ليون روش Leon Roches (عاش 27 سبتمبر 1809 - 1901) ممثل الحكومة الفرنسية في اليابان من 1864-1868.

Léon Roches (1809-1901).

درس ليون روش في ليسيه تورنو في گرنوبل، ثم بدأ في دراسة القانون. وبعد 6 أشهر بالجامعة، توقف عن الدراسة لمساعدة أصدقاء والده في التجارة في مارسيليا.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شمال أفريقيا

 
كتاب ليون روش، بعنون "اثنان وثلاثون عاماً في رحاب الإسلام". انقر على الصورة لمطالعة الكتاب كاملاً.

ما أن حصل والد ليون على مزرعة في الجزائر، حتى غادر ليون فرنسا ليلحق بأبيه في 30 يونيو 1832. وقد ظل ليون في شمال أفريقيا لاثنتين وثلاثين عاماً.[1] وسرعان ما تعلم ليون العربية، وبعد عامين، جـُنـِّد مترجماً في الجيش الفرنسي في أفريقيا. وقد أصبح ضابطاً (Sous-Lieutenant) في الخيالة في الحرس الوطني للجزائر Garde Nationale d'Algerie من 1835 حتى 1839. طلب منه الجنرال بوجو أن يتفاوض مع عبد القادر الجزائري لإيقاف القتال مع الفرنسيين. ويقال أنهه كان يحظى باحترام كبير من زعماء القبائل العرب.[1]

وبتوصية من بوجو، التحق روش بوزارة الخارجية الفرنسية كمترجم في 1845. وفي 1846 أصبح سكرتير المفوضية في طنجة، ثم تولى مسؤوليات البعثة الفرنسية في المغرب.


تظاهره بالإسلام

تيقن المستعمرون الفرنسيون أن الفتوى سلاحٌ نافذٌ وعظيم الأثر على أهل الإسلام، وذلك لعظيم مكانة الدين في وجدانهم ونفوسهم، فكتبوا تلك الفتوى تحرم الجهاد ضد الفرنساويين لأنها إلقاء بالنفس في التهلكة. وتظاهر روش باعتناق الإسلام وشارك في صياغة الفتوى معه مجموعة من شيوخ الطرق الصوفية الجزائريين. وسافروا معه إلى الأزهر بالقاهرة في 1842م، لاستصدار تلك الفتوى من علماء الأزهر. فلم ينجحوا. ثم سافر أولئك المشايخ الجزائريون مع روش إلى الحجاز للحج وملاقاة علماء المسلمين بالحج، لكنهم خابوا وخُذلوا في أن يقنعوا شيخاً بهذه الفتوى.

ثم وصل ليون روش مكة المكرمة في نهاية عام 1257هـ/1841م في زي حاج مسلم، وتسمى باسم عمر بن عبد الله، ثم زار المدينة المنورة، وأعجب بالمسجد النبوي وفوانيسه، والكتابات المذهبة على الجدران. ثم عاد إلى مكة المكرمة، وبقي فيها أسبوعين، غادرها بعد ذلك إلى الطائف لمقابلة الشريف، الذي أكرم مثواه على أساس أنه عميل سياسي لفرنسا لا أكثر، وبحلول موسم الحج ذهب إلى مكة المكرمة.

حاول الحصول على موافقة من العلماء على نص فتوى جاء بها من الجزائر تجعل الجهاد ضد الفرنساويين من باب إلقاء النفس إلى التهلكة !!، و من ثم ضرورة الرضا بحكم الفرنساويين في الجزائر !! و عدم شرعية حركة المقاومة التي كان يقودها الأمير عبد القادر الجزائري !! ،. و لكن علماء الأزهر لم يوافقوه على تلك الفتوى ، وحسناً فعلوا.

وكانت تراوده فكرة التحول إلى الاسلام، لكنه بقي على دينه حتى وفاته.[2]

وفي جبل عرفات تعرف عليه بعض الجزائريون فصاحوا: (النصراني.. النصراني) وشعر أن نهايته قد اقتربت، وإذا ببعض الجنود يقبضون عليه، ويقيدونه، ثم يضعونه على ظهر جمل، وعرف أخيراً أن أولئك الجنود، هم من حرس الشريف، الذي بعثهم لتخليصه، ووضعه في أول سفينة ترسو في ميناء جدة. كتب روش مذكراته بعنوان: (اثنان وثلاثون عاماً في رحاب الإسلام) وصدرت في جزين، وخصص الجزء الثاني للحديث عن مهمته في الحجاز، وقد ادعى روش أنه ثالث نصراني يدخل مكة المكرمة بعد الأسباني دومينگو باديا إ لبيش (Domingo Badia Y Lebich ) المعروف باسم علي بك العباسي سنة 1222هـ/1807م، والإنجليزي جون لويس بوركهارت 1229هـ/1814م. [2]

وباستخدام تجاربه في شمال أفريقيا، ألـّف كتاباً بعنوان اثنتا وثلاثون عاماً في رحاب الإسلام Trente-deux ans à travers l′Islam.[3]

ترييسته، طرابلس، تونس

وبترشيح استثنائي، أصبح روش قنصلاً من الدرجة الأولى في ترييسته، مما أتاح له الحصول على خبرة قوية في الشؤون التجارية. وبعد ثلاثة أعوام، سـُمّي قنصلاً في طرابلس. وفي 1855، أصبح قنصلاً في تونس. وكثيراً ما كان يرتدي الزي العربي واشتهر بمهارته في التعامل بالأسلحة وفي ركوب الخيل.[1]

اليابان

 
خطاب ناپليون الثالث إلى "التايكون" الياباني مسمياً ليون روش، ليحل محل دوكين دى بلكور، في 23 أكتوبر 1863. مكتب السجلات الدبلوماسية لوزارة الخارجية (اليابان).

وفي 7 أكتوبر 1863، سُمّي روش قنصلاً عاماً لفرنسا في إدو، اليابان. خصمه الأعظم كان هاري پاركس. أخذت الحكومة الفرنسية صف توكوگاوا باكوفو وبذلك لم تحظ بشعبية عالية في اليابان بعد استعادة مـِيْ‌جي.

كان روش منادياً باستخدام القوة ضد معارضي الشگونية الذي كانوا في نفس الوقت معادين للأجانب. وقد دعم تماماً قصف شيمونوسكي في 1864 من الحلفاء.

وقد ساعد روش الشگونية أيضاً على العصرنة. فقد نظـّم لتأسيس "المدرسة الفرنسية-اليابانية Ecole Franco-Japonaise"، ونظم مبنى ترسانة يوكوسوكا. وفي 1866، كتب للوزير الفرنسي دروين دى لويْس:

"شخصية الياباني تختلف تماماً عن الشعوب الشرقية الأخرى... يجب أن نبادر حيالهم بحسن النية والكرامة، وننتقد ولكن بعدالة؛ ويمكننا كثيراً أن نعتمد على إحساسهم جميعاً بالشرف، حتى بين أدتى الطبقات... وهم قوم مرحون، محبون لمباهج الحياة ودودون؛ ويحسنون معاملة الأجانب؛ ومهما كان التطور المادي للقوة الإنگليزية في هذا البلد، فإنهم يلجأون فقط لنا للإصلاحات"

— ليون روش، رسالة إلى الوزير الفرنسي دروين دى لويْس، 1866.[4]
مناصب سياسية
سبقه
گوستاڤ دوكين دى بلكور
السفير الفرنسي باليابان
1864-1868
تبعه
ماكسيم اوتري

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ أ ب ت ث Polak 2001, p.31
  2. ^ أ ب عبد الله ابراهيم العسكر-رحلات الغربيين إلى الحجاز (3-4) - جريدة الرياض 2002/09/11
  3. ^ "Abdelkader". Encyclopedia Britannica. Vol. I: A-Ak - Bayes (15th ed.). Chicago, IL: Encyclopedia Britannica, Inc. 2010. pp. 18–19. ISBN 978-1-59339-837-8.
  4. ^ Medzini, p.88

المصادر

  • Medzini, Meron French Policy in Japan Harvard University Press 1971, ISBN 674322304

انظر أيضاً

قالب:Openhistory