها عامرة بأكابرها وأكرمه الجميع واجتمع بأكابر النواحي وأرباب العلم والسلوك وتلقى عنهم وأجازوه وأجازهم وصنف عدة رحلات في انتقالاته في البلاد القبلية والبحرية تحتوي على لطائف ومحاورات ومدائح نظمًا نثرًا لو جمعت كانت مجلدًا ضخمًا وكناه سيدنا السيد أبو الانوار بن وفا بأبي الفيض وذلك يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف وذلك برحاب ساداتنا بني الوفا يوم زيارة المولد المعتاد ثم تزوج وسكن بعطفة الغسال مع بقاء سكنه بوكالة الصاغة وشرع في شرح القاموس حتى أتمه في عدة سنين في نحو أربعة عشر مجلدًا وسماه تاج العروس ولما أكمله أولم وليمة حافلة جمع فيها طلاب العلم وأشياخ الوقت بغيط المعدية وذلك في سنة احدى وثمانين ومائة وألف وأطلعهم عليه واغتبطوا به وشهدوا بفضله وسعة اطلاعه ورسوخه في علم اللغة وكتبوا عليه تقاريظهم نثرًا ونظمًا فمن قرظ عليه شيخ الكل في عصره الشيخ علي الصعيدي والشيخ أحمد الدردير والسيد عبد الرحمن العيدروس والشيخ محمد الامير والشيخ حسن الجداوي والشيخ احمد البيلي والشيخ عطية الاجهوري والشيخ عيسى البراوي والشيخ محمد الزيات والشيخ محمد عبادة والشيخ محمد العوفي والشيخ حسن الهواري والشيخ أبو الانوار السادات والشيخ علي القناوي والشيخ علي خرائط والشيخ عبد القادر بن خليل المدني والشيخ محمد المكي والسيد علي القدسي والشيخ عبد الرحمن مفتي جرجا والشيخ علي الشاوري والشيخ محمد الخربتاوي والشيخ عبد الرحمن المقري والشيخ محمد سعيد البغدادي الشهير بالسويدي وهو اخر من قرظ عليه وكنت اذ ذاك حاضرًا وكتبه نظمًا ارتجالًا وذلك في منتصف جمادى الثانية سنة أربعة وتسعين ومائة وألف.

المصادر

  1. ^ عمر الدقاق. "الزَّبيدي (محمد مرتضى ـ)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-03-01.

المراجع