ليلة الصياد (فيلم)

ليلة الصياد (The Night of the Hunter) فيلم أمريكي إنتاج عام 1955, إخراج تشارلز لافتون وبطولة روبرت ميتشوم وشيلي وينترز, الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس العنوان للكاتب ديفز گروب، الفيلم والرواية مرتكزا على أحداث حقيقية عن قصة شخص يدعى هاري باورز حكم عليه بالإعدام عام 1932 لقتله أرملتين وثلاثة أطفال, الفيلم أثر بمخرجين عديدين مثل ديفيد لينش ومارتن سكورسيزي والأخوين كوين وسبايك لي, في عام 1992 وصفت مكتبة الكونغرس الفيلم بأنه "مهم من الناحية الثقافية والتاريخية والجمالية" وإختير للحفظ في سجل الفيلم الوطني.

ليلة الصياد
The Night of the Hunter
Theatrical release poster
اخراجتشارلز لافتون
انتاجPaul Gregory
سيناريوJames Agee
Charles Laughton
مبني علىThe Night of the Hunter
تأليف Davis Grubb
بطولةRobert Mitchum
Shelley Winters
Lillian Gish
موسيقىوالتر شومان
سينماتوگرافياStanley Cortez
تحريرRobert Golden
ستوديوPaul Gregory Productions
توزيعUnited Artists
تاريخ الطرحيوليو 26، 1955 (1955-07-26) (premiere)
أغسطس 26، 1955 (1955-08-26) (LA)
سبتمبر 29، 1955 (1955-09-29) (NY)
المدة93 minutes
البلدالولايات المتحدة
اللغةالإنگليزية
الميزانية$795,000 USD

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القصة

تدور أحداث الفيلم في 1930 في فيرجينيا الغربية، بن هاربر يحكم عليه بالإعدام بعد أن إرتكب جريمة سرقة راح ضحيتها رجلان، قبل أن تقبض عليه الشرطة خبأ الأموال المسروقة لدى إبنه جاك وأمنه عليها وعلى إخته الصغيرة بيرل, دخل هاربر إلى السجن وشاركه الزنزانة رجل قس يدعى هاري باول وهو قاتل متسلسل يحمل وشم على يديه اليمنى واليسري بكلمتين هما LOVE و HATE، يحاول باول أن يجعل هاربر يقول له أين خبأ الأموال التي سرقها, ولكن الدليل الوحيد الذي أخذه باول من هاربر عن مخبأ الأموال هي جملة من الكتاب المقدس: "و طفل صغير سيقودهم" ذكرها هاربر وهو نائم, بعد خروج هاري باول من السجن يذهب إلى المدينة التي يقع فيها منزل هاربر الذي تعيش فيه أرملته ويلا وطفليه جاك وبيرل, فيتزوج من ويلا وكلما ذهبت خارجا كان يسأل الطفلين بأستمرار عن مكان الأموال، ولكنهما لا يجاوبونه، في أحد الليالي سمعت ويلا وهي عائدة إلى المنزل هاري وهو يعنف بيرل ويسألها عن مكان الأموال, ولما علم هاري بأن ويلا تنصتت عليه قتلها ورمى جثتها في النهر, عرف هاري مكان الأموال من الطفلة الصغيرة بيرل، ولكنها هربت مع أخوها جاك والأموال معهما بقارب صغير في النهر.


«ليلة الصياد» لتشارلز لوتون: الحب أو الكراهية أيهما نختار؟ (ابراهيم العريس)

حين رحل روبرت ميتشوم، أحد كبار نجوم هوليوود على مدى تاريخها، عن عالمنا قبل سنوات قليلة، تناسى الذين كتبوا عنه عشرات الأدوار التي مثلها في عشرات الأفلام الكبيرة والناجحة، ليُجمعوا على ان فيلمه الأكبر والأفضل والذي لا يزال حياً يعيش بيننا حتى اليوم، انما هو فيلم «ليلة الصياد». يومها فغر كثيرون من المعجبين بروبرت ميتشوم افواههم دهشة: هم بالكاد سمعوا بهذا الفيلم. وهو فيلم لم يره الكثيرون حين عرض. صحيح ان عرضه يعاد على الشاشة الصغيرة ويعاد، لكن الجمهور العريض قلما حفل به أو انتبه اليه، ليس فقط لأنه صوّر بالأسود والأبيض، بل لأنه فيلم «الأسود والأبيض» -بالمعنى المجازي- بامتياز. ولئن كان هذا الفيلم يعتبر اليوم من أهم كلاسيكيات السينما الأميركية، ومن أقوى انتاجات السينما المستقلة في هوليوود، فإن ما لا بد من التوقف عنده، منذ البداية، هو ان «ليلة الصياد» كان الفيلم الوحيد الذي حققه كمخرج تشارلز لوتون، عملاق التمثيل الشكسبيري الانگليزي الذي عاش أكثر سنوات حياته في هوليوود وقدم في أفلامها أدواراً لا تنسى.[1]


فإذا كانت للفيلم هذه القيمة. لماذا لم يقدم لوتون على تحقيق غيره، طوال مسار سينمائي دام أكثر من نصف قرن؟ ولماذا، إذ احتفل النقاد والهواة بهذا الفيلم الاستثنائي والغريب ما ان عرض للمرة الأولى، لم يتمكن مخرجه الممثل من أن يعيد الكرّة؟ تحديداً لأن الفيلم استثنائي وغريب. ولأن لوتون حققه في العام 1955، يوم لم تكن هوليوود، بعد، قادرة على تحمل مثل هذا النوع من الأفلام. فالحال انه كان من نصيب «ليلة الصياد» ان أسّس مخترقاً محظورات هوليوود، وكان حظه مثل حظ المؤسّسين كافة: يرجم ويلعن أول الأمر، ويدمّر مسار صاحبه المهني، ثم حين يصبح الهامش على الموضة وتتاح الفرصة للكثيرين لكي يخوضوا المغامرات ويجازفوا، يعاد اكتشاف صاحب الفضل الأول. لكن الأوان يكون قد فات. فتشارلز لوتون مات العام 1962، بعد سبع سنوات من تحقيقه «ليلة الصياد» وقبل ان يصنف فيلمه في خانة الكلاسيكيات الكبيرة. ولن يكون من المجدي، بالطبع، ان نتخيّل المشاريع الرائعة التي كان من شأن لوتون ان يحققها لو ان اكتشافه كان أبكر، أو موته تأخر بعض الشيء.

مهما يكن من الأمر، تضافرت الظروف لتعطي «ليلة الصياد» فرادته، شكلاً ومضموناً، ولتجعل منه -بالتالي- عملاً كبيراً، يختصر تاريخ السينما من قبله، ويؤسس لتاريخ جديد لها من بعده. تاريخ ما قبله عبر عنه لوتون نفسه، حين قال انه حين كان يصور الفيلم كان يصر ليلياً على مشاهدة أفلام غريفيث الصامتة -وبلغ من اعجابه بها ان اسند الى ليليان غيش، نجمة غريفيث وملهمته، دور السيدة العجوز في «ليلة الصياد» -، أما تأسيس ما بعده فيعترف به كل أولئك الذين ثوّروا هوليوود في السبعينات (كوبولا، سبيلبرغ، دي بالما...) من الذين أكدوا انهم تعلموا من «ليلة الصياد» معظم ما يعرفونه عن السينما.

ومع هذا، يمكن القول ان «ليلة الصياد» فيلم بسيط، في شكله الخارجي، وفي حبكته ومساره. ولوتون إنما حققه انطلاقاً من سيناريو كتبه جيمس آجي، أحد كبار كتاب الهامش الأميركيين، وأحد أبرز نقاد السينما في الأربعينات، عن رواية معروفة لدايفيد غراب. ولكن، كان مِن تميُّز لوتون في تحقيق هذا الفيلم، أنّ ناقداً فرنسياً هو روبرت بنايون قال عنه انه «أوديسة معرفة حقيقية تلامس الأساطير الخالدة». بينما رأى فيه ناقد آخر «برزخاً تلتقي عنده مياه السينما الجارية بمياه الأدب العميقة»، وقال ثالث: «اننا نغوص في هذا الفيلم كما يغوص المرء في ظلام الشعر وظلام الليل».

نبذة

«ليلة الصياد» في اختصار شديد، هو فيلم عن الخير والشر، عن الأبيض والأسود. الحب أو الحقد، وعملياً رسم روبرت ميتشوم الخيار بأحرف واضحة على أصابع يديه في لقطة تعتبر حتى اليوم، وخارج إطار الفيلم نفسه، واحدة من أشهر اللقطات الفوتوغرافية في تاريخ السينما الهوليوودية، حيث ترينا روبرت ميتشوم «شرير الفيلم» وكفّاه ظاهرتان في مقدمة الصور وعلى ثغره ابتسامة لئيمة قاتلة. ان هذا الخيار بين الحب والكراهية ظاهراً مرسوماً على اصابع كل من الكفين، انما هو الخيار الذي لا يكفّ هذا الرجل عن طرحه على ولدي زوجته التي قتلها، واللذين يمضي فصول الفيلم كله وهو يطاردهما، طمعاً في الحصول على «ثروتهما» من جهة، وخوفاً من فضحهما جريمته من جهة ثانية. والفيلم إذاً هو عن تلك المطاردة.

ملخص

تدور أحداث «ليلة الصياد» في ولاية اوهايو الأميركية في سنوات الثلاثين. و «البطل» قاتل مريض نفسانياً كما سوف نعرف لاحقاً، يدعى هاري باول، يتجول في الأرياف زاعماً انه قسيس واعظ. ذات يوم يغوي ارملة سجين مات وعرف هو ان هذا السجين خبأ ثروة لدى الزوجة أو في المزرعة.

هاري يتزوج الأرملة من دون ان يعبأ بغضب ولديها منه. ثم يقتلها ويبدأ بمطاردة الطفلين العارفين بسرّ ثروة والدهما. يتمكن الطفلان من الهرب، اذ يستقلان مركباً يمخر بهما النهر، ويلجآن ذات مرة عند أرملة عجوز تؤويهما. وإذ يصل هاري الى المكان عارضاً، مهدداً بكفيه الحاملتين خيار «الحب» أو «الكراهية»، تجابهه الأرملة وتدافع عن الولدين. لكن الصراع يستمر، حتى يصل بالطبع الى نهايته المنطقية: يفلت الولدان منه ويتم القبض على هاري باول، الذي يقاد الى الإعدام كمصير وحيد له.

على خلفية هذه الحكاية البسيطة، والتي تبدو خطّية في هذا السرد أكثر من اللازم، بنى تشارلز لوتون فيلماً يبدو في نهاية الأمر أشبه بدراما تنتمي الى عصور سحيقة. دراما حقيقية مملوءة بلحظات الترقّب والقلق، الأمل واليأس. كل شيء هنا يستدعي نقيضه، كما تفعل كفّا هاري باول، وكما تفعل لعبة التصوير بالأسود والأبيض، التي تجعل الفيلم، شكلياً، منتمياً الى عالم تلك التعبيرية، تعبيرية الأسود والأبيض التي لطالما قسمت العالم من دون ان تترك مكاناً لأي رمادي. ولوتون لم يخف هذا أبداً، بل إنه قال دائماً إنه إنما رغب في ان يجعل فيلمه أشبه بالحلم، لذلك خلق ذلك العالم الغريب الذي تدور فيه الأحداث وكأنها أحداث حلم يعرف مشاهده، منذ البداية، ان كل شيء سوف ينتهي ذات لحظة، وربما بشكل مفاجئ. والموضوع هنا هو موضوع الشر حين يطارد البراءة: الشر المطلق الأسود، في مواجهة البراءة المطلقة البيضاء. وكيف، في نهاية الأمر، تنتصر البراءة على الشر. وقبل الوصول الى ذلك، كيف يتجاور السحر والرعب، وكيف تتجذر الشاعرية في أعماق اللاوعي. إنه، في اختصار، عمل يقف خارج أي زمن وأية موضة، وتلكم هي قوته الأساسية. وربما لذلك كان لا بد له ان يكون عملاً وحيداً لمخرجه.

المؤلف

تشارلز لوتون، الممثل الشكسبيري الذي ولد العام 1899 في يوركشير الإنگليزية، ومات العام 1962 في لوس انجليس الأميركية، تجذّر في الحس الدرامي وفي المسرح الاليزابيتي منذ طفولته. وهو بعد ان لعب في أعمال كبيرة حملت تواقيع تشيكوف وإبسن وشكسبير في عشرينياته، خاض غمار السينما ثم انتقل الى هوليوود حيث مثل أدواراً لافتة في أفلام الكبار، مثل هتشكوك ورينوار وبيلي وايلدر، ولا تزال تذكر حتى الآن ادواره -ولو كانت ثانوية- في «سبارتاكوس» و «أحدب نوتردام». وهو حين بلغ السادسة والخمسين خاض تلك التجربة الاخراجية الوحيدة التي أسفرت عن ذلك الفيلم الذي يزداد ادهاشاً كلما شوهد أكثر وأكثر، حتى اليوم.

روابط إضافية

  بوابة سينما تصـفح مقـالات المعرفة المهـتمة بالسينما.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ ابراهيم العريس (الأربعاء ٨ أغسطس ٢٠١٢). "«ليلة الصياد» لتشارلز لوتون: الحب أو الكراهية أيهما نختار؟". دار الحياة. Retrieved 8/8/2012. {{cite web}}: Check date values in: |accessdate= and |date= (help)

فهرس

  • Callow, Simon: The Night of the Hunter, BFI Film Classics, BFI (British Film Institute) Publishing, 2000. 96 pages.
  • Couchman, Jeffrey: The Night of the Hunter: A Biography of a Film, Northwestern University Press, 2009. 264 pages.
  • Jones, Preston Neal: Heaven and Hell to Play With: The Filming of The Night of the Hunter, Limelight Editions, 2004. 400 pages.
  • Ziegler, Damien: La Nuit du chasseur, une esthétique cinématographique, Bazaar and co, 2008. 160 pages.

وصلات خارجية

  اقرأ اقتباسات ذات علاقة بليلة الصياد (فيلم)، في معرفة الاقتباس.

قالب:Charles Laughton قالب:Noir registry