مجزرة قانا

(تم التحويل من مذبحة قانا 1996)
هذه المقالة عن مجزرة قانا في 18 ابريل 1996. إذا كنت تبحث عن مجزرة قانا في 30 يوليو 2006، انظر مجزرة قانا 2006.

مذبحة قانا[1] وقعت في 18 أبريل 1996، بالقرب من قرية قانا بجنوب لبنان، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي نيران مدفعيته على مجمع تابع للأمم المتحدة.[2][3] في ذلك الوقت كان ما يزيد على 800 مدني لبناني قد لجاؤوا إلى المجمع طلباً للمأوى والحماية، قُتل منهم 106 شخص وأصيب 116 آخرين، هذا بالإضافة إلى إصابة 4 جنود فيجيين من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.[4][5]

مجزرة قانا
مقابر ضحايا مذبحة قانا الأولى.jpg
مقابر ضحايا مذبحة قانا الأولى.
المكانمجمع اليونيفيل، قانا، لبنان
التاريخ18 أبريل 1996
نوع الهجوم
قنابل وقتل جماعي
الوفيات106 من المدنيين اللبنانيين
المصابون
116 من المدنيين اللبنانيين و4 فيجيين من موظفي الأمم المتحدة
المنفذونالجيش الإسرائيلي

وقع الهجوم وسط قتال عنيف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله أثناء عملية عناقيد الغضب. ذكر تحقيق الأمم المتحدة لاحقاً أنه من غير المرجح أن يكون القصف الإسرائيلي قد حدث نتيجة لخطأ تقني أو إجرائي،[6] إستناداً إلى أدلة مصورة تظهر أن طائرة إسرائيلية بدون طيار كانت تتجسس على المجمع قبل القصف. في البداية أنكرت الحكومة الإسرائيلية التجسس على المجمع لكنها غيرت روايتها بعد نشر الڤيديو.[7] رفضت إسرائيل بشكل قاطع النتائج التي توصل إليها تقرير الأمم المتحدة بشأن الحادث.[8]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

في أبريل 1996، خرقت إسرائيل اتفاق مايو 1993، وبدأت عملية عناقيد الغضب بهدف ضرب المقاومة اللبنانية ومحاولة القضاء عليها. في حين كان ينص الاتفاق على أن أي اعتداء على المدنيين من أي طرف، يسمح للطرف الآخر بالرد الفوري وبالوسائل التي يراها مناسبة.[9]

وقامت إسرائيل بغارات جوية على أهداف تضمنت قاذفات الكاتيوشا وتجهيزات لحزب الله، ومواقع للجيش السوري، وحاصرت موانئ بيروت وصيدا وصور، وهاجمت محطة الطاقة الكهربائيةَ في منطقة الجمهور. وكان تركيز القصف على الجنوب معقل المقاومة مما دفع أهل القرى إلى النزوح شمالاً وأخلي ما يزيد على 100 قرية، ولجأ من بقي من أهلها أيام القصف المكثف إلى مراكز هيئة الأمم المتحدة العاملة في الجوار طلباً للمأوى والحماية.[10] ومع استمرار القصف الإسرائيلي لقرى الجنوب والبقاع الغربي وضواحي بيروت ردت المقاومة الإسلامية لتقصف مواقع الإسرائيلية فيما أعلن الأمين العام لحزب الله أن المقاومة سترد بقوة على الاعتداء. وردت المقاومة بالمثل وطاولت صواريخها المستوطنات الشمالية، ثم بدأت إسرائيل بقصف المدنيين العزل واستهدافهم، وكذلك البنى التحتية، واقترف المجازر بحق اللبنانيين عامة والجنوبيين خاصة.حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 1100 غارة جوية على لبنان وأطلقت أكثر من 25 ألف قذيفة.[11]


أحداث المجزرة

 
قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل تزيل أشلاء ضحايا القصف المدفعي.

أُجبر مجموعة من أهالي المدنيين من بلدات: قانا، جبال البطم، صديقين، رشكنانيه، حاريص، والقليلة اللجوء إلى معسكر للأمم المتحدة في بلدة قانا، وهي إحدى أكبر البلدات الجنوبية في صور، لحماية حياة الأطفال والنساء والشيوخ ، ظناً منهم ان القوات الإسرائيلية لا تقصف مراكز قوات الطوارئ الدولية، وأن هذا الموقع سيكون بمنأى عن نيران إسرائيل، إحتراماً لعلم الامم المتحدة.[12]

ولكن في الساعة الثانية بعد ظهر 18 أبريل 1996 أطلقت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية بعيدة المدى من عيار 155 ملم، 17 قذيفة على القاعدة المترامية الأطراف لقوة حفظ السلام الدولية في قانا الكبيرة، انفجرت بعض القذائف قبل ارتطامها بالأرض وعلى ارتفاع حوالي سبعة أمتار منها، في الجو فوق الهدف. وانفجر الباقي مع ارتطامه بالأرض.

وأدى ذلك إلى مقتل أكثر من 100 من الأطفال والنساء والرجال الذين كانوا لجأوا هناك. وأصيب بعض الناجين بجروح فظيعة ووصلوا إلى المستشفيات المحلية بأجساد مشوهة ومحروقة ومصابة بشظايا. ويرجع العدد المرتفع للضحايا إلى نوع القذائف التي كانت أكثرها من القذائف التي تنفجر في الجو فوق الهدف.[13]

تحقيق الأمم المتحدة

 
رسم تخطيطي من تقرير الميجور-جنرال فان كاپن إلى الأمين العام للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي، 7 مايو 1996 ، يُظهر cluster of proximity fused rounds داخل مجمع الأمم المتحدة في قانا.

عبر شمعون پـِرِس رئيس وزراء الإسرائيلي "أن الجيش الإسرائيلي لم يكن على علم بوجود مدنيين في مقر الامم المتحدة"، إلا أن الجنرال موشيه أيلون رئيس المخابرات العسكرية قال "أن ضباط الجيش الإسرائيلي علموا بوجود لاجئين مدنيين في مركز الأمم المتحدة".

أجرى فان كاپن المستشار العسكري الهولندي في الأمم المتحدة تحقيقاً رسمياً في موقع المجزرة، ورفع تقريره بتاريخ 1 مايو 1996 إلى الأمين العام للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي وجاء فيه" استحالة أن يكون قصف القاعدة التابعة لليونيفيل في قانا نتيجة خطأ تقني أو إجرائي فادح كما ادعى ذلك مسؤولون في الجيش الإسرائيلي"، و"كانت هناك أدلة مهمة على انفجار قذائف مدفعية، مزودة بصواعق تفجير فعند الاقتراب من الهدف، فوق المجمع مباشرة، وتغطيتها لجزء كبير من مساحته. وعلى رغم ان عدد القذائف لا يمكن أن يحدد بالضبط، فإن الأدلة المتوفرة تشير إلى أن ثماني قذائف من هذا النوع انفجرت فوق المجمع ولم تنفجر سوى قذيفة واحدة خارجه".

وأشار في تقريره إلى احتمال أن يكون مسؤولون الجيش الإسرائيلي ممن هم في مركز من مستويات القيادة متورطين بإصدار الأوامر بقصف القاعدة التي كانوا يعلمون أنها تأوي المئات من المدنيين العزل.

أجرت عدة منظمات عالمية مهتمة بحقوق الإنسان تحقيقات حول المجزرة، وكانت النتائج أن القصف كان متعمداً وعلي معرفة وعلم بوجود المدنيين في مقر اليونيفيل وليس نتيجة الخطأ التقني الذي ادعته إسرائيل.

رد الفعل الإسرائيلي على التقرير

 
مقابر شهداء المجزرة.

رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقرير الأمم المتحدة وتقارير المنظمات الدولية الأخرى حول اتهام إسرائيل بارتكاب المجزرة عن قصد وزعمت كذباً وحملت حزب الله المسؤولية عن المجزرة، وعبرت أن هذا التقرير غير الدقيق والمنحاز هو تقرير مضلل.[8]

تصويت تصويت الجمعية العامة

وعبّر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عن دعمه لإسرائيل، واعتبر أن هذه المجزرة كانت من نوع الأخطاء التي تحدث أثناء الحروب، قائلاً: "أن للإسرائيليين الحق في الدفاع عن أنفسهم ".

ولكن الجمعية العامة للأمم المتحدة وجهت في 25 أبريل 1996 أقرت بأن إسرائيل انتهكت القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين خلال الحرب.

وفي خضم الجدل الدولي، اعترف پـِرِس بمسؤولية الجيش وضباطه عن المجزرة وتحمل علناً المسؤولية عنها. وفي الوقت نفسه شن هجوماً على الأمم المتحدة لنشرها التقرير الذي أظهر أن إسرائيل استهدفت المدنيين بشكل متعمد.

وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام الڤيتو.[14] وكان موقف الإدارة الاميركية منحاز تماما لسياسة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي تمارسها إسرائيل تجاه العرب .[15]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Robert, Fisk. "Massacre in sanctuary". The Independent (in الإنجليزية البريطانية). Retrieved April 20, 2016.
  2. ^ "ISRAEL/LEBANON:"OPERATION GRAPES OF WRATH":The Civilian Victims". Human Rights Watch. September 1997. Archived from the original on January 21, 2001. Retrieved July 31, 2006. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  3. ^ "History of Israel's role in Lebanon". BBC News Online. April 1, 1998. Retrieved July 13, 2006.
  4. ^ "Letter Dated 7 May 1996 from the Secretary-General Addressed to the President of the Security Council". United Nations Security Council. May 7, 1996. Archived from the original on May 20, 2007. Retrieved July 5, 2007. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  5. ^ "QUESTION OF THE VIOLATION OF HUMAN RIGHTS IN THE OCCUPIED ARAB TERRITORIES, INCLUDING PALESTINE". United Nations. United Nations Commission on Human Rights. March 11, 2004. Archived from the original on March 10, 2007. Retrieved July 13, 2006. {{cite web}}: Unknown parameter |deadurl= ignored (|url-status= suggested) (help)
  6. ^ Franklin Van Kappen, Report ... of the Secretary-General's Military Adviser concerning the shelling of the United Nations compound at Qana on 18 April 1996, May 1, 1996.
  7. ^ Robert Fisk (May 6, 1996). "Massacre film puts Israel in dock". The Independent. Retrieved January 5, 2015.
  8. ^ أ ب {{cite web}}: Empty citation (help)
  9. ^ "مجزرة قانا والوحشية الهمجية الإسرائيلية"، من موقع قناة الجزيرة، نشر في 23/4/2005؛
  10. ^ اللبنانيون يحيون ذكرى مجزرة قانا،من موقع عرب 48.
  11. ^ "العب قاوم" من موقع العهد الإخباري؛ 25-11-2013
  12. ^ "ملحمة نيسان 1996..." امين مصطفى؛ الموقع الرسمي للمقاومة الإسلامية؛ نشر في2007-11-28. Archived 2017-04-11 at the Wayback Machine
  13. ^ قانا، عروس الشهادة والبطولة ؛ من مجلة الجیش اللبناني، باسكال معوض،نيسان 2006
  14. ^ شبكة تابناك الاخبارية
  15. ^ من موقع جريدة اللواء، د. غازي حسين ،21 نيسان 2015.

وصلات خارجية

Coordinates: 33°12′32″N 35°17′56″E / 33.209°N 35.299°E / 33.209; 35.299