مذبحة صبرا وشاتيلا

هذه الصفحة متعلقة بأحداث عام 1982 فقط. لأحداث 1985-1987, طالع حرب المخيمات.

مذبحة صبرا وشاتيلا هي مذبحة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في سبتمبر 1982 على يد الميليشيا المارونية التي كانت تابعة لحزب الكتائب اللبنانية في زمن الاحتلال الإسرائيلى للبنان في خضم الحرب الأهلية اللبنانية. كانت الميليشيا تحت قيادة أيلي حبيقة، الذي أصبح فيما بعد عضو في البرلمان اللبناني لفترة طويلة ووزيراً عام 1990م. عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 700 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا. في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورافائيل إيتان، الدرجة التي تورط بها الجيش الإسرائيلي محط خلاف. ليس هناك دلائل إلى مشاركة جنود إسرائيليين في تنفيذ المذبحة، ولكن لجنة التحقيق الإسرائيلية التي أقيمت إثر المذبحة قررت أن القيادة العسكرية الإسرائيلية التي كانت مسؤولة عن سلامة المدنيين في المناطق المحتلة تجاهلت إمكانية حدوث مذبحة من هذا النوع في ظل التوتر الذي ساد في لبنان، ولم تفعل ما كان متوقع منها لوقف المذبحة عندما تلقت المعلومات عنها.

مذبحة صبرا وشاتيلا
Massacre of palestinians in shatila.jpg
بعد مذبحة الفلسطينيين على أيدي ميليشيات الكتائب في معسكرات اللاجئين في صبرا وشاتيلا.[1]
المكانغرب بيروت، لبنان
التاريخ16 سبتمبر 1982
الهدفمخيمات اللاجئين في صبرا وشاتيلا
نوع الهجوم
مذبحة
الوفيات700 إلى 3,500
المنفذونميليشيات حزب الكتائب، بقيادة إيلي حبيقة
من ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أحداث المذبحة

جيش الاحتلال يحاصر شاتيلا

 
من ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا.

في الليلة بين يوم الثلاثاء 14 سبتمبر، ويوم الأربعاء 15 سبتمبر، قتل الرئيس اللبناني بشير الجميّل في عملية تفجيرية استهدفت مقر حزب الكتائب في بيروت الشرقية، فزحفت قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر اليوم التالي، وفرضت حصارا على منطقة صبرا وشاتيلا بدعوى "فرض الامن والنظام في المخيم الفلسطيني"، فقام عدد من سكان المنطقة بالتوجه الى قوات المحتل الاسرائيلي، محاولين طمأنته بعدم وجود سلاح بأيدي أهالي المخيم، وحتى إن كان موجودا، فإن كميته محدودة، وذلك في محاولة من الأهالي لإبعاد الحصار عن بيوتهم، وبالعودة إلى حياة طبيعية قدر المستطاع، ولكن لم يجد أهالي المنطقة أذنا صاغية لدى الجنود الإسرائيليين، الأمر الذي جعل عددا من الشبان والشابات من سكان صبرا وشاتيلا، يخرجون لمواجهة الجنود الإسرائيليين بما لديهم من سلاح. وتؤكد الشهادات بأن كمية السلاح الموجودة في المخيم ومحيطه بعد مغادرة المقاتلين، لم تكن لتكفي لساعات في مواجهة وحدة واحدة من جيش الإحتلال.

يجمع أهالي المنطقة، الناجون من المذيحة، بأن الحصار الاسرائيلي فرض لتمهيد السبل لقوات حزب الكتائب اليميني اللبناني لإرتكاب مجزرتها. وهذا ما يؤكده بالفعل عدد كبير من الخبراء والصحفيين الاجانب الذين زاروا المنطقة بعيد المجزرة، واطلعوا على المواقع التي تواجد فيها جنود جيش الإحتلال الاسرائيلي.

اليوم الأول

بحسب الشهادات التي جمعت بعد المجزرة، فان المذبحة بدأت بين الساعة الخامسة والساعة السادسة والنصف من مساء يوم الخميس، 16 سبتمبر 1982. ويأتي هذا الفارق لعدة أسباب، أهمها، أن بعض الشهود رأوا قوات الكتائب وهي تتجمع في المنطقة المحيطة، وتتأهب للدخول، وبعضهم تفاجأ بهذه القوات وهي داخل أحياء المخيم.

المواجهة مع الجنود الاسرائيليين كانت قد انتهت قبل دخول قوات المليشيا التابعة لحزب الكتائب اليميني، الأمر الذي يدل على التنسيق بين الأخيرة وبين قوات الاحتلال الاسرائيلية، وعلى ان الحصار الاسرائيلي للمنطقة كان يهدف لافساح المجال لقوات الكتائب لدخول مخيم شاتيلا وحي صبرا. استمر القصف الاسرائيلي المدفعي للمنطقة طوال نهار الخميس، واستمر القناصة الاسرائيليون باطلاق النيران على بيوت المخيم والحي من مواقعهم المحيطة، طوال النهار ايضا، الامر الذي اخلى كافة الشوارع من المارة، وابقى الناس في بيوتها (لقمة سائغة للقتلة). اعتقد الناس ان القصف الاسرائيلي هو "الحدث المركزي" لذلك اليوم، فقد اعتادوا عليه طوال اشهر الصيف خلال حصار الايام الثمانين لبيروت، ولم يعلم المواطنون ما تخبئه لهم الساعات القليلة القريبة، فانتظروا بفارغ الصبر انتهاء القصف، وعودة الامور "الى طبيعتها".

مع حلول المساء، انسحبت القلة من المقاومين التي بقيت حتى تلك الساعة تواجه القصف المدفعي باطلاق الرصاص من بنادق الكلاشينكوف، واتفق المقاومون على العودة الى القتال مع بزوغ الفجر.

بحلول المساء هدأ القصف، فبدأت زفرات الارتياح تملأ فضاء البيوت، الا ان القصف المدفعي كان قد انسحب من مقدمة مسرح الاحداث، تاركا دور البطولة في تلك الساعة للقنابل الضوئية التي انارت سماء المخيم ومنطقته. الفوج الأول من ضحايا المجزرة كانوا سكان حي الحرش وحي عرسال والحي الغربي، والمنطقة المحيطة بهذه الأحياء الثلاثة.

يروي شهود العيان، بان ساعات المساء حملت الى المخيم كما كبيرا من المركبات العسكرية "الكتائبية"، التي قدر عدد المسلحين فيها بين الف والف وخمسمائة مسلح. واكّد شهود العيان بان عددا من المركبات العسكرية الاسرائيلية كانت تسير مع المركبات الكتائبية.

مع غروب شمس الخميس، دخل الى مخيم شاتيلا قرابة ستمائة عنصر من عناصر المليشيا اليمينية، بعد تأكيد عدد من الشهود، ومنهم ضباط في الجيش اللبناني، ان المسلحين تجمعوا قبل دخولهم المخيم بجانب مقر القيادة العسكرية الاسرائيلية القريب. بدأ المسلحون بدخول البيوت في المخيم، وبدأ السكان المحيطون بالمنطقة التي دخلها المسلحون اولا، يسمعون صوت اطلاق الرصاص، واصوات العويل والصراخ والبكاء. وتقول شاهدات عيان ان قسما من المسلحين بدأ يضرب الشيوخ والنساء والاطفال ويلقيهم ارضا، والبعض الآخر بدأ بالتفتيش عن "صبايا حلوات" كما قال احد المجرمين لزميله، اما البقية فقد بدأت باطلاق الرصاص دون تفرقة، في جميع الجهات، وترافق اطلاق الرصاص بصراخ همجي وحشي "موتوا يا ارهابيين".

تقول الروايات بأن فرقا من مليشيا الكتائب وصلت الى الملاجئ التي اختبأ بعض من اهلي المخيم فيها، الامر الذي يدل على وجود جواسيس بين اهالي المخيم، كانوا ينقلون الاخبار لمرتكبي الجريمة. وبعد المجزرة بدأت روايات عن سيارات غريبة دخلت المخيم قبل المجزرة، على الرغم من احكام المحتل الاسرائيلي قبضته على المنطقة، ومنعه ايا كان من الدخول او الخروج، حيث كان راكبوا هذه السيارات يسألون الاهالي عن مواقع الملاجئ في المخيم.

استغل المجرمون ساعات الليل، وقنابل الانارة الاسرائيلية، فدخلوا منطقة الاحياء المذكورة اعلاه، واقتحموا كل بيوتها، بالاضافة الى تلك المجموعة التي وصلت الى الملاجئ، واخرجوا الناس من منازلهم، ليلاقوا موتهم.[2]

العديدون من الناجين تحدثوا عن ان مسلحي مليشيا الكتائب بقروا بطون الحوامل "لانهن رح يخلفوا ارهابيين"، وانهم خصوا الفتيان ايضا "لحتى ما يخلفوا ارهابيين زيهن"، وان العديد من المسلحين، شاركوا في عمليات اغتصاب جماعية لفتيات من المخيم، قبل قتلهن، دون ان يرمش لهم جفن. من الجدير بالذكر ان القصف الاسرائيلي المدفعي تجدد بعد دخول المسلحين الى المخيم، حيث كان الاسرائيليون يختارون المواقع التي تقصف بدقة لئلا يتواجد فيها اي فرد من افراد مليشيا الكتائب. هذا دليل آخر على تورط اسرائيل الكامل بهذه المذبحة. كيف "غفلت اعين" اعضاء لجنة التحقيق الرسمية الاسرائيلية "لجنة كاهان"، عن هذه الادلة حول مشاركة قوات الاحتلال بارتكاب المجزرة!!؟؟ بعض سكان مخيم شاتيل وحي صبرا، ناموا تلك الليلة دون ان يعرفوا ان مجزرة ترتكب في ضواحي المخيم، لان الاحياء التي دخلها القتلة كانت الاحياء المتواجدة في اطراف المخيم.

توجه العديد من سكان مخيم شاتيلا وحي صبرا في تلك الليلة الى المستشفيات المحيطة بالمخيم، للاحتماء من القصف الاسرائيلي، كما توجه البعض الى الملاجئ، فكان مصير هؤلاء القتل الجماعي في اليوم التالي للمجزرة. مع بزوغ فجر يوم الجمعة، السابع عشر من ايلول، بدأت آثار الجريمة بالتكشف، فقد انتشرت الجثث في الشوارع وفي البيوت، وعرف فيما بعد ان عدد الذين قتلوا في اليوم الاول، كان اكثر من عدد القتلى في اليومين التاليين، وذلك لعدة عوامل، منها هرب قسم كبير الى الشمال متوجها نحو بيروت، واحتماء قسم آخر في المستشفيا او في السفارة الكويتية القريبة او بمواقع الجيش اللبناني.


اليوم الثاني

 
مانشيت صحيفة لبنان، الصادرة عن حزب الكتائب، يوم الجمعة 17 ديسمبر 1982.

يوم الجمعة، أي يوم المجزرة الثاني، كان حافلا بالنشاط الدموي لمجرمي الحرب القتلة، فقد وصلتهم تعزيزات على شكل قوات اضافية من مليشيا الكتائب، فدخلوا المخيم، وبدأوا باطلاق نداء "سلّم تسلم". إلا أن الجثث الملقاة في الشوارع، دلّت على أمر واحد، هو أن هذا النداء الذي اطلق عبر مكبرات الصوت، كان نداء كاذباً، وأن أفراد ميليشيا الكتائب، لو استطاعوا، لقتلوا كل ما يتحرك في المخيم ومنطقته. أطلق المسلحون في اليوم الثاني للمجزرة، القنابل الفوسفورية على الملاجئ، مطورين بذلك اسلوب القتل، وبالتالي عدد الضحايا، فقضى غالبية من بداخل هذه الملاجئ حرقا، ومن لم يمت وحاول الهرب، انتظره المسلحون في الخارج، واطلقوا عليه الرصاص! احدى الأمور التي ميزت عمليات القتل هي انها استهدفت عائلات باكملها، وكأن قتل العائلات هو الهدف الاول لدى مجرمي الحرب من قوات مليشيا الكتائب.

في حديث لصحيفة جروسالم پوست، أكد عدد من جنود الاحتلال الاسرائيلي، بانهم لم يسمعوا اصوات تبادل اطلاق نار من داخل المخيم، وقالوا ان اطلاق النار كان من طرف واحد، الامر الذي يدل على ان افراد مليشيا الكتائب كانوا يقتلون العزّل فقط، اذ انه لم يكن داخل المخيم الا قلة من افراد المقاومة الفلسطينية. وعلى الرغم من اقوال الجنود الاسرائيليين هذه، الا ان القوات الاسرائيلية لم تتدخل لمنع المجزرة، بل على العكس، استمر قصفها المتقطع للمخيم، واستمر حصارها حول بعض المداخل، لمنع الفلسطينيين من الهرب. كانت التعليمات التي اصدرتها قيادة مليشيا الكتائب لافرادها الذين ارتكبوا المجزرة، واضحة وضوح الشمس، فاستعمال الرشاشات ممنوع الا عند الضرورة، "ويفضل استخدام السكاكين والحراب، لئلا ينتبه باقي سكان المخيم لما يحصل فيحاولون الهرب"!! مع بزوغ شمس يوم الجمعة، دخلت الى المخيم عدة جرافات، عرف فيما بعد انها لدفن الجثث في قبور جماعية، اكتشف منها القليل فقط.

تسلسل أحداث المجزرة يدل على كذب الشائعات التي اطلقها الاسرائيليون والكتائبيون، بان هناك آلاف المقاتلين الفلسطينيين في المخيم، فعدد الضحايا الشباب كان قليلا نسبة لعدد الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ، بالاضافة الى عدم سماع اي صوت لتبادل اطلاق النار، بل على العكس، كان صوت الرصاص المسموع يطلق من طرف واحد دون رد، مما يدل على الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل! استمرت المجزرة طوال الاربع والعشرين ساعة التي يتألف منها يوم الجمعة، فكان بهذا اطول يوم من ايام المجزرة بالساعات، وتواصلت خلال اليوم عمليات القتل الجماعي، اما عن طريق النحر بالسيوف او عن طريق اطلاق الرصاص او عن طريق دفن الضحية حيا في الرمال ليموت. واستمرت في هذا اليوم ايضا عمليات النهب والسرقة والاغتصاب، حيث كانت عمليات الاغتصاب تنتهي عادة بالقتل، خاصة عندما تكون المغتصبة فلسطينية. تميز يوم الجمعة ايضا ياقتحام افراد المليشيا للمستشفيا، فحاولت طواقم منظمة الصليب الاحمر اخلاء هذه المستشفيات ونجحت في بعض الحالات، الا ان حالات اخرى انتهت بقتل المرضى والاطباء والممرضين والممرضات، خاصة الفلسطينيين منهم.

اليوم الثالث

كان من المفترض ان ينسحب مرتكبو الجريمة صباح يوم السبت، بحسب اقوال جاءت بعد المجزرة على لسان مسؤولين عسكريين اسرائيليين، ادعوا انهم اصدروا الاوامر لقوات المليشيا بالانسحاب "بعد ان اكتشفوا ما يحدث داخل المخيم"! الا ان الانسحاب لم يتم، بل استمرت عمليات القتل الجماعي، وتم الانسحاب من داخل المخيم فقط عند ساعات الظهر، ومن منطقة المخيم باكملها، بعد الظهر. خلال ساعات النهار الثالث، اجبر سكان شاتيلا (من بقي منهم)، وسكان ضاحية صبرا بالخروج الى شارع شاتيلا الرئيسي، والوقوف على جوانبه، في ما يعرف بـ"المارش الاخير"، وكان هؤلاء السكان شهود على عمليات قتل واغتصاب، كانت تتم في الشارع، بصورة عشوائية، ان دلت على شيء، فعلى انعدام الحس الانساني للمجرمين من قوات الكتائب، وعلى كراهية هؤلاء لكل ما هو فلسطيني، كراهية زرعت فيهم بالتحريض العنصري والطائفي، وبمساعدة مشاهد القتل اليومي التي اضحت عادية في لبنان في مرحلة الحرب الاهلية. تؤكد الشهادات بان عمليات القتل الجماعي والدفن في القبور الجماعية استمرت خلال ساعات النهار الاولى من يوم المجزرة الثالث، السبت 17 سبتمبر 1982، وان المهاجمين لم يتصرفوا على اساس ان هذه ساعتهم الاخيرة في المخيم، بل على العكس، تصرفوا على اساس انهم باقون. ظاهرة اخرى تميز بها اليوم الثالث كانت عمليات الاختطاف التي قام بها افراد المليشيا، فاختطفوا عددا كبيرا من سكان المنطقة، ووضعوهم في الشاحنات، واخذوهم الى مصيرهم المجهول، الذي ما زال مجهولا!! في اليوم الثالث، شارك جنود الاحتلال الاسرائيلي بعمليات استجواب سكان المنطقة، ومن السكان من عاد الى منزله بعد الاستجواب، ومنهم من لم يعد ابدا.

عدد القتلى

 
نصب تذكاري في صبرا، جنوب بيروت.

هناك عدة تقارير تشير إلى عدد القتلى في المذبحة، ولكنه لا يوجد تلاؤم بين التقارير حيث يكون الفرق بين المعطيات الواردة في كل منها كبيرا. في رسالة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني يقال إن تعداد الجثث بلغ 328 جثة، ولكن لجنة التحقيق الإسرائيلية برئاسة إسحاق كاهن تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460 جثة في موقع المذبحة. في تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الإسرائيلية من مصادر لبنانية وإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ ما بين 700 و800 نسمة. وفي تقرير أخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى 800 قتيل في المذبحة. قدرت بيان نويهض الحوت، في كتابها "صبرا وشتيلا - سبتمبر 1982"، عدد القتلى ب1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى. وأفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني. أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشر عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع 2000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 1000 جثة إضافية مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على الأقل.

ردود الفعل

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأمم المتحدة

إسرائيل

هزت المذبحة الرأي العام والنظام السياسي في إسرائيل، عندما بلغ الجمهور الإسرائيلي أنها حدثت في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي. كما أنها عززت الشعور بأن الجيش الإسرائيلي قد تورط في حرب زائدة. في الأيام القليلة بعد الأحداث نفت الحكومة الإسرائيلية أية علاقة للجيش الإسرائيلي بالمذبحة، ولكن في 25 سبتمبر 1982 احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة "ملخيه يسرائيل" (اليوم: ساحة إسحاق رابين) وسط تل أبيب) مطالبين بتعيين لجنة تحقيق خاصة للبحث في الأمر.

لجنة كاهن

في 1 نوفمبر 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهـَن، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت "لجنة كاهن". في 7فبراير 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية غير مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسعى للحيلولة دونها. كذلك انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وزير الخارجية إسحاق شامير، رئيس أركان الجيش رفائيل إيتان وقادة المخابرات، قائلةً إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت. رفض أريئيل شارون قرار اللجنة ولكنه استقال من منصب وزير الدفاع عندما تكثفت الضغوط عليه. بعد استقاله تعين شارون وزيرا للدولة (أي عضو في مجلس الوزراء دون وزارة معينة)

مستندات 2012

في 16 سبتمبر 2012 نشرت نيويورك تايمز في الذكرى الثلاثين لمذبحة صبرا وشاتيلا، ملحق يضم 49 مستند. تكشف هذه المستندات عن محادثات رفيعة المستوى جرت بين مسئولين إسرائليين وأمريكيين قبل وأثناء وبعد وقوع المذبحة. وقد أفرج أرشيف الدولة الإسرائيلية بالقدس عن هذه الوثائق في مطلع 2012. تظهر المستندان قيام شارون بإرهاب الأمريكين. وتوفير موشيه آرنز الغطاء في واشنطن، والدور المحوري الذي لعبه لورنس إيگل‌برگر. [3]

انظر أيضا

هوامش

  1. ^ 1982 - World Press Photo
  2. ^ تقرير عن مذبحة صبرا وشاتيلا، خليل حداد، الحوار المتمدن
  3. ^ "A Preventable Massacre". نيويورك تايمز. 2012-09-16. Retrieved 2012-09-24.

المصادر

وصلات خارجية

Coordinates: 33°51′46″N 35°29′54″E / 33.8628°N 35.4984°E / 33.8628; 35.4984