قائمة الوسائط الفنية

في الفنون، الوسط هو المادة التي يستخدمها الفنان أو المصمم لإبداع العمل الفني.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

العمارة


النجارة

الرقمي


الرسم

يتصف البحث في مجال تقانات الرسم والتصوير بأنه بحث فني وعلمي في آن واحد. فهو يتطرق إلى دراسة أساليب الرسامين والمصورين في معالجتهم للوحاتهم والتعبير بذلك عن مفهوم فني متعلق بزمان ومكان معينين، كما يتطرق إلى المواد التي استعملها هؤلاء الرسامون والمصورون في صناعة اللوحة من حيث صفاتها العلمية (الفيزيائية والكيمياوية) وتأثيرها المتبادل واختلافها من عصر إلى آخر، بحسب مصادرها الطبيعية أو الصنعية.

تعد عمليتا الرسم والتصوير وجهين مختلفين لطرائق التعبير الفني؛ فالرسم يتم غالباً بلون واحد على سطح أبيض كالورق باستعمال قضبان الفحم النباتي السوداء أو قلم الرصاص، ويمكن الرسم بأكثر من لون إذا ما استعملت أقلام تركيبية تسمى باستل Pastel وهي على شكل أصابع منها الصمغي الناشف أو الزيتي الطري أو الحوَّاري.[1]

في حقبة ماقبل التاريخ، أي منذ مابين الألف العشرين والألف الخامس عشر قبل الميلاد، كانت التصاوير التي نقشها ولوّنها إنسان تلك الحقبة على جدران الكهوف، ممثلاً بها مشاهد الصيد وأنواع الحيوانات التي عرفها، مصنوعة من أتربة طبيعية غنية بأكسيد الحديد معجونة بالماء أو بحليب بعض النباتات أو بشحم الحيوان، ومن أصبغة نباتية يستحصل عليها بالغلي أو العصر، مثل مغارة لاسكو في فرنسة.

أما في حقبة العصور القديمة أي منذ الألف الرابع والألف الثالث قبل الميلاد حتى القرن الثالث والرابع الميلاديين، فقد تناول الرسم والتصوير زخرفة جدران المسكن والمدفن ومكان العبادة، وكانت العملية تتم على الجدران الحجرية أو الترابية المغطاة بطينة كلسية وذلك ما يسمى بالتصوير الجداري. وفيما يلي بعض هذه النماذج: تليلات الغسول في وادي الأردن، وفي المناطق الرافدية مثل تل العُقير وماري (تل الحريري) وتل بارسيب (تل أحمر) وفي قصور بابل و آشور وفي مدافن تدمر و فينيقية، وفي معابد دورا أوروبوس، وكذلك في المدافن والقصور والمعابد الفرعونية وفي مناطق حوض المتوسط مثل كريت وبومباي. وكانت تلك النماذج تصوّر بألوان طبيعية وصنعية ممزوجة بالأصماغ أو البيض أو شمع العسل على الطينة الجافة Secco أو بطريقة الفرسك Fresco، وهذا يعني التصوير بألوان الماء على الطينة الرطبة.

مثال، تقانة وأسلوب الفنان مونيه، رائد الانطباعية:

وقد رافق هذا الفن الجداري فن جداري آخر هو فن الموزاييك أو الفسيفساء وهي أحجار ملوّنة طبيعية أو ميناء زجاجية تلوّن صناعياً بأكاسيد معدنية، فتقطّع قطعاً بما يناسب الرسم المطلوب وترصف غرساً في طينة الجدار إلى جوار بعضها لتشكّل لوحة زخرفية متكاملة.

وقد تركت العصور القديمة نماذج من الرسم والتلوين على ألواح من العظم أو الخشب أو ورق البردي (ورق جلود الحيوانات) ثم الورق، وكان يُعمد إلى صنع ذلك بألوان طبيعية وصناعية ممزوجة بالصمغ وتمدد بالماء فتصبح أحباراً قابلة للتناول بالقصبة المبرية أو ريش بعض الجوارح ووبر الحيوان.

واستمرت تلك التقانات الفنية في الجداريات والمخطوطات في الحقبة البيزنطية منذ القرن الخامس الميلادي، ثم في الحقب العربية والإسلامية منذ القرن السابع الميلادي، كما في فسيفساء الجامع الأموي في دمشق، والمسجد الأقصى في القدس، وجداريات قصر الحير الغربي في سورية وقصير عمرة في الأردن وهناك نماذج من الفن العباسي والفاطمي والأندلسي. وكانت تصنع في بلاد الشام ومصر زخارف خشبية محفورة ومجصصة وملوّنة بمساحيق لونية ممزوجة بأصباغ نباتية، ولا تزال هذه الصناعة معروفة حتى اليوم وتسمى في بلاد الشام بالدهان العجمي.

أما المخطوطات والمنمنمات العربية فإن من أهمها ما صُنع بيد يحيى بن محمود الواسطي، وهي تمثل أسلوب مدرسة بغداد والموصل في القرن الثالث عشر الميلادي.

وقد تطورت تقانة التصوير الجداري على الطينة الرطبة (الفرسك) في حقبة عصر النهضة في أوربة وفي إيطالية خاصة، منذ القرن الرابع عشر الميلادي. وتتلخص تلك التقانة بأن يُغطّى الجدار بطبقتين أو ثلاث على التوالي من الكلس المطفي الممزوج بالرمل تترك لتجف فيما بينها، ثم يصار إلى وضع طبقة من نفس النوع قليلة الكثافة فوق الطبقات الأولى ويصار إلى التلوين عليها بأتربة لونية طبيعية ومعدنية ممزوجة بالماء شريطة أن يتم التلوين قبل جفاف الطبقة الرطبة؛ وإذا كانت اللوحة كبيرة المساحة (أي تتجاوز المتر المربع) فيصار إلى وضع الطبقة الرطبة مجزأة على مراحل الواحدة تلو الأخرى والتصوير على كل جزء على حدة حتى تكتمل اللوحة. وتؤدي هذه العملية إلى ثبات اللون بطريقة التأكسد الطبيعية، وتكون آلية هذا الثبات على الوجه الآتي: تبدأ مادة الكلس الموجودة شرطاً في طبقة الطينة الرطبة على الجدار بفقد الماء منها بملامسة الهواء الذي يحوي غاز الفحم وذلك بعد أن تكون الألوان قد تسربت إلى تلك الطبقة في العمق، مما يؤدي إلى تشكل طبقة متبلورة شفافة من فحمات الكالسيوم على سطح تلك الطبقة الخارجي تصبح قاسية بعد الجفاف، مما يؤدي إلى حماية الألوان، لأن هذا السطح يصبح غير قابل للانحلال حتى لو غُسِل بالماء.

أما في حقل اللوحة الخشبية أو القماشية فبعد أن كان يتم التصوير عليها بالمساحيق اللونية الممزوجة بصفار البيض والأصماغ المحددة بالماء (يطلق على اسم المزيج «التمبرا» Tempera)، اكتشف الأخوان «فان إيك» Van Eyck، وهما فنانان عاشا في بلاد الفلمنك في النصف الأول من القرن الخامس عشر، تقانة التصوير بالزيت بدلاً من التمبرا، إذ عملا على تحسين زيوت الجوز والكتان والخشخاش فجعلاها شفافة وقابلة لأن تجف مشكلة طبقة حامية لألوان اللوحة الممزوجة بها بعد الانتهاء من تصويرها؛ وتتم عملية التصوير بتمديد مزيج اللون والزيت بعطر طيار مثل عطر اللاوند أو عطر التربنتين، وتتيح تقانة التصوير بالزيت معالجة اللون على اللوحة لمدة طويلة نسبياً قبل أن يجف.

وتجدر الملاحظة أن التصوير بالزيت على اللوحة الخشبية أو القماشية كان يتم بعد أن تُغطى اللوحة بطبقة أساسية بيضاء من الحوّار الممزوج بالغراء وذلك استمراراً للطريقة التي كانت تؤسس بها اللوحات قبل اكتشاف التصوير الزيتي؛ كما تجدر الملاحظة أنه منذ اكتشاف التصوير الزيتي في القرن الخامس عشر حتى القرن التاسع عشر كان الفنانون يحضّرون ألوانهم بأنفسهم أي يمزجون المساحيق اللونية بالزيت على لوح من الرخام بمدقَّة زجاجية، كل لون على حدة، بكميّة تتناسب والحاجة، ثم يضعون المزيج في وعاء فخاري للاستعمال. وقد حُفظت مخطوطات من عصر النهضة الأوربي تصف طريقة العمل وتعدد وصفات تحضير المواد المستعملة.

وقد تطورت تقانة التصوير بالزيت وتعددت طرقها منذ القرن الخامس عشر الميلادي في أصقاع أوربة المختلفة ثم انتقلت إلى بلادنا منذ القرن التاسع عشر على يد الفنانين المستشرقين وتبناها الفنانون المحليون في كل من مصر والعراق وبلاد الشام.

تستمر في العالم اليوم تقانة التصوير الزيتي، وبدأت منذ القرن التاسع عشر تنشط صناعة القماش المجهّز للتصوير والألوان المعبأة في أنابيب (عصارات) معدنية كما ظهرت علامات مسجلة لدور صناعة المواد وتبارت هذه الدور فيما بينها في نشر الدعايات لمنتجاتها.

وقد اكتشفت في القرن العشرين منذ الحرب العالمية الثانية موادٌ موازية للزيت في صنع ألوان المصورين وهي مواد بلاستيكية بشكل مستحلبات مائية لراتنجيات تركيبية من نوعي الفينيل venilyque والأكريليك acrylique وكثر استعمالها في يومنا هذا لما تمتاز به من قابلية للتمديد بالماء وسرعة في الجفاف وعدم القابلية للامحاء بالماء بعد الجفاف. وتعد هذه الألوان معوّضة عن ألوان الحبر التقليدية إذا استعملت بطبقات شفافة، وهي مقاربة للألوان الزيتية إذا ماتم استعمالها بطبقات كثيفة.

أما التصوير الجداري اليوم فهناك استمرار لاستعمال تقانة الفرسك كما أخذت تنتشر طريقة التصوير على الجدران بالألوان البلاستيكية التي ذكرت في الفقرة السابقة، والتي يمكن استعمالها على الجدار المطلي بالكلس أو المطلي بالإسمنت.

المواد المستخدمة

المواد الأساسية للرسم

الأفلام

الضوء


الأدب


الإعلام المكتوب الشائع

التقنيات الأساسية للكتابة


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الطبيعة


الفنون التطبيقية

الگرافيتي

فنون الرسم المطبوع هي فنون الرسم فوق أسطح لاستخدامها في طبع نسخٍ متعددة مستنسخة من الأصل الواحد، ويعني مصطلح الگرافيتي عموماً تلك الخطوط المرسومة أو المحفورة أو المطبوعة على سطح من الورق أو الخشب أو المعدن. وبتقصي أقدم الرسوم التي تركها الإنسان القديم في المغاور تبين أن تلك الرسوم تحمل آثاراً خطية فوق أسطح الصخور والجدران، وعليه فإن هذه الرسوم تعد أول أعمال الغرافيك وأقدمها. أما آثار الرسم المحفور المطبوعة مثل الأختام السومرية الأسطوانية المصنوعة من الطين المشوي لمهر الوثائق و تعريف المناطق والأشخاص، فإنها لا ترمي إلى الحصول على نسخ مطبوعة متشابهة، وذلك بأن تكرار الطبعة أو الحصول على النسخ المتشابهة لم يصيرا هدفاً ممكناً إلا بعد اختراع الورق وانتشار صناعته في العالم بدءاً من منتصف القرن الخامس عشر بحيث صار بالإمكان عد هذا التاريخ تاريخ ولادة فن «الغرافيك» في أوربة بكل أشكاله.

وقد عُرفت أقدم أشكال الحفر على الخشب في كوريا عام 751م، وفي الصين أيضاً حيث وجدت لوحة تحكي قصة بوذية مؤرخة في عام 878م.

اهتم فن الحفر في الصين بطباعة الكتاب وإخراجه، ومن الصين انتقلت هذه الحرفة إلى اليابان، وارتبطت بطباعة الكتاب منذ عام 1582 م، ولكنها تطورت بمعزل عن الكتاب، وفي منتصف القرن الثامن عشر استخدمت الطباعة الملونة في اليابان رواسم عدة (كليشات) وصلت إلى قمة ازدهارها على يد الفنان هوكوساي (1760-1849) ممثل المدرسة الاتباعية اليابانية في الحفر على الخشب.

بقي فن الحفر في الصين مرتبطاً بخدمة الكتاب نصوصاً ورسوماً توضيحية حتى بداية القرن السادس عشر، وظهور الفنان الألماني المبدع ألبرخت دورر، وفنانين آخرين مثل هولبين (1497-1543)، ولوكاس (1494-1533)، وكراناخ الأصغر الذي ابتكر طريقة الظل والنور، وفيها استخدم راسمان في الطباعة لإخراج تأليف ثرٍ بمشتقات اللون الواحد، وقد حوّل كل هؤلاء الحفر على الخشب إلى فن تشكيلي خالص.

انتقل فن الحفر والطباعة إلى أوروربا مع الرحالة العرب في القرون الوسطى. وقد وُجدت في النمسة أول لوحة حفر على الخشب مطبوعة مؤرخة في عام 1491، كما وجدت لوحة أخرى في مدينة كراكوف في بولندة عام 1491، وتوسعت في أوروبا تقانة الحفر على الخشب؛ إذ أحدث الفنان توماس بويك في عام 1775 انعطافاً هاماً باستخدامه الحفر على صفائح الخشب المقطوعة أليافها عرضياً، فحصل على أدق الخطوط والتأثيرات الغرافيكية، وقد استخدمت طريقته هذه لدقتها في نسخ أعمال مشاهير الفنانين في التصوير (الزيتي) في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

تزامن مع الحفر على الخشب فن الحفر على سطوح المعادن الذي ارتبطت بدايته بتقانة النيلّو التي يزاولها الصياغ، وتعتمد حفر الرسم على صفيحة معدنية، وتعبئة الخطوط المحفورة بمعجون أسود أو أزرق. شهد النصف الثاني من القرن الخامس عشر حفر المونوغرافيين، وهم فنانون من هولندة وفرنسة وألمانية طبعوا أسماءهم على أعمالهم مرموزة بالحروف أو الكلمات مثل: سيد عام 1446، وسيد ورق اللعب... ومنذ نهاية القرن الخامس عشر وفي القرن السادس عشر تطور فن الحفر بتقانة المنقاش، وبه نسخت أهم أعمال مشاهير الفنانين. وإلى جانب الحفر بالمنقاش ظهرت تقانة الحفر بالماء القوي أي الحفر بالحموض على سطوح معدنية، ومن أهم الفنانين الذين استخدموا تلك التقانة وأبرعهم دورر، ورامبرانت، وبيرانيزي. وثمة طريقة أخرى تستخدم فيها الحموض لتخشين السطح المعدني باستعمال مساحيق أهمها الراتينج أو القلفونة المسحوقة، وتسمى هذه الطريقة صبغة الماء aquatint وتفرعت عنها طرق عدة أهمها طريقة السكر. وفي عام 1642 لجأ الفنان لودفيغ فون شيفن إلى الطريقة السوداء mezzotint التي شاع استخدامها في نسخ اللوحات الزيتية في نهاية القرن الثامن عشر في بريطانية وفرنسة وألمانية، ومن تلك الطريقة اشتقت طريقة أخرى هي طريقة الشمع الطري، وفي القرن الثامن عشر أحدثت طريقة ترمي إلى اقتفاء آثار الرسم المنفذ بأقلام الباستيل أو الطباشير.[2]

ومن فنون الحفر المعروفة الطباعة الحجرية lithography إحدى أهم فروع الطباعة والغرافيك التي اكتشفها الباحث الألماني ألويز سنفلدر A.Senfelder، واكتسبت أهميتها من إعلانات دومييه، وتولوز لوتريك الفنية.

أفاد فن الگرافيك منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى اليوم من تطورات التصوير الضوئي الذي ابتكر تقانات رديفة لفن الحفر التقليدي مثل الطباعة الضوئية والهليوغرافيورا والكليشة الزجاجية المغطاة بمادة حساسة. واشتهرت في بولندة طريقة الحفر الكهربائي (ألكتروتنتا) التي تعتمد الحفر بمرور تيار كهربي ضعيف الشدة عبر محلول ملحي، إضافة إلى طرق الحفر العميق على الجلد المدبوغ والحفر على الزجاج.ومن الطرق الهامة في الحفر العميق على المعدن طريقة الحفر الجاف بالإبرة الحادة dry point.

عرف العصر الحديث مجموعة أخرى من وسائل الحفر والطباعة مثل الحفر على صفائح من اللينليوم، أو الجص بدلاً من صفائح الخشب، والزنكوغراف zincographie، والشاشة الحريرية serigraphie، والطبعة الوحيدة، والحفر على الصفائح المعدنية الثخينة. إن وسائل الطباعة الغرافيكية في تقدم مستمر، وتزيد في تطورها وسائل التقانات الحديثة والدعاية والإعلان وطرق البرمجة الضوئية والليزرية والكمبيوتر وغيرها.

التصوير

أما التصوير فيتم بألوان متعددة على سطح أبيض كالورق المقوّى أو القماش أو الخشب أو الجدار، وهذه السطوح يجب أن يُحضّر لها أساس جصّي أو حوّاري حتى تصبح قابلة للتصوير عليها بألوان الماء (وهي مساحيق لونية ممزوجة بوسائط مائية لاصقة كالأصماغ والغراء والبيض) أو بألوان الزيت (وهي مساحيق لونية ممزوجة بزيت الجوز أو الكتان أو الخشخاش).

ارتبطت هذه التقانة بتاريخ الفن وتطوره عبر العصور، إذ يحمل هذا التاريخ دلالة من دلالات تطور الفكر، فلبت حاجة هذا الفكر وكانت انعكاساً له في حقول الفن التشكيلي المختلفة.

المواد الأساسية

الطباعة

النحت

نحت الإنسان منذ أزمان مغرقة القدم، فالنحت فن عريق، ووسيط حقيقي ربط بين الحضارات عبر التاريخ، ووسيلة للتفاهم لما يحتويه من مفردات ودلالات إنسانية، وعامل للهيمنة على الوسط المحيط والانسجام معه.[3]

ثمة آراء تعطي الأولوية في تقويم العمل النحتي وتمثله اعتماداً على الخامات والتقانات المستخدمة في تنفيذه، وثمة آراء أخرى لا تعير اهتمامها للمواد المستخدمة وتقاناتها، بل تعتمد على الشكل الفني في إقرار نجاح العمل الفني أو فشله.

من خلال ما تقدم، يمكن الإقرار بأن الهدف ليس في استخدام خامات وتقانات مختلفة فحسب، وإنما في البحث عن القضايا الأساسية والسامية التي تنشد التعبير عن طبيعة الموضوع، فلكل مادة مواصفاتها وإمكاناتها وخصوصيتها في التعبير.


ومن أجل الوصول إلى النتائج المرجوة يسلك النحات طرائق متنوعة من أهمها: النحت المباشر، والنحت بطريقة القولبة، والنحت بطريقة التجميع.

النحت بطريقة «التشذيب المباشر» la taille ويتمثل في استخدام خامة الحجر الطبيعي والخشب، ويعد الحجر الطبيعي في أقدم المواد وأنبلها استخداماً وأطولها ديمومة. وقد يعود التردد في استخدام هذه المادة لصعوبة تطويعها في التشكيل، وعلى النحات، لتطويعها، أن يستخدم أدوات يدوية مثل الأزاميل المسطحة والمسننة والمدببة، التي تطور استخدامها آلياً بوساطة الهواء المضغوط لتخفيف الأعباء عن النحات. أما الأدوات المستخدمة في تنفيذ الأعمال الخشبية، فإنها أكثر تعقيداً، بدءاً من الأدوات ذات الروؤس المقعرة بدرجات متفاوتة وانتهاء بالمطارق الخشبية.

النحت بطريقة «القولبة» modelage ويتمثل باللجوء إلى استخدام مادة وسيطة، ويعد الطين الصلصال في أكثر المواد شيوعاً في تحضير الأنموذج المراد تنفيذه لاحقاً بمادة أخرى طويلة الديمومة. يبدأ النحات بتجهيز هيكل معدني يحمل مواصفات الشكل النهائي الأولية كما الهيكل العظمي لجسم الإنسان، وبعد تنفيذ الشكل بالطين بصورته النهائية يقوم النحات بتصنيع القالب من مادة الجبس غالباً، وهذا القالب إما أن يكون قالباً هالكاً يستخدم مرة واحدة، ويحصل النحات على النسخة المطلوبة بعد تحطيمه، وإما أن يكون قالباً دائماً مؤلفاً من أجزاء عدة يمكن فكها وتركيبها في كل مرة يرغب النحات في الحصول على نسخة الأنموذج الأساسي.

كثيراً ما يلجأ النحاتون اليوم إلى استخدام مادة الحجر الصناعي (الحجر الصناعي بنية بيتونية قوامها الإسمنت والصخور المطحونة والمكسرة من الرمل والماء، مسلحة بالقضبان المعدنية) للحصول على الأنموذج الأساس بطريقة القولبة. ومع نظرة علماء الجمال إلى الإسمنت والإسمنت المسلح بازدراء، انتشرت هذه المادة في الحياة المعاصرة انتشاراً واسعاً، وصارت مادة أساسية في مجال النحت لتوافرها في كل زمان ومكان، وتكلفتها الزهيدة ومطواعيتها وقابليتها للتشكيل، وصمودها أمام الظروف الطبيعية وانسجامها مع العمارة الحديثة مع إمكانية التحكم بتلوينها.

ومن المواد المستخدمة في النحت بطريقة القولبة لابد من التطرق إلى خامة البولستير التي اجتاحت، على اختلاف أنواعها، كل مكان في الحياة الإنسانية المعاصرة وصارت بديلاً للرخام في استخدامات الإكساء الداخلي وصناعة هياكل السفن والطيارات والسيارات.

النحت بطريقة «التجميع» assemblge كتب النحات بوتشوني Poccioni في بيانه الشهير حول «المستقبلية»: «علينا التخلص، قبل كل شيء، من أحادية المادة في بنية العمل النحتي، والاعتراف بأننا نستطيع، إذا مادعت الضرورة، استخدام عشرين نوعاً من المواد في العمل الواحد، وذلك من أجل تحريض الأحاسيس في تلقي الشكل». ثم ذكر بعضاً منها: الزجاج والخشب والورق المقوى والحديد والإسمنت والشعر والجلد والإضاءة الكهربائية وغيرها. وبهذا فتح المستقبليون آفاقاً واسعة أمام الفنان المبدع، ومنحوه كل الحق في استخدام مختلف الوسائط لتحقيق ما يتطلع إليه.

يختلف الباحثون في أدبيات الفن التشكيلي في نظرتهم إلى خامة الحديد، فبعضهم يراها مادة ترتبط بقوة الشر الشيطانية الدنسة، وبعضهم الآخر يراها مادة مقدسة ذات خواص سحرية. أما الفنانون فقد استخدموا الحديد كل حسب مايريده منه، فالنحات كالدر Calder بنى أعماله بتقطيع الصفائح المعدنية بصيغ هندسية، وألف منها تكوينات تجريدية في الفراغ، ليطورها لاحقاً أشكالاً متحركة في الفراغ بفعل الهواء أو التفاوت بدرجات الحرارة. ولجأ نحاتون آخرون إلى تشكيل أعمالهم بوساطة الطرق واللحام بالقوس الكهربائية أو بغاز الأستيلين.

ولابد من التذكير بالنصب التذكاري الذي يقام من أجل التذكير بشخصية عظيمة أو حدث تاريخي كبير، والذي تجاوز حدود التعريف الموروثة ليشمل الأعمال العملاقة في مجالات الإبداع كلها: المعمارية كالمكتبات والمشافي، والأدبية كالموسوعات العلمية، والموسيقية كالسمفونيات والأوبرات.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المواد

تقسم المواد التي ينفذ بوساطتها العمل النحتي حسب طبيعتها قسمين:

الصوت


التكنولوجيا

صناعة النسيج

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ إلياس زيات. "تقانات الرسم والتصوير". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-06-12.
  2. ^ عبد الكريم فرج. "فنون الحفر والطباعة (فنون الغرافيك)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-06-12.
  3. ^ أحمد الأحمد. "تقانات النحت". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-06-12.

وصلات خارجية