عطاء الله مهاجراني

عطاء الله مهاجراني (و. 1954)، هو صحفي إيراني وكاتب في جريدة الشرق الأوسط. شغل منصب وزير الثقافة، وكان عضوا في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني.

عطاء الله مهاجراني.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والتعليم

ولد عطاء الله مهاجرني في مدينة آراك عام 1954، وتربى تربية دينية على يد والده آية الله مهاجراني أحد كبار علماء الدين إلا أنه لم ينخرط في سلك الحوزة العلمية، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدينته، ثم غادرها إلى أصفهان ليلتحق بجامعتها، وهناك درس في قسم التاريخ بكلية الآداب فحصل على درجة البكالوريوس، ثم التحق بجامعة شيراز حيث حصل على درجة الماجستير في التاريخ والثقافة الإيرانية عام 1983، ثم التحق بجامعة تربيت مدرس في طهران حيث حصل على درجة الدكتوراة في التاريخ والثقافة الإيرانية، إضافة إلى هذه الدرجة منحته [جامعة دوشنبة] في جمهورية طاجيكستان الدكتوراه الفخرية في الثقافة الفارسية. وقد أتاح التعليم المدني لمهاجراني أن يجيد اللغة الانجليزية والعربية والأوردية، وأن تتعدد مؤلفاته في مجالات الثقافة والتاريخ والقضايا السياسية والدينية.[1]


الحياة العملية

لمع اسم عطاء الله مهاجراني في سن السادسة والعشرين، مع انتخابه عضوًا بمجلس الشورى الإسلامي عن دائرة شيراز مع أول دورة برلمانية عام 1980، ثم انتخب ضمن هيئة رئاسة المجلس، ورأس لجنة التجارة، وصار المسئول الإعلامي للجنة الدفاع، فضلاً عن انتخابه نائبًا لرئيس لجنة الشئون الخارجية، وقد شارك في وضع أسس مشروع إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين الذين احتجزهم طلاب حزب الله في السفارة الأمريكية بطهران، وقد اعتمد الزعيم الخميني أفكاره التي وردت في المذكرة المقدمة للولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد انتهاء هذه الدورة البرلمانية عين مستشارًا ثقافيًا لإيران في باكستان عام 1984، ثم عين نائبًا لوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، ومساعدًا لرئيس الوزراء للشئون القانونية والبرلمانية عام 1985، وكان قد نال إعجاب الرئيس رفسنجاني خلال رئاسته لمجلس الشورى الإسلامي، لذلك فعندما تولى رئاسة الجمهورية أسند إليه منصب مساعد رئيس الجمهورية للشئون القانونية والبرلمانية عام 1989، كما عينه الزعيم سيد علي خامنئي عضوًا في لجنة إعداد السياسة الإعلامية الإيرانية عام 1992، كما عينه نائبًا لرئيس مركز الدراسات الاستراتيجية عام 1994، فضلاً عن عضويته في لجنة دعم الثورة الإسلامية في فلسطين، وهو مع كل هذه المهام ظل أستاذًا للتاريخ والثقافة الإيرانية بكلية الآداب جامعة تربيت مدرس، وعضو مجلس أمناء جامعات الجنوب، وجامعة العلوم الطبية بمدينة آراك، وعضو الهيئة العلمية لدائرة المعارف الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية، مؤكدًا على موقعه التعليمي والتثقيفي.

الحياة السياسية

يعتبر مهاجراني أحد مؤسسي حزب كوادر البناء. بل إنه هو الذي مهد الساحة لظهوره عندما أعلن أن جمعية روحانيت مبارز تمثل يمين النظام في حين أن مجمع روحانيون مبارز يمثل يسار النظام وهم تحت قيادة علماء الدين، وأن حاجة النظام ماسة إلى وجود تكتل ثالث يجمع التكنوقراط الذين هم عصب حركة النظام في مختلف الميادين، وأن الدستور لا يمنع وجود هذا الحزب. وقدم مهاجراني وثيقة بظهور حزب جديد وقع عليها ستة عشر مسئولاً في السلطة التنفيذية, ويرفع الحزب شعار دعم مسيرة التعمير والتنمية التي يقودها رفسنجاني، مما جعلهم يطلقون على أنفسهم كوادر البناء، وقد استطاع هذا الحزب أن يحرز شعبية كبيرة دلت عليها نتائج الانتخابات التشريعية الخامسة، وإن كان قد فشل في تعديل الدستور من أجل انتخاب أكبر هاشمي رافسنجاني لمدة رئاسة ثالثة، لكنه تحالف مع تكتل اليسار من أجل نجاح محمد خاتمي في انتخابات الرئاسة.

ومع وصول الرئيس خاتمي لمنصب رئيس الجمهورية اختاره لقيادة الحركة الثقافية من خلال إسناد وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي إليه، وقد أعلن منذ اختياره أن منهجه يتلخص في قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}. ويعتقد مهاجراني أن تقوية البينة الثقافية, وتقنين ضوابط النشاط الثقافي والفني والحفاظ على الهوية والاستقلال الثقافي, وتحقيق أماني الثورة الإسلامية وتجديد الفكر الديني ورفع الروح المعنوية، ترفع قدر إيران بين الدول. وقد فتح مهاجراني صدره للنقد مؤكدًا أهميته في تنمية البنية الثقافية, مشيرًا إلى أن وزارة الثقافة تحمل في طياتها عمل أربع وزارات هي الثقافة، والشئون الدينية والأوقاف، والسياحة، والإعلام، ومن ثم فاحتمال الخطأ مع هذا التنوع في المسئولية وارد، ورغم أن ازدياد النقد لأسلوب عمل وزارة الثقافة في عهد مهاجراني هو الذي جعله يقدم استقالته من هذا المنصب، إلا أن نجاح السينما الإيرانية في الحصول على جوائز عالمية مدين لهذا الأسلوب.

لقد أحدثت استقالة مهاجراني من وزارة الثقافة دويًا هائلاً في الأوساط السياسية والثقافية، سواء بسبب الضجيج الذي أثاره منتقدوه، أو بسبب كلمته التي ألقاها في مجلس الشورى الإسلامي، ودافع فيها عن منطقه وفكره وأسلوبه في مجال العمل الثقافي, مؤكدًا رفضه للإرهاب الفكري والتشدد والتطرف، مشيرًا إلى سماحة الإسلام التي أخرجت الثقافة الإسلامية من النفق المظلم الضيق إلى آفاق رحبة ورغدة، سمحت لها بالانفتاح على ثقافة ونظريات الآخرين، مبديًا حرصه على ضرورة اختلاف الأساليب مع ضرورة الحفاظ على المعتقدات والبنى الدينية والثورية. وقد دافع مهاجراني عن مجلة بهمن التي سمح فيها لكافة الاتجاهات السياسية والفكرية والفلسفية أن تعبر عن رأيها وفكرها، مشيرًا إلى أن هذه المجلة استهدفت أن تكون قطارًا يركب فيها راكب في كل محطة بدلاً من أن ينزل منه راكب عند كل توقف؛ لأن هذا يثري الثقافة الإيرانية ولا يقيدها بقيود لم تكن لها في أي عصر.

عندما ترك مهاجراني وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي أسند الرئيس خاتمي إليه رئاسة مركز حوار الحضارات الذي أنشأه، وعندما سئل: أليس هناك وجه شبه بين تولي خاتمي إدارة المكتبة القومية بعد خروجه من وزارة الثقافة في عهد رئاسة رفسنجاني وتولى مهاجراني إدارة مركز حوار الحضارات بعد تركه نفس الوزارة؟ أجاب بأن هذا أمرًا حقيقيًا وأنه يضع خبرة خاتمي أمامه. وقد حاول البعض إغراءه لمنافسة خاتمي في انتخابات الرئاسة السابقة, لكنه لم يقع في هذا الفخ مع لفته انتباه اليساريين الشبان، وقد شارك حزبه في تكتل الثاني من خرداد، واشتركت زوجته جميله كديور في الانتخابات التشريعية السادسة التي كانت على قائمته عن طهران، وحققت فوزًا ساحقًا. ويسعى مهاجران إلى الحصول على تأييد علماء الدين في الحوزات العلمية, فضلاً عن نفوذ الأب الروحي لحزبه وهو هاشمي رفسنجاني, إضافة إلى جهود الصحفيين. وقد عارض مهاجراني الفكرة التي طرحها بعض الإصلاحيين بالانسحاب من الساحة السياسية احتجاجًا على تضييق مجلس الرقابة على القوانين، وحجب عدد كبير من مرشحيهم عن الاشتراك في الانتخابات التشريعية السابعة، مؤكدًا أنه يرفض السلبية تحت أي شعار ومع أي تبرير، ويرى مهاجراني أن رئيس الجمهورية ينبغي أن يتميز بإدراك صحيح ودقيق لمفهوم التنمية الوطنية الشاملة, وأن يكون صاحب رأي ونظرية في هذا المجال، ولا يكون خاضعًا لرأي حزب أو جماعة أو طبقة، بل يعتبر نفسه عصارة الشعب الإيراني، كما لا ينبغي أن يخضع للضغوط الخارجية. برنامج المرشح ينبغي أن يكون وسيلته لتحقيق شعاراته في مجالات ثلاثة هي الثقافة والسياسة والاقتصاد، كما يرى مهاجراني أن الجمهورية الإسلامية التي هي حاصل وأحد إنجازات الثورة الإسلامية العظيمة، لا يمكن أن تستمر بدون حرية, أي بدون تحديد القدرة السياسية. ويؤيد مهاجراني سياسة إزالة التوتر خاصة مع الدول المجاورة لإيران بما فيها العراق التي وصف الحرب معها بأنه اقتتال الإخوان، وهو ما أثار المحافظون ضده وهاجمته الصحف التابعة لهم، كما يؤيد المباحثات مع الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة علاقات متوازنة، وأنه ما زال مصرًا على موقفه الذي عرضه على الزعيم الخميني عند أزمة الرهائن الأمريكين من ضرورة وجود حوار مباشر مع الأمريكين، كما لا يخفى لقاءاته مع مسئولين أمريكيين على هامش المؤتمرات التي يشارك فيها خارج إيران, كذلك لقاءاته مع الإيرانيين المقيمين في الخارج، هذه الأمور تعرضه لنقد المحافظين، لكنها ترفع أسهمه لدى الأحزاب الإيرانية الإصلاحية, وهو لا يجد أن ذلك يمثل حرجًا له أو مانعًا من قبول ترشيحه من جهة مجلس الرقابة على القوانين، ومن الواضح أن لدى مهاجراني الكثير الذي لم يخرجه من جعبته بعد, وهو ما يجعله تحت سمع وبصر المراقبين والمنافسين.

مؤلفاته

من أهم مؤلفاته:

  • حماسة الفردوس
  • عصف الريح (زند باد) سلمان الفارسي
  • أسطورة نيما
  • نقد مؤامرة آيات شيطانية (نقد يفتقد لمعايير العمل الأكاديمي)

حياته الشخصية

تزوج مهاجراني من جميلة كديور ابنة آية الله منوهر كديور أحد علماء الدين الكبار في حوزة شبراز، وأخت عالم الدين الإصلاحي الثائر حجة الإسلام والمسلمين محسن كديور. جدير بالذكر أن عطاء الله مهاجراني يكن عداء خفيا للدول العربية وبخاصة الخليج العربي، وقد ساهم في قمع النشطاء الثقافيين الأحوازيين، كما في أثناء توليه منصب وزارة الثقافة لم يسمح بالإعلام بالعربية للشعب العربي الأحوازي.

المصادر

  1. ^ "عطاء الله مهاجرني .. هل يعيد الإصلاحيين للمنافسة على الرئاسة؟". البينة. 2004-05-12. Retrieved 2011-05-24.