محمود عزمي

محمود عزمي (5 مايو 1889 - 2 نوفمبر 1954) صحفي مصري كبير وناقد برلمانى قدير. رئيس وفد مصر في منظمة الأمم المتحدة بعد قيام ثورة يولية 1952. أول من وضع مشروعا لنقابة الصحفيين. اختير رئسا للجنة مواثيق الشرف الصحفية بالأمم المتحدة. توفى وهو يلقى كلمة مصر في مجلس الأمن.

محمود عزمي

ولد محمود عزمي في 5 مايو 1889 في قرية (شيبة قش) مركز منيا القمحمديرية الشرقية من أسرة متوسطة وإنتهت في نوفبمر عام 1954 على أثر أزمة قلبية وهو يلقي كلمة مصر في مجلس الأمن.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محمود عزمي صحفيا

 
محمود عزمي.

حصل على الدكتوراه من باريس عام 1912 ، وعاد إلى مصر ليعمل في جريدة "العلم" وهي من جرائد الحزب الوطني ورأس تحريرها الصحفي المصري الوطني "أمين الرافعي" ، ثم أختير ليعمل أستاذا للإقتصاد في مدرسة التجارة العليا ولكنه إستقال في أواخر عام 1918. وتولى رئاسة تحرير جريدة "المحروسة" في أكتوبر عام 199م. وأثناء مفاوضات "سعد ملنر " عمل محمود عزمي مراسلا لجريدة الأهرام في فرنسا وإنجلترا عام 1920. وأصدر جريدة "الإستقلال" عام 1921 وإستمر مديرا لتحريرها. وإنضم لتحرير صحيفة "السياسة اليومية" التي صدرت في أكتوبر عام 1922 عن حزب الأحرار وإبتكر باب "برلمانيا" ، وشارك أيضا في تحرير "السياسة الأسبوعية" وكان يرأس تحريرها في غياب "الدكتور محمد حسين هيكل". ومنذ 25 أكتوبر عام 1925 وقد صدرت مجلة "روزاليوسف" كان يكتب فيها عن "السياسة الخارجية" وكتبت "روزاليوسف" في ذكرياتها: نبتت فكرة المجلة في محل حلواني إسمه كساب ، كان يوجد في المكان الذي تشغله اليوم سينما ديانا. وكنت جالسة ساعة العصر مع الأصدقاء محمود عزمي وأحمد حسن وإبراهيم خليل نتحدث عن الفن .. وتطرق الحديث إلى حاجتنا الشديدة إلى صحافة فنية وحترمة ونقد فني سليم. وطرحت على الزملاء سؤال: ماذا نسمي المجلة وفجأتهم بإقتراح غريب لماذا لا نسميها "روزاليوسف". وهذا ولدت فكرة مجلة روزاليوسف في حضور محمود عزمي. وبعد عشر سنوات عام 1935 رأس تحرير جريدة "روزاليوسف" – 25 مارس – وأضفى عليها التجديد الصحفي الفني والتبويب المبتكر مقلدا "للباري سوار" و"الديلي هيرالد" ، وإهتم بنشر الأخبار المهمة والصور الفوتوغرافية للحوادث في الصحفة الأولى والاخبار المحلية في الصحفة الثانية. وكانت أول مجلة تصدر في شكل الجريدة اليومية. ويرى "أحمد كامل مرسي" في تعليقه في ذكريات روز اليوسف أن تجربة جريدة روزاليوسف كانت سابقة على تجربة "أخبار اليوم" التي صدرت عام 1944. وعام 1936 رأس تحرير صحيفة الشباب الأسبوعية لصاحبها "محمد علي الطاهر" ، وغادر مصر إلى العراق حيث عمل أستاذا للإقتصاد في جامعة بغداد .. وعاد إلى مصر ليعمل في مصلحة الضرائب.


عزمي أستاذا صحفيا

كان "محمد شفيق غربال" قد تقدم في 11 إبريل عام 1939م بمشروع إنشاء "معهد الترجمة والتحرير والصحافة" ووافق على المشروع مجلس جامعة فؤاد الأول في 17 نوفمبر عام 1939. وبدأت الدراسة في المعهد في فبراير عام 1940م ، وتكونت هيئة التدريس من: د. محمود عزمي – د. طه حسين ، د. أحمد الشـايب - د. محمد مندور – د. مصطفى مشرفة – د. عزت عبد الكريم – د. أمين روفائيل وثلاثة من أساتذة اللغة الأجنبية.

ووضع د. محمود عزمي منهجا .. ضرورة تأهيل الصحفيين علميا ومهنيا – المطالبة بأقصى درجات الحرية للصحافة والصحفيين – أهمية التدريب لطلاب الصحافة – الصحافة كسلطة رابعة إلى جانب السلطات القضائية والتشريعية والتفيذية – وإستقال من التدريس في المعهد عام 1946 – وخلال فترة عمله شارك في تحرير الصحف الوفدية وأخبار اليوم ، ومجلة "الكاتب المصري" التي صدرت عام 1945. وكان له طابعه الخاص به في التحرير الصحفي .. إهتم بالسياسة الخارجية ، وإهتم بالمقال إلى جانب إهتمامه بالخبر ، وحرص على العناوين الإستفهامية ، والمقدمات الترايخية للموضوعات ، والإيجاز في المقالات.

وإذا كان "سلامة موسى" قد إشتق كلمتي "الإشتراكية والثقافة" فإن "محمود عزمي" إبتدع كلمات "الأممية – التدويل – التأميم – الإعلام – الماجريات " وإستخدم كلمات : إيتاليا بدلا من إيطاليا – وبريتانيا بدلا من بريطانيا – ودبلوماتية بدلا من دبلوماسية. وقد برزت شخصيته المتميزة في مسار الصحف التي أصدرها أوالتي شارك في تحريرها. المصري – صوت الأمة – الجهاد – العلم – المحروسة – الأفكار – السياسة اليومية – السياسة الأسبوعية – الإستقلال – وادي النيل – الكاتب المصري – والشباب – وروز اليوسف وأخبار اليوم.

شخصية قلقة

عرف في نشاطه الصحفي بشخصيته القلقة وعدم الإستقرار. سافر إلى المغرب إبان الإحتلال الفرنسي وضاقت به السلطات الفرنسية لأنه حمل لواء الدعوة إلى القومية العربية والتحرر من الإحتلال. وعام 1926 طالب الشباب وطلبة المدارس بأن يرتدوا (القبعة) بدلا من الطربوش وبادر هو بإرتداء القبعة وله صور كثيرة بها ولو أنه خلعها عام 1936 بعد أن ظل يرتديها لعشر سنوات. وعمل مراسلا في أوروبا للأهرام وكوكب الشرق والبلاغ ، وعمل سكرتيرا للخديوي عباس حلمي الثاني ، وسافر إلى الحجاز ، راسل جريدة "السياسة) من لوزان عام 1923م ، أثناء إنعقاد مؤتمر الصلح بتركيا والحلفاء. وتنقل بين الصحافة والتدريس. وأعلن في نوفمبر 1928 خلال الإحتفال بعيد الجهاد إنضمامه للوفد ثم بقي مستقلا عن الأحزاب. وعمل مراسلا لصحيفة (الجهاد) من لندن. وكان يميل للخطبات الصحفية ، ومن هذه الخبطات حصوله على مشروع ملنر في مفاوضات الوفد المصري الأول عام 1921. وكان "ملنر" قد أرسل المشروع لسعد باشا 0 وسلم سعد باشا" نسخة منه" لعدلي يكن الذي تعهد بعدم إذاعته. وذهب "محمود عزمي" إلى سعد باشا وطلب المشروع لينشره وقال له "سعد باشا" لقد تعهدنا بعدم إذاعته قبل وصوله إلى القاهرة. وذهب "محمود عزمي "إلى "عدلي يكن" فسلمه المشروع وأسرع "عزمي " ينشره كاملا .. وكانت أزمة بين سعد وعدلي لأن محمود عزمي ذكر لسعد باشا أنه أخذ المشروع من "عدلي باشا". وفي 17 مايو عام 1934 سافر إلى السعودية واليمن وأرسل أخبار القتال بين السعودية واليمن. وذكر البعض أنه توفي في (نوفمبر عام 1954( على أثر أزمة نفسية والقلق الذي إستبد به في تلك الأيام.

خارج الحدود

ولم يقتصر "محمود عزمي" على نشاطه من أجل الصحافة المصرية داخل الحدود وإنما نقل نشاطه إلى الخارج. وكان على إتصال بهيئة الأمم المتحدة فأختير لتمثيل مصر في لجنة (حرية تداول الأنباء) التابعة للأمم المتحدة عام 1949. وقدم مشروعا لتنظيم حرية تداول الأنباء يقضي بحماية المراسلين الأجانب أثناء سعيهم للحصول على الأنباء. وفي يوليو عام 1951 مثل مصر في مؤتمر الشئون الصحفية – إيڤيان بفرنسا. وفي مارس عام 1952 إنتخب رئيسا للجنة حرية الأنباء. وقدم بالإشتراك مع مندوب فرنسا ولبنان ويوغوسلافيا مشروع إتفاقية لتصحيح الأنباء تتيح لكل دولة نشر عنها خبر خطأ داخل دولة أخرى أن تطلب تصحيحه وأن ينشر هذا التصحيح.

والحقيقة أن إتصال محمود عزمي بالمحافل الدولية بدأ عندما كان مديرا للتشريع في مصلحة الضرائب ، حيث مثل مصر في لجنة الضرائب الدولية التابعة لعصبة الأمم المتحدة في يونيو عام 1939. وقام بمتابعة عصبة الأمم صحفياً من خلال إجتماعات مؤتمرات الصلح والإقتصاد. ثم قام بمتابعة أنشطة الأمم المتحدة بعد إعلانها عام 1945. وفي سبتمبر عام 1950 في أثناء إنعقاد الجمعية العامة رأس وفد مصر "الدكتور محمد صلاح الدين" وزير الخارجية وأختير محمود عزمي ضمن أعضاء الوفد الذي مثلا مصر. وكان محمود عزمي معروفا في الخارج بدفاعه عن حرية الصحافة وتم إختياره عام 1951 لتمثيل مصر في لجنة حقوق الإنسان المنوط بها أن تقدم للمجلس الإقتصادي والإجتماعي إقتراحات وتوصيات وتقارير خاصة بإعلان دولي لحقوق الإنسان وتقارير خاصة بحقوق المرأة وحماية الأقليات.

وعدم التمييز بسبب الجنس أو النوع أو اللون أو اللغة أو الدين. وكان محمود عزمي معروفا بمناصرته لحقوق المرأة وبتوجهاته الليبرالية فأختير رئيسا للجنة حقوق الإنسان (مارس عام 1953) وأعيد إنتخابه في (مارس عام 1954).

ورغم أنه كان دبلوماسياً في وفد مصر في نيويورك في بداية الخمسينات إلا أن ‏الولايات المتحدة لم تمنح زوجته تأشيرة دخول لكونها روسية. وكان ذلك في قمة موجة المكارثية هناك. وهو تصرف شاذ يخرق اتفاق انشاء الأمم المتحدة، فالدول الشيوعية نفسها يحصل مندوبوها علي تأشيرة دخول. والأدهي أن زوجته تركت روسيا في بداية العشرينات هربا من الشيوعية كما أنها لم تكن روسية بل من روسيا البيضاء.

نقابة الصحفيين

على صفحات جريدة (المؤيد) للشيخ علي يوسف في العقد الأول من هذا القرن طرحت فكرة تأسيس أول تنظيم للعاملين في الصحافة المصرية. ولكن الفكرة دفع لها إلى الخلف لأن الصحافة كانت مهنة (مزرية) أو (وضيعة) على حد ما تردد في المحكمة أثناء قضية زواج الشيخ علي يوسف من إبنة "الشيخ السادات". في العشرينيات ظهرت أشكال متعددة تحت مسمى (رابطة المحررين) أو (رابطة أصحاب الصحف). وعام 1936 وضع "محمود عزمي" مشروعا بإسم "جمعية الصحفيين". وعام 1941 قدم "محمود أبو الفتح" أول طلب للحكومة لإنشاء (نقابة الصحفيين) ، ووافقت الحكومة بشرط توفير مقر فتبرع "محمود أبو الفتح" بشقته في عمارة الإيموبيليا. وإختاره الصحفيون أولنقيب في عهد حكومة الوفد (42-1944) ، وخصصت حكومة الوفد الأرض الموجودة في شارع عبد الخالق ثروت للنقابة. وتبرع "محمود أبوالفتح" بالجزء الأكبر من نفقات المبنى. وحينما تقرر إفتتاح مقر النقابة كان "محمود أبو الفتح" قد إستنفد مرات إنتخابه كنقيب ، فإختار الصحفيون أخاه "حسين أبو الفتح" نقيبا بالتزكية.

مواقف وطنية وقومية

وإلى جانب إهتمام "محمود عزمي" بحرية الصحافة والصحفيين وبالإرتفاع بالمستوى العلمي والهمني للصحفيين فقد كانت له مواقفه الثابتة الوطنية والقومية. تبنى قضية وحدة مصر والسودان ، ومؤازرة القضية الفلسطينية ، والوحدة العربية والقومية العربية بل بالوحدة الأفروآسيوية وعدم الإنجياز.

المصادر

  1. أنور الجندي: الصحافة السياسة.
  2. د. عواطف عبد الرحمن: جريدة الأهرام 20/1/1999.
  3. فاطمة اليوسف: ذكريات.
  4. محمود عزمي: خفايا سياسية.
  5. نجوى كامل: محمود عزمي (رائد الصحافة المصرية).
مناصب سياسية
سبقه
محمود فوزي
مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة
1952-1960
تبعه
محمد حسن الزيات