قرة بن شريك العبسي

قرة بن شريك العبسي (اِزد. 700–715) أحد ولاة مصر في العهد الأموي (90-96 هـ) تعرضت سيرته للتشويه والطعن عند المؤرخين، كالذهبي وابن تغري والسيوطي وغيرهم فاتهموه بالجبروت والفسق. لكن البرديات المكتشفة حديثاً نقضت تلك الروايات الشائعة، وكشفت حسن سيرة الرجل وكفاءته وعدله، وازدهار مصر في عهده.

قرة بن شريك العبسي
الأمير نائب ديار مصر قرة بن شريك القيسي القنسريني.png
وُلِدَ
قرة بن شريك بن مرثد بن حازم العبسي

الجزيرة العربية
توفي715 (96 هـ)
أسماء أخرىوالي وامير مصر
الفترة709 (90 هـ)-715 (96 هـ)
عصر قرة.jpg

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نسبه

هو قرة بن شريك بن مرثد بن حازم بن الحارث بن حبش بن سفيان بن عبد الله بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان العبسي، من بني عبس .


نبذة

 
البرديات هي السجلات أو الوثائق القديمة، وتحتوي على المراسلات والمحفوظات المكتوبة على ورق البردي. وبرديات قرة بن شريك المكتشفة تعود إلى القرن الأول الهجري، وتحتوي مراسلاته وخطاباته مع عماله وولاته.

والي مصر من قبل الخليفة الوليد بن عبد الملك الأموي ، عزل به أخاه عبد الله بن عبد الملك في غرة ربيع الأول لعام 90 هـ .كان صلباً جباراً ، اتفقت الخوارج على قتله في الإسكندرية، (المصادر التاريخية تذكر ان الازارقة هم من اتفقوا على قتله)، لكنه علم بأمرهم فقبض عليهم و قتلهم .

المصادر التاريخية التي ذكرت ذلك هي مصادر كتبت في العصر العباسي، ولشدة كره حكام بني العباس لبني امية طغى ذلك على مؤرخي هذه الفترة حتى انهم لم يتركوا وصفا بشعا الا وجعلوه في خلفاء بني امية وولاتهم. من جملة ماورد في تشويه صورته والحط منها، ماذكر الذهبي عنه أنه أمر بتوسعة جامع الفسطاط "وإذا انصرف الصناع دخله ليلاً فدعا بالخمر والطبل، وكان من أظلم خلق الله وأفسقهم"، وهي روايات مكذوبة كشفت البرديات عدالة الرجل ونزاهته، ورفقه بمسلمي مصر وأقباطهم، منع التعذيب ونهى ولاته عن الجور والقارئ لرسائل قرة الى عماله على انحاء مصر يحد فرقا كبيرا بين ما يذكره المؤرخون وبين ما يطالبه قرة من عماله.

قرة يحذر جامعي الضرائب في اكثر من بردية من الظلم او استخدام العنف في جمع الضرائب ويحذره من ظلم الاقباط وغيرهم. هنا يجب ان نتوقف ونتأمل فهناك فرق كبير بين ما تذكره كتب التاريخ وما تقدمه لنا وثائق هذا العصر.فمن خلال البرديات التي وصلت لنا من هذا العصر، اي القرن الاسلامي الاول، يمكن ان نحدد العلاقة بين المسلمين الحكام الجدد لمصر واهل مصر في ذلك الوقت من القبط، وان ادعائات الظلم والتعذيب هي اكاذيب تتداول ولا يوجدعليها دليل. قام قرة بعملية توسعة هائلة في مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط ، حيث هدمه و بناه من جديد ، و أدخل فيه الطريق الشرقي و دار عمرو رضي الله عنه ، و جعل له أحد عشر بابا . بنى مساجد أخرى أيضاًً ، منها ـ كما يروي السيوطي ـ مسجد العيلة بحصن الروم . كما قام قرة بتعمير بركة الحبش بعد أن كانت مواتاً ، و زرع فيها القصب . كما أنشأ قرة الديوان الثالث بمصر .

اعماله

  • عندما قدم قرة مصر يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت

من شهر ربيع الأول سنة 90هـ، وبدأ أعماله بأن أقرَّ عبد الأعلى بن خالد صاحب الشرط على عمله، وطلب إلى عبد الله بن عبد الملك الخروج من مصر، خرج عبد الله بما يملك من مال وذخائر، ولكن رسل الوليد بن عبد الملك اعترضوه عند وصوله إلى الأردن، واستولوا على ما معه من أموال، ولم توضح المصادر الأسباب التي دعت الوليد إلى مثل هذا الإجراء مع أخيه عبد الله.

  • قام قرة بعملية توسعة هائلة في مسجد عمرو بن العاص الفسطاط، حيث هدمه وبناه من جديد، وأدخل فيه الطريق الشرقي ودار عمرو بن العاص، وجعل له أحد عشر بابا. بنى مساجد أخرى أيضاًً، منها ـ كما يروي السيوطي ـ مسجد العيلة بحصن الروم. كما قام قرة بتعمير بركة الحبش بعد أن كانت مواتاً، وزرع فيها القصب. كما أنشأ قرة الديوان الثالث بمصر. وتوفي في ربيع الأول من عام 96 هـ.

اخباره وبعض من سيرته

  • قيل : إن عمر بن عبد العزيز ذكر عنه ظلم الحجاج وغيره من ولاة الأمصار أيام الوليد بن عبد الملك، فقال: الحجاج بالعراق! والوليد بالشأم! وقرة بن شريك بمصر! وعثمان بن حيان، بالمدينة! وخالد بن عبد الله القسري بمكة ؛ اللهم قد امتلأت الدنيا ظلماً وجوراً فأرح الناس!. فلم يمض غير قليل حتى توفي الحجاج ،ثم تبعه الوليد وقرة، وعزل عثمان وخالد، فاستجاب الله لعمر.
  • عندما ولى الوليد بن عبد الملك قرة مصر وعزل عنها أخاه عبد الله بن عبد الملك؛ قال رجل من أهل مصر شعراً وكتب به إلى الوليد بن عبد الملك:

عجباً ما عجبت حين أتانا

أن قد أمرت قرة بن شريك

وعزلت الفتى المبارك عنا

ثم فيلت فيه رأي أبيك

  • في سنة 92هـ طلب الوليد من قرة بناء جامع مصر والزيادة فيه فبدأ البناء، وكان الناس يصلون الجمعة في قيسارية العسل حتى فرغ قرة من بناء الجامع، وفي سنة 93هـ أخذ بركة الحبش التي تنسب إلى قتادة بن قيس الحبشي فأحياها وغرس بها القصب فأصبحت تعرف ببركة القصب أو اصطبل قرة بن شريك وفي سنة 94هـ نصب منبراً جديداً في الجامع الذي بناه.
  • عرف عن قرة بن شريك أنه كان جبَّاراً صلباً؛ حيث تعاقد نحو مئة من الخوارج في الاسكندرية على قتله؛ وكمنوا له عند منارة الإسكندرية، ولكن أحد الرجال ويدعى أبا سليمان أبلغه عن الأمر، فأوقع بهم قرة بن شريك وقتلهم جميعاً، ومضى أحد الرجال الذين يرون رأي الخوارج إلى أبي سليمان، فقتله .

مزاعم المؤرخين

المورخون العرب المسلمون

اتفق أغلب المؤرخين في المصادر التاريخية، على الطعن بقرة بن شريك، حيث ذكر الكلبي أن قرة كان يشرب الخمر، أما الحافظ ابن عساكر (ت: 571هـ) قال عنه إنه «من أظلم خلق الله» ثم زاد الإمام ابن عساكر على رواية الكلبي رواية أخرى مفادها أن الخليفة الوليد بن عبد الملك أمره ببناء جامع الفسطاط العتيق أو جامع عمرو بن العاص، والزيادة فيه، وقيل: «إن قرة بن شريك كان إذا انصرف الصناع من بناء المسجد دخل المسجد ودعا بالخمر والطبل والمزمار، فشرب، ويقول: لنا الليل ولهم النهار».

وسار في ركب ابن عساكر ونقل عنه روايته الحافظ الذهبي وقال: «… وكان إذا انصرف منه الصنّاع، دخله– أي قرة بن شريك- ودعا بالخمور والمطربين، ويقول: لنا الليل ولهم النهار»، ثم يضيف فيذكر أنه «ظالم، جبار، عاتٍ، فاسق …» ثم يردف قائلاً: «وكان جائرًا عسوفًا»، ثم المؤرخ ابن تغري بردي يؤيد تلك الرواية دون تحقيق أو سند.

لكن ابن عبد الحكم (ت: 257هـ) والكندي (ت: 350هـ) وهما من المؤرخين السابقين لم يتطرقا على الإطلاق إلى تلك الرواية التي أوردها كل من الحافظ ابن عساكر والذهبي، كما أنهما لم يتطرقا إلى صفات الوالي قرة بن شريك العبسي سواء بالمدح أو بالذم، وقاموا برواية الأحداث التي جرت في ولاية قرة بن شريك على مصر بشكل حيادي.[1]

المستشرقين

كان أول من تنبه إلى فضل والي مصر قرة بن شريك العبسي هم المستشرقون الأجانب وذلك من خلال دراستهم الواسعة لكثير من أوراق البردي التي كتبت إما باللغة العربية أو باللغة اليونانية القديمة، التي تؤرخ لولاية قرة بن شريك على مصر، حيث قدمت أوراق البردي مادة وافرة حول عقليته الإدارية الكبيرة وحُسن تدبيره غيرها من الأمور التي سوف نتناول جزءًا منها تدحض كل تلك الزاعم والافتراءات حول الرجل.

وكان أول من تنبه إلى هذا الامر المستشرق أدلف جروهمان، وصرّحَ: «لقد تعمد المؤرخون تسويد صورة الحكم الأموي بصفة عامة وولاته على أقاليم الخلافة خاصة، حيث ضرب المثل بالوالي قرة بن شريك في الظلم الاستبداد والقسوة، لكن البرديات العربية لا نجد لها أي أثر البتة لظلم واستبداد والي مصر، بل كان حريصًا على حماية الناس والرعية من ظلم عمال الأقاليم المصرية والجباة، وعمل جاهدًا على تحسين الأوضاع الزراعية والاجتماعية بولايته وزيادة الإنتاج والاهتمام بالجيش والأسطول البحري وغيرها من الأمور».

ثم توالت حملات الدفاع عن قرة بن شريك العبسي من قِبل عديد من المستشرقين الأجانب الذين تصدوا لدراسة أوراق البردي العربي أمثال نبية عبود (وهي أمريكية من أصل عراقي) والأب هنري لامنس وبيل وبيكر وغيرهم وأثبتوا بالدليل بما لا يدع مجالًا للشك أنه من أنشط الولاة، ذو عقلية إدارية كبيرة، يتمتع بكفاءة عالية، شديد على كافة عماله.[2]

بحسب البردى التاريخية

تتضمن برديات والي مصر قرة بن شريك العبسي مجموعة من المراسلات الإدارية إلى عامله بسيل صاحب كورة «مدينة» أشقوة (قرية كوم إشقاو – مدينة طما – محافظة سوهاج حاليًا)، تدحض جميع الافتراءات والمزاعم التي وردت لدى غالبية المؤرخين، كما تدل على عقليته الإدارية والسياسية الكبيرة في إدارته لأكبر ولايات الدولة الأموية آنذاك وهي مصر، وكفاءته العالية وحسن تدبيره، ورفع الظلم عن الناس والرعية وأهل الأرض، وشدته مع عماله حكام الأقاليم المصرية، كما سنبين.

ففي إحدى البرديات المؤرخة عام (90هـ) التي أرسلها قرة بن شريك العبسي إلى بسيل صاحب أشقوة، يأمره فيها بأن يحسن اختيار القبَالين «العمال»، ونصها: «… ينبغي أن يكون عملك أكثر أمانة، وسنكافئ المحسن، ونعاقب المسيء والظالم، المجرد من المبادئ الخلقية والمضيع الذي لا يصلح لشيء»، ثم يحذر قرة بن شريك عامله باسيل صاحب أشقوة بنفس البردية باللهجة شديدة قائلاً: «فلا تلجئني إلى أن أكتب إليك بعد كتابي هذا، فإني إذن أعاقبك أشد العقوبة ويبلغك مني ما يضيق عليك أرضك». ففي هذه البردية يحث قرة بن شريك عامله على اختيار القبّالين الأمناء حتى لا يقع ظلم على أهل الأرض والرعية، وهذا ينفي صفة الظلم والقسوة والاستبداد عنه.

وفي نفس البردية يطلب قرة بن شريك من بسيل أن يكتال القبّالين بالكيل العدل، وألا يعتدي أحد منهم على أهل الأرض في كيل الغلال، ثم يهدد والي مصر بسيل والقبّالين بعقاب صارم تبين شدته مع كافة موظفي الدولة إن حاولوا الاعتداء على أهل الأرض، ونص البردية: «… وليكتال القبالين من أهل الأرض بالكيل العدل، فإني قد أمرت أصحاب الأهراء أن يتوفّوا من أهل الأرض كيل الرزق ولا يزيدوا عليه شيئًا … وإن وجدت أحد من القبّالين اعتدى على أهل الأرض في كيل الغلال، أو ازداد على الذي فرضت له شيئًا، فاجلده مئة جلدة، واجزز لحيته ورأسه، واغرمه ثلاثين دينارًا، بعد أن تغرمه ما ازداد على الذي أمرتك به، وأعلم أني لا أجد أحدًا من القبّالين اعتدى على أهل الأرض في الكيل أو أخذ منهم فوق الذي أمرت له به، يبلغك مني ما يضيق عليك أرضك».

وفي بردية أخرى مؤرخة عام (90هـ) يحث فيها الوالي قرة بن شريك بسيل صاحب كورة أشقوة أن يتق الله، ويتوخ العدل والمساواة في تقدير الغرامة المفروضة، ونصها:

«اتق الله وتوخ العدل والمساواة في تقدير الغرامة من قبلهم … ولا أعلمن أنك غششت أهل كورتك في أمر الغرامة التي فرضتها عليهم، أو أنك ظهرت محاباة أو كراهية لأحد في تقدير الغرامة، لأننا نعلم أن الرجال الذين سيقدرونها لن يعصوك فيما تأمرهم به، فإذا وجدنا أنهم فرضوا على أحدٍ أقل مما يجبب محاباة له أو زادوا في التقدير كراهية له، فسأعاقبهم في أبدانهم وممتلكاتهم إن شاء الله» وتُختتم البردية : «… فأكفني أمر ما قبلك واتق الله فيما تلي، فإنما هي أمانتك ودينك».

ومن الأمور المهمة التي تنفي الظلم والاستبداد والجور عن قرة بن شريك وتدل على حسن إدارته وسياسته هي الحرص في تقدير الجزية، ونهيه عن أخذها بالقوة، حيث سجلت إحدى البرديات العربية المؤرخة عام (91هـ) التي أرسلت إلى صاحب أشقوة الطريقة المثلى في تقدير الجزية، ونصها: «… واجمع مورايت القرى– أي رؤسائها- وامرهم أن يختاروا من يوثق به والأذكياء من الرجال، وليُقسموا، وامرهم أن يضعوا الجزية على كل قرية حسب طاقتها … وامرهم أن يقدروا القيمة بعد أن يُقسموا، فإذا انتهوا ارفعه إلينا، واحتفظ بنسخة منه، واكتب لنا أسماء الرجال الذين قدروا قيمة الجزية ونسبهم وقراهم»، ثم يحذر قرة بن شريك عامله بسيل إذا حملت قرية فوق طاقتها أكثر مما يقتضيه العدل في التقدير، مع حث عماله على مخافة الله، أثناء تقدير الجزية ونصها: « … وأعلم أننا إذا وجدنا قرية حملت فوق طاقتها، أو فرض عليها أكثر مما يقتضيه العدل في التقدير، أو إذا كانت قرية قد عجزت عن دفع القيمة المقررة من قبلهم، فأصيب المقدرين والعريف بعقوبة لا يحتملونها وأغرمهم ما عجزت عنه القرية… وحثهم على أن يجعلوا مخافة الله نصب أعينهم، وأن يتوخوا الأمانة في تقديرهم».

فضلاً عن المراسلات الإدارية التي جرت بين الوالي قرة بن شريك العبسي وعامله بسيل صاحب كورة أشقوة كثيرة وتتناول العديد من المواضيع المهمة للغاية التي تدحض وتفند كل تلك المزاعم والافتراءات التي وردت في حق قرة بن شريك في أغلب المصادر التاريخية، وتبين لنا مدى رفقه بأهل الأرض والرعية والاهتمام بهم حال عجزهم عن دفع الجزية المقدرة أو تحصيلها، وشدته وحزمه مع عماله وموظفي الدولة والجباة والقبّالين وأصحاب القرى في حال ظلمهم وجورهم على أهل الأرض وغيرها من الأمور التي إن دلت على شيء فإنها تدل على كفاءته العالية وحُسن إدارته وتدبيره لأمور ولايته.[3]

وفاته

توفي في ربيع الأول من عام 96 هـ .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهامش

  1. ^ محمد عبد الشكور أبو زيد. "قُرَّة بن شَريك العبسي: والي مصر الذي أنقذ سمعته ورق البردي". إضاءات.
  2. ^ محمد عبد الشكور أبو زيد. "قُرَّة بن شَريك العبسي: والي مصر الذي أنقذ سمعته ورق البردي". إضاءات.
  3. ^ محمد عبد الشكور أبو زيد. "قُرَّة بن شَريك العبسي: والي مصر الذي أنقذ سمعته ورق البردي". إضاءات.

المصادر

سبقه
Abdallah ibn Abd al-Malik
Governor of Egypt
709–715
تبعه
Abd al-Malik ibn Rifa'a al-Fahmi