عملية كمال عدوان

عملية كمال عدوان، هي من أكبر العمليات الخاصة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة. ففي الساعة 6.40 من مساء يوم السبت 11/1/1978 قامت مجموعة دير ياسين المكونة من ثلاثة عشر فدائيا – بينهم فتاة – من حركة التحرير الوطني الفلسطيني بتنفيذ عملية الشهيد كمال عدوان في المنطقة الساحلية بين مدينتي حيف وتل أبيب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تنفيذ العملية

نزل الفدائيون بزورقين على الساحل الفلسطيني في منطقة مستعمرة معجان ميخائيل، التي تقع على بعد 25 كم جنوب حيفا. ولما وصلوا إلى الطريق الدولية أوقفوا سيارة واستقلوها باتجاه تل أبيب. وفي الطريق أوقفوا سيارة ركاب كبيرة (باص) وانتقلوا إليها مع ركابها. وبعد قليل أوقفوا باصا آخر واقتادوا ركابه البالغ عددهم 63 شخصا وضموهم إلى ركاب السيارة الأولى واحتجزوهم رهائن ثم انطلقوا باتجاه تل أبيب.

جندت السلطات الإسرائيلية قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي والشرطة وحرس الحدود لمواجهة الفدائيين الذين استطاعوا تدمير شاحنتين وقتل من فيهما من الجنود اثناء محاولة اعتراض القوات الإسرائيلية لهم وتابعوا طريقهم. وعلى أثر ذلك قامت القوات الإسرائيلية باستخدام الطائرات العمودية (الهيلوكبتر) وأنارت المنطقة كلها.

استطاع الفدائيون اجتياز الحاجز الثاني الذي أقامته القوات الإسرائيلية على الطريق الدولي بين حيفا وتل أبيب بعد قتل وجرح أفراده وتدمير شاحنة إسرائيلية.

وعندما اقترب الباص من تل ابيب صدرت الأوامر للقوات الإسرائيلية بإيقافه بأي ثمن. فوضعت السيارات في عرض الشارع وتمركز الجنود الإسرائيليون على جانبي الطريق في منطقة هرتسليا قرب نادي ريفي يحمل اسم كانتري كلوب ولكن الباص نجح في اختراق هذا الحاجز الثالث الذي اقامته القوات الإسرائيلية لعرقلة تقدم الفدائيين. وعندها أطلق الجنود الإسرائيليون النار على دواليب الباص مما أدى لتعطله. وعلى الأثر نزل الفدائيون منه وانتشروا في المنطقة وجرت معركة عنيفة بينهم وبين القوات الإسرائيلية التي تم تعزيزها بقوات جديدة قدمت إلى المنطقة من تل ابيب.


الجرحا والقتلا

أسفرت المعركة عن استشهاد أحد عشر فدائيا وإسرائيليين كانا قد جرحا وانفجر الباص والرهائن بداخله بفعل نيران القوات الإسرائيلية وأدى ذلك إلى مقتل وجرح جميع من فيه. واعترف ناطق إسرائيلي بمقتل 37 إسرائيليا وجرح 82، ومقتل شرطي وإصابة تسعة آخرين، ولكن لم يصرح بعدد القتلى والجرحى من الجنود الإسرائيليون.

هزت عملية الشهيد كمال عدوان المجتمع الإسرائيلية بشكل لم يسبق له مثيل وأشعات الرعب بين المستوطنين الإسرائيليين لمدة يومين كاملين في كل أنحاء فلسطين.

منع التجول

قامت السلطات الإسرائيلية لأول مرة منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بفرض منع التجول بشكل شامل لمدة يومين في منطقة واسعة متمد من مدينة تل أبيب حتى ناتانيا شمالا وتضم ثلاثمائة ألف من السكان، وأغلقت المدارس والمصانع في المنطقة ، وأوقفت تحرك القطارات والسيارات بين حيفا وتل ابيب وداخل تل أبيب وضواحيها وناتانيا وهرتسليا ورامات هاشرون. والمتسعمرات القريبة.

الحماية وعمليات التفتيش

قامت السلطات الإسرائيلية بأكبر عملية تفتيش أشرف عليها قائد المنطقة الوسطى واستمرت أكثر من يومين وشارك فيها 5.700 من رجال الشرطة وحرس الحدود. وفرضت شرطة تل أبيب الحماية على 1.200 مؤسسة تعليمية و99 فندقا وخمسة مستشفيات وأقامت عشرات الحواجز على الطريق واتخذت القيادة الإسرائيلية من كانتري كلوب مقرا لها لتوجيه التعليمات التي استخدمت فيها الطائرات العمودية وكلاب الاثر.

وقامت وحدات خفر السواحل الإسرائيلية بعملية تفتيش دقيقة على طول الساحل الفلسطيني الشمالي والأوسط. ومنعت السلطات العبور من الضفة الغربية إلى داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وأغلقت جسور العبور على نهر الأردن، واعتقلت العشرات من المواطنين العرب في المناطق الساحلية للتحقيق معهم.

المراجع

  • شؤون فلسطيني: العدد 77، نيسان 1978، بيروت.

المصادر